انتقد الناطق الرسمي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، بكري الجاك ،السياسات الاقتصادية لسلطة الأمر الواقع في بورتسودان، مشيراً إلى أن طباعة العملة الجديدة تمت في روسيا بتكلفة بلغت 70 مليون دولار، دون وضوح طبيعة الاتفاق أو المقابل الذي تم تقديمه.

عنتيبي: كمبالا _ التغيير

وأكد الجاك في مؤتمر صحفي، عقدته التنسيقية، امس الجمعة أن هذه الأموال كان يمكن أن تُستخدم لمعالجة الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها النازحون في مناطق مثل القضارف وعطبرة، شندي، حيث يفترش الآلاف لأبسط مقومات الحياة وينامون في العراء.



وأوضح أن استخدام العملة كأداة سياسية لمعاقبة بعض المناطق يعزز الانقسامات ويهدد وحدة السودان. وأكد أن هذه السياسات لا جدوى اقتصادية لها وتصب في إطار التقسيم السياسي والاجتماعي، مما يفاقم الأزمة الوطنية بدلاً من معالجتها.

وقال الجاك: سلطة الأمر الواقع تستخدم التعليم والعملة والأوراق الثبوتية كأدوات لمعاقبة المواطنين.
وأشار الجاك، إلى أن “تقدم” تواصلت مع عدة قوى سياسية، بما في ذلك حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، بالإضافة إلى أحزاب سياسية أخرى، سعياً لتوحيد الجهود لإيقاف الحرب. وأكد أن التنسيقية ستقبل أي دعوة للحوار، بما في ذلك مؤتمر الجديد في مصر، إذا كان يهدف إلى تحقيق حل سياسي شامل.
وشدد على أن منازعة الشرعية لسلطة الأمر الواقع هي إحدى ركائز عمل التنسيقية منذ تأسيسها، موضحاً أن تشكيل أي حكومة في ظل هذه الظروف سيظل محل نزاع. وأضاف أن السودان بحاجة إلى برنامج تعافي اجتماعي شامل لمعالجة الغبائن التي خلفتها الحرب، وليس فقط إلى وقف إطلاق النار.

من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم (تقدم) جعفر حسن استمرار الانتهاكات من جميع أطراف النزاع، مؤكداً إدانة التنسيقية لهذه الممارسات من منطلق أخلاقي. وأضاف أن (تقدم) ستستمر في دعوة قادة الجيش والدعم السريع للجلوس إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، مع التأكيد على أن الحل السلمي هو الطريق الوحيد لإنهاء الحرب.

وحذر من تحول الحرب في السودان إلى صراع إقليمي ودولي، مشيراً إلى أن التدخلات الخارجية قد تعقد الأزمة أكثر. ودعا السودانيين للعمل على حل الأزمة داخلياً، مع بناء شراكة إيجابية مع المجتمع الدولي بعيداً عن العداوات.
وأكد حسن، أن الاجتماع الذي استمر أربعة أيام بمدينة عنتيبي، ناقش القضايا الوطنية الكبرى التي تواجه السودان في ظل الحرب المستمرة وتداعياتها الإنسانية والسياسية.

وأشار إلى أن الاجتماع شهد مشاركة فعالة من أعضاء الهيئة الذين يمثلون مختلف الأطياف المدنية، مشيراً إلى أن “تقدم” تعد التحالف المدني الأوسع في السودان.
وأكد جعفر على خطورة استخدام المسارات الإنسانية كأداة حرب، ما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية. وشدد على ضرورة فتح هذه المسارات بشكل عاجل لضمان إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة، مشيراً إلى تقارير مأساوية حول معاناة اللاجئين والنازحين بسبب نقص الغذاء والعلاج.

وكشف عن ترك 180 طالب سوداني بكليات الطب بأوغندا، للدراسة بسبب الظروف الاقتصادية التي دفعتهم للعمل في مهن هامشية لإعالة أسرهم. وأشار إلى أن سياسات التمييز في إجراء الامتحانات بين المناطق تعكس انقساماً يهدد وحدة البلاد، مؤكداً أن هذه السياسات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

وأوضح جعفر حسن أن الاجتماع أقر ثلاثة مسارات متزامنة للعمل: بناء جبهة مدنية عريضة، إطلاق عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب، وإنهاء اختطاف الدولة واستعادة شرعية ثورة ديسمبر. وأكد أن التنسيقية ستواصل العمل مع جميع الأطراف السودانية والدولية لتحقيق هذه الأهداف، داعياً الإقليم للكف عن التدخل السلبي في السودان.

ولفت إلى أن العملية السياسية يمكن أن تشمل أدوات متعددة، منها المائدة المستديرة، التي تهدف إلى تحقيق توافق بين جميع الأطراف السودانية. وأعلن عن بدء أعمال عدد من مكاتب (تقدم)، مع خطة لتوسيعها لتشمل كل دول اللجوء والمهاجر، لتسهيل التواصل وتعزيز العمل المدني والسياسي.
وأشار حسن إلى ورود معلومات خطيرة حول بيع المساعدات الإنسانية في بعض معسكرات اللجوء خارج السودان، واصفاً هذا السلوك بأنه جريمة مدانة ومرفوضة تماماً. ودعا إلى وقفة جادة لمعالجة هذا الأمر، مشيراً إلى أن التنسيقية وضعت خطة تشمل تعيين منسق إقليمي للقضايا الإنسانية لإحداث تحول جذري في كيفية التعامل مع هذه التحديات.

وأعتبر حسن أن الكارثة الإنسانية تفاقمت بسبب عدم وفاء الدول المانحة بتعهداتها، رغم جمع مبالغ ضخمة لدعم السودان، مثلما حدث في مؤتمر فرنسا. وأوضح أن هذه المبالغ لم تُستخدم بشكل فعال بسبب تعنت الأطراف السودانية، ومنع دخول المنظمات الإنسانية، والتعقيدات الكبيرة التي تصل إلى حد منع دخول الغذاء، مما يجعلها أداة تُستخدم في الحرب الجارية.

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أن هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

السيسي يناشد ترامب: أوقفوا حرب غزة وافتحوا بوابات المساعدات الإنسانية

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الاثنين، نداءً خاصًا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا فيه إلى التدخل العاجل لوقف الحرب في قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين داخل القطاع.

وقال السيسي، في كلمة متلفزة: “أوجه نداءً خاصًا لك، من فضلك ابذل كل الجهد لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات. وأتصور أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب”، مشيرًا إلى أنه يثق بقدرة ترامب على إنهاء الصراع والمعاناة في غزة.

وأكد الرئيس المصري أن مصر تواصل القيام بدورها تجاه القضية الفلسطينية، وأنها لن تتخلى عن مسؤوليتها، قائلاً: “الدور المصري شريف ومخلص وأمين، ولن يتغير”، مضيفًا أن القاهرة حريصة على إيجاد حلول سلمية تنهي الحرب وتخفف من معاناة الشعب الفلسطيني.

وأشار السيسي إلى أن معبر رفح هو معبر مخصص لعبور الأفراد، وأن تشغيله لا يعتمد فقط على الجانب المصري، بل يتطلب تنسيقًا من داخل القطاع. وأوضح أن قطاع غزة يحتاج في الأيام العادية إلى ما بين 600 و700 شاحنة مساعدات، مؤكدًا استعداد مصر لإدخال كميات كبيرة من المساعدات، وأن “ليس هناك ما يعوق دخولها من جانبنا”.

كما شدد الرئيس المصري على ضرورة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني لضمان دخول أكبر عدد ممكن من شاحنات المساعدات، منبهًا إلى خطورة تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكداً أن ذلك “سيؤدي إلى تفريغ فكرة حل الدولتين”، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع.

يأتي هذا النداء في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، واستمرار الدعوات الدولية لوقف العمليات العسكرية والسماح بدخول الإغاثة الإنسانية العاجلة.

مقالات مشابهة

  • سادس أقوى زلزال بالتاريخ.. ما سر الضربة التي تلقتها روسيا اليوم؟
  • روسيا تعلن حالة الطوارئ في الجزر التي ضربها تسونامي بعد الزلزال
  • إسرائيل تعلق على الأزمة الإنسانية في السودان
  • مبادرة محراب السودان تقدم دعماً للمتضررين من الحرب في الفاشر
  • منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح
  • وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار: سوريا الجديدة هي المنتجة التي تعيد تشكيل معاملها وبناء إنتاجها
  • «الأخوة الإنسانية» تقدم أجهزة لوحية ذكية لطلاب المدارس في إندونيسيا
  • النرويج تقدم 20 مليون دولار أمريكي مساعدات للسلطة الفلسطينية
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب
  • السيسي يناشد ترامب: أوقفوا حرب غزة وافتحوا بوابات المساعدات الإنسانية