حرب روسيا وأوكرانيا.. جدل استخدام الصواريخ الباليستية يزيد من اتساع الأزمة
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
عرضت قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا بعنوان «روسيا وأوكرانيا.. جدل استخدام الصواريخ الباليستية يزيد من اتساع الأزمة».
وأوضح التقرير أن الأزمة الأوكرانية تتسع على وقع الجدل، حول استخدام صواريخ باليستية بين الجانبين الروسي والأوكراني.
واشنطن تعطي الضوء الأخضر لكييف لاستخدام صواريخ تصل إلى روسياوأشار إلى أن الجدل بدأ بإعطاء واشنطن الضوء الأخضر لكييف باستخدام صواريخ طويلة المدى تصل للعمق الروسي، وهو الأمر الذي جعل الجانب الروسي يعلن عن الصاروخ الروسي أوريشنيك.
وقال رئيس مجلس الأمن الروسي إن الصاروخ الباليستي أوريشنيك، يمكنه إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق، محذرًا من عدم القدرة على إسقاطه بالوسائل الحديثة.
لصاروخ روسيا الباليستي أوريشنيكوكشفت الاستخبارات الأوكرانية عن حطام، قالت إنه يعود لصاروخ روسيا الباليستي أوريشنيك، الذي استخدمته لأول مرة منذ بدء الحرب؛ لقصف موقع عسكري في وسط أوكرانيا قبل أيام.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
كيف ستؤثر شبكة العنكبوت على مساري الحرب والتفاوض بين روسيا وأوكرانيا؟
كييف- بينما يجتمع الفرقاء في إسطنبول للتفاوض، تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تصعيدا نوعيا غير مسبوق، يدفع للتشكيك بنجاعة التفاوض ومساعي الحل، في ظل أجواء قد لا تساعد على ذلك.
فبعد اجتماع الطرفين في 16 مايو/أيار، كثفت روسيا ضرباتها الصاروخية على كييف وباقي المدن والمقاطعات، وسجلت أوكرانيا أعدادا قياسية من الضربات بمسيرات هجومية أيضا.
وأمس الأحد، نفذت الأخيرة عملية "شبكة العنكبوت" النوعية في العمق الروسي البعيد، مستهدفة 4 قواعد جوية مهمة، مما أدى إلى تدمير وإعطاب 34% من ترسانة القاذفات الإستراتيجية التي تملكها روسيا، وحجم خسائر لا يقل عن 7 مليارات دولار، بحسب جهاز الأمن الأوكراني الذي تبنى العملية.
قوبلت عملية "شبكة العنكبوت" بترحيب أوكراني رسمي كبير، ووصفها الرئيس فولوديمير زيلينسكي بـ"التاريخية"، كما ظهرت الإشادة الشعبية بحسب ما عكسته ردود الفعل والآراء على مواقع التواصل، الأمر الذي دفع المراقبين للخوض في الأثر والتداعيات على مسار الحرب.
وفي حديث مع الجزيرة نت، اختصر خبير "المعهد الأوكراني للمستقبل" إيهور تيشكيفيتش أثر وتداعيات العملية بنقاط ثلاث، أولها أنها ستخفف الضربات الروسية الواسعة والفعالة، موضحا "لأن روسيا تعاني نقصا في عدد الصواريخ الباليستية، دفعها للشراء من كوريا الشمالية وإيران، كما أنها عانت من الضربات المتكررة على أسطولها البحري الذي يطلق صواريخ كاليبر، فأبعدته عن القرم إلى ميناء نوفوروسيسك".
ويضيف تيشكيفيتش "وهكذا بقيت ضربات الطيران الأكثر فاعلية، لأنها مرنة ولم تتأثر، كما أن روسيا تنتج كميات كبيرة من الصواريخ التي تطلق من الجو، عدا عن كونها أرخص من صواريخ إسكندر أو كاليبر".
إعلانكما يرى الخبير أن إثارة الرأي العام في روسيا تعد الأثر الثاني للعملية، ويوضح أن "استهداف مطارات الطيران الإستراتيجي هز الفخر الروسي، وكان أكثر إيلاما للسلطات والمجتمع من انفجار طائرة مسيرة فوق الكرملين، أو أي هجوم على مقاطعة كورسك".
ومن وجهة نظره، فإن "تفاعل الروس مع ما حدث كشف حالة الغضب والتشكيك، فقد تبين أن نظام الدفاع الجوي الروسي في المطارات عاجز تماما أمام المسيرات، كما أن وسائل الحرب الإلكترونية كانت غائبة أو لا تعمل" معتبرا أن هذا يؤدي إلى تراجع الثقة في القيادة السياسية والعسكرية للبلاد، حسب قوله.
وأخيرا، يرى الخبير تيشكيفيتش أن الأثر الثالث يكمن في تراجع روسي جيوسياسي، ويقول إن "الأطماع الروسية قامت دائما على قاعدة القوة العالمية العظمى، وثاني أكبر جيش في العالم، لكن موسكو تغرق اليوم أكثر في وحل أوكرانيا".
وتابع "بالتزامن مع ذلك، وسعت تركيا بنشاط منطقة نفوذها في القوقاز وسوريا والدول الأفريقية، وضغطت الصين بحكم الأمر الواقع على روسيا خارج آسيا الوسطى، كما حدت بشكل كبير من التوسع الروسي في أفريقيا".
كما وضح أن "بكين لم تتجه للتحالف مع موسكو كما طمعت الأخيرة، بل على العكس، تمهد مع واشنطن لحوار يحل الخلافات، ويؤسس لعالم متعدد الأقطاب، لا تستطيع أن تكون روسيا فيه إلا مجرد قوة إقليمية".
رد غاضب متوقعإلى جانب مشاعر "الفرح والنشوة والفخر"، يترقب الأوكرانيون رد فعل غاضبا من قبل روسيا، وهذا بالفعل ما حذر منه الرئيس زيلينسكي أمس، بالقول "لا تتجاهلوا إنذارات الخطر".
بدوره، توقع المحلل العسكري بوريس تيزينهاوزين -في حديثه مع الجزيرة نت- أن تلجأ روسيا قريبا إلى استخدام ما تتوعد به دائما، فقال "تزداد في روسيا دعوات توجيه ضربات قاضية على كييف، سواء بصاروخ أوريشنيك، أو حتى بالسلاح النووي".
وأضاف في الإطار ذاته "قد يلبي الكرملين هذه الدعوات للحد من غضب الشارع الروسي، وقد لا يكون ذلك سريعا، ولكني أتوقعه بعد انتهاء مفاوضات إسطنبول، التي تستغلها روسيا لتبدو كدولة راغبة بالسلام، وتتهم أوكرانيا والغرب بالتعنت والإرهاب وتهديد المصالح".
إعلانوتابع في سياق آخر قائلا: "بشكل عام، نتوقع من روسيا كل شيء، لن يفوت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي فرصة أو وسيلة لتحقيق أطماعه في أوكرانيا، بذريعة أو بدون ذريعة، فقد حشد عشرات الآلاف من الجنود للهجوم على مقاطعة سومي خلال فصلي الصيف والخريف، فهو لا تؤثر عليه أي مساعي أو جهود وساطة".
وفي خضم هذا التصعيد والتصعيد المضاد، يترقب العالم أن تتجه الأمور نحو بداية الحل في إسطنبول، لكن التشكيك يغلب على معظم الآراء في أوكرانيا.
وعن ذلك يقول فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا" للجزيرة نت، إن "مسار التفاوض طويل ومعقد، روسيا بدأت للتو هجوما على سومي، ولن تتوقف، قد يتوصل الجانبان إلى اتفاقيات معينة في مجال تبادل الأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيين المختطفين، لكن وقف إطلاق النار هدف أوكراني لا روسي".
ومن وجهة نظر فيسينكو، فإن "أفضل ما يمكن أن تصل إليه مفاوضات إسطنبول هو اتفاق مبدئي على لقاء مباشر يجمع بوتين وزيلينسكي وجها لوجه أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأميركي دونالد ترامب، هذا لقاء سيكون أكثر فاعلية من أي وفود، وسيكشف للوسطاء الأتراك والأميركيين حقيقة نوايا إنهاء الحرب، بالأفعال لا الأقوال".