يُلاحظ أنه مع الإعلان عن كل دورة انتخابية أمريكية جديدة، ينشغل العالم كله بتحليلات وتوقعات، مستعرضاً التاريخ السياسي لكل حزب، ثم الحياة المهنية للمرشحين كليهما، ولإنجازات الرئيس الذي تنتهي ولايته، ومؤهلات منافسه وقدراته التي ربما ترجح الكفة لصالحه.
وتزداد حمُّى التكهُّنات مع قرب موعد الإعلان عن النتائج، مثل أيامنا هذه، ويذهب بعض المهتمين في التنظير، بعيداً عن كل ما يدور في دهاليز مطبخ السياسة الأمريكية، في ما يتعلق برأي النخبة السياسية وعامة الشعب على حد سواء.
أما واقع الحال كما أراه من وجهة نظري المتواضعة: السياسة الأمريكية ثابتة، يحكمها اللوبي اليهودي من خلال مجلسيها.
والنتيجة: دعم غير محدود لدولة الكيان اليهودي، يحتل المرتبة الأولى، حتى على المصلحة الأمريكية نفسها. وتوظيف المنظمات الدولية الهلامية من مجلس (قهر) وأمم (غير متحدة) ومفوضية (ظلم) الإنسان وغيرها من صندوق (الاستغلال) الدولي… إلخ، لخدمة إسرائيل أولاً، ثم من بعد لخدمة أمريكا، بعيداً عن الاهتمام بأي مشاكل أخرى في العالم، كانت أمريكا نفسها سبباً مباشراً في إشعال جذوتها.
والحقيقة: الأمر لا يتطلب عبقرية خارقة لاستكشافه، فبصرف النظر عن قراءة متعمِّقة في التاريخ السياسي لأمريكا، نجد أن ما قدمه الجمهوريون عن طريق ترامب مؤخراً، أو قل ما قدمه اللوبي اليهودي في أمريكا لإسرائيل، من دعم استفز مشاعر العالم كله، لم يسبق أن تجرأ رئيس أمريكي من سلفه حتى على مجرد التفكير فيه.
وها هم الديمقراطيون في عهد بايدن، أو قل أيضاً اللوبي اليهودي في أمريكا: تُذبح فلسطين من الأذن إلى الأذن، وتدكّ بيوتها على رؤوس ساكنيها من أبرياء، وحتّى على حيواناتهم، تحت سمع الديمقراطيين
وبصرهم، بل أكثر من هذا: بدعم سخي منهم، ناهيك عن حرب السودان العبثية، وقرى منطقة الجزيرة التي يُذبح حتى أطفالها ونساؤها وشيبها وشبابها بالجملة، ويذلون ويهانون بطريقة بشعة تغضب حتّى الشيطان، دونما جريرة ارتكبوها؛ دون أن تحرك أمريكا (راعية العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان) ساكناً؛ وقطعاً لن تحرك أبداً: بل تصبّ الزيت على النار.
وليس دعم أمريكا، أقصد اللوبي اليهودي الذي يحكم أمريكا قولاً وفعلاً، لأوكرانيا في حربها ضدّ روسيا ببعيد، وتجّييش الغرب لمناصرة أوكرانيا في محرقة أشعلتها أمريكا نفسها. ولن أتحدث عن تداعيات (الخريف العربي)، و (فوضى امريكا الخلاقة) في منطقة الشرق الأوسط.
وبالجملة: ما من فتنة هنا أو هناك، في هذا العالم الفسيح، إلا من خلفها فوضى أمريكا، وديمقراطيتها العرجاء، وكيلها بمكيالين.
أما في ما يتعلق بقرار الشعب الأمريكي في التصويت لانتخابات الرئاسة، ففي تقديري: يحكمه المزاج، والأهواء، والانفعال الآني، أكثر ممّا يحكمه العقل الرزين. ولأن أهل مكة أدري بشعابها كما نقول، يدرك الأمريكيون (مكرهين) أكثر من أي شعب آخر، أن بلادهم يحكمها اللوبي اليهودي، طوعاً، أو كرهاً، إن فاز الديمقراطيون، أو الجمهوريون، فالأمر سيَّان، أكد هذا كثير من الأكاديميين الأمريكيين أنفسهم. ففي ما يتعلق بالأهواء، والمزاج العام، واللحظة الآنية، مثلاً: فوز الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، الذي كان ديمقراطياً ليبرالياً في الأساس، ثم (تجمّهر) وجاء للانتخابات من شاشة السينما، عام 1980، فوزه على سلفه جيمي كارتر الديمقراطي الأصل، الذي جاء للبيت الأبيض من مراكز الأبحاث والقلم والقرطاس، إثر أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران. مع أن الكل كان يدرك جيداً: أن كارتر كان أكثر علماً، وأرجح عقلاً، وأبعد نظراً، وأطيب قلباً، مقارنة بمنافسه ريغان.
والذي أراه اليوم، أن رؤية اللوبي اليهودي في أمريكا لحرب دولة الكيان اليهودي على غزة، هي التي تحدِّد الفائز.
والمحصلة في تقديري المتواضع: لا ينتظر أحد جديداً من انتخابات أمريكا، إن حكمها زيد أو عمرو.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود اللوبی الیهودی
إقرأ أيضاً:
قنبلة وقتيل ومصابين.. محاولة اغتيال محمد رمضان على المسرح تثير ضجة
#سواليف
شهد #حفل #الفنان_المصري #محمد_رمضان في #الساحل_الشمالي، مساء الخميس، حادثاً مؤسفاً أسفر عن وفاة شخص وإصابة عدد من الأفراد، وذلك بعد انفجار مفاجئ وقع على خشبة المسرح أثناء العرض، مما أدى إلى حالة من الهلع بين الحضور ودفع الفنان إلى إيقاف الحفل على الفور.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، فقد انفجرت إسطوانة الغاز الخاصة بإحدى الألعاب النارية التي كانت تُستخدم خلال الفعالية الترفيهية، وخرج الوضع عن السيطرة فسقطت الألعاب المشتعلة على بعض أفراد الأمن المتواجدين في محيط المسرح، ما تسبب في اشتعال النيران بأجساد أربعة منهم.
وسارعت سيارات الإسعاف إلى موقع الحفل بعد تلقي البلاغ، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى، بينما أعلنت مصادر طبية لاحقاً عن وفاة أحد العمال متأثراً بجراحه.
مقالات ذات صلة محطات في حياة لطفي لبيب.. حرب 1973 ودور السفير الإسرائيلي 2025/08/01من جانبه، أنهى محمد رمضان الحفل بشكل مفاجئ، وطلب من الجمهور مغادرة المكان بهدوء لتجنب التدافع، مؤكداً على أهمية الحفاظ على سلامة الحضور.
كما حرص على التواصل الفوري مع الجهات المختصة، مطالباً بتوفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين.
وفي تطور لافت، نشر محمد رمضان عبر صفحته الرسمية على فيس بوك تعليقاً أثار الجدل، حيث أكد أن الحادث ليس مجرد خلل فني أو خطأ في استخدام الألعاب النارية، بل “محاولة اغتيال مكتملة الأركان”، على حد وصفه.
وقال في منشوره: “تم إنهاء الحفلة قبل منتصفها بسبب تفجير على المسرح بجواري بالضبط، وأثره في أذني حتى الآن.. وبسببه وفاة عامل واثنان من الشباب في حالة خطرة.. صوت قنبلة لا علاقة له بالفايروركس (الألعاب النارية).. والله محاولة اغتيال مكتملة الأركان.. ليه الغل يوصل للدرجة دي؟”.
وتفاعلت الأجهزة الأمنية مع تلك التصريحات بشكل عاجل، وفتحت تحقيقاً موسعاً للوقوف على حقيقة ما جرى، والتحقق من مدى مطابقة الألعاب النارية المستخدمة للمواصفات الفنية، وهل كان هناك بالفعل فعل متعمّد وراء الانفجار، أم أنه مجرد حادث عرضي نتج عن خلل في التجهيزات.