أحمد إبراهيم أبوشوك

تمهيد
هذا المقال مستلّ من كتابي عن (المؤرِّخ يوسف فضل حسن: رصانة الكسب وجزالة العطاء، الشَّارقة: معهد إفريقيا، 2022)؛ بعد أن نزعت منه الهوامش التَّوضيحيَّة والمرجعيَّة، بهدف جعل مادَّته متاحةً للقرَّاء الَّذين لم يطَّلعوا على الكتاب. ولا شك في أن نشأة الشُّعبة وتطوُّرها يعكسان رؤيةً متقدِّمةً للعاملين في مجال التُّراث آنذاك؛ لأنَّهم أسَّسوا لحاضنةٍ أكاديميَّةً، تُعنى بشؤون التَّاريخ والثَّقافة والتُّراث والفولكلور السُّودانيَّ، فكانت ثمرتها ميلاد معهد الدِّراسات الأفريقيَّة والآسيويَّة عام 1972 بجامعة الخرطوم.



(1)
شعبة أبحاث السودان
أُسستْ شعبة أبحاث السُّودان عام 1963، كوحدةٍ بحثيةٍ في كلية الآداب، تُعنى بجمع الفولكلور واللغات المحلية وتنصيفها، وتوثيقها، وحفظها، واستخلاصها، ودراستها، ونشرها. ويكون منهج دراستها ذا صبغة جماعية متداخلة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، ويشترك في ذلك بعض الباحثين الأكفاء من الشعبة، مع بعض رصفائهم في كلية الآداب، والقانون، والدراسات الاقتصادية والاجتماعية. وبناءً على هذه الرؤية عُين البروفيسور ج. ن. ساندرسون، أستاذ التاريخ بجامعة الخرطوم، أول مدير مؤسس لها؛ لكن قبل أن ينفذ هذه الأهداف على أرض الواقع، قرر العودة إلى بريطانيا، وبموجب ذلك عُين يُوسُف خلفًا له في أبريل 1965. فوقع على يُوسُف عبء تفعيل رؤية الشعبة ورسالتها وأهدافها الأكاديمية، ووضع الهيكل الوظيفي الذي يمكن أن يُسهم في تنفيذ مبادراتها وبرامجها على أرض الواقع، مع شروط الخدمة المناسبة لكادر الشعبة الأكاديمي والإداري. وبالفعل استطاع يُوسُف أن يجلب للشعبة نخبة من طلبة التراث السُّوداني المتميزين، بعد أن طوَّع شروط تعيينهم بجامعة الخرطوم، معطيًا الأولية للكفاءة المهنية والاستعداد الذاتي لدراسة الفولكلور السوداني. ويؤكد هذه النظرة الأكاديمية الثاقبة شهادة عبد الله علي إبراهيم: "لم أكن أنا مثلًا ممن تنطبق عليهم شروط التعيين أكاديميًّا بالجامعة. ولم يخطر ليُوسُف فضل تعييني خلال تلقي العلم على يديه في معادلة درجة الشرف في التاريخ، ولكنه سمعني يومًا أتحدثُ عن الفولكلور بإذاعة أم درمان، وسرعان ما عرض عليَّ أن أنضم لشعبة أبحاث السُّودان... ومن جهة أخرى، كان سيد حُريز في طريقه ليصبح محاضرًا بشعبة اللغة الإنجليزية بالجامعة، حتى قرأ يُوسُف رسالته عن "طقوس الحياة والموت في السُّودان"، فالتمس من الجامعة تحويله إلى شعبة أبحاث السُّودان. وكذلك الحال مع أحمد عبد الرحيم [نصر] الذي بدأ بالفلسفة، ثم كتب عن "الأيديولوجية الخُلقية في جبال النوبة" [الإنجليزية] بتركيز على قبيلة النيمانج...، فلم تتأخر عنه حفاوة يُوسُف". التحق بهذه المجموعة النواة كمساعدي أبحاث أثناء إعداد أطروحاتهم الأكاديمية ميمونة ميرغني حمزة (تاريخ)، وإسماعيل حسين عبد الله (تاريخ)، وجلال عثمان (اقتصاد زراعي)، فضلًا عن الطيب محمد الطيب. وعن تعيين الطيب يروي عبد الله علي إبراهيم أنَّ الطيب قدم إليهم من دامر المجذوب، وهو صفر اليدين من الشهادات المدرسية؛ لكنه بهرهم بمحفوظاته التراثية، الأمر الذي دفع يُوسُف أن "يطلب له وظيفةً لم تخطر على بال بيروقراطي، وهي وظيفة جامع فولكلور، بأجرٍ مُجمّدٍ قيمته خمسون جنيهًا، وكان مرتب أي منا لا يتجاوز الستين. وقبلت الجامعة بذلك، ووفرت له الشعبة عربة جيب 5خ 8731، ومسجلًا ألمانيًّا ماركة غرندوق، وسائقًا دنقلاويًّا أنيسًا، هو السيّد حسن خير الله، ودفتر بنـزين صالحًا لملء تنك العربة [أي خزان الوقود]، أو شراء صفائح الوقود من أي طرف في السُّودان". ويؤكد تعيين الطيب فراسة يُوسُف في اختيار كادر الشعبة الوظيفي، كذلك قول الطيب نفسه: "كلفتني شعبة أبحاث السُّودان سنة 1970م أن أعدَّ كتابًا عن حياة البطاحين، وشرعت في جمع المعلومات الأولية عنهم، وحسب خطة شعبة أبحاث السُّودان ينبغي عليَّ أن أطوف عليهم في أماكنهم، وبدأت بعاصمتهم أبو دليق وما حولها، ثم أبرق، وأب زليق، والمايقوما، والحاج يُوسُف، ثم زرت قراهم الواقعة شرق النيل الأزرق مثل ود ساقرته والفعج. ثم ذهبت إلى سنَّار، وجبل موية، والمناقل، ثم أربجي، والسديرة، وبقية أطراف الجزيرة المروية، وتسنى ليَّ خلال هذه الرحلات، التي دامت حوالي عشرة شهور، جمع معلومات عن البطاحين كمجموعة، وكان كل مرة أسأل فيها الرواة والمحدثين عن أخبار أسلافهم، يرتفع اسم الشيخ ود تكتوك شامخًا قويًّا". ويبدو أن البحث عن آثار البطاحين قد حفَّز الطيب على البحث في سيرة الشيخ فرح ود تكتوك. إذ يروي الطيب في هذا المقام قائلًا: "وزرت بعدئذٍ سنَّار وما حولها ست مرات، وفي كل مرة كنت أجد بعض المعلومات الجديدة عنه. وبعد أن حصلت على تلك الروايات الشفهية رحت أسأل عن بعض آثاره المحفوظة، ولم يخيِّب أهل الفضل ظني. فوجدتُ بضع مخطوطات تحدثت عن سيرته، ودونت أقواله، وكان أهمها مخطوط الشريف الهندي، المسمى (تاج الزمان في تاريخ السُّودان)، باب تراجم الأولياء، وكذلك مخطوط الشيخ الحسن محمد طلحة بود ساقرته ناحية رفاعة، وأوراق فرح القاسم، كساب الجعليين، والأخير من أحفاد الشيخ فرح، وأكثرهم حفظًا لمأثورات الشيخ، وبحوزته وثائق مهمة جدًا أطلعني عليها مشكورًا". هكذا كان الطيب الذي صدقت فيه فراسة يُوسُف، أقل موظفي الشعبة من ناحية التأهيل الأكاديمي، لكن الشعبة أتاحت له، ولغيره من موظيفها، فرصة التدريب في جمع المخطوطات والروايات الشفوية وتسجيلها حسب الوسائط التقنية التي كانت متاحة وقتئذ.

(2)
ولم تقف مبادرات الشعبة الجريئة عند الطيب محمد الطيب، بل كانت هناك إسهامات عبد الله علي إبراهيم في جمع أدب الرباطاب في المديرية الشمالية والكبابيش في شمال كردفان، وأحمد عبد الرحيم نصر تاريخ العبدلاب من خلال رواياتهم السماعية، وسيد حامد حريز في مسادير الشكرية. وأخيرًا تبلورت نتائج هذه الأبحاث الميدانية والمكتبية في شكل تقارير ومقالات نُشرت في دوريات علمية، وأوراق عُرضت في مؤتمرات دولية نظمتها شعبة أبحاث السُّودان. ونذكر نماذج من منشورات تلك الفترة الباكرة على سبيل المثال: يُوسُف فضل حسن، " القتل الطقسي عند الفونج"؛ عبد الله علي إبراهيم، "إرث بدائي في فن الكبابيش الشعبي"؛ أحمد عبد الرحيم نصر، "الكجور عند النيمانج"؛ ومصطفى إبراهيم طه، "من أغاني العمل في الشعر الشعبي الشايقي"؛ وسيد حامد حريز، "الثقافة السُّودانية ودراسة التراث الشعبي". وبفضل هذه الأنشطة ومثيلاتها استطاعت شعبة أبحاث السُّودان أن تسجل نحو 2000 شريط عن الفولكلور السُّوداني والروايات الشعبية في فترة وجيزة، قياسًا بتاريخ إنشائها وإمكاناتها المحدودة آنذاك. وإلى جانب كادرها الأكاديمي المحدود كانت شعبة أبحاث السودان تستعين ببعض المنتدبين من مؤسسات القطاع العام والخاص والطلبة، وتكلفهم بجمع التراث الشعبي حسب اهتماماتهم البحثية والخطط التي وضعتها الشعبة، ونذكر منهم: سيد محمد عبد الله (وزارة التربية والتعليم)، وحامد الزين (وزارة الحكومة المحلية)، وعمر الحسين محمد خير (بنك الخرطوم). وبعد التحاقهم بالعمل تقدم الشعبة لهم بعض الإرشادات المنهجية لجمع التراث، ثم تمدهم بأجهزة التسجيل والأشرطة (الكاسيت). وفي الوقت نفسه، تسعى لنشر نتائج أبحاث بعضهم في سلسلة دراسات في التراث الشعبي، ونذكر منها "حياة وتراث النوبة والسكوت" لسيد محمد عبد الله؛ و"التراث الشعبي لقبيلة المسبعات"، لآدم الزين؛ و"ديوان حاج الماحي"، لعمر الحسين محمد خير. كما وضعت الشعبة خطة محكمة لجمع التراث السوداني واللغات المحلية، استندت إلى خمسة مشاريع، قام بتنفيذها لاحقًا معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية، وهي على النحو الآتي:
1. مشروع المسح الفولكلوري.
2. مشروع المسح اللغوي.
3. توثيق العمل الاجتماعي والثقافي.
4. تاريخ الحركة الوطنية الشفوي.
5. دراسة العلاقات العربية-الأفريقية.

(3)

إلى جانب هذه الأنشطة الأكاديمية المتميزة، نظَّمت شعبة أبحاث السُّودان عددًا من السمنارات وورش العمل التدريبية في سبيل تحقيق أهدافها المنشودة. ويأتي في مقدمة هذه الأنشطة التفاعلية تنظيمها للمؤتمر الدولي الأول عن "السُّودان في أفريقيا"، 7-12 فبراير 1968، والذي أمَّه علماء وباحثون من المملكة المتحدة، وفرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد السوفيتي، والنرويج، وإثيوبيا، وكينيا، وأوغندا، ونيجيريا، وغانا، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والسُّودان البلد المضيف. وقدم هؤلاء العلماء والباحثون نحو ثلاثين ورقة علمية باللغة الإنجليزية، حرر يُوسُف 21 ورقة منها، ثم نشرها في كتاب بعنوان السودان في أفريقيا (Sudan in Africa). ناقشت الأوراق المنشورة موضوعات متنوعة، استندت محصلتها الوسطى إلى النظر في وضع السُّودان في محيطه الأفريقي، بحكم أنه ملتقى طرقٍ لأفريقيا (A crossroads of Africa)، كما يرى البروفيسور ستيفنسون (Stevenson)، أو أنه صورة مصغرة لأفريقيا (a microcosm) ونقطة التقاء فريدة للعروبة والأفريقانية، كما وصفه البروفيسور مدثر عبد الرحيم؛ وذلك خلاف نظرة بروفيسور علي مزروعي، التي نعتت موقع السُّودان بالهامشية المركبة (multiple marginality)، على تخوم فضاءاتٍ ثقافية وسياسية متعددة، لم يكن مركزًا لأي منها. بَيْدَ أنَّ هولت (Holt) يرى أنَّ المؤتمر قد أسس إلى نظرة جديدة لوضع السُّودان في أفريقيا، تختلف عن النظرة الثنائية المغلقة مع مصر، التي تبناها بعض الإداريين والباحثين البريطانيين في السُّودان. في ضوء هذه الفرضية، حاولت بعض أوراق المؤتمر أن تؤسس لخروج موضوعي عن دائرة النظرة الثنائية المغلقة، وتؤصل رأسيًا لعمق السُّودان التاريخي، المتصل بجذور الحضارة النبتية-المروية، التي وصفها هيكوك (Haycock) بأنها سودانية محضة في جوهرها، تأثرت في بعض جوانبها بعناصر خارجية وأثرت بدورها في دول الجوار العربي (مصر) والأفريقي، ويتجسَّد عمقها التاريخي الآخر في المكون اللغوي، الذي ثمَّن ستيفنسون (Stevenson) أهميته البحثية لفهم ماضي السُّودان وحاضره ومستقبله. كما أكدت بعض الأوراق الأخرى أهمية البُعد الأفريقي في علاقات السُّودان الخارجية، وذلك بحكم صلته الوثيقة بشرق أفريقيا (إثيوبيا)، والكنغو ووسط غرب أفريقيا، وتخوم السُّودان الجنوبية. ونظر بعض المؤتمرين في معززات التواصل بين السودان وجواره الأفريقي، وعزا حركة الأفكار والسكان إلى الأسلمة، والحج، والتجارة، والحركات الجهادية.
داخل البنية المجتمعية للسودان تناولت بعض أوراق المؤتمر دور الأنساب (genealogy) في تعضيد العلاقات الاجتماعية، فنظر إليها من واقع أنها إطار استيعابي متخيل لتوثيق العلاقات الاجتماعية وتوسيع دائرة المشاركة من خارج الفضاء القبلي المعلوم، ولذلك لم تكن انتسابًا بيولوجيًّا مطلقًا وقائمًا على جينات وراثية صِرْفَة. ويظهر هذا المنحى بصورة جلية في ورقة وندي جيمس (Wendy James) عن الانصهار الاجتماعي في جنوب الفونج، وكيف كانت الهوية في حالة دينامية متغيرة حسب استحقاقات الواقع المحلي وعوامل التكيف الفاعلة فيه. وارتبطت القضية الثانية بدراسة تطور الإدارة الأهلية وأهميتها في أفريقيا، وكيف يمكن توظيفها كأداة مشاركة-شعبية محلية فاعلة وعنصر استقرار لنهضة الدولة الحديثة في أفريقيا. لكن يؤخذ على مؤلف ورقة الإدارة الأهلية، الدكتور جعفر محمد علي بخيت، أنه قد عدَّل هذه النظرة الإيجابية تجاه الإدارة الأهلية، عندما انضم إلى حكومة مايو (1969-1985)، وساند قرارها بحل الإدارة الأهلية، واستبدال مؤسساتها بمجالس الحكومات المحلية ومجالس القضاة الأهلية في الأرياف والبوادي النائية.
وبهذا العرض الموجز لأوراق مؤتمر "السودان في أفريقيا" نصل إلى نتيجة مفادها أن المنشور منها الذي أطلعنا عليه عبارة عن "كنزٍ من المعلومات"، كما وصفه البروفيسور حسن مكي محمد أحمد، وأكّد على أنه يحتاج إلى قراءة فاحصة ربما تفتح آفاقًا جديدةً لفهم وضعية السودان في أفريقيا ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا بشكل أفضل.

(4)

ومن جانب آخر، عكس المؤتمر طبيعة العلاقات الثقافية والأكاديمية التي وثقها مدير شعبة أبحاث السودان مع عددٍ من الدول والمراكز الثقافية، وكانت ثمرة ذلك الدعم المالي الذي حصلت الشعبة عليه من المركز الثقافي البريطاني في الخرطوم، والملحقية الثقافية لسفارة الجمهورية الفرنسية، والملحقية الثقافية الروسية لسفارة الاتحاد السوفيتي، وجامعة كاليفورنيا؛ لتغطية نفقات المؤتمر. كما عبَّر المؤتمرون عن سعادتهم بنجاح المؤتمر وأهمية الموضوعات التي طرحها، وبموجب ذلك أوصوا بضرورة توسيع نطاق البحث داخل شعبة أبحاث السُّودان، ليشمل بلدان الجوار العربي والأفريقي والشرق الأوسط. وعزز هذه التوصية المؤتمر الثاني، الذي نظمته شعبة أبحاث السُّودان عن "اللغة والأدب في السُّودان"، 7-12 ديسمبر 1970، وحضره أكاديميون وباحثون من داخل السُّودان وخارجه، وقدموا أكثر من ثلاثين ورقة علمية باللغتين الإنجليزية والفرنسية، نشر معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية معظمها في مجلدين في العامين 1974 و1975. وكانت موضوعاتها تدور في أربعة محاور: شملت (1) إمكانية استخدام الحرف العربي في كتابة بعض اللغات المحلية؛ و(2) تأثير اللغة العربية في اللغات واللهجات المحلية في السُّودان؛ و(3) أصول الثقافة السُّودانية ودور المؤثرات الخارجية في تشكيلها البنائي؛ و(4) المصادر العربية والمصادر القديمة المكتوبة وكيف يمكن استثمارها في كتابة تاريخ السُّودان. وإلى جانب هذين المؤتمرين، قد أفلح يُوسُف في خلق وعاء معرفي آخر لنشر مخرجات شعبة أبحاث السودان للباحثين والقارئين، تجسَّد ذلك الوعاء في "مجلة الدراسات السودانية"، وتواصل أيضًا مع رجل الأعمال السوداني، محمد أحمد السلمابي، وأقنعه برصد مبلغٍ ماليٍّ لجائرة بحثية باسم "جائزة السلمابي في التراث الشعبي"، وكانت هذه الجائزة تُمنح لأحسن بحث يُعده أحد الطلبة في مجال التراث الشعبي، بهدف تحفيز البحث والنشر في هذا المجال. ومن أوائل الذين فازوا بهذه الجائزة طالب كلية الطب آنذاك، أحمد الصافي، ببحث عن "الطب الشعبي في السودان"؛ وطالب كلية القانون النيل عبد القادر أبو قرون ببحث عن "الشاعر عبد الله ود شوراني".

(5)
خاتمة
لا جدال في أنَّ الإعمار والبناء يحتاجان إلى أناسٍ أولو رؤًى وزعم، والخراب والهدم من أفعال شذَّاذ الآفاق، الَّذين تميل كفَّة أخلاقهم إلى التَّوحُّش المنافي للعمران. نأمل أن يكون معهد الدِّراسات الأفريقيَّة والآسيويَّة، ثمرة شعبة أبحاث السُّودان، لم يتعرَّض للخراب والدَّمار وإفرازات حرب الخامس عشر من أبريل 2023، فضياع مقتنياته يعني ضياع إرثٍ ثمينٍ، يصعب جمعه بعد شتاتٍ. نسأل اللَّه أن تضع الحرب الدَّائرة في السُّودان أوزارها قريبًا، ويُعاد النَّظر في كيفيَّة حفظ تراث أهل السُّودان وتاريخهم بطرق حديثة ومواكبة لثورة المعلومات والتِّكنولوجيا والذَّكاء الاصطناعيِّ.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الله علی إبراهیم الإدارة الأهلیة بجامعة الخرطوم التراث الشعبی عبد الرحیم فی الس

إقرأ أيضاً:

بتليفون.. رئيس اليمن الأسبق يكشف كيف توقفت حرب 1972 بين شطري اليمن

كشف علي ناصر محمد، رئيس جمهورية اليمن الأسبق تفاصيل حرب عام 1972 التي اندلعت بين جنوب وشمال اليمن حين كان رئيسًا للوزراء ووزيرًا للدفاع، قائلًا إن الجامعة العربية تدخلت عبر أمينها العام آنذاك محمود رياض، الذي أرسل وفدًا إلى صنعاء وعدن للوساطة، وبعد زيارة الوفد لصنعاء تلقى تأكيدًا منهم بأن الشمال مستعد لوقف الحرب إذا وافق الجنوب، وعند وصول الوفد إلى عدن في أكتوبر 1972، أعلن موافقته على وقف إطلاق النار.

وأضاف ناصر خلال لقاء مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، في برنامج "الجلسة سرية"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية": "طلبوا مني الاتصال برئيس وزراء صنعاء محسن العيني، فاتصلت ووصلوني بالرئاسة، قلت له إن وفد الجامعة يقول إنكم موافقون على وقف إطلاق النار، فإذا كنتم موافقين نحن موافقين من الغد، واقترحت أن يكون اللقاء في صنعاء أو عدن، وسألتُهم إن كان الوفد سيغادر أم ينتظر فقالوا ينتظر، ثم عادوا بعد ساعة ليبلغونا بالموافقة، وأن اللقاء سيكون في القاهرة، أوقفنا الحرب بالتليفون.. كنا أصحاب قرار".

وتابع ناصر أن الحرب توقفت بالفعل، ثم سافرت الوفود إلى القاهرة حيث تم توقيع اتفاقية القاهرة، أول اتفاقية الوحدة بين الشطرين، لكن الاتفاق لم يلقَ قبولًا لدى بعض الأطراف، ما أدى إلى خلافات واستقالة محسن العيني، كما واجه هو نفسه معارضة من داخل الجنوب، وقال: "كان هناك من يهتف ضدي، والجماهير تحمل البنادق، ولهذا لم تتحقق الوحدة في 1972.

اقرأ أيضًا:

الوطنية للانتخابات: تنسيق مع الأمن للتحقيق في واقعة شراء أصوات بالجيزة

محافظ القاهرة: مأوى الكلاب الضالة هدفه ضمان سلامة المواطنين

حبات برد وأمطار وشبورة.. تفاصيل حالة الطقس اليوم الأربعاء

بعد شكاوى المتقدمين.. "الطاقة الجديدة": التقديم إلكتروني ولا استبعاد لأحد

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الأسبق توقف حرب 1972 بين شطري اليمن الصحفي سمير عمر

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

أحدث الموضوعات شئون عربية و دولية "14 شهيداً وغرق المخيمات".. منخفض "بيرون" يضرب قطاع غزة أخبار مصر رئيس اليمن الأسبق يكشف أسرار "القصر المشؤوم" والخلافات السياسية في جنوب أخبار مصر خبير سياسي: مصر ترفض أي وجود أجنبي في غزة.. وتدعو لإدارتها من لجنة تكنوقراط أخبار مصر خبير سيارات: مصنع "ليوني مصر" يرفع المكون المحلي لـ 80% رياضة محلية "في بيان رسمي".. قرار من مجلس إدارة الزمالك بشأن أزمة أرض أكتوبر أخبار مصر رئيس اليمن الأسبق يكشف أسرار "القصر المشؤوم" والخلافات السياسية في جنوب منذ 38 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر خبير سياسي: مصر ترفض أي وجود أجنبي في غزة.. وتدعو لإدارتها من لجنة تكنوقراط منذ 48 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر ما حكم شراء سلعة وبيعها لشخص بسعر أعلى من ثمنها؟.. أمين الفتوى يجيب منذ 55 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر حدث في 8ساعات| حقيقة بيع المطارات المصرية.. ونقيب البيطريين يكشف مفاجأة منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر خبير سيارات: مصنع "ليوني مصر" يرفع المكون المحلي لـ 80% منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر زيادة المعاشات .. تعرف على موعدها وقيمتها بعد إقرارها منذ ساعتين قراءة المزيد المزيد

إعلان

أخبار

المزيد مصراوى TV "برد وأمطار وانهيار منازل".. منخفض جوي عنيف يفاقم المعاناة في قطاع غزة شئون عربية و دولية الأمم المتحدة: يجب وقف إطلاق النار في السودان بشكل فوري حوادث وقضايا ثوانٍ مرعبة.. شاب ينهي حياة والدته داخل كافيه شهير بمدينة نصر أخبار مصر رئيس اليمن الأسبق يكشف أسرار "القصر المشؤوم" والخلافات السياسية في جنوب أخبار مصر خبير سياسي: مصر ترفض أي وجود أجنبي في غزة.. وتدعو لإدارتها من لجنة تكنوقراط

إعلان

أخبار

"بتليفون".. رئيس اليمن الأسبق يكشف كيف توقفت حرب 1972 بين شطري اليمن

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

لحظة بلحظة.. الأهلي و إنبي في منافسات بطولة كأس عاصمة مصر سد النهضة.. خبير يكشف عن تراجع منسوب المياه بحوض المفيض بعد انفجار إمبابة.. "تاون جاس" تكشف أسباب تسرب الغاز وتحذر المواطنين تغييرات واسعة.. وزير التربية يعتمد حركة تنقلات جديدة داخل الوزارة 21

القاهرة - مصر

21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • تعلن الشعبة المدنية الثالثة بأن على/ أحمد عبدالله الخياط الحضور إلى المحكمة
  • تعلن الشعبة المدنية الثالثة بأن على/ عبدالمجيد محمد البكر الحضور إلى المحكمة
  • نقل الرفات إلى مقابر رسمية يجدّد حزن العائلات السودانية
  • بتليفون.. رئيس اليمن الأسبق يكشف كيف توقفت حرب 1972 بين شطري اليمن
  • علي ناصر محمد يكشف: كيف أوقفت مكالمة هاتفية حرب 1972 بين شطري اليمن؟
  • علي ناصر محمد يكشف كيف أوقفت حرب 1972 بين شطري اليمن عبر التليفون
  • حقيقة الذهب المغشوش في الأسواق .. الشعبة توضح
  • اتجاهات حكومية: ما بين الانتقال ومنع الصيانة
  • الخرطوم تنهض من تحت الركام
  • تسليم 5 أجهزة تعويضية وكراسي متحركة لغير القادرين بالمنيا