ليبيا – أكد رئيس حزب الائتلاف الجمهوري عز الدين عقيل،أن اشتعال السودان والنيجر وليبيا ليس صدفة،متسائلا:”هل ما يجري هو مقدمة لإلحاق ليبيا بمصير السودان؟.

عقيل وفي منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قال :”اشتعال الإقليم بثلاثية السودان والنيجر وليبيا ليس صدفة،وبالنظر إلى قوة ونفوذ المتقاتلين الذي يمكنه أن يؤسس لحرب طويلة ومدمرة”،متسائلا:”هل ما يجري هو مقدمة لإلحاق ليبيا بمصير السودان؟”.

وفي سياق متصل،أكد عقيل لصحيفة “الدستور”، أن سقوط القتلى والجرحى في ليبيا جار منذ أن أسقط حلف الناتو الدولة الليبية عام 2011 وفكك الجيش وورط البلاد بنظام مليشياوي فاشي، وخلق نزاع حاد بين تشكيلاته المسلحة.

وأضاف عقيل:” أن عمليات جمع  أمراء الحرب حول مائدة للتفاوض لن يحدث، لأن صناعة السلام تتطلب نزع السلاح وتفكيك الميليشيات وإعادة المؤسسة العسكرية إلى سابق دورها، لذا سيناريو الانفلات سيستمر ليس لأن المليشيات بطبيعتها كيانات متصارعة على النفوذ والتوسع،بل لأنها وهذا الأخطر تستخدم بتوسع  بحروب الوكالة لصالح التدخلات الأجنبية،وذلك مثل اشتباكات طرابلس التي لم تكن إلا فتنة أجنبية لتحقيق دولة مكاسب على الأرض كما تعودنا منها بكل الصدامات المسلحة الأخيرة”.

وحول السيناريوهات خلال الفترة المقبلة، وخاصة عقب الاشتباكات التي وقعت في العاصمة طرابلس وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، قال عقيل:” إنه ليس هناك من سيناريوهات متوقعة غير استمرار المواجهات بين المليشيات وتواصل القتل والإصابات ما بقت المليشيات المسلحة دويلات شبه مستقلة يستفرد أمراءها وحدهم باتخاذ قرارات الحرب التي يأتي جلها إما تنفيذا لأوامر أجنبية مباشرة وإما استجابة لفتن أجنبية تصاغ بدهاء ينتهي إلى اشتعالها”

وفي ظل الاشتباكات وحالة الاحتقان المستمرة والتي عادت مرة أخرى لليبيا ومن يقف ورائها والمستفيد من اشتعال الأوضاع بالأراضي الليبية، رأى عقيل أن المستفيد من إشعال الأوضاع الآن أو بهذه الأيام  هما واشنطن ولندن لأنهما  يعتبران أن إجراء انتخابات لا يضمن إنتاج نظام سياسي تابع لهما إنما يشكل تهديدا استراتيجيا مباشرا لمصالحهما، ليس في ليبيا فقط، وإنما بكل إفريقيا طالما أن روسيا تعتبر أن الانطلاق من ليبيا هو الأصل والأساس بتنفيذ سياساتها بالقارة الإفريقية.

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

قليلاً من التعقل… احذروا اللعب بمصير العالم

يونيو 1, 2024آخر تحديث: يونيو 1, 2024

د. علي عزيز أمين

* الصراع بين روسيا والغرب وصل إلى ما قبل حالة الغليان، وذوو العقول الضعيفة يدفعون العالم إلى الصدام النووي

إرهاص

على الرغم من أن بعض الدول الصغيرة في الاتحاد الأوروبي والناتو ليست أكثر من بيادق في رقعة شطرنج الساحة السياسية العالمية إلا أنها كثيراً ما تلعب دور المحرض لأمور بالغة الخطورة تورط بواسطتها الدول الكبرى جديّا، والدافع الرئيسي في هذا هو عقدة النقص، الذي ينطلق من الضآلة تورما نحو تضخيم الذات، ومحاولة تقمص مفتعلة موهومة قد تؤدي إلى دمار هؤلاء الصغار أنفسهم، ما يذكر بقصة الضفدع المغرور للشاعر الفرنسي جان دو لافونتين حيث ينفخ الضفدع نفسه ليغدو أكبر حجما من الثور وتكون نهايته بأن ينفجر ويموت!

ولكن الضفدع المغرور وأمثاله يمكن أن يسيئوا لأنفسهم وحسب، أما الضفادع القميئة من زعماء وبعض كبار المسؤولين في عدد من الدول الغربية فهم بتنطّحهم للظهور بمظهر العظمة يمكن أن يسيئوا إلى العالم كله ويتسببوا في دماره.

على شفا حفرة من جهنم

تصاعدت حدة الصراع بين روسيا والغرب إلى درجة ما قبل الغليان، وهذا أمر مفهوم، فقد اكتشفت الدول الغربية الكبرى متأخرة أن شعاراتها كانت أشبه بنمر من ورق وطبل أجوف حين عقدت العزم على الانتصار على روسيا بشحن أوكرانيا بجميع أنواع الأسلحة، ونتيجة تلاحق الفشل تلو الآخر بدأ الزعماء الغربيون يفقدون صوابهم شيئا فشيئا، إذ ابتلعت الحرب جل أسلحتهم التي تحول معظمها إلى خردة، وإلى معارض الغنائم في روسيا، وذهبت المساعدات المالية الهائلة إلى بلوعتين أوكرانيتين: بلوعة الاقتصاد المنهار، وبلوعة الفساد.

في هذا الظرف الذي أراد الغرب أن يكون عصيبا على روسيا، بات عصيبا بالنسبة له، وبدأت الأطروحات التي لم تكن مقبولة أبدا بالنسبة للزعماء الغربيين قبل عامين، أو حتى بضعة أشهر تظهر للعلن، رغم حدة مخاطرها، حيث وافقت ألمانيا على أن تستخدم كييف الأسلحة الألمانية لضرب أهداف داخل روسيا، حيث أعلن شتيفن هيبستريت المتحدث باسم المستشار الألماني “شولتس” أن ذلك يدخل في إطار الدفاع عن النفس، في غضون ذلك انتشرت أخبار تؤكد أن بايدن وافق سرا على استخدام الأسلحة الأمريكية أيضا لضرب عمق الأراضي الروسية ، وأن كان الأمر قد بُرر بالأوضاع الميدانية في خاركوف حيث أوضح ممثل البنتاغون أن إدارة بايدن تقر ذلك في إطار القصف المتبادل في المناطق التي تحقق فيها القوات الروسية نجاحا كبيرا

الجوقة النشاز

والغريب في الأمر أن هذه الجوقة تناغمت أصواتها تحديدا في هذا الإطار، وفي هذا التوقيت حيث وسَّع أمين عام الناتو ستولتنبرغ وعمَّق من أطروحاته التي بدأت على حياء منذ أسابيع، ثم غدت علنية وواضحة وتحريضية في ضرورة منح أوكرانيا حق ضرب عمق الأراضي الروسية! الأمر الذي لم تتحفظ عليه بريطانيا أساسا.

ماذا يجري واقعيا؟ هل فقد الزعماء الغربيون عقولهم، فقد حذرت روسيا مرارا من انجرار الغرب للدخول في صراع مباشر مع روسيا، واكتفت بالإعلان عن أن كل ما يرسل من أسلحة غربية سيكون أهدافا مباشرة مشروعة للقوات الروسية وسيتم تدميره، كما أنها تعلم علم اليقين أن الأسلحة الغربية تستخدم واستخدمت لضرب الأراضي الروسية، وخاصة بصواريخ

“ستورم شادو” البريطانية، والحقيقة أن القوات الأوكرانية لم ولن تنتظر قرارات السماح الشكلية فهي تتصرف بما تمليه ميادين القتال.

روسيا في الواقع لا تخشى هذا الانعطاف في المواقف الغربية لسببين جوهريين الأول أن استخدام الأسلحة الغربية مستمر في ضرب الأراضي الروسية منذ زمن بعيد، والثاني أنها تعرف قدراتها الواقعية، وتدرك أن ذلك لن يؤثر جوهريا على سير المعارك، وتنفيذ أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا، ويكفي أن نشير إلى أن القوات الروسية تمكنت خلال شهر مايو وحده من تحرير 28 بلدة وقرية جديدة، ومازالت تحرز تقدما مشهودا، والغرب لا يهمه حجم الضحايا التي تتكبدها أوكرانيا، فهو يقاتل روسيا بأوكرانيا، وخسائر أوكرانيا البشرية في الأسبوع الأخير وحده تجاوزت 11 ألف قتيل، من هنا يأتي التصعيد الغربي غير المسبوق، حتى أن بيسكوف الناطق باسم الكرملين اعتبر أن هذا التصعيد ناتج بشكل مباشر عن تغيير الوضع الميداني بسرعة، وإن سارت الأمور باتجاه ما اقترحه الرئيس الفرنسي قبل حين، فهذا يعني انتقال المخاطر من الاحتمال القابل للحدوث بنسبة قليلة، إلى انتظار التحقق بنسبة عالية جدا، أي أن مسألة الصدام بين الدول النووية سيغدو وقوعه مجرد وقت.

الضفادع

ولكن المثير حقا هو أن بعض الدول الصغيرة باتت تؤجج بتصريحاتها الذي يشبه نقيق الضفادع أجواء التناحر وكأنها صاحبة القول الفصل في قرار الحرب العالمية الثالثة، وقد أوضح مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي أن مسألة نشوب حرب نووية ليست مجرد أوهام، وأن الصراع مع الغرب يتطور وفق أسوأ السيناريوهات، وأوضح أن روسيا تدرك أن الأسلحة بعيدة المدى تخضع لسيطرة عسكرية مباشرة من دول الناتو، وهذا يعني أنها مشاركة، ما يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب حقيقية مهما حاول الناتو تصوير الأمر بأنه نتيجة قرارات فردية من دول ذات سيادة، وشدد مدفيديف على أن تصور البعض في أن روسيا لن تستخدم الأسلحة التكتيكية النووية أمر واهم، كما كانوا يتصورون أن روسيا لن تقوم بعمليتها العسكرية داخل أوكرانيا.

وهنا يظهر التحذير المبطن من الرئيس بوتن لدول صغيرة لم يسمها، دول تحاول سكب البنزين على النار مذكرا بأنها دول ذات مساحة صغيرة وكثافة سكانية، وفي ذلك تورية ذكية جدا لا تحتاج إلى كثير عناء لنستوضح ما تقصده أي أنها لن تكلف روسيا سوى بضعة صواريخ إن استمرت هذه الدول في تحريضها لإشعال حرائق كبيرة.

هل هو تمهيد لدخول الحرب علنا

ليس صعبا أن نقدر الدول التي قصدها الرئيس الروسي تقبع في مقدمها دول البلطيق التي كانت جمهوريات سوفييتية ذات يوم، فرغم ضآلة هذه الدول مساحة وسكانا تتنطح لدور المحرض للتصعيد وحتى المواجه وهي تقارب بمجموع سكانها سكان سانت بطرس بورغ ولكن سانت بطرس بورغ تكبرها بحوالي تسع مرات، ومع ذلك دعا قادتها إلى رفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية وكذلك فعلت الدولتان الجديدتان في الناتو فنلندا والسويد وحتى النرويج حيث أعلن الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب أن لأوكرانيا قصف الأراضي الروسية بأسلحة من الدول الغربية في إطار القانون الدولي ويقصد هنا حشر هذا الأمر في إطار الدفاع عن النفس، أما وزير خارجية النرويج “إسبن بارث إيدي” اعتبر بوضوح أن لأوكرانيا الحق في استخدام الأسلحة الغربية في قصف الأراضي الروسية، ودعا وزير الخارجية الدانيماركي راسموسين حتى إلى السماح لأوكرانيا بقصف الأراضي الروسية بطائرات اف 16 بعد أن تستلمها، أيضا بررذلك بأن قصف الأراضي الروسية هو نوع من الدفاع عن النفس، وأعلن وزير الدفاع السويدي بول جونسون أن لأوكرانيا الحق في قصف الأراضي الروسية للدفاع عن النفس، ويطرح السؤال نفسه لماذا لم يطرح هؤلاء الزعماء الغربيون هذه المبررات مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بل أبدوا تحفظا شديدا إزاء هذه الاستخدامات؟ كانوا يتخوفون من أن ذلك سيفسر مساهمة مباشرة في الحرب ضد روسيا وإشعال حرب عالمية ثالثة، الموضوع بكل بساطة أن هذه الأطروحات هي رد على نجاحات القوات الروسية، ولكنه تأجيج خطير، ولعب ليس بنار عادية بل بنار نووية، لذا من الأفضل لهؤلاء الزعماء أن يلعبوا بشيء آخر أفضل من أن يلعبوا بمصير البشرية، وأن يمهدوا لدخور الحرب بشكل مباشر، المشكلة أنه إن وقعت الواقعة، فلن يندم أحد ولن يلام أحد ولن يتم البحث عن المذنب حيث يكون هناك “اللا أحد” .

مرتبط

مقالات مشابهة

  • العليمي يطمئن العالم ويناقش جهود معالجة ديون اليمن
  • عقيل: واشنطن قامرت بمستقبل البعثة الأممية في ليبيا
  • الشحومي: سحب إصدارَيِ الـ50 ديناراً بشكل كامل من السوق سيتطلب بعض الوقت وقد تُمدد فترة تداولها
  • المستشار العسكري لحركة تحرير السودان – المجلس القيادي: ماضون في إسناد القوات المسلحة حتى تحرير كل شبر
  • قليلاً من التعقل… احذروا اللعب بمصير العالم
  • عقيل : جرائم ومشاريع مريبة يخطط لها الاتحاد الأوروبي في ليبيا.. والشارع لم ينتبه لخطر توطين الأجانب
  • رئيس حزب الائتلاف الجمهوري يحذر من الهيمنة الأمريكية الأوروبية على الوضع الليبي
  • ”كباب ومشاوي وعصيد”... كاتب سعودي يتنبأ بمصير الحوثيين على أيدي الغرب
  • رئيس مجلس المستشارين يجري مباحثات مع سفير إسبانيا بالمغرب
  • مجلس القيادي الرئاسي يؤكد دعمه الكامل لقرارات البنك المركزي