الجزيرة:
2025-07-31@06:29:10 GMT

ما وراء زيارة رئيس جنوب أفريقيا للجزائر

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

ما وراء زيارة رئيس جنوب أفريقيا للجزائر

الجزائر- تأتي زيارة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا للجزائر بدعوة من نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في سياق رغبة البلدين الأفريقيين بالمضي قدما في شراكة توصف بالتاريخية والإستراتيجية، يميزها توافق سياسي بين الطرفين حول أغلب الملفات والقضايا الأفريقية والدولية، بحسب مراقبين.

ويسعى الجانبان إلى تسطير عهد جديد من العلاقات المتينة من خلال توسيع الشراكات الاقتصادية من جهة، وتوطيد الرؤى والتشاور حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك بتفعيل التعاون بما يرتقي بالبلدين إلى مستوى أعلى من الشراكة، بحسب تصريحات المسؤولين.

وترأس الرئيسان الجزائري والجنوب أفريقي أعمال اجتماع اللجنة العليا المختلطة للتعاون الجزائري-الجنوب أفريقي، وشهدا التوقيع على إعلان مشترك للشراكة الإستراتيجية بين الجزائر وجمهورية جنوب أفريقيا.

وفي سابقة هي الأولى منذ سنوات، ألقى رامافوزا، خطابا أمام نواب البرلمان الجزائري، بعدما أصدر تبون في الثالث من ديسمبر/كانون الأول مرسوما رئاسيا يستدعي من خلاله البرلمان الجزائري بغرفتيه للاجتماع معا قصد الاستماع لخطاب رئيس جنوب أفريقيا.

علاقات تاريخية

واعتبر الرئيس الجزائري أن زيارة نظيره الجنوب أفريقي "تعبر عن خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين والقائمة على التعاون الوثيق والتضامن الدائم"، وتعبر أيضا عن "الطابع الإستراتيجي لعلاقاتنا الثنائية".

إعلان

وفي تصريح صحفي مشترك، قال تبون إن هذه الزيارة سمحت بإجراء تقييم شامل لما وصل إليه البلدان في علاقاتهما الثنائية والتباحث حول السبل الناجعة لترقيتها "لتكون في مستوى الإرادة السياسية المشتركة".

وأكد تطابق وجهات النظر بين البلدين وتوافقهما على تفضيل الحلول السياسية التفاوضية لحل الأزمات بعيدا عن التدخلات الخارجية في مجمل القضايا على رأسها الأوضاع في منطقة الساحل وليبيا والسودان ومنطقتي أفريقيا الوسطى والجنوبية، ومواضيع أخرى متعلقة بعمل الاتحاد الأفريقي.

من جانبه، قال الرئيس رامافوزا، إن بلاده تطمح في تقوية العلاقات مع الجزائر، بما يعكس علاقات البلدين التاريخية.

ولفت إلى أن بلاده تسعى لرفع المستوى التجاري الذي سيتعزز بإطلاق منطقة التبادل الحر والتجارة بين البلدين، مؤكدا عمق إيمانه بأن التعاون بين جنوب أفريقيا والجزائر سيعزز التعاون الأفريقي.

خطاب في البرلمان

وألقى الرئيس الجنوب أفريقي خطابا تطرق فيه إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة عقب انطلاق أشغال الدورة غير العادية للبرلمان المنعقد بغرفتيه.

وأشار رامافوزا في خطابه إلى ضرورة توحيد الأفارقة للوصول إلى أهداف التطور الدائم، مؤكدا التشابه الكبير لبلاده مع الجزائر بحكم معاناتهما من الاضطهاد والاستعمار.

وقال إن بلاده "تجدد نداءها من أجل إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى يكون أكثر تمثيلا"، مشيدا بـ"مواقف الجزائر المشرفة"، ومؤكدا أن بلاده والجزائر تقفان "موقفا حازما" في دعم الشعب الفلسطيني، وشدد على ضرورة أن تنتهي حرب إسرائيل على قطاع غزة.

ويقول النائب الجزائري، علال بوثلجة، إن رئيس جمهورية جنوب أفريقيا ألقى خطاب تاريخيا أمام ممثلي الشعب الجزائري، بصفته ثالث رئيس أجنبي يلقي خطابا أمام البرلمان الجزائري منذ تأسيسه سنة 1962.

وأشار بوثلجة في حديثه مع الجزيرة نت، للسياق الدولي الخاص، كونه يتزامن مع "التغيرات في العلاقات الدولية، وما تشهده مناطق عدة في العالم من اضطرابات وحروب على غرار ما يحدث في غزة ومحاولة الإبادة الجماعية".

إعلان

وأشار النائب إلى التوافق بين الجزائر وجنوب أفريقيا حول عدد من الملفات الأفريقية والدولية، وهو ما ظهر جليا في خطاب رامافوزا الذي ذكّر بمساعدات الجزائر لبلاده ودعم نضالها ونضال كل الشعوب الأفريقية، إضافة إلى تطوير العمل الثنائي بما يخدم بلدان القارة الأفريقية.

توسيع الشراكة

وأخذ الشق الاقتصادي حيزا مهما من المحادثات الجزائرية الجنوب أفريقية، في ظل رغبة البلدين المشتركة في رفع حجم المبادلات التجارية وتطوير الاستثمار، وتم تجسيدها من خلال توقيع إعلان الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر وجنوب أفريقيا، وكذلك التوقيع على 5 اتفاقيات للتعاون بين البلدين.

وفي هذا السياق، يشير أستاذ الاقتصاد بجامعة وهران حاكمي بوحفص، إلى أن البلدين يعتبران من أقوى الاقتصادات الأفريقية باحتلالهما المرتبة الأولى والثالثة، ما يجعل لقاء الرئيسين مهما ويسمح بدعم الشراكة بين البلدين خاصة في ما يتعلق بالشراكة البينية من حيث تدفق السلع ورؤوس الأموال بينهما.

ويؤكد بوحفص في حديثه مع الجزيرة نت، أنه رغم مكانة البلدين أفريقيا، إلا أن المنافع الاقتصادية بينهما لا ترقى لمستوى طموحات المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين، ما يجعل زيارة رئيس جمهورية جنوب أفريقيا للجزائر فرصة لتوسيع الشراكة ودفعها لمكانة لائقة تسمح بزيادة حجم التجارة بين الجانبين.

وأشار أستاذ الاقتصاد إلى وجود العديد من الفرص وتقاطعها بين البلدين يمكن استغلالها لصالح الشعبين والمستثمرين، سيعززه انفتاح الجزائر وتوجهها إلى العمق الأفريقي قصد تنويع اقتصادها كبديل عن أوروبا.

كما توقع أن تجسد الاتفاقيات الخمس التي وقعت عقب انتهاء أشغال اجتماع اللجنة العليا المختلطة للتعاون الجزائري-الجنوب أفريقي العديد من المشاريع العملية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجنوب أفریقی جنوب أفریقیا بین البلدین

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل

أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء بأن حزب الله اللبناني عقد سلسلة لقاءات مع وجهاء القرى الشيعية في جنوب لبنان خلال الأيام الأخيرة، في إطار الاستعداد لسيناريو حرب جديدة مع إسرائيل.

ووفقًا للمصادر، طلب الحزب من الوجهاء فتح المساجد وقاعات المناسبات أمام الأهالي والنازحين، تحسبًا لتجدد القتال.

ويأتي هذا الحراك بالتزامن مع تزايد التحذيرات الأمريكية لحزب الله بضرورة نزع سلاحه جنوب نهر الليطاني، تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1701. غير أن الحزب، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام، لا يبدي أي نية للاستجابة للضغوط، معتبرًا المهل الزمنية "تأويلات سياسية لا تستند إلى أرضية واقعية".

حزب الله يوزع معدات استعداداً لاستئناف الحرب على قرى شيعية بجنوب لبنانسموتريتش: القرى المدمرة في جنوب لبنان لن يعاد بناؤهالبنان تعلن الحداد الوطني في 4 أغسطس المقبل لهذا السببنواب حاكم مصرف لبنان الأربعة يؤدون اليمين أمام الرئيس عون

استعدادات ميدانية وتشديدات أمنية
وأوضحت مصادر أمنية لبنانية أن حزب الله اتخذ إجراءات ميدانية صارمة في الجنوب، شملت توزيع معدات ولوجستيات على عدد من القرى، وتقييد استخدام الهواتف المحمولة بين عناصره تجنبا للاختراقات التقنية.

كما رُصدت تحركات داخلية تهدف إلى إعادة تأهيل بعض المراكز والمستودعات التي استهدفت في جولة القتال الأخيرة في سبتمبر 2024.

وبحسب مصدر أمني في التنظيم، فإن الحزب يتعامل مع المرحلة المقبلة بجدية مطلقة، ويستعد لثلاثة سيناريوهات رئيسية:

الحفاظ على الوضع القائم مع استمرار الضربات المحدودة.

توسيع رقعة الاشتباكات دون الدخول في حرب شاملة.

انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة مشابهة لما جرى في عملية "سهام الشمال".

ضغوط أمريكية وتحذيرات لبنانية
وكانت واشنطن قد شددت لهجتها مؤخرا، مطالبةً بانسحاب كامل لحزب الله من الجنوب والتزام رسمي من الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الميليشيا، كشرط مسبق لاستئناف المساعي الدبلوماسية.

وأعلنت الخارجية الأمريكية أن مبعوثها إلى الشرق الأوسط، توم باراك، لن يزور بيروت قبل صدور موقف واضح من الدولة اللبنانية.

من جهتها، حذرت قوى المعارضة اللبنانية من تداعيات تصعيد جديد، مشيرة إلى أن استمرار حزب الله في تجاهل قرارات الشرعية الدولية "يعرض لبنان إلى عزلة دولية وعقوبات إضافية".

إسرائيل: لا انسحاب من الجنوب والقرى لن تعاد بناؤها
في المقابل، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن "هناك احتمالا حقيقيًا لنزع سلاح حزب الله هذه المرة"، مشيرًا إلى أن "القيادة الإيرانية، وعلى رأسها خامنئي، فقدت اهتمامها بمصير التنظيم".

وأضاف خلال مؤتمر "تعزيز الشمال": "الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من المواقع التي يسيطر عليها داخل الأراضي اللبنانية... القرى الشيعية التي دمرت لن تعاد بناؤها".

مناورات سياسية وتحضير عسكري
وفقا للتقارير فأنه رغم تأكيد الحزب أنه لا يسعى إلى التصعيد، إلا أن الاستعدادات المكثفة في الجنوب تشير إلى أن التنظيم يتعامل مع المرحلة المقبلة كأنها مفصلية في مسار الصراع مع إسرائيل.

وقال مصدر مقرب من قيادة الحزب: "ثمن الحرب باهظ، لكن ثمن الاستسلام أثقل. إذا لم تُزعج إسرائيل سلاحنا، فلماذا تصر على تجريده؟".

طباعة شارك حزب الله اللبناني القرى الشيعية في جنوب لبنان جنوب لبنان إسرائيل ولبنان إسرائيل وحزب الله

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • فيزا تفتتح أول مركز بيانات في أفريقيا باستثمار 57 مليون دولار
  • محمد السادس يمدّ يده للجزائر.. ملك المغرب يدعو لحوار صريح ومسؤول ويجدد موقفه من ملف الصحراء
  • رئيس لبنان في زيارة إلى جامع الجزائر
  • منصوري تستقبل سفيرة ناميبيا في زيارة وداعية
  • السفير الألماني: زيارة الملك إلى برلين تؤكد عمق واستمرارية الصداقة بين البلدين
  • سماع صوت دوي في الجنوب... هذه طبيعته
  • بوليتيكو: كيف قاد الناخبون الجنوب آسيويون المُهمَلون فوز ممداني؟
  • منتخب مصر لكرة السلة على الكراسي المتحركة يغادر إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في بطولة العالم 3×3
  • مقتل موسيقي بجنوب أفريقيا يكشف تشابك الجريمة والسلطة والثروة