صحيفة الخليج:
2025-06-03@13:21:04 GMT

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: حكاية قصيدة

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: حكاية قصيدة

في بداية شهر سبتمبر عام 1953م، وصلت البعثة التعليمية الكويتية، إلى الشارقة، وكانت من المدرسين: مصطفى طه ناظراً للمدرسة ومدرساً، وأحمد قاسم البيروني، مدرساً، كما وصلت إلى المدرسة القاسمية بالشارقة، وكانت شبه نظامية، شحنة من الكتب والأدوات الرياضية.
بدأت الدراسة للعام الدراسي 1953م-1954م، وكانت في صورة أربعة فصول، من الأول الابتدائي إلى الرابع الابتدائي، كان إلى جانب مدرسي البعثة، اثنان من مدرسي المدرسة القاسمية بالشارقة غير النظامية، هما عبد الله القيواني وجاسم بن سيف المدفع.


كانت حصة اللغة العربية، يدرسها أحمد قاسم البيروني، أما حصة علوم الدين فكان يدرسها عبد الله القيواني.
في حصة اللغة العربية، كان أحمد قاسم البيروني، إذا أخطأ الطالب، ينهره، بقوله: «يخرب بيتك».
وصل ذلك القول إلى عبد الله القيواني، مدرس علوم الدين، وفي حصته، قال لنا: لماذا لا تردون عليه؟ فوقفت وقلت: أنت مدرس مثله، وعندما علمت بذلك القول الواجب عليك أن تخبره أن ذلك القول لا يجوز في بلادنا، أما نحن فلا يصح أن نلاسن المدرس، رد عبد الله القيواني عليّ قائلاً: الذي لا يرغب في الرد على ذلك المدرس، دعوه يخربون بيته.
في اليوم التالي لم أذهب إلى المدرسة، ورافقت والدي بالذهاب معه إلى السوق، حيث لديه معاملات تجارية، وبينما نحن نمر بالسوق، وصل سعود بن سلطان القاسمي إلى هناك، وشدني من ثوبي إلى الخلف، ليقول لي، بأن الناظر يريدني، فطلبت منه أن يرجع إلى المدرسة وأني سأرجع إلى المدرسة على أثره.

أول فريق لكرة القدم للمدرسة القاسمية للعام الدراسي 1953م-1954م.. وفي الصف الأول: الطالب سعود بن سلطان القاسمي، الأول من اليسار.. وفي الصف الثاني: المدرسون، من اليسار:
عبد الله القيواني، (مدرس)، مصطفى طه، (ناظر المدرسة)، وجاسم بن سيف المدفع، (مدرس)،
وأحمد قاسم البيروني، (مدرس).. وفي الصف الثالث: الطالب سلطان بن محمد القاسمي، الثاني من اليسار.


التفت والدي على ذلك الحديث وسأل سعوداً عن الموضوع، فأجاب سعود بأن الناظر يريد سلطاناً، فالتفت والدي إليّ، وسألني عن سبب تغيبي عن المدرسة.
قلت لوالدي: دع سعوداً يرجع إلى المدرسة وأنا سأخبرك عن الموضوع، شرحت لوالدي، ما قاله عبد الله القيواني عليّ، هنا غضب والدي من ذلك الكلام، وقال: لنذهب إلى المدرسة، وعند دخولنا المدرسة أرشدت والدي إلى غرفة الناظر، وهناك انفجر والدي في وجه ناظر المدرسة قائلاً: من عبد الله القيواني الذي يتلفظ على سلطان وعلى خراب بيته؟ ووقف والدي وهو يهزّ عصاه قائلاً:«أنا الذي بخرب بيته !!! بهذه العصا أمام طلاب المدرسة !!!، أنا أستطيع أن أبني مدرسة خاصة بسلطان، ولن يدخل ابني هذه المدرسة التي بها هذا المدرس»، هنا بكيت، من ذلك الموقف الذي تسببت في صنعه.
التفت والدي وشاهد الدموع التي تنهمر من عينيّ، وسألني: ما يبكيك؟طلبت من والدي أن يترك المسألة للناظر، وأي قرار يتخذه، فإني سأقبله.
قال والدي: إذا كان ذلك يرضيك، فإني راضٍ بذلك.
خرج والدي من المدرسة بعد أن ودّعه ناظر المدرسة مصطفى طه، والذي أخذني إلى غرفة الناظر، وطمأنني بأنه سيتولى الأمر بنفسه.
سألني الناظر مصطفى طه عن مكتبتي الخاصة، وعن الكتب التي بها، فأخبرته عن أهم الكتب التي بها قائلاً: بها كتاب نهج البلاغة، وكتاب جواهر الأدب والشوقيات لأحمد شوقي.
سألني الناظر قائلاً: هل تحب الشعر؟ فأجبته بأنني أحب الشعر، كثيراً، قال الناظر: «استمع إليّ».
وأخذ يعدّ من ذاكرته قصيدة شعرية بعنوان: عليا وعصام.
فتهللت فرحاً، وقلت: أين أجد تلك القصيدة.
قال الناظر: إذا أنا كتبت لك فهل ترضى بحكمي عن موضوع عبد الله القيواني؟ قلت: نعم، قال: غداً أحضرها معي صباحاً.
فشكرته على ذلك، لكنه قال: إنك لم تسمع بحكمي على عبد الله القيواني.
قلت: اُحكم وأنا أنفذ ما تقوله.
قال: سأطلب عبد الله القيواني إلى غرفة الناظر وأصلح بينكما.
فقلت: أنا طوع أمرك.
حضر عبد الله القيواني إلى غرفة الناظر، وتم الصلح بيننا، أما موضوع أحمد قاسم البيروني، فسيعالجه ناظر المدرسة.
في اليوم التالي حضر الناظر مصطفى طه، ومعه القصيدة فكانت أغلى هدية.
احتفظت بقصيدة «عليا وعصام» منذ شهر سبتمبر عام 1953م إلى يومنا هذا، وما القصيدة المنشورة مع المقالة إلّا تلك القصيدة.

الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

الصورة

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة إلى المدرسة مصطفى طه

إقرأ أيضاً:

بدور القاسمي تشهد تخريج 794 طالباً من 47 جنسية في «أمريكية الشارقة»

الشارقة: «الخليج»

احتفلت الجامعة الأمريكية في الشارقة بتخريج 794 طالبًا وطالبة خلال حفل تخريج دفعة ربيع 2025، الذي أقيم في قاعة المدينة الجامعية بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة، وقيادات الجامعة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، إلى جانب أسر الخريجين وضيوفهم، في مناسبة عكست التنوّع الثقافي للدفعة التي تمثل 47 جنسية.
وألقت الشيخة بدور القاسمي، والدكتور تود لورسن، مدير الجامعة، كلمة خلال الحفل، عبّرا فيها عن فخرهما بالخريجين، مؤكدَين أهمية الاستمرار في التعلّم وخدمة المجتمعات بالعلم والمعرفة.


قالت الشيخة بدور القاسمي: «بإصرارهم ومثابرتهم، يغادر خريجونا الجامعة الأمريكية في الشارقة، وهم مزوّدون أولاً بشهادات أكاديمية يفتخرون بها، وأيضاً بالشجاعة في طرح الأسئلة الصعبة، وبالتعاطف الذي يؤهّلهم للقيادة بمسؤولية، وبالرؤية التي تؤهلهم لصياغة عالم يسوده التقدّم والإنسانية. وبينما يخطون خطواتهم نحو مستقبلٍ لا يخلو من الغموض، فإنني واثقة تماماً بقدرتهم على التكيّف، والقيادة الهادفة، واتخاذ قرارات تستند إلى أرقى القيم التي تمثل الجامعة والشارقة».
من ناحيته، قال الدكتور لورسن: «تجسّد هذه الدفعة رسالة الجامعة في إعداد طلبة مزوّدين بالمعرفة، ومؤمنين بالقيم، وقادرين على قيادة التغيير في عالم متسارع. هم يغادرون الجامعة ليس فقط بشهادات أكاديمية، بل بثقة وشغف ومرونة ستسهم في بناء مستقبلهم وخدمة مجتمعاتهم».
وشهد الحفل كلمة رئيسية ألقتها إيمي محمود، الشاعرة والناشطة وسفيرة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قدّمت من خلالها تأملًا عميقًا حول الصمود والهدف.


وتُعد إيمي محمود، خريجة جامعة ييل، من الأسماء المعروفة عالميًا في الشعر المسموع والعمل الإنساني، حيث تستثمر منصتها للدفاع عن السلام والتعليم والعدالة المناخية، وقد ركّزت رسالتها للطلبة على أهمية توظيف تعليمهم ومهاراتهم لإحداث تغيير فعّال وهادف في العالم.
كما تم منح الدكتورة مناهل ثابت شهادة دكتوراه فخرية في الآداب الإنسانية، لإسهاماتها الرائدة في مجالي الاقتصاد والذكاء الاصطناعي، حيث تعدّ شخصية عالمية بارزة وواحدة من أبرز الاقتصاديين والعلماء والخبراء في الرياضيات الكمية والهندسة المالية، حيث قدمت استشارات استراتيجية لمؤسسات دولية حول تطوير سياسات اقتصادية مبتكرة، كما أدرجت ضمن موسوعة غينيس لتعليمها أكبر عدد من الطلبة كيفية إنشاء خرائط ذهنية لتقوية الذاكرة خلال صف واحد في زمن قياسي، وصُنفت ضمن أذكى 30 شخصًا في العالم حسب تصنيف «Super Scholar».
وكان للطلبة حضور بارز في الحفل من خلال كلمات مؤثرة استعرضوا فيها تجاربهم، وتحدّث الطالب كريم محمود حجازي عن رحلته في التغلب على غياب الثقة في النفس وبنائها من خلال التوجيه الأكاديمي والتجارب التي خاضها في الجامعة.
فيما سلّط الطالب أحمد أيمن أحمد الضوء على قيمة التعليم في عالم يعاني من الاضطرابات، مشددًا على أهمية رد الجميل للمجتمع والعمل من أجل مستقبل أفضل.
وفي سابقة من نوعها، مُنح كأس رئيس الجامعة لأربعة طلبة حققوا أعلى معدل أكاديمي في دفعتهم، هم حسين علي سجواني (تخصص مالية)، وحمزة قاسم سويد (تخصص هندسة كهربائية)، عمر خالد فراج (تخصص هندسة حاسوب)، ويوسف بلال إرشيد (تخصص هندسة الحاسوب مع تخصص فرعي في علم البيانات).


كما مُنح كأس مدير الجامعة للطالب فهد محمود (تخصص نظم المعلومات الإدارية مع تخصص فرعي في إدارة سلاسل التوريد)، الذي تخرج بمرتبة الشرف تقديرًا لتفوقه الأكاديمي وشخصيته القيادية ومشاركته المجتمعية الفاعلة.
وقال حسين السجواني في وصفه لرحلته الجامعية: «صنعت في الجامعة ذكريات لا تُنسى مع أصدقاء أصبحوا بمثابة عائلة. كل تحدٍ واجهناه معًا زادنا قوة، مدفوعين بالانضباط والدعم المتبادل. ومع انطلاقنا نحو المستقبل، دعونا نحمل معنا اللحظات والدروس التي شكّلت شخصياتنا فالتطوير لا يعني الوصول إلى الكمال، بل في القدرة على الاستمرار، وفي الحكمة التي نكتسبها على طول الطريق».
كما شهد الحفل تخريج أول دفعتين من برنامجي ماجستير الآداب في الدراسات الدولية، وماجستير العلوم في التعلم الآلي.
وضمّت دفعة ربيع 2025 ما مجموعه 123 خريجًا وخريجة من برامج الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه)، و671 خريجًا وخريجة من برامج البكالوريوس، من بينهم 447 طالبة و347 طالباً، بينهم 184 مواطنًا ومواطنة من دولة الإمارات.
وتوزّع الخريجون على كليات الجامعة الأربع، بينهم 126 من كلية العمارة والفن والتصميم، 149 من الآداب والعلوم، 208 من إدارة الأعمال، و311 من الهندسة.


وينضم هؤلاء الطلبة إلى شبكة خريجي الجامعة المنتشرة حول العالم، حاملين معهم إرث الجامعة في التميز الأكاديمي وروح الابتكار والالتزام بإحداث أثر إيجابي في مجتمعاتهم.
احتفلت الجامعة الأمريكية في الشارقة بتخريج 794 طالبًا وطالبة خلال حفل تخريج دفعة ربيع 2025، الذي أقيم في قاعة المدينة الجامعية بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة، وقيادات الجامعة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، إلى جانب أسر الخريجين وضيوفهم، في مناسبة عكست التنوّع الثقافي للدفعة التي تمثل 47 جنسية.
وألقت الشيخة بدور القاسمي، والدكتور تود لورسن، مدير الجامعة، كلمة خلال الحفل، عبّرا فيها عن فخرهما بالخريجين، مؤكدَين أهمية الاستمرار في التعلّم وخدمة المجتمعات بالعلم والمعرفة.

مقالات مشابهة

  • فيصل بن حميد القاسمي يترشّح لرئاسة الاتحاد العربي للدرّاجات
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (التايتانك بتاعتنا)
  • بدور القاسمي تشهد تخريج 794 طالباً من 47 جنسية في «أمريكية الشارقة»
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (وعن … أنت منو عشان تتكلم..؟)
  • القرعان يكتب: نعم مخرجنا ثورة بيضاء يقودها ولي العهد
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( …. ورسم قلب المجتمع)
  • وفاء صادق: والدي طردني من الاستوديو ورفض دخولي الفن
  • سلطان بن أحمد القاسمي: قانون السلطة القضائية في الشارقة يبدأ تطبيقه اليوم
  • المدرسة المعظمية مؤسسة موقوفة على الأحناف في القدس
  • سلطان بن أحمد القاسمي يثمن حصول جامعة الشارقة على «بلاتيني التعليم والأبحاث»