بوابة الوفد:
2025-07-29@20:22:31 GMT

ما وراء الحسد

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

يمر الكثير منا خلال حياته بالعديد من الحوادث السيئة، إذ قد تتعرض لحادثة ما تُكسَر فيها ذراعك أو تتعرض سيارتك للضرر فى حادثة على الطريق أو تتأخرعن اللحاق برحلة الطائرة فى الموعد المحدد، فتتعطل عن سفرك، وقتها ينتابك الضيق الشديد ويبدأ عقلك فى تبرير ما حدث، بأنه إما أن يكون فلان «باصصلك فى السفرية ده» أو فلانة قريبتك زارتك مؤخراً و«عينيها وحشة» ومن ساعتها والكوارث تلاحقك.

. إلخ.

 هذه الأفكار التبريرية لما حدث لك والتى لا ينفك عقلك يبحث عن سبب حدوثها لك تُرجعها فى أغلب الأحيان إلى الحسد أو العين التى أصابتك ولم تزل تلاحقك لتصيبك بالشر وتزيل ما أنت فيه من نعمة، وربما يتحول الأمر إلى «فوبيا» لديك حتى إنك تخاف من الحسد بشكل مرضي، فلا تصرح لأصدقائك بأى نعمة أنعمها الله له خوفاً من العين والحسد وأتذكر أحد زملائى عند نشر صورة لى على الفيس مع أحد أبنائى أنه حذرني ووجهه يمتلئ جدية قائلاً: «إوعى تنشر لك أى صورة والله العين وحشة قوى أنت حر»!!!

وللحقيقة، فإن الحسد أو «العين» قديمان قدم الإنسان منذ أن خُلِق آدم عليه السلام، إذ إن أول ذنب عُصِىَ به الله كان نتيجة حسد الشيطان آدم عليه السلام عندما أمر الله الملائكة بالسجود له، لكنه رفض السجود واستكبر وكان من الكافرين، كما أن أول جريمة قتل وقعت على ظهر الأرض كانت بسبب الحسد  الذى نهش قلب قابيل تجاه شقيقه هابيل.

وثمة فرق بين كل من «الحسد» و«العين»، إذ إن «الحسد» هو شعور داخلى سلبى يتولد من الغيرة والحقد على نعمة الآخرين، ورغبة فى زوالها، أما «العين» فهى طاقة سلبية غير مقصودة تنبعث من شخص معجب بشىء ما، ما يتسبب فى ضرر لصاحب هذا الشىء بقصد أو دون قصد.

والمتتبع لتاريخ الحضارات والثقافات القديمة - وأيضاً الديانات- يجد أن الحسد وقوة العين الشريرة قاسماً مشتركاً فى جميع الثقافات الإنسانية منذ الأزل باختلاف أشكالها ومكانها الجغرافى فى أنحاء المعمورة شرقاً وغرباً، جنوباً وشمالاً، فنجد أن الإيمان بالعين والحسد يشيع بشكل قوى، حيث كان يتم استخدام التعاويذ والطلاسم والتمائم كوسيلة للحماية من العين، وساد الاعتقاد بأن هناك عدة  أشخاص بإمكانهم التسبب فى  الإضرار بأي إنسان بمجرد إعطائه نظرة حاقدة حادة، كما أن تأثير الحسد قد يختلف من ضحية لأخرى، ففى بعض الثقافات ربما يسبِّب المصائب والحظ السيئ فقط، أما البعض الآخر فيُعتقد بأن هذه العين قد تسبب المرض والهزال أو حتى تصيب بالوفاة.

ولا تخلو الديانة الإسلامية -شأنها شأن جميع الديانات- من مفهوم «العين» و«الحسد»، فقد وردت كلمة الحسد فى القرآن الكريم 4 مرات منها قول الله تعالى: «ومن شر حاسد إذا حسد»، كما نهى الرسول الكريم عنه قائلاً: «إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».

لكن، هل من الصواب أن نرجع كل ما يصيبنا من مصائب  إلى «العين» أو «الحسد»، بالطبع لا، إذ إن الحسد قد يكون كغيره من الأسباب فى حقيقته «ابتلاء» من الخالق، فالمؤمن دائماً مُبتلى وأكثر المبتلين هم الأنبياء عليهم جميعاً السلام، بل إن ما نراه شراً قد يكون فى جوهره خيراً لنا، فذراعك المكسورة التى قد جعلتك تلازم البيت لفترة  قد تجعلك أكثر قرباً من أسرتك والتعرف على مشاكلهم عن قرب  حيث كنت دائم الانشغال  عنهم لدواعى العمل التى لا تنتهى، وتلك الرحلة التى فاتتك فيها الطائرة قد نجّاك الله فيها من الموت، إذ إنها تعرضت لحادثة سقوط أسفرت عن مصرع جميع الركاب!!

وفى النهاية يجب ألا يتحول خوفك من الحسد إلى «فوبيا» تجعلك حبيسها، فتفسد حياتك وحياة مَن حولك، فدع خوفك من الحسد جانباً، فكلّ مقدر من عند الخالق ولن يصيبك إلا ما قدره لك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حادثة على الطريق الضيق الشديد حسد الشيطان آدم عليه السلام

إقرأ أيضاً:

هل يكون الأول من آب لهّاب ؟؟

#سواليف

تشهد عموم منطقة الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في هذه الأيام #أجواء_حارة إلى شديدة #الحرارة، ناتجة عن تعاظم تأثير ما يسمى بالمرتفع الجوي شبه المداري، والذي يؤجج #القبة_الحرارية في المنطقة وتحديدًا في العراق والكويت وشرق السعودية، فتبلغ #القبة_الحرارية ذروتها مع تسجيل درجات حرارة قد تتجاوز 50 مئوية، حيث تُعد هذه المناطق من بين الأشد حرارة على وجه الأرض في الوقت الحالي.

وتمتد تأثيرات الكتلة الهوائية الى بلاد الشام مما ادى الى سيادة أجواء أكثر حرارة من المعتاد. وفي مصر، تسيطر موجة حارة حيث تسجّل درجات الحرارة في العديد من المناطق قرابة 44 درجة مئوية.

تموج للتيار النفاث يؤدي إلى وصول #كتلة_هوائية أقل #حرارة إلى شرق المتوسط
وقال المختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي إن الخرائط الجوية تشير إلى حدوث تموج في التيار النفاث خلال الأيام الأخيرة من شهر تموز/يوليو ومطلع شهر آب/أغسطس، مما يؤدي إلى اندفاع كتلة هوائية أقل حرارة وأكثر رطوبة نحو منطقة الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. ونتيجة لذلك:

مقالات ذات صلة سعر فلكي للوحة مركبة رئيس الوزراء 2025/07/28

تنكسر الموجة الحارة الطويلة والمرهقة عن مصر، وتنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ لتعود إلى معدلاتها الاعتيادية.
تكون تأثيرات هذه الكتلة الهوائية أوضح على بلاد الشام، حيث تنخفض درجات الحرارة وتصبح الأجواء صيفية اعتيادية، خصوصًا فوق المرتفعات الجبلية، مع نشاط الرياح ذات المصادر البحرية وظهور السحب المنخفضة، والتي قد ينجم عنها أمطار محلية على السواحل السورية واللبنانية.
تمتد تأثيرات الكتلة الهوائية الأقل حرارة نحو العراق أيضًا، مما يؤدي إلى انكسار الموجة الحارة، بحيث تنخفض درجات الحرارة بشكل ملموس، مع نشاط الرياح المثيرة للغبار والأتربة.

والله أعلم.

مقالات مشابهة

  • ما وراء الخبر يناقش مستقبل قضية نزع سلاح حزب الله
  • مفتي الجمهورية: لا بقاء لحضارة تهدر نعمة الماء .. صور
  • عثرت على اوراقي الثبوتية.. شكرا لكم ولابى فارس
  • الاعتصام بحبل الله.. اعرف كيف يكون وماذا يتضمن وما ثمراته
  • آيات الرقية الشرعية مكتوبة.. حصن نفسك بالقرآن من العين والحسد
  • انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد
  • فلنكن كلنا العين الساهرة لهذا الوطن الغالي
  • هل يكون الأول من آب لهّاب ؟؟
  • "نعمة لا تُهدر".. مبادرة توعوية لإعادة تدوير الملابس في القطيف 
  • مصدر أمني:ميليشيا كتائب حزب الله الحشدوية وراء قتل وإصابة الشرطة الاتحادية في مديرية زراعة الدورة