الجزيرة:
2025-10-15@03:20:40 GMT

أزمة معيشة كانت تعصف بسكان حلب دون ضجيج

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

أزمة معيشة كانت تعصف بسكان حلب دون ضجيج

حلب– لم تكن تخرج النار من تحت الرماد لو لا أن تخلصت  حلب من سيطرة النظام السوري وكشف الستار عما كان يعاني الشعب من أزمات اقتصادية تعصف به، وحلب هي المدينة الصناعية والتجارية لسورية ولكن سكانها الآن عاجزون عن تأمين الغاز أو المحروقات للتدفئة ولا حتى الكهرباء والخبز.

يأتي ذلك في ظل تمدد قوات فصائل المعارضة السورية ضمن عملية "ردع العدوان" من إدلب إلى حلب ثم سيطرتها اليوم على حماة واستعدادها للتوجه نحو حمص.

لينا القاضي قالت للجزيرة نت وهي مدرسة متقاعدة إن ارتفاع الأسعار الكبير هو المشكلة الأكبر لدينا "فراتبي الشهري يبلغ 300 ألف ليرة (17 دولار) وسعر اشتراك الكهرباء بالشهر 450 ألف ليرة وسعر جرة الغاز 500 ألف ليرة بينما مخصص للعائلة حسب البطاقة الذكية 4 أسطوانات في السنة.

وأضافت "زوجي يعاني من مرض القلب والكلى، ونحن الأن في فصل الشتاء ولم يتم توزيع المازوت على البطاقة الذكية وليس لدينا قدرة على شراء التدفئة لذلك نعتمد على لف أنفسنا بـ "البطانية" والكهرباء النظامية تأتينا كل 25 ساعة لساعتين فقط".

بدوره عبدو الجمعة وهو أب لثلاثة أطفال قال للجزيرة نت إنه عامل يحصل أسبوعيا على 350 ألف ليرة سورية يدفع منها 200 ألف ثمن حليب ومصروف لطفله الرضيع والخبز على البطاقة الذكية يكفي ليومين فقط، ويضطر بعد ذلك لشراء ربطة الخبز بـ 6000 ليرة.

أحد الأسواق الشعبية في حلب حيث يتسوق الناس لحاجاتهم الضرورية (الجزيرة) اللحمة حلم

وأما عن اللحمة قال إنها حلم لي ولعائلتي ومحرومين منها، وسعر الدجاجة الواحدة 150 ألف، "لذلك أفضل شراء حليب لطفلي وأحرم نفسي وعائلتي من اللحم، وأما عن الغاز "لا تعرف زوجتي الطبخ عليه فهي تطبخ على النار التي نشعلها بالكراتين والحطب".

إعلان

بدور العلي لم تكن أوفر حظ وهي التي تعمل مع أولادها الاثنين حتى تستطيع أن تؤمن احتياجات منزلها الأساسية وأدوية زوجها المقعد في المنزل لأن مدخولها الشهري لا يتجاوز الـ 800 ألف ليرة وتحتاج لضعف هذا المبلغ حتى تستطع أن توفر حاجاتها الأساسية حسبما قالت للجزيرة نت.

وأضافت أن حصة المازوت بالسنة هي 50 لتر وهذه ليست للتدفئة لأنها لا تكفي لمدة أسبوع لذلك تستعمل للطيخ في ظل حصولها على أربع أسطوانات في السنة وإذا أردت شرائها في السوق العادية فإن سعرها مضاعف ولا قدرة لها على ذلك، وللتدفئة تلجأ للبس السميك أو التلحف بالبطانيات.

سعر ربطة الخبر في حلب بلغت 6000 ليرة (الجزيرة)

ناصر الجابر الذي يقطع مسافة يوميا بنحو 20 كم يوميا من أطراف مدينة حلب ليصل إلى السوق الشعبي تحت جسر الرازي ويبيع على بسطة خضار ويجني منها شهريا ما يقارب الـ 3 مليون ليرة ليكون أحسن حظا من غيره ولكن هذا المبلغ لا يكفيه إذا أراد شراء طبخة لعائلته بعدما استهلك الكثير من دخله في إيجار التنقل بين قريته والمدنية بحسب ما صرح للجزيرة نت.

وأما عن اللحمة فقال إنه لا يعلم سعرها لأنه منذ عام لم يشتريها لعدم قدرته على ذلك، أما الدجاج فسعر الواحدة يربو على 150 ألف ليرة (نحو 10 دولارات) وهو مبلغ طائل "فأفضل شراء القرنبيط والبطاطا والبندورة وغيرها".

لقمة العيش

محمد سالك عائلته كبيرة ولا يكفيه الخبز الذي يحصل عليه عن طريق البطاقة الذكية وهو ربطتين من الخبز في الأسبوع وهو بحاجة لربطتين يوميا لذلك يضطر لشراء الخبز بسعر السوق بمبلغ يصل حتى 8000 ليرة للربطة الواحدة في ظل مدخول لا يتجاوز الـ 500 ألف ليرة شهريا.

وأشار أن معظم السكان في مدينة حلب الذي يبلغ تعدادهم ما يقارب 2.5 مليون نسمة يعيش أكثر من 80%منهم تحت خط الفقر في ظل عدم وجود فرص العمل وتوقف كثير من المعامل والصناعة بعد التضيق على التجار من قبل المخابرات والذي لا يرضى الدفع يتم اعتقاله بتهم مختلفة حتى يدفع ويخرج.

إعلان

ونوه إلى أن الشعب أصبح منشغل في تأمين لقمة العيش لأطفاله وتأمين المستلزمات الضرورية من ماء وخبز وغاز وتدفئة وكهرباء والإنترنت ليأتي بعدها الطعام والشراب وكل شيء غالي الثمن فإذا أردت شراء خبز وزيت نباتي وبطاطا والقليل من الخضار تحتاج ما يقارب الـ 100 ألف ليرة بحسب ما قال للجزيرة نت.

يشار إلى أن الدولار يعادل نحو 25 ألف ليرة سورية في السوق الحرة، بينما التسعيرة التي يضعها النظام السوري حاليا فهي 18 ألف ليرة لكل دولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات البطاقة الذکیة للجزیرة نت ألف لیرة

إقرأ أيضاً:

علماء للجزيرة نت: ابتكرنا ورقة شجر صناعية تحول الضوء إلى وقود

عرض باحثون في جامعة كامبردج طريقة بسيطة لصناعة المواد الكيميائية التي تقوم عليها منتجاتنا اليومية، من البلاستيك والدهانات إلى مستحضرات التجميل والأدوية، من دون الاعتماد على الوقود الأحفوري، وفقا لنتائج دراسة جديدة نشرت يوم 10 أكتوبر/تشربن الأول في مجلة "سيل-جول".

صنع الفريق "ورقة صناعية" صغيرة تقلد عملية التمثيل الضوئي التي تستخدمها النباتات لتحويل ضوء الشمس إلى طاقة.

يستخدم هذا الجهاز الضوء والماء وثاني أكسيد الكربون لإنتاج الفورمات، وهو وقود ولبنة أساسية للعديد من التفاعلات الكيميائية.

تعتمد صناعة المواد الكيميائية في الغالب على النفط والغاز كمادة أولية، ولذلك تسبب نحو 6% من الانبعاثات العالمية. ومن ثم، يقول المؤلفون إن نهجهم يمكن أن يساعد في المستقبل في التخلص من الوقود الأحفوري في هذا القطاع المهم عبر توفير نقطة انطلاق نظيفة للعديد من المنتجات.

الجهاز أعطى تيارات عالية ووجّه تقريبا كل الإلكترونات إلى تفاعلات صنع الوقود (سيول يونج-جامعة كامبردج)تصميم هجين حيوي غير سام

يقول قائد الفريق البحثي إرفين رايسنر الأستاذ بقسم يوسف حميد للكيمياء بجامعة كامبردج: "إذا أردنا بناء اقتصاد دائري ومستدام، فصناعة الكيميائيات تمثل مشكلة كبيرة ومعقدة يجب التعامل معها. علينا إيجاد طرق لإزالة الاعتماد على الوقود الأحفوري من هذا القطاع الذي ينتج سلعا يحتاجها الجميع. إنها فرصة هائلة إذا أحسنّا استغلالها".

كانت الأوراق الصناعية القديمة تعتمد غالبا على مواد سامة أو غير مستقرة، أو تحتاج إلى مواد كيميائية إضافية لتستمر في العمل، لكن الجهاز الجديد يجمع بين أشباه موصلات عضوية (مواد كربونية تلتقط الضوء) وإنزيمات مأخوذة من بكتيريا.

ومن ثم، يتجنب هذا التصميم الذي يمثل هجينا حيويا العناصر السامة، ويعيش مدة أطول، ويعمل من دون إضافات تقلل الكفاءة.

إعلان

يوضح رايسنر في تصريحات للجزيرة نت: "إذا تخلصنا من المكونات السامة وبدأنا نستخدم عناصر عضوية، سنحصل على تفاعل نظيف وناتج واحد فقط، بلا تفاعلات جانبية غير مرغوبة. هذا الجهاز يجمع بين أشباه الموصلات العضوية القابلة للضبط وغير السامة، والإنزيمات العالية الانتقائية والكفاءة".

يستخدم النظام ضوء الشمس لدفع إلكترونات نحو الإنزيمات، فتقوم إما بتقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين، أو بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى فورمات. وبعد ذلك استخدم الفريق الفورمات مباشرة في تفاعل لصناعة مركب دوائي مهم بنقاوة وعائد مرتفعين، من دون أي كهرباء إضافية.

هذا النهج قد يوفر للمصانع مصدرا شمسيا وخاليا من الوقود الأحفوري (شترستوك)حل معضلة قديمة

بينما تحتاج كثير من الأنظمة المعتمدة على الإنزيمات إلى محاليل موقية لإبقائها فعالة، لكنها قد تتفكك سريعا وتقلل الاستقرار، حل الفريق هذه المشكلة عبر تضمين إنزيم مساعد داخل طبقة تيتانيا مسامية، وبذلك استطاع النظام العمل في محلول بيكربونات بسيط مشابه لمياه الصودا، بدلا من إضافات غير مستدامة.

يوضح رايسنر أن الأمر يشبه أحجية كبيرة، كأن يكون لدينا مكونات عديدة نحاول جمعها لهدف واحد، ولذلك استغرق الفريق وقتا طويلا لفهم كيفية تثبيت هذا الإنزيم على القطب.

ويضيف: "بدراسة عمل الإنزيم بدقة، تمكنا من تصميم مواد الطبقات المختلفة في جهازنا الشبيه بالشطيرة. هذا التصميم جعل الأجزاء تعمل معا بكفاءة أكبر، من المقياس النانوي الصغير حتى الورقة الصناعية كاملة".

وفي الاختبارات، أعطى الجهاز تيارات عالية ووجّه تقريبا كل الإلكترونات إلى تفاعلات صنع الوقود، أي انتقائية شبه كاملة، كما أنه عمل أكثر من 24 ساعة، أي أكثر من ضعفي عمر كثير من التصاميم السابقة التي استخدمت ماصات ضوئية غير عضوية.

وإذ إن طبقة التقاط الضوء عضوية وليست معادن سامة، يقول الفريق إن المنصة أكثر أمانا وقابلة للتطوير.

وإذا تم تطويره أكثر، قد يوفر هذا النهج للمصانع مصدرا شمسيا وخاليا من الوقود الأحفوري لصنع المواد الأساسية في صناعات مثل الأدوية والأسمدة والبلاستيك والدهانات والإلكترونيات ومواد التنظيف.

مقالات مشابهة

  • كواليس أزمة كادت تعصف باتفاق غزة.. أحمد موسى يكشف مفاجآت عن جلسة الأربعاء
  • علماء للجزيرة نت: ابتكرنا ورقة شجر صناعية تحول الضوء إلى وقود
  • صور| الرياح تعصف بمطارات شرق الولايات المتحدة.. والتأخير بلغ 6 ساعات
  • في رحاب البحر الأحمر.. إرادة السلام تنتصر على ضجيج السلاح
  • ممثل برنامج “الأمم المتحدة” يشهد فعاليات اتفاقية تحسين معيشة اللاجئين السودانين بالإسكندرية
  • علماء للجزيرة نت: تتبعنا نسب الشعير قبل 10 آلاف سنة
  • كيفانش تاتليتوغ يوقّع عقدًا بقيمة 44 مليون ليرة تركية كسفير لعلامة تجارية تركية
  • «فيلم ستيف».. دوامة نفسية تعصف بمشرف مدرسة للطلاب الجانحين
  • أروى الطويل للجزيرة نت: تسييس المساعدات أخطر ما يواجه العمل الإنساني
  • عاجل | مصادر للجزيرة: مجموعات كبيرة من المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية