أكد الدكتور أحمد عوض، من علماء وزارة الأوقاف، على أهمية التكافل الاجتماعي في الإسلام، مشيراً إلى أنه لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات المادية للفقراء والمحتاجين، بل يشمل العطاء المستمر والتواصل الدائم مع الآخرين، سواء كانوا جيراناً أو أصدقاء أو أفراداً في المجتمع.

وقال عوض، فى فتوى له: "التكافل في الإسلام ليس مجرد أن أقدم مساعدة بسيطة، ثم أنتهي، بل هو حالة من العطاء المستمر، ويشمل احتواء الآخرين، والاهتمام بحالتهم بشكل دائم.

. الإسلام علمنا أن نكون يداً واحدة، قلباً واحداً، أن نشعر ببعضنا البعض، سواء كنا أغنياء أو فقراء، أصحاء أو مرضى، التكافل ليس فقط إعطاء المال، بل هو دعم معنوي ونفسي، وهو أن أكفل إنساناً وأتابع حاله بشكل دائم".

وأشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة"، حيث أشار النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعيه السبابة والوسطى، ليبين بذلك أهمية العناية باليتيم والتكفل به في الدنيا، لافتا إلى أن التكافل يعني أنني لا أكتفي بتقديم العطاء مرة واحدة، بل أظل مهتماً بحال هذا الإنسان وأتابع احتياجاته، سواء كان يتيماً أو مريضاً أو فقيراً، يجب أن أنظر في حاله بشكل مستمر وأقدم له الدعم اللازم".

وأوضح أن التكافل الاجتماعي له مظاهر عديدة في المجتمع، وتظهر هذه المظاهر في تعاملنا اليومي مع الآخرين، منها من كان معه فضل من مال أو مركب أو أي شيء آخر، عليه أن يقدمه لمن لا زاد له، فالجيران يجب أن يتعاونوا مع بعضهم البعض، خاصة في وقت الحاجة، مثلما يحدث مع المرضى أو المساكين الذين يحتاجون إلى المساعدة الطبية أو المادية.

كما ذكر أن التكافل لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يجب أن تشارك فيه المؤسسات الخيرية والمجتمعية التي تدعم الأيتام والأرامل والمحتاجين، مشيراً إلى أن هناك العديد من الناس في حياتنا الذين قد لا يكونون في حالة فقر مدقع، لكنهم بحاجة إلى الدعم المعنوي والمادي، سواء كانوا موظفين أو طلاباً في الجامعات، وبالتالي التكافل لا يتعلق فقط بالمحتاجين الظاهرين، بل يشمل جميع أفراد المجتمع الذين يعانون من صعوبات أو تحديات في حياتهم.

وأضاف: "من مظاهر التكافل الاجتماعي التي نراها في حياتنا اليومية، التعاون بين الجيران، مساعدة المريض في احتياجاته مثل توفير الدواء أو حتى الاهتمام به نفسياً.. التكافل ليس مجرد تصرف عابر، بل هو التزام مستمر، هو تفاعل مع الواقع ومع الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم دائم.. التكاتف مع الآخرين وإحساسنا بهم هو جزء من جوهر الإسلام".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التكافل التكافل الاجتماعي

إقرأ أيضاً:

في الأزمات .. ينجو من يخطط مسبقا

أُطلقت اليوم «منظومة صحار للاستجابة للطوارئ»؛ بهدف رفع جاهزية ميناء صحار والمنطقة الحرة للاستجابة للطوارئ، وتعزيز إمكاناته وقدراته بما يزيد من مستوى السلامة، ويضمن حماية الأفراد والأصول، واستمرارية العمليات ضمن المنظومة المتكاملة.

ويأتي هذا الإطلاق ليؤكد وعيا مؤسسيا بأهمية الاستعداد الشامل لمختلف أنواع الطوارئ، سواء تلك الناجمة عن التحولات المناخية أو التهديدات السيبرانية أو الأزمات الصحية العالمية.

ما قام به ميناء صحار والمنطقة الحرة يمكن النظر إليه بوصفه تجسيدا لرؤية مؤسسية عقلانية تتفوق على ردود الفعل، وتستبق الأحداث في بناء منظوماتها التي تستشرف المستقبل.

وهذا العصر الذي نعيشه يقاس فيه التفوق المؤسسي بقدرة المؤسسة على حماية الإنسان والأصل، على التعامل مع الأعاصير كما تتعامل مع الفيروسات الإلكترونية؛ ولذلك فإن جاهزية الطوارئ لم تعد متروكة للخيارات الفردية، إنما أصبحت جزءا من العدالة المؤسسية التي يجب أن تُمنح للموظف والمستثمر والمجتمع على حد سواء.

لقد برهنت الكوارث الحديثة من فيضانات رهيبة إلى انهيارات شبكية بفعل هجمات رقمية أن «غير المتوقع» صار جزءا من المشهد اليومي، وأن الاقتصاد الحديث لا يسير إلا على خطى الاستعداد. في هذا السياق لم تعد استمرارية الأعمال مجرد بند في دليل الحوكمة، بل أصبحت شرطا للشرعية الاقتصادية والأخلاقية لأي كيان مؤسسي.

اللافت في منظومة ميناء صحار والمنطقة الحرة أنها لم تنشأ كرد فعل على كارثة، بل كانت ثمرة تخطيط مشترك ورؤية منسجمة بين الميناء والمستأجرين والخبراء الدوليين. وهذا الأمر يكشف عن وعي مؤسسي ناضج انتقل بثقافة الاستجابة من الانفعال إلى التهيؤ الاستباقي.

إن ما يعيشه العالم من تحولات متسارعة ـ تقنيا ومناخيا وبيئيا وحتى على صعيد الكائنات الدقيقة غير المرئية ـ يحتم على المؤسسات والأفراد والدول بناء منظومات استجابة ذكية وشاملة، وهذه المنظومات من شأنها أن تشعر المجتمعات بالطمأنينة كما تشعرها بالثقة في مؤسساتها ودولها.

وأثبتت الأبحاث العلمية في مجال إدارة المخاطر أن الاستثمار في البنية المؤسسية للاستجابة السريعة - سواء في الأمن السيبراني أو الكوارث البيئية - يعود بأضعاف على الاقتصاد والاستقرار. كل ريال يُنفق في الاستعداد يُجنب المؤسسة خسائر محتملة مضاعفة، ويفتح الباب لبناء مصداقية طويلة الأجل.

وتبذل سلطنة عُمان جهودا كبيرة في بناء منظومات استجابة حديثة ومتطورة في التعامل مع الكوارث الطبيعية المتعلقة بالتحولات المناخية وبشكل خاص ما يتعلق بالأعاصير إضافة إلى الكوارث المتعلقة بالجوانب البيئية مثل تلوث البحار، وغيرها من الأزمات البيئية المعقدة. وهذه الجهود نابعة من فهم عميق لما يحدث في العالم من حولنا. كما أن الأمر فيما يتعلق بالمشروع الأخير في ميناء صحار ناتج عن فهم أن الاستدامة لا تعني فقط الطاقة الخضراء، بل تعني أيضًا بنية مرنة، ومؤسسات ذكية، ومجتمعات تعرف كيف تتصرف عندما يحين وقت الإنذار.

في النهاية؛ لا تقاس المؤسسات فقط بما تبنيه في الأوقات العادية، بل بما تُحسن تجهيزه قبل لحظات الخطر. والمؤسسات التي لا تملك خطط استجابة لا تفتقد الجاهزية فقط، بل تفتقد أيضا الثقة العامة، وهي أثمن رأسمال في زمن الأزمات.

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة يبحث تفعيل صندوق التكافل لحماية صغار المزارعين
  • وزير الزراعة يترأس الإجتماع الثاني لمجلس إدارة صندوق التكافل الزراعي
  • توجيهات بسرعة إنهاء الإجراءات الخاصة بتفعيل صندوق التكافل الزراعي
  • محمد ابراهيم سليمان مديرًا للمراجعة الداخلية والحوكمة بالأوقاف
  • «دبي العطاء» الشريك الخيري الحصري لـ (ABtalks Business#)
  • في الأزمات .. ينجو من يخطط مسبقا
  • واعظة بالأوقاف: العشر الأوائل من ذي الحجة فرصة عظيمة للتقرب إلى الله
  • الاحتلال يسرق مبلغا ماليا ومصاغا ذهبيا من منزل في بيت أمر
  • السعودية وقطر تقدمان دعما ماليا لموظفي القطاع العام في سوريا
  • وزير الخارجية: المملكة ستقدم دعما ماليا للعاملين في القطاع العام بسوريا