«فيلم ستيف».. دوامة نفسية تعصف بمشرف مدرسة للطلاب الجانحين
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
طاهر علوان -
تتجه السينما عندما تقدم الشخصيات إلى بُعد مهم من أبعاد تلك الشخصيات، وهو البعد النفسي والعقلي الذي هو ركن أساس في مقاربة الشخصية، وفهم طباعها وسلوكها وأفعالها.
ومن هنا صارت الأفلام ذات الطابع النفسي نوعًا فيلميًا تنوّعت فيه معالجات وأساليب المخرجين وكتّاب السيناريو حتى بدا هذا النوع الفيلمي من السعة والغزارة والتنوع أنه صار يستقطب منذ عقود جمهورًا عريضًا من المهتمين بالسينما السيكولوجية، وصولًا إلى ذلك النوع الذي يُكرّس موضوعاته للشخصيات السايكوباثية والعُصابية، وهو انعكاس موضوعي لما هو موجود في العديد من المجتمعات.
وعلى هذا صارت سلوكيات وانحرافات المراهقين من الموضوعات التي تتسع للكثير من المعالجات السينمائية، كما هي الحال في هذا الفيلم للمخرج تيم ميلانتس المأخوذ عن رواية «الخجول» للكاتب ماكس بورتر، وهو نفسه كاتب السيناريو، وحيث يقدّم لنا الممثل ذائع الصيت كيليان مورفي في دور استثنائي وجدير بالاعتبار، وهو الذي سبق أن حاز جائزة الأوسكار عن فيلم «أوبنهايمر» بالإضافة إلى أفلامه الأخرى المتميزة، ومنها: «بعد 28 عامًا»، و«أشياء صغيرة كهذه»، و«مكان هادئ»، و«آنّا»، و«دونكريك»، و«الحفل»، و«الإضاءة الحمراء»، وأفلام أخرى.
يجسّد مورفي دور ستيف مدير المدرسة شبه الإصلاحية التي تُعنى بإرشاد وتقويم الشباب المراهقين وتهذيب سلوكهم، وهم الذين يغرقون بالمشكلات التي يصنعونها ويستحقون بسببها الزجّ في السجن، لكن ستيف وزملاءه يوجدون ملاذًا لهؤلاء في تسعينيات القرن الماضي؛ حيث ينغمر ستيف في هذا العالم الإشكالي وفي سايكولوجيا المراهقين حتى يستنزف كل طاقته تقريبًا لغرض مواكبتهم وحلّ مشكلاتهم.
وخلال ذلك يقدّم الفيلم عرضًا شاملًا لسلوك أولئك المراهقين؛ حيث لكل منهم مشكلاته الخاصة ونزعته العدوانية، وحيث يُفصح كل منهم عن دوافعه، وحيث لا يتورّع أولئك المراهقون الخطيرون عن التعبير عن أنفسهم من خلال أي سلوك عنيف.
بالطبع هنالك بيئة اجتماعية حاضنة ولكنها متصدّعة ممثلة في عائلات مفككة غير قادرة على الأخذ بيد أبنائها؛ ولهذا تقع المسؤولية على ستيف وفريقه، وهم يواجهون ذلك الموج من الغضب والنزاعات بين أولئك المراهقين، لكن في المقابل هنالك معاناة ستيف نفسه، وهو الذي يعاني من نوبات الإحباط والعزلة، ما يدفعه إلى تعاطي بعض الأدوية وصولًا إلى اتهامه بتعاطي مؤثرات عقلية.
هذا المزيج من التداعيات النفسية التي تضغط من الخارج وتلك التي تتفاعل داخل نفس ستيف، كلّها تفرض عليه أداء خاصًا لذات محاصرة من جميع الجهات؛ فمن جهة ها هي مؤسسته مهددة بالإغلاق، والعنف يتصاعد بين التلاميذ المراهقين، ولهذا كان على ستيف أن يوجد مسارًا آمنًا لنفسه ليخرج من تلك الدوامة، لكنه لن يخرج منها، ولهذا كان الدور الذي أدّاه كيليان مورفي من الأدوار المتميزة بحق، وهو ما يجمع عليه العديد من النقاد الذين اهتمّوا بهذا الفيلم.
وفي هذا الصدد يقول الناقد برايان تاليريكو في موقع «روجر إيبرت»: هذا الفيلم هو دراما شائكة ومتشعبة تسعى إلى إثارة المشاعر بدلًا من كسبها ببطء ساعيًا إلى إيجاد العمق في بعض الشخصيات الأساسية، لكن مورفي الحائز على جائزة الأوسكار عن دور «أوبنهايمر» يتألق طوال الفيلم مُضيفًا رقة ورشاقة في مواضع كان من الممكن أن يتجاهلها ممثلون آخرون. ومما يزيد من روعة أداء مورفي مدى تنوّعه في هذه الفوضى. إنه ممثل أصيل من القلائل الذين يُقال: إنهم يتفوقون تعبيريًا في حالات الصمت مقارنة بالمونولوج والحوارات المطوّلة.
أما الناقدة ميريام بالانسيكو في موقع «إيمباير» فتقول: إن هنالك قلّة من الممثلين القادرين على نقل حالات الاضطراب العاطفي الحقيقي، ومنهم مورفي. فهو يُجسّد ببراعة شخصيات تُدفع إلى حافة الهاوية؛ ولهذا فليس من المستغرب أن يُبدع مجددًا في تعاونه الثاني مع المخرج تيم ميلانتس في اقتباس روائي مؤثّر للغاية، وهذه المرة يُكلّف مورفي بإظهار طيف من المشاعر الإنسانية على مدار يوم واحد.
ننتقل بعد هذا إلى عناصر إخراجية بالغة الأهمية، أولها أن مجمل أحداث الفيلم تقع في مدار 24 ساعة مليئة بالفوضى، سواء في حياة الشخصية الرئيسية أو الشخصيات الثانوية. إنه توالٍ منتظم للتوقيتات التي تظهر على الشاشة؛ فكل زمن يمرّ يعني حدثًا، وبهذا تمّ زجّ عنصر الزمن ببراعة في تلك الدوامة النفسية المليئة بالاضطراب والخوف والفوضى، وبين الحين والآخر يتم تذكيرنا بالزمن الذي يمرّ خلال ذلك اليوم.
من جهة أخرى، واستمرارًا لعامل الزمن؛ فإنه يؤدي دورًا مهمًا في حياة الشخصيات المضطربة؛ فهي تعوم في زمن يعجّ بالذكريات القاسية والطفولة المريرة، وهو الاضطراب ذاته الذي يعصف بستيف نفسه الذي تحاصره من جهة أخرى معضلة إخلاء المدرسة بقرار من الهيئة التعليمية، وهو ما يثير هلع ستيف وحيرته: أين سيذهب أولئك الأولاد الذين يجدون في تلك المدرسة ملاذهم الوحيد؟
من العناصر والميزات الإخراجية الأخرى ما يمكن أن نسمّيه السينما داخل السينما، والفيلم داخل الفيلم؛ إذ تجري الأحداث على خلفية قيام فريق تلفزيوني بتصوير الحياة اليومية لتلك الشخصيات داخل المدرسة. وخلال ذلك كان من الملاحظات المميزة استخدام الكاميرا المحمولة، وذلك في سياق متابعة الشخصية المضطربة، وعرض مشاهد الصراعات.
هذا الاستخدام للوثائقي كان عنصرًا جماليًا إضافيًا متميزًا ربما لا يعجب الكثيرين حتى يبدو الفيلم أقرب إلى الريبورتاج أو الفيلم الوثائقي، لكنه في الحقيقة منح الفيلم قوة تعبيرية وشكلًا جماليًا مختلفًا، فضلًا عن التلاعب في قضية الزمن والصعود والنزول في المسار الزمني؛ حتى لا تستطيع أن تميّز في بعض الأحيان من وجهة نظر مَن يعرض الوقائع والأحداث، وهي ميزة أخرى مثيرة في هذا الفيلم، وهو ما أشار إليه العديد من النقاد أنه بسبب كثافة التداعيات النفسية؛ فإنه يفقد البوصلة في بعض الأحيان.
أما إذا انتقلنا إلى مسارات السرد الفيلمي؛ فإذا استثنينا ستيف باعتباره بؤرة الأحداث والشخصية المحورية فإن المسارات الأخرى المتوازية والمتقاطعة تختلط كلها في وسط تلك الدراما العصيبة والاستثنائية، وهو ما جسّده ستيف في أكثر من موقف متفجر، سواء في رفض إخلاء المدرسة أو في محاولة الوصول إلى شخصية المراهق (شاي) الذي تسبب فيما بعد بفقدانه والعثور عليه في التحام العاملين في المدرسة وطلبتها.
وإذا مضينا في هذه التحولات فإن لستيف نسقًا من الجدل المتواصل مع الشخصيات المحيطة به؛ ولهذا فإنه لا يشعر بالتوافق مع الجميع بسبب نوازعه الشخصية الغريبة، لكنهم يعدّونه ربان السفينة وقائد المجموعة، ومن دونه لا يستقيم شيء، وسوف يدخلون في دوامة لا نهاية لها؛ لأن ستيف هو الوحيد القادر على فهم ذلك العالم المضطرب واستيعابه واستيعاب أولئك الصبية المضطربين الذين يجدون فيه ملاذًا لهم.
إخراج/ تيم ميلانتس
عن رواية «خجول» لماكس بورتر
سيناريو/ ماكس بورتر
تمثيل/ كيليان مورفـي فـي دور ستيف، تريسي أولمان فـي دور أماندا، سيمبي أجيكاوو فـي دور شولا
مدير التصوير/ روبريخت هايفارت
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذا الفیلم الذین ی الذی ی فی هذا وهو ما
إقرأ أيضاً:
تعرف على أبرز الشخصيات التي واجهت التحريض الإسرائيلي خلال 2025؟
واصل الاحتلال الإسرائيلي ومختلف منظماته حول العالم التحريض ضد الشخصيات العالمية والمؤثرين على المنصات الكبرى من الداعمين للقضية الفلسطينية والرافضين الجرائم ضد الفلسطينيين سواء خلال الإبادة في قطاع غزة، أو في تصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية.
وواصلت منظمة "أوقفوا معاداة السامية - Stop Antisemitism" اختيار أبرز الشخصيات الداعمة للفلسطينيين ووضعتها ضمن قائمة قالت إنها لأكثر الشخصيات معاداة للسامية خلال عام 2025، إلا أنها هذا العام أضافت معها شخصيات تُعد داعمة للنازية.
وضمت قائمة العام الماضي شخصيات مثل الكوميدي والكاتب والمنتج باسم يوسف، والمذيعة والناشطة السياسية الأمريكية كانديس أوينز، والناشطة السويدية الشهيرة غريتا ثونبرغ، وغيرهم من الشخصيات الداعمة لفلسطين.
تفاصيل قائمة العام الماضي: تنافس على "فخر الفوز" بجائزة إسرائيلية لـ"معاداة السامية".. ما أبرز مواقف المرشحين؟
تاكر كارلسون
معلق سياسي أمريكي محافظ ووجه إعلامي ذو نفوذ واسع، بدأت مسيرته الإعلامية في التسعينيات بالكتابة لمجلات مثل "ذا ويكلي ستاندرد"، ثم عمل كمعلق ومضيف في محطات كبرى مثل "سي إن إن" من عام 2000 إلى 2005، وشارك في استضافة برنامج المناظرات من 2005 إلى 2008، وهو أيضاً مؤسس مشارك ورئيس تحرير لصحيفة "ذا دايلي كولر".
وخلال عام 2025، هاجم كارلسون الجمهوريين التقليديين في الولايات المتحدة بشكل صريح، مستهدفاً شخصيات بارزة مثل السناتور تيد كروز والرئيس السابق جورج دبليو بوش وسفير "إسرائيل" السابق مايك هاكابي. وصف كارلسون هؤلاء القادة بـ"الصهاينة المسيحيين" الذين "استولى عليهم هذا الفيروس الدماغي" بسبب دعمهم المطلق لإسرائيل.
في مواجهة نارية، واجه تاكر كارلسون نائبًا في الكونغرس بسؤال مباشر حول سبب إعلانه الدفاع عن "إسرائيل" كأولوية منذ ترشحه، متسائلًا عن دور المشرّع الأمريكي في حماية مصالح حكومة أجنبية. pic.twitter.com/UaWp0hD9LD — عربي21 (@Arabi21News) June 20, 2025
وقام كارلسون بدمج النقد التقليدي لنفوذ اللوبيات في واشنطن مع لغة معادية للاحتلال الإسرائيلي، وهذا الموقف مثّل رفضاً أيديولوجياً صريحاً لتحالف الصهيونية المسيحية والجمهوريين، الذي يُعد إحدى أهم ركائز السياسة الخارجية الأمريكية منذ عقود.
وناقش كارلسون مسألة الدعم لـ"إسرائيل"، وأشار إلى أن الحرب مع إيران قد "تغذي الجيل القادم من الإرهاب"، واقترح "التخلي عن إسرائيل" وتركها تخوض حروبها بنفسها دون دعم أمريكي، مشيراً إلى أن التدخل ليس مفيداً للولايات المتحدة.
وفي حوار مع الناشط اليميني نيك فوينتس، المعروف بمواقفه المناهضة لـ"إسرائيل"، أثار كارلسون سخط الأوساط المؤيدة لـ"إسرائيل"، مما أدى إلى أزمة وموجة استقالات داخل مؤسسة "هيريتيج" المحافظة.
وفي نهاية العام أجرى حواراً مع رئيس وزراء قطر حول قضايا غزة وإيران، وناقش فيه الموقف من إعادة الإعمار في غزة، وتساءل فيه عن سبب دفع الولايات المتحدة تكاليف تدمير وإعادة إعمار ما دمرته "إسرائيل".
سينثيا إلين نيكسون
ممثلة أمريكية حائزة على جوائز كبرى متعددة في مجال الفن، بما في ذلك جائزتا إيمي وتوني وجائزة غرامي، كما ترشحت لمنصب حاكمة نيويورك في 2018، وهي أيضاً ناشطة ومديرة مسرح.
وقادت نيكسون، بالتعاون مع أعضاء في الكونغرس مثل ديليا سي. راميريز، يوماً للعمل في الكابيتول هيل لدعم "قانون منع القنابل" (H.R. 3565)، بهدف وقف نقل الأسلحة الهجومية إلى "إسرائيل" والمطالبة بامتثالها للقوانين الأمريكية والدولية.
وخلال مؤتمر صحفي، أكدت نيكسون أن "الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في تمويل الإبادة الجماعية"، مشيرة إلى أن هذا القانون خطوة حيوية لإنهاء "تآمر الولايات المتحدة في القتل الجماعي والتجويع القسري للمدنيين الفلسطينيين".
وأكدت أن 77 بالمئة من الديمقراطيين و51 بالمئة من جميع الأمريكيين خلصوا إلى أن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية. ويعكس دعم نيكسون لهذا التشريع انتقال النخبة الليبرالية في 2025 من مجرد المطالبة بوقف إطلاق النار إلى المطالبة بتغيير جذري وملموس في آليات الدعم العسكري الأمريكي لـ"إسرائيل".
مارسيا كروس
ممثلة أمريكية معروفة بأدوارها البارزة في الدراما التلفزيونية، وسبق أن ترشحت لثلاث جوائز "غولدن غلوب" المرموقة، وحصلت على شهادة ماجستير في علم النفس في 2003.
واستخدمت كروس منصاتها للتعبير عن دعمها للفلسطينيين بشكل مستمر، وأدانت بشدة الصمت الذي يحيط بالقصف الإسرائيلي على رفح، وكتبت في منشور علني: "أنا أكافح لفهم كيف أعيش بين أناس عيونهم لا تدمع، وقلوبهم لا ترتجف، وأصواتهم تظل صامتة".
واعتبرت أن "لا كلمات لوصف الرعب الذي تم ويتم إطلاقه". كانت كروس قد بدأت نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي في نوفمبر الذي سبق عام 2025، مطالبة بوقف إطلاق النار ووقف قصف المستشفيات.
الآنسة ريتشل
اسمها رايتشل آن أكورسو، وهي معلمة أمريكية ومشهورة على منصة "يوتيوب"، ومغنية وكاتبة أغانٍ. اشتهرت بسلسلتها التعليمية "Songs for Littles"، والتي تركز على تنمية اللغة للأطفال الصغار، وهي تحمل شهادة ماجستير في تعليم الموسيقى من جامعة نيويورك ودرجة ماجستير ثانية في تعليم الطفولة المبكرة.
المعلمة ريتشل تظهر في فيديو مع طفلة مصابة من غــ.ـزة رغم الحملة ضدها.. ما القصة؟ #عربي21 pic.twitter.com/ncttpJBQ6S — عربي21 (@Arabi21News) May 24, 2025
أكدت رايتشل استعدادها للمخاطرة بمسيرتها المهنية مراراً وتكراراً للدفاع عن الأطفال المتضررين في غزة، وشددت على أنها لن تكون "الآنسة ريتشل" إذا لم تهتم بعمق بجميع الأطفال، مشيرة إلى مسؤولية منصتها الكبيرة لرفع الوعي حول المجاعة التي هددت السكان لشهور طويلة، وقد ذكرت أنها التقت بأمهات فلسطينيات يعانين من أجل توفير الغذاء لأطفالهن.
وكشفت الآنسة ريتشل أنها تلقت تهديدات خطيرة بعد أن أدرجتها مجموعة مؤيدة لإسرائيل كـ"معادية للسامية". وذكرت أن هذا التصنيف أطلق حملات تهدف إلى تشويه سمعتها وإسكات الأصوات التي تُظهر التضامن مع أطفال غزة.
وأشارت إلى أن هذه التهديدات المادية المباشرة أثرت على أطفالها، حيث أصيب ابنها بالذعر وبكى خوفاً بعد سماع مناقشات حول سلامتها. ووصفت محاولات المنظمات لتدمير حياة الأفراد أو الضغط على الشركات لقطع العلاقات بناءً على مزاعم لا أساس لها بأنها "غير مقبولة وخطيرة".
سينك أويغور
معلق سياسي ومحامٍ تركي-أمريكي، والمضيف والمؤسس المشارك لشبكة TYT، ولد في تركيا ونشأ في الولايات المتحدة، وعمل كمحامٍ قبل أن يبدأ مسيرته كمعلق سياسي.
وانتقد أويغور سياسات "إسرائيل" والدعم الأمريكي لها، وظهر في مناظرات وبرامج ناقش فيها القضية، وانتقد بشدة فكرة أن "إسرائيل تدير أمريكا وتسيطر على بعض الساسة".
وأشار إلى المساعدات العسكرية الكبيرة التي تتلقاها "إسرائيل"، ووصف الدعم الأمريكي لها بأنه "فاحش"، داعياً إلى دعم الشعب الفلسطيني.
كما وصف أويغور الدبلوماسي البريطاني توني بلير بأنه يمثل المصالح الإسرائيلية وأن مشاركته في قضية غزة ستؤدي إلى المزيد من الحرب.
آنا كاسباريان
معلقة سياسية وصحفية، شريكة في شبكة "TYT" منذ عام 2007، تحمل درجة الماجستير في العلوم السياسية وعملت كمحاضرة في الصحافة بجامعة كاليفورنيا ستيت نورثريدج.
واجهت كاسباريان ناشطاً مؤيداً لـ"إسرائيل" في برنامج بيرس مورغان، ووصفت الدفاع عن جيش الاحتلال الإسرائيلي والوضع في غزة بأنه شر لا يطاق وصدمة للضمير الإنساني.
View this post on Instagram A post shared by Piers Morgan Uncensored (@piersmorganuncensored)
وأكدت كاسباريان في تصريحات أخرى أن اللوبي الإسرائيلي يسيطر على الولايات المتحدة.
القائمة النهائية
وأعلنت منظمة "أوقفوا معاداة السامية" أن القائمة النهائية لـ"جائزة معاداة السامية" المكونة من 3 شخصيات تضم تاكر كارلسون، وبرايس ميتشل، وستيو بيترز، اللذين يعرفان بمواقف متطرفة تدعم النازية أو تنكر المحرقة.
2025 Antisemite of the Year top 3 finalists:
???? Tucker Carlson
???? Bryce Mitchell
???? Stew Peters
Vote through December 19th and help determine the 2025 Antisemite of the Year.https://t.co/Z03ndvmDmY pic.twitter.com/q44bWG9hwb — StopAntisemitism (@StopAntisemites) December 7, 2025
ويُعرف ميتشل، بلقبه الشهير "ثاغ ناستي - Thug Nasty"، هو مقاتل فنون قتالية مختلطة محترف في بطولة "UFC" وناشط يحمل شهادة في الاقتصاد من جامعة هاردينغ، يقاتل حالياً في فئة "وزن الديك - Bantamweight".
وتم إدراج ميتشل كمرشح لجائزة "معادي السامية لهذا العام" باعتبار أنه "منكر للهولوكوست"، وأنه يتبنى قضية فلسطين كذريعة لتنظيم ونشر أيديولوجيته المعادية لليهود، بعيداً عن أي سياق سياسي فلسطيني مشروع.
أما بيترز فهو شخصية إعلامية بارزة ومضيف برنامج "The Stew Peters Show" الذي انطلق في عام 2020، وفيه يتم انتقاد المنظمات الحكومية ودورها في العديد من المؤامرات، وكانت خلفيته المهنية متنوعة، حيث عمل سابقاً كمغنّي راب تحت اسم "Fokiss".
وصعّد بيترز من خطابه بشكل كبير في عام 2025، ففي نيسان/أبريل دعا إلى "حل نهائي" لإبعاد اليهود من الولايات المتحدة، واستخدم الصراع كغطاء لتنظيم ونشر أيديولوجيته العنصرية، حيث سبق له أن أكد أن اليهود و"إسرائيل" دبروا هجوم 6 كانون الثاني/يناير 2021 في الولايات المتحدة لتشويه سمعة القوميين الأمريكيين.
من حصل على "الجائزة" سابقاً؟
في عام 2024، جرى تسمية المذيعة والناشطة كانديس أوينز كأكثر شخصية "معادية للسامية"، وهي التي تعرضت للطرد من منصة "ديلي واير" بسبب موقفها الداعم للقضية الفلسطينية ورفضها للحرب الإسرائيلية على غزة، لا سيما بعد توتر العلاقة بينها وبين المذيع في المنصة المناصر لـ"إسرائيل" بن شابيرو، واتهامها بـ"الترويج للأفكار المعادية للسامية".
في نسخة 2023 تم اختيار عضوة الكونغرس الأمريكي من أصل فلسطيني رشيدة طليب، المعروفة بمواقفها العديدة المناهضة للاحتلال والدعم الأمريكي لـ"إسرائيل"، وتشكل مع ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وإلهان عمر، وأيانا بريسلي، أربع سيدات تحت اسم "الفرقة".
وقبلها في 2022 تم اختيار مغني الراب كانيه ويست، الذي لم يدعم فلسطين، إلا أنه تعرض لانتقادات لارتدائه قميصاً كُتب عليه "حياة البيض مهمة" خلال فعالية "أسبوع الموضة في باريس"، وظهر الشعار أيضاً خلال عرض أزياء "واي زي واي" الخاص به، حين عرضته سيلا مارلي، ابنة لورين هيل وحفيدة بوب مارلي.
واعتبرت رابطة مكافحة التشهير هذه العبارة "خطاب كراهية" ونسبتها إلى المتعصبين البيض الذين بدأوا في استخدامها في عام 2015 رداً على حركة "حياة السود مهمة".
وفي 2021 جاء الاختيار على أنورادها ميتال، وهي المديرة التنفيذية لمعهد "أوكلاند"، ورئيسة مجلس إدارة "بن آند جيري"، وهي الشركة التي دخلت في صراع طويل مستمر مع الشركة المالكة لها "يوليفير" بعد قرار الأولى بوقف بيع المنتجات في المستوطنات الإسرائيلية.
وكانت "جائزة" عام 2020 من نصيب نيردين كسواني الأمريكية من أصول فلسطينية التي شاركت في تمرير كلية القانون بجامعة مدينة نيويورك قرارين داعمين لحركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS".
وكانت النسخة الأولى من "الجائزة" في عام 2019 من نصيب النائبة في مجلس النواب الأمريكي من أصل صومالي إلهان عمر، نظراً لمواقفها الداعمة لفلسطين والمنتقدة للاحتلال الإسرائيلي، وهي المستمرة حتى الآن مع إعادة انتخابها مع أعضاء "الفرقة".