إعلام إسرائيل يكشف تسجيلات تثبت تحريض بن غفير على العرب والمسجد الأقصى
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
كشف تحقيق للقناة 13 الإسرائيلية عن شهادات وتسجيلات تظهر استيلاء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحاشيته على جهاز الشرطة، وتظهر التسجيلات تحريض بن غفير مقربيه على تصعيد الاستفزاز وتفجير الوضع ضد العرب، وفي المسجد الأقصى.
وقالت القناة إنه ليس من الغريب أن يسارع بن غفير إلى المحكمة لمنع بث هذا التحقيق، "لأنه يعرف جيدا ما هو مكتوب ومسجل صوتيا، ولكن لحسن الحظ أن المحكمة سمحت ببث هذا التحقيق".
وأضافت على لسان أحد صحفييها موجهة كلامها للإسرائيليين: "بإمكانكم جميعا الآن إصدار الحكم على أداء وزير الأمن القومي وعضو المجلس الوزاري المصغر، سيتم كشف أسرار بن غفير".
وحسب ما أوردت القناة 13، فقد حصل التحقيق الصحفي لبرنامج "همكور" (المصدر) على الآلاف من المراسلات النصية والرسائل الصوتية لبن غفير وأقرب مستشاريه، وقالت إنه من خلال هذه المواد الحصرية تبين خطوة خطوة كيف أوجد بن غفير ميزان ردع لرئيس الحكومة.
وتوضح أنه "بينما المعارك في ذروتها، يفكر مستشاري بن غفير في الاعتبارات السياسية الحزبية". وعرضت القناة 13 قول بن غفير: " فكروا.. سأنضم للمجلس المصغر.. مشكلتنا أكبر بكثير من الاعتبارات السياسية الحزبية". كما تنقل قوله: "نحن في الشرطة وحرس الحدود نستعد لاحتمال تنفيذ عملية "حارس الأسوار 2″"، والتي تعني -حسب القناة- وقوع أحداث عنف بين العرب واليهود في إسرائيل.
وتحدث صحفي قناة 13 عن مجموعة "الواتساب" التي قال إنه يقتبس منها واسمها "الإستراتيجية والحكومة"، مشيرا إلى أن أعضائها هم الأشخاص الذين عينهم بن غفير لإدارة وزارة الأمن القومي، ومنهم "أعز أصدقائه ومدير مكتبه وزوجته ومجموعة ليس لها نهاية من المتحدثين والمستشارين الإعلاميين".
وعرضت القناة العشرات من الرسائل النصية لبينتسي غوبشتاين، الذي وصفته بأهم الأشخاص بين مستشاري بن غفير، والتي تبين أنه ضالع جدا في اتخاذ القرارات الأمنية والتعيينات وفي كل شيء يفعله بن غفير، بالإضافة إلى مدير مكتبه حنمائيل دورفمان، الذي يؤمن باستخدام القوة، وهو متزوج من ابنة غوبشتاين.
وحسب نفس التسريبات، فعندما يطالب بن غفير بقانون إعدام الفلسطينيين ويعارضه مجلس الأمن القومي يقترح حنمائيل على بن غفير أن يقول لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه حان الوقت لحل مجلس الأمن القومي.
وفي إحدى الاستشارات مع مقربيه، كتب بن غفير: "حاليا رئيس الحكومة لا يجيب على اتصالاتي.. سأفعل شيئا ما لإثارة انتباهه وأصدر بيانا أقول فيه سأفتح (جبل الهيكل) المسجد الأقصى أمام اليهود ربع ساعة إضافية".
وتقول قناة 13: "لقد تحول فتح وإغلاق المسجد الأقصى إلى وسيلة من أجل انتزاع أمور من رئيس الحكومة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المسجد الأقصى الأمن القومی بن غفیر
إقرأ أيضاً:
كتاب جديد يبرز واجب العلماء والدعاة لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى
في زمن كثرت فيه النكبات وتزاحمت الأزمات، تظل فلسطين قضية الأمة المركزية، وقبلة الجهاد وراية الكرامة، ومعيارا صادقا لاختبار المواقف والضمائر. وفي ظل تسارع الأحداث، وتزايد التخاذل الرسمي، يبرز الدور المحوري للعلماء والدعاة بوصفهم حملة لواء الهداية، وصوت الأمة الناطق بالحق، والرافع لرايات النصرة، وللرد على السؤال الملح عن واجب الأمة اليوم لنصرة القضية الفلسطينية أفرادا وحكومات وعلماء، وما أشكال هذه النصرة؟
ويأتي كتاب "واجب العلماء والدعاة نحو تحرير فلسطين والمسجد الأقصى" للدكتور محمد يسري إبراهيم، الصادر حديثا عن دار اليسر في القاهرة، محاولة من محاولات الإجابة عن هذه القضايا الهامة، في سياق الجهود الدعوية والعلمية، ولتأصيل فريضة النصرة لقضية فلسطين والمسجد الأقصى، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من واجبات العلماء والدعاة تجاه الأمة الإسلامية قاطبة.
والدكتور محمد يسري إبراهيم، هو أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ووكيل جامعة المدينة العالمية في ماليزيا، وهو حاصل على شهادتي الدكتوراه في الهندسة الكيميائية والشريعة الإسلامية. وينطلق المؤلف من رؤية عقدية وشمولية، تدمج بين المنطلقات الشرعية والآفاق الاجتماعية والسياسية، ويفصل القول في أبعاد النصرة، بما يراعي تكامل النظرية والتطبيق.
إعلانويمتاز هذا الكتاب بعدة خصائص علمية ومنهجية أبرزها:
شموليته وتكامله: إذ جمع بين التأصيل العقدي والفقهي والتربوي والاجتماعي والسياسي، فجاء شاملا لجوانب النصرة المختلفة. ربطه بين القضية الفلسطينية وسائر قضايا الأمة: فعد الجراح في بورما وكشمير والهند وتركستان الشرقية جراحا واحدة، لها الواجب نفسه. اعتماده على فقه الواقع والمعاصرة: حيث قدم نماذج حديثة للنصرة، مثل دروس "طوفان الأقصى"، وفتاوى العلماء، وبشائر النصر. ثراؤه بالنقولات التراثية: فقد استند إلى أقوال محققة من علماء كبار كابن القيم وابن حزم وابن تيمية، مما عزز البناء العلمي للكتاب. محتوى الكتابيتألف الكتاب من خمسة عشر فصلا، رتبها المؤلف ترتيبا منهجيا يبدأ من التأصيل الشرعي والعقدي، ويمتد إلى الواقع الاجتماعي والسياسي. وتفصيل ذلك كالتالي:
الفصل الأول: الواجب نحو فلسطين وكل قضايا الأمةيفتتح المؤلف الكتاب بالتأكيد على وحدة قضايا الأمة الإسلامية، وأن ما يجري في فلسطين هو جرح نازف في جسد الأمة، يتعين على كل مسلم، لا سيما العلماء والدعاة، أن يكون لهم فيه موقف عملي، وأن النصرة في فلسطين هي النصرة ذاتها المطلوبة تجاه المسلمين في بورما وكشمير وتركستان الشرقية والهند. ويقرر في هذا الفصل، أن النصرة واجب شرعي شامل، تتضافر فيه العقيدة والسياسة والأخلاق، مبينا أن هذا الواجب تتنوع صوره وتتعدد بحسب الزمان والمكان.
الفصل الثاني: النصرة فرض عقدي فردي وجماعييبين المؤلف أن النصرة ليست اختيارا تفضيليا بل هي فريضة عقدية وإيمانية، يقوم بها الفرد والمجتمع، ويقرها أصل الإسلام، وتثبتها آيات الولاء والبراء، وهي لازمة في حال الاعتداء والبغي، ويؤكد أن روابط النسب والوطن والإنسانية معتبرة شرعا ما لم تحل حراما، وتحرم حلالا، وتتقدم على رابطة الإسلام.
الفصل الثالث: النصرة حكم فقهي وواجب عملييتناول المؤلف النصرة من زاوية الفقه الإسلامي، فيقرر أنها واجب عملي تشمل المال، والجاه، والخدمة، والنصيحة، والدعاء، والاستغفار.
إعلانوقد ساق أقوالا مهمة في ذلك؛ منها قول ابن القيم رحمه الله تعالى عن النصرة: "إنها مواساة بالمال، ومواساة بالجاه، ومواساة بالبدن والخدمة، ومواساة بالنصيحة والإرشاد، ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم، ومواساة بالتوجع لهم".
وقد أكد اتفاق الفقهاء جميعا على وجوب إنقاذ الأنفس من الهلكة لمن قدر على ذلك، وتأثيمهم من ترك إنقاذها، ثم بين اختلافهم في وجوب الضمان على من تركها حتى هلكت على ثلاثة أقوال.
وقال ابن حزم رحمه الله في مَن تركوا سقي العطشان حتى مات: "الذين لم يسقوه إن كانوا يعلمون أنه لا ماء البتة له إلا عندهم، ولا يمكنه إدراكه أصلا حتى يموت فهم قد قتلوه عمدا، وعليهم القود بأن يمنعوا الماء حتى يموتوا قلوا أو كثروا، فإن كانوا لا يعلمون ويقدرون أنه سيدرك الماء فهم قتلة خطأ، وعليهم الكفارة وعلى عواقلهم الدية، ولا بد".
وغرضه من مثل هذه الاقتباسات تبيين عظمة حفظ النفس وحرمتها في الشريعة، والتأسيس لوجوب نصرة المظلومين في فلسطين وغيرهم.
الفصل الرابع: النصرة خلق إيماني ومسلك تربوييركز هذا الفصل على أن النصرة ليست فقط حكما فقهيا، بل هي أخلاق إيمانية وسلوك تربوي يغرس في الفرد منذ صغره. ويستعرض المؤلف نماذج من حياة السلف في التناصر، ويؤكد أن التربية على النصرة واجب جماعي يشمل الصغار والكبار.
الفصل الخامس: النصرة منهج اجتماعي ومسعى تكافلييرى المؤلف أن النصرة تعبر عن اللحمة الاجتماعية بين المسلمين، وأنها صمام أمان مجتمعي، ويستعرض صورا من التكافل في الأزمات في التاريخ الإسلامي.
الفصل السادس: النصرة جهاد عسكري وعمل ميدانييفصل المؤلف هنا في الجهاد بوصفه أعلى صور النصرة، مؤكدا أن جهاد الدفع فريضة متعينة على من نزل بهم العدو، وأنه ينتقل وجوبه إلى الأقرب فالأقرب حتى تتحقق الكفاية. ويشدد على وجوب الإعداد المادي والمعنوي، ويبرز أن نصرة المستضعفين فريضة، حتى لو لم يكونوا مسلمين، عند وجود العهد والحلف، فكيف إذا كانوا مسلمين معتدى عليهم؟
إعلان الفصل السابع: النصرة موقف سياسي وميثاق أممييتناول المؤلف البعد السياسي للنصرة، ويرى أن الموقف السياسي من قضية فلسطين يجب أن يعبر عن ميثاق أممي إسلامي، يمثل وحدة الأمة في وجه العدوان، وأن النصرة تتطلب موقفا دوليا موحدا لا يكتفي بالإدانة وإنما يطالب بالتحرك العملي والتكامل المؤسساتي.
الفصل الثامن: النصرة حكم قضائي ومبدأ قانونييؤكد المؤلف على أن النصرة يجب أن تكون كذلك مبدأ قانونيا، تقره المحاكم والمؤسسات القضائية الإسلامية، وترتكز فيه العدالة إلى مبدأ إنصاف المظلوم، والدفاع عن الحقوق، ونصرة الضعفاء، ويستعرض نماذج من تاريخ القضاء في الإسلام تؤيد ذلك.
الفصل التاسع: صفحات من نصرة العلماء والدعاة لقضايا المسلمينيستعرض هذا الفصل جهود العلماء والدعاة في التاريخ لنصرة قضايا الأمة، في المغرب والمشرق، وفي فلسطين وغيرها، ويوثق مواقفهم ويؤكد أن هذه النصرة ماضية منذ القرون الأولى.
الفصل العاشر: العقيدة في الأقصى والقدس وفلسطين (العقيدة المقدسية)يخصص المؤلف هذا الفصل لبيان مكانة المسجد الأقصى في عقيدة المسلمين، وأنه جزء من الثوابت العقدية، وأن ارتباط الأمة به ليس ارتباطا قوميا أو تراثيا، بل هو ارتباط ديني ومصيري، يعكس مركزية القدس في وجدان الأمة.
الفصل الحادي عشر: خطوات العلماء والدعاة في طريق النصرةيفصل المؤلف في هذا الفصل المسؤوليات العملية الملقاة على عاتق العلماء والدعاة، من تربية الأمة على الواجب، وتبصير الناس، وتوجيه الخطاب الشرعي، وتقديم الدعم، وربط الجماهير بالقضية من خلال الوسائل الإعلامية والدعوية والمؤسسية.
الفصل الثاني عشر: نصرة قضية فلسطين نصرة لمجتمعات المسلمينيرى المؤلف أن نصرة فلسطين ليست عبئا خارجيا، بل هي مكسب داخلي للأمة، إذ تعيد إحياء الهوية، وتوحد الصفوف، وتثبت القيم الإسلامية، ويستعرض كيف أن التفاعل الشعبي مع القضية الفلسطينية ينعكس بالخير على المجتمعات الإسلامية.
الفصل الثالث عشر: مبشرات النصر وصور من انتصار الطوفانيسوق المؤلف بشائر النصر كما وعد الله تعالى، ويستعرض صورا من الانتصارات الميدانية والمعنوية، لا سيما تلك التي وقعت أخيرا في سياق معركة "طوفان الأقصى"، ليربط الأمة بمفهوم الأمل والثقة بوعد الله.
الفصل الرابع عشر: خلاصات من دروس طوفان الأقصىيتوقف المؤلف عند الدروس المستفادة من "طوفان الأقصى"، ويستنبط منها عبرا شرعية، وتربوية، وعسكرية، وسياسية، ليؤكد أن هذه المعركة محطة من محطات تحرير فلسطين لا يمكن إغفالها.
إعلان الفصل الخامس عشر: فتاوى علماء الأمة في نصرة الأقصى وفلسطينيختتم المؤلف بذكر مجموعة من الفتاوى الصادرة عن كبار علماء الأمة، التي تؤكد وجوب النصرة بكافة صورها، وتشرع أشكال الدعم المادي والمعنوي والعسكري والسياسي، وترد على الشبهات في هذه الفريضة.
يمثل هذا الكتاب جهدا علميا رصينا يدمج بين الأصالة الشرعية والحس الواقعي، ويبرز أن نصرة فلسطين واجب شامل متكامل، يعبر عن صدق العقيدة وصحة الانتماء وصدق الإيمان. وقد أحسن المؤلف في عرض الفصول وتبويبها، وفي ربط القضية بمصير الأمة، والدعوة إلى خطاب وحدوي تعبوي، يوقظ الضمائر ويستنفر الطاقات.
والكتاب بيان جامع بين النصوص والواقع، وبين الفقه والتربية، وبين العلم والعمل، يرسم ملامح الطريق ويحمّل العلماء والدعاة مسؤوليتهم أمام الله ثم أمام الأمة.
ينهي المؤلف الكتاب وهو يسأل نفسه: هل قام العلماء والدعاة بواجبهم؟ وهل أدينا نحن النصرة المطلوبة؟ وهل نرجو النصر ونحن مقصرون في أسباب النصرة؟
إنه نداء إيماني قبل أن يكون واجبا سياسيا أو اجتماعيا، وهو دعوة إلى أن تعود مركزية المسجد الأقصى في وجداننا وأعمالنا.