مقدمة تلفزيون "الجديد"
ضريبةُ المَيدان ..ضربُ المدن . هي معادلةٌ أرساها مجرمُ الحرب بنيامين نتنياهو بعد معاركِ جنودِه الصعبة عند مثلثاتِ الرُّعبِ في دير ميماس وكفركلا وتل النحاس أما الخيام ، سيدةُ السهلِ ومَرجُ العُيون فساعاتُ قتالِها تَشهد على معركةٍ من اشرسِ ما شهِده الميدان والسيطرةُ الاسرائيلية للآن هي بَحريةُ الوُجهةِ وتُشرِفُ على مدينة صور انطلاقاً من نُقطة البَيَّاضة .
مفصلة عن الجرائمِ الإسرائيلية في لبنان تمهيداً لتقديمِها إلى المحكمة الجِنائية وهذا حقٌّ مكتسَب وإنْ لم يوقِّعْ لبنان على ميثاق روما لكنْ هناك الكثيرَ من الحلولِ والمَخارِجِ الشرعية لذلك فميثاقُ الجرائمِ بحق الإنسانية هنا فوق كلِّ اعتبار وهو ما أكدته دراسةٌ للمحامي جاد طعمة استند فيها إلى إفريقيا الجنوبية التي أعطت درساً للعالم وطالب بإعداد مبادرةٍ من المحامين العرب لمخاطبة المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية وتحدث عن آليات وطنية ودولية يمكن للبنان اتخاذها في الادعاء على إسرائيل التي اعترضت على مذكرات الاعتقال فوضعت نفسها في قفص الاتهام.
مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
فجرا غارة مزلزِلة على منطقة البسطة: الرواية الأولى أن القيادي في حزب الله طلال حمية هو المستهدف، وهو الذي وضعت الولايات المتحدة الأميركية جائزة بقيمة سبعة ملايين دولار لمعرفة مصيره. ثم جاءت الرواية الثانية، وهي التي أعلنها الإسرائيلي، أن المستهدف هو محمد حيدر مسؤول العمليات في الجنوب وقد تسلم مسؤولياته بعد اغتيال القادة العسكريين، ليطل نائب بيروت عن "حزب الله" أمين شري من أمام المبنى المستهدف، وبعد قرابة اثنتي عشرة ساعة على الغارة، ليعلن ألا وجود لأي شخصية حزبية في المبنى المستهدف. ويتابع شري: "هذا العدوان الثامن على بيروت وليس هناك أي هدف عسكري في هذه الاستهدافات، وفقط الهدف الترويع وايجاد صدمة لدى اهالي بيروت"، ثم معطى إسرائيلي يقول نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية ان العملية في بيروت استهدفت بالفعل القيادي بحزب الله محمد حيدر لكنها فشلت.
لم يحجب هذا الإنشغال ما شهده الجنوب من استمرار عمليات التوغل الموضعية والتي حاول حزب الله التقليل من أهميتها.
في الملفات السياسية والدبلوماسية، قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي ما زال يلقي بثقله على مسار التفاوض والورقة الأميركية وموقف نتنياهو منها والذي يتشدد أكثر فأكثر حيال إشراك فرنسا في لجنة المراقبة، ويتهمها بأنها دفعت في اتجاه صدور القرار من خلال القاضي الفرنسي في المحكمة.
عملية خلط الأوراق كيف يمكن أن تتظهَّر الأسبوع المقبل؟ هل يعود آموس هوكستين؟ المعطيات من العاصمة الأميركية ترجِّح أن هوكستاين لن يعود ما يعني أن مهمته قد انتهت.
وفي انتظار الموفد الجديد ستيف ويتكوف الذي لن يباشر مهامه الا بعد دخول ترامب الى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني المقبل، ما يعني اننا سنكون امام قرابة الشهرين من الفراغ الدبلوماسي الذي تملؤه الحرب.
وإذا كانت أهداف إسرائيل واضحة في مواصلة هذه الحرب؟ فما هي أهداف حزب الله ومن ورائه إيران؟ وهل يتوافق الهدف مع القدرة؟ أم لم يعد هناك خيار غير الصمود، ولو بأي ثمن؟
مقدمة تلفزيون "المنار"
الغارقون عندَ وَطى الخيام لن ينتشِلَهم من خيبتِهم بسطُ صواريخِ حقدِهم على البسطة الفوقا في بيروت، ولا ادعاءاتُ الكذبِ بملاحقتِهم لهدفٍ من حزبِ اللهِ ليُبرِّروا سفكَ الدماء، فالعجزُ عن مواجهةِ المقاومين، لن يَستُرَهُ ضربُ اهلِهم المدنيين..
مجزرةٌ حقيقيةٌ في منطقةِ البسطة وسَطَ بيروتَ ارتكبَها الصهاينةُ باستهدافِ مبنًى من ثماني طبقاتٍ مأهولٍ من عائلاتٍ بأطفالِها ونسائها وكلِّ مكوناتِها.. توهّمَ العاجزُ او ارادَ إيهامَ العالمِ انه قادرٌ بتهديمِ المباني ان يهدمَ المعنويات او ان يَهُزَّ ثباتَ الواقفينَ على جبالِ الصبرِ يحتسبونَ عندَ اللهِ جزيلَ التضحيات، فرمى بصواريخِ حقدِه عليهم في شارعِ فتح الله المقتظِّ في البسطة ما أدى الى ارتقاءِ أكثرَ من عشرينَ شهيداً وعشراتِ الجرحى حتى الآن..
والى الآنَ لا تزالُ اوراقُه تَحترقُ في الميدان، من مواجهاتِ الخيام الاسطوريةِ الى بطولاتِ المقاومين في البياضة ودير ميماس، وحيثما ادارَ الصهيونيُ قواتِه وجدَ اُولي البأسِ بمواجهَتِه، يخوضونَ معركةَ ايلامِه، ويُبددونَ اوهامَه بمحاولةِ كَسبِ الوقتِ او اوراقٍ من الميدانِ يَستثمرُها على طاولةِ مفاوضاتِ وقفِ الحرب..
في آخرِ مجرياتِ الحرب، اعترفَ اعلامُه بقتيلينِ واثني عشرَ جريحاً خلالَ المواجهاتِ في جنوبِ لبنان، وتراجعت قواتُه من وطى الخيام، واختنقت بينَ زيتونِ ديرميماس، واحتارت في البياضة وسْطَ دائرةِ نارِ المقاومين، فيما كانت صفد وعكا تتلقى صواريخَ رجالِ اللهِ كالمعتاد. وفيما عَجَزَت منظوماتُهم الدفاعيةُ وكلُّ الاسلحةِ الاميركيةِ عن صدِّ تلكَ الصواريخ، كانت المقاومةُ الاسلاميةُ تكشفُ عن صاروخٍ مجنّحٍ ضَربت به تل ابيب قبلَ ايام، وسيَختبرُ الصهاينةُ المزيدَ من فِعلِه في الايامِ المقبلة..
فعلٌ باتَ لا يَحتملُه مستوطنو صفد وعكا وحيفا بعدَ عمومِ الهاربينَ من مستوطناتِ الشمال، فبدلَ ان يُعيدَ بنيامين نتنياهو وجيشُه هؤلاءِ الى مستعمراتِهم، انضمَّ اليهم مئاتُ الآلافِ يَشكُونَ من فُقدانِ الامنِ وعدمِ القدرةِ على البقاءِ تحتَ نيرانِ حزبِ الله.
مقدمة تلفزيون "أم تي في"
آموس هوكستين غاب عن السمع فخلت الساحة لبنيامين نتانياهو من جديد. من قلب بيروت الى ضاحيتها وصولا الى الجنوب والبقاع رَسمت اسرائيل منذ فجر اليوم خطاً احمر بلون الدم . في البسطة غارة مدمرة استهدفت بالاساس القيادي في حزب الله محمد حيدر، لم تتّضح نتيجتها بعد، فيما سقط اكثر من خمسة عشر شهيداً . وفي الضاحية والجنوب والبقاع استهدافاتٌ وغارات، لكن الاقسى يَبقى ما يحصل على الحدود الجنوبية. فالجيش الاسرائيلي يعزز وضعَه في القطاعين الشرقي والغربي.
في الشرق اصبح في قلب بلدة الخيام ، وفي الغرب اصبح على اطراف بلدة البياضة ، فيما ذكرت معلومات انه سيطر على الجزء الاكبر منها . فاذا صحت الاخبار الواردة من المنطقة الحدودية فهذا يعني ان الجيش الاسرائيلي حقق تقدما ميدانيا ملحوظا في الساعات الثماني والاربعين الفائتة رغم المقاومة التي يُواجَه بها من عناصر حزب الله. احتدامُ الوضع العسكري واكبه تعقيدٌ كبير في الوضع السياسي , فرئيس الحكومة الاسرائيلية يريد استكمال عمليته العسكرية في لبنان ، فيما ايران لا تبدو مستعجلة للتوصل الى اتفاق على وقف اطلاق النار ، وذلك انطلاقاً من حساباتها الاقليمية والنووية . ووفق المعلومات المسرَبة من طهران فان المسؤولين الايرانيين لا يريدون اضافة أي امر على القرار 1701 ويعتبرون ايَ اضافة هدفـُها تحقيقُ مصلحة اسرائيل . وهذا ما يفسر لماذا تعقدت المفاوضات ، ولماذا لم يتوصل هوكستين الى تحقيق اي خرق عملي... كل هذه الصورة تعني امرا واحداً : لا تسوية في الوقت الراهن , واسرائيل "المستقوية" بتطورات الميدان صارت مـتشبّـثـة اكثر بمطلب حرية التحرك عندما ترى ذلك ضرورياً ، وهو امر يرفضه لبنان ولا يمكن ان يقبل به حزب الله . وعليه ، فان الحربَ مستمرة ، حتى اشعار آخر. ومع آخر تحديثات الحرب نبدأ.
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
ما هي المهلة الإضافة التي أعطيت لرئيس لوزراء الاسرائيلي، وما هي الأهداف التي يخطط لتحقيقها قبل أن يفتح باب النفاش الجدي في وقف إطلاق النار؟
الجواب محصور بثلاثة أشخاص:
أولا، بنيامين نتنياهو نفسُه، الذي يقارن البعض بين مقاربته للمفاوضات والقتال في غزة، وطريقة تعامله مع التفاوض والحرب في لبنان، حيث يُلمِح إلى إيجابيات، ما يؤدي إلى تحرك الوسطاء، ثم لا يلبث أن يتراجع، مواصلاً التصعيد وكأنَّ شيئاً لم يكن. أما النتيحة حتى الآن، فاستمرار العدوان في الحالين، من دون أن تنجح الولايات المتحدة ولا المجتمعان العربي والدولي في إحداث خرق في الجدار السميك.
ثانياً، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي احتفل نتنياهو بانتخابه، على أمل التخلص من الضغوط التي مارستها عليه إدارة الرئيس جو بايدن، ونظراً إلى اعتباره أن ترامب يتفهم خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل بصورة أفضل.
ثالثاً، الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، الذي انقطعت أخباره منذ مغادرته اسرائيل الى واشنطن، من دون العودة الى بيروت، لا بالجسد، ولا بالاتصالات، لوضع المعنيين في صورة ما تم التوصل إليه مع المسؤولين الاسرائيليين، الذين يبدو من الواضح أنهم بددوا اجواء التفاؤل اللبناني التي سادت بعد لقاء الرئيسين ترامب وبايدن الاربعاء الماضي، وما قيل عن تفويض مُنح لهوكستين لإنجاز المهمة.
وفي انتظار الخرق السياسي الموعود، تبقى الكلمة للميدان، حيث واصلت اسرائيل غاراتها المكثفة ومحاولاتها المتتالية للتوغل في القطاعين الغربي والشرقي، وسط مقاومة شرسة من حزب الله، الذي واصل ردوده التي لم تتوقف يوماً على كل استهداف.
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
بنيامين نتنياهو مصابٌ كيانُه بوباء الإستنزاف على المستويْين السياسي والعسكري. وجاءت اللَّكمة الكبرى التي وجّهتها المحكمة الجنائية الدولية إليه لتزيد تخبُّطَه وجنونه في الوقت الذي يغرق فيه جيشه في شبرٍ بَرِّي عند الحدود. ولا يرى نتنياهو من سبيل للخروج من هذا المستنقع إلاّ المضيَّ في القتل والتدمير والتهجير في طول لبنان وعرضه.
وما حصل فجر اليوم في قلب بيروت لم يكن فقط غارة جوية عنيفة على مبنىً سكني رَوَّع الآمنين وهم نيامٌ بل جريمة حرب جديدة تضاف الى سجل نتنياهو الإجرامي. وفيما جرى اتصال أميركي بعين التينة ناقلاً إليها أجواء إيجابية كان ثمة إتصال بين الرئيسين الأميركي جون بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون تطرقا خلاله إلى الجهود الرامية إلى تأمين إتفاق لوقف إطلاق النار يسمح للسكان على جانبي الخط الأزرق بالعودة الآمنة إلى منازلهم.
أما أوروبياً فيحط مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل غداً الأحد في بيروت حيث ستكون له جولة محادثات مع الرئيس بري.
في موازاة المسار الدبلوماسي يشهد المسار الميداني وقائع عدوانية إسرائيلية بلا حدود جديدها إستهداف غارة عنيفة مبنىً سكنياً في أكثر الشوارع إكتظاظاً بالسكان في قلب العاصمة بيروت. أما بنك أهدافه فيشمل أطفالاً ونساءً وعائلات نازحة هرباً من نيران الإحتلال. وقد ذهب ضحية هذه المجزرة أحد عشر شهيداً إلى جانب أكثر من ستين جريحاً في حصيلة غير نهائية.
ومن بيروت إلى ضاحيتها الجنوبية التي ظلت في مرمى الغارات الإسرائلية من خلال موجات متتالية لا يفصل بين الواحدة منها والأخرى سوى بضع ساعات.
أما العدوان المتواصل على الجنوب والبقاع فقد دخلت إلى سِجِلّه اليوم مجازر جديدة ارتكبها الطيران الحربي والمسيّر في غيرِ منطقة. وفي منطقة الحدود تقوم قوات الإحتلال بمحاولات متكررة لتحقيق إنجازات لكن المقاومة تتصدى لها في محاور عدة: من الخيام ومثلث دير سريان - كفركلا إلى مثلث مارون الراس - عيناتا بنت جبيل وشمع البياضة. ومن بين هذه المحاور يركز جيش الإحتلال على الخيام باعتبارها بوابة إستراتيجية إلى ضفاف الليطاني عبر دير ميماس وسط محاولات منه لفصل مرجعيون عن النبطية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بنیامین نتنیاهو مقدمة تلفزیون محمد حیدر حزب الله الذی ی
إقرأ أيضاً:
لهذه الأسباب نتنياهو خائف
#سواليف
شهدت الأيام والأسابيع الماضية حراكًا مهمًا، في محاولة لاستئناف المفاوضات العالقة بين حركة #حماس و #الاحتلال الإسرائيلي، بعد انقلاب #نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي، وتطوير تصوّره حول وقف العدوان على غزة باشتراطه تسليم #الأسرى، ونزع #سلاح_المقاومة، وإعادة انتشار جيش الاحتلال داخل القطاع، وإعادة رسم مستقبل القطاع وفق هذه الشروط، ما قد يفتح الباب أمام استدامة الاحتلال وتنفيذ فكرة التهجير.
أمام هذا الجدار من الشروط الإسرائيلية التعجيزية، تقدّمت حركة حماس باقتراح الرزمة الشاملة، والتي تعني إطلاق كافة الأسرى دفعة واحدة شرط وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل من القطاع، وفتح المعابر لدخول المساعدات وبدء الإعمار مع موافقتها على لجنة تكنوقراط فلسطينية لإدارة القطاع وفق المقترح المصري.
محاولة تحريك المياه الراكدة
مقالات ذات صلة أوقعت قتلى وجرحة .. المقاومة تستدرج قوة صهيونية بواسطة دمية تصرخ العبرية 2025/05/08قامت حركة حماس وعبر مجلسها القيادي برئاسة محمد درويش بزيارات مكوكية ولقاءات مهمّة في الدوحة وأنقرة والقاهرة، في محاولة منها لدفع عجلة #المفاوضات استنادًا إلى مقترح (الرزمة الشاملة)، الذي يتقاطع مع رغبة أغلبية الرأي العام الإسرائيلي، ورؤية الإدارة الأميركية التي عبّر عنها مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى الأميركيين السيد آدم بولر.
هذا الجهد السياسي للحركة أفضى لمناقشة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أثناء زيارته لواشنطن، ملفَّ مفاوضات وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة، حيث التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومبعوث ترامب السيد ستيف ويتكوف.
بالتوازي مع ذلك بَذَلت أنقرة جهدًا باتصالاتها المباشرة مع الإدارة الأميركية، للضغط من أجل إدخال المساعدات وتحريك المياه الراكدة للمفاوضات. بعد أيّام قليلة خرج الرئيس ترامب وصرّح بأنه اتصل بنتنياهو وطلب منه إدخال المساعدات والأدوية إلى غزة.
في هذا السياق قام نتنياهو بخطوتين:
1- مناقشة إدخال المساعدات مع حكومته بناء على طلب الرئيس الأميركي:
حيث برز في نقاشات الحكومة رأيان؛ الأول أن يقوم الجيش الإسرائيلي بنفسه بعملية توزيع المساعدات، وقد تبنّى هذا الرأي وزير المالية سموتريتش لتوريط الجيش في إدارة غزة مستقبلًا، والرأي الثاني يتمحور حول إيجاد طرف ثالث (شركة أميركية) تعمل تحت عين الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتقوم بتوزيع المساعدات في محور موراغ الفاصل بين رفح وخان يونس.
وهناك أفكار تدور حول جعل مدينة رفح منطقة خيام لإيواء النازحين، تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وهي المدينة المحصورة عمليًا بين محور صلاح الدين جنوبًا مع مصر، ومحور موراغ الفاصل بين رفح ومدينة خان يونس شمالًا.
خطورة تحويل مدينة رفح إلى منطقةِ خيام معزولة ومخصّصة للنازحين، ومصدرٍ لتوزيع المساعدات تحت إشراف جيش الاحتلال؛ أن ذلك سيؤدي إلى فرز الفلسطينيين أمنيًا، واعتقال الاحتلال من يريد تحت سيف الحاجة للمساعدات، ناهيك عن المعاناة الإنسانية لكافة سكان القطاع المنتشرين في الوسط والشمال.
من جانب آخر، هذا التصوّر يُراد منه إغلاق الباب أمام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ومنعها من القيام بدورها الإغاثي.
الأخطر من ذلك، هو قيام الاحتلال بسيناريو قصف هذه المنطقة، بعد تكديس المدنيين فيها، ودفعهم بالقوّة للتوجه نحو سيناء المصرية.
2- إرسال رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى الدوحة، وإرسال وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر إلى القاهرة:
ويبدو أن تلك اللقاءات، لم تفضِ إلى نتيجة عملية، حيث بقي الطرف الإسرائيلي يُصرّ على عدم وقف الحرب على غزة، وهذا ما أشار له رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أثناء مؤتمره الصحفي مع وزير خارجية تركيا هاكان فيدان في الدوحة، عندما قال إن حركة حماس لديها مقترح وشروط، ونتنياهو يرفض تلك الشروط، وهو يريد الأسرى، ولكنه لا يملك رؤية لنهاية الحرب على غزة.
ما يشير إلى أن نتنياهو أرسل رُسُله إلى الدوحة والقاهرة لتنفيس الضغط الداخلي والخارجي، واستهلاك الطاقة والوقت دون الوصول إلى نهاية.
#الحرب والانتخابات
أمام هذا الاستعصاء في مسار المفاوضات، قام الإعلام الإسرائيلي بتسريبٍ على لسان مسؤول إسرائيلي بأن الحرب ستستمرّ حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول القادم، كما صرّح وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر بأن الحرب على غزة ستنتهي خلال 12 شهرًا.
هذه التسريبات والتصريحات، في حال دقّتها، تعني أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خائف من القادم وهذا يدفعه إلى الحرص على استمرار العدوان على غزة حتى قُبيل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المتوقع انعقادها منتصف العام 2026، بهدف السعي لتحقيق أحد أمرين:
العمل على هزيمة المقاومة واستسلام الفلسطينيين، ما يسمح له بإعلان النصر المطلق.
رسم مستقبل قطاع غزة كما يشاء بدءًا من إعادة احتلال القطاع وحتى تهجير الفلسطينيين، بغطاء أميركي.
إن لم ينجح في هزيمة الفلسطينيين في قطاع غزة، وهو الأمر المرجّح بعد هذا التماسك والصمود الأسطوري خلال أكثر من 18 شهرًا، فإنه حينها قد يلجأ للمفاوضات لوقف إطلاق النار، وتسويق ذلك أمام الرأي العام الإسرائيلي؛ بأن المفاوضات جاءت عقب القضاء على المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام، وأن غزة لم تعد تشكل تهديدًا لإسرائيل، وأنه حقّق أهداف الحرب.
وفي كلتا الحالتين سيستخدم أيًا من السيناريوهين، كرافعة له بين يدي الانتخابات البرلمانية، إما بإعلان النصر المطلق، أو أنه حقّق للرأي العام الإسرائيلي رغبته بوقف الحرب، واستعادة الأسرى.
المشهد يبدو معقّدًا وغامضًا إلى حد ما، قياسًا إلى صعوبة التحكّم في مسار ونتائج استمرار العدوان على غزة حتى نهاية العام الجاري، لا سيّما إذا نجحت المقاومة في استنزاف جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يعاني من الإنهاك، ويعاني من النقص العددي، حيث يرفض نحو 50% من الاحتياط العودة إلى القتال في غزة، ناهيك عن ازدياد رفض الرأي العام الإسرائيلي الحربَ خشية مقتل الأسرى، ولأن الحرب باتت مصلحة شخصية لنتنياهو لاستدامته في السلطة، وليست حربًا لأجل إسرائيل.
هذا، في وقت قد تندلع فيه مواجهات عسكرية، أو يزداد منسوب التوتّر بين إسرائيل وسوريا على خلفية استمرار احتلال إسرائيل أراضيَ سورية، وتحريضها تيارًا من الدروز للتمرّد المسلح على دمشق، ودعمها أيَّ مجموعات انفصالية أخرى؛ حرصًا منها على إضعاف دمشق لبقاء سيطرتها على جنوب سوريا بالحد الأدنى، وهو سلوك لا يروق أيضًا لتركيا التي تربط بين أمنها القومي واستقرار سوريا ووحدة أراضيها.
هذا السياق، الذي تتسارع فيه الأحداث في حالة من الغموض في سوريا ولبنان، واليمن المستمر في اشتباكه مع القوات البحرية الأميركية وإسناده لغزة، وإيران التي ما زالت تفاوض واشنطن بشأن برنامجها النووي، وغيرها من الأحداث التي قد تنبت فجأة، يجعل من قدرة إسرائيل المحتلة على التحكّم في المآلات أمرًا محل شكّ، فليس كل من يشعل حربًا يمكنه التحكّم في مخرجاتها ونتائجها، وإسرائيل ليست استثناءً.