هندسة جامعة أسيوط تنظم رحلة علمية للطلاب لزيارة مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
نظّمت جامعة أسيوط اليوم الإثنين تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة رحلة علمية إلى مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية؛ بالعاصمة الإدارية الجديدة، لطلاب قسم الهندسة المعمارية؛ بكلية الهندسة بالجامعة، وطلاب برنامج العمارة الداخلية؛ بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة أسيوط الأهلية، وذلك تحت إشراف؛ الدكتور نوبي محمد حسن نائب رئيس جامعة أسيوط الأهلية للشئون الأكاديمية، والدكتور أحمد عبد المولي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عزت مرغني عميد كلية الهندسة، والدكتور نادي مصطفى عبد الكريم الأستاذ بقسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة، والمشرف العلمي على الرحلة.
وأكد الدكتور أحمد المنشاوي على حرص الجامعة على تنظيم زيارات ميدانية لطلابها للمشروعات القومية والتنموية الكبرى التي تشهدها الدولة المصرية، موضحا أن الرحلة العلمية استهدفت: رفع الوعي الوطني لدى الطلاب، وتنمية روح الولاء والانتماء لديهم، ورفع الوعي المعماري والحضري للطلاب، من خلال؛ تعريفهم بأحدث الأساليب المعمارية، والإنشائية المستخدمة في المشروعات القومية الحديثة بمختلف أنواعها، بما يحقق مزيد من المعرفة العلمية في مجالات العمارة.
وكما أشاد الدكتور المنشاوي، بجهود الدولة المصرية؛ في تطوير، وتحديث البنية التحتية للمنشآت الرياضية؛ بكافة مرافقها على مستوى الجمهورية، وإنشاء مدينة مصر للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي تعد إحدى أهم وأبرز الصروح الرياضية متكاملة الأركان، والخدمات في منطقة الشرق الأوسط، والتي تم إنشاءها باحترافية عالية، ووفقًا لأعلى المواصفات العالمية، وذلك تأكيدًا على مكانة مصر كوجهة رياضية رائدة.
وأشار الدكتور نوبي محمد حسن إلى أن هذه الزيارات لها دور فعال في تطوير الوعي الطلابي بتصميم وتنفيذ تلك النوعية من المشروعات الرياضية المهمة، بهدف ربط المناهج النظرية التي يدرسها الطلاب بالواقع التنفيذي، وتوفير المعلومات اللازمة التى تسهم بشكل كبير فى تخريج كوادر جديدة لديها الكفاءة المهنية والقدرة الفنية على الإبداع فى مجال الهندسة.
وأوضح الدكتور نادي عبدالكريم أن الرحلة تضمنت؛ جولة داخل المنشآت الرياضية بمدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية، والتي شملت؛ الأستاذ الرياضي؛ والذي تم تصميمه؛ ليسع نحو 91 ألف متفرج، والصالة المغطاة الصغرى؛ والتي تبلغ سعتها 7آلاف متفرج، والصالة المغطاة الكبرى؛ بسعة 15 ألف متفرج وكما تم زيارة مبنى ملاعب الإسكواش، والتنس الأرضي، وحمام السباحة الاوليمبي، مؤكدًا أنه تم خلال الرحلة؛ استعراض الرؤية المعمارية لهذه المنشآت،
وكما تضمنت الرحلة؛ زيارة سريعة لعدد من المنشآت الأخرى بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومنها؛ البرج الأيقوني، وحي المال والأعمال، وفندق الماسة، ومسجد الفتاح العليم، ومسجد مصر الكبير، وكاتدرائية ميلاد المسيح.
والجدير بالذكر؛ شارك في الرحلة؛ 11طالب من قسم الهندسة المعمارية بجامعة أسيوط، و8 طلاب من برنامج العمارة الداخلية بجامعة أسيوط الأهلية، بإشراف؛ الدكتورة سلوى عبدالرحمن مجاهد الأستاذ بقسم الهندسة المعمارية، والدكتور عصام صلاح الأستاذ بقسم الهندسة المعمارية ومنسق برنامج هندسة العمارة الداخلية، والدكتور وليد أبوالوفا الأستاذ بقسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة ومسئول برنامج التشييد وإدارة المشروعات، والمهندس محمد حسام المعيد بقسم الهندسة المعمارية، وإثنين من مسئولي رعاية الطلاب بالكلية
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسيوط أشر إشراف أصم افة أفق أكاديمي الأهل الأهلي الأهلية الإثنين الاداري الإدارية الإدارية الجديدة أكاديمية الـ ألا الات الأستاذ الاكاديمية الان الانتماء أسيوط الأهلية أسيوط اليوم الأولمبي استهدفت استعراض الاول أزمة أستاذ استهدف الأولمبية الب البر البرج عريف علمية بقسم الهندسة المعماریة الأستاذ بقسم الهندسة للألعاب الأولمبیة بکلیة الهندسة
إقرأ أيضاً:
رحلة إلى مدينة الذكريات
عدتُ بعد غيابٍ امتدّ لعشرة أعوام، عدتُ لا لأكتشف مدينة جديدة، بل لأستعيد مدينةً قديمة تسكنني، مدينةً لا ترتبط في ذاكرتي بجغرافيتها، ولا بتاريخها، ولا بمعالمها، بل ترتبط بشخصٍ واحدٍ كان فيها، فصار كل ما فيها يُشبهه، ويُحاكيه، ويُعيدني إليه. لم تكن العودة صدفة، ولم تكن رغبةً عابرة في السفر، بل كانت شوقًا متراكمًا، حنينًا دفينًا، بحثًا عن أي شيء يخصه، عن رائحةٍ علقت في زاويةٍ من شارع، عن مقعدٍ جلس عليه، عن طريقٍ مشيناه سويًا، عن لحظةٍ عشتها معه ولم أُدرك حينها أنها ستكون من كنوز العمر. حين وطئتُ أرض المدينة، شعرتُ أنني لا أعود إليها، بل أعود إليه، أعود إلى نفسي القديمة، إلى ذلك الطفل الذي كان يُمسك بيد أبيه ويشعر أن العالم كله آمنٌ ما دام إلى جواره. كل شيء بدا مألوفًا على نحوٍ مؤلم: الأرصفة التي حفظت وقع خطواتنا، الأشجار التي شهدت صمتنا، المقهى الذي جلسنا فيه ذات صباحٍ هادئ، حين كان يُحدثني عن الحياة كمن يُهدي وصاياه الأخيرة دون أن يدري. سرتُ في الطرقات التي عرفناها معًا، وكل زاوية تنطق باسمه، وكل نافذة تُشبه عينيه حين كان يتأمل المكان بهيبة العارف وحكمة المُحب. جلستُ على ذات المقعد المطلّ على النهر، حيث جلسنا ذات مساء، حين كان يُحدّثني عن طفولته، عن أحلامه، عن أشياءٍ لم أفهمها تمامًا حينها، لكنني اليوم أُدركها بكل تفاصيلها، وأشعر بثقلها في قلبي. رأيتُ السياح يلتقطون الصور، فاستعدت تلك اللحظة التي التقط فيها صورة تجمعنا أمام أحد المعالم، وقال لي ممازحًا: «سنعود لالتقاط صورة بالزاوية ذاتها بعد عشرة أعوام.» وها أنا أكتب بعد عشرة أعوام، لكن لم أستطع التقاط الصورة من دونه. المدينة لم تتغيّر كثيرًا، لكنني أنا تغيّرت، لأنني عدتُ إليها لا كما كنت، بل مثقلًا بما لا يُقال، محمّلًا بما لا يُكتب، أبحث عن وجهٍ غاب، وعن صوتٍ خفت، وعن يدٍ كانت تُمسك بي حين أتعثّر. كتبتُ في دفتري: «اخترتُ هذه المدينة من بين مدن الأرض، لا لأنها الأجمل، بل لأنها الوحيدة التي تُشبهه.» ثم أغلقتُ الصفحة، كأنني أُغلق بابًا على وجعٍ لا يُشفى، ووقفتُ عند المدخل، أستجمع ما تبقّى منّي، وأهمس للمكان: «لقد عدتُ، ولكن أبي لم يعد.» رحمك الله يالغالي. كانت هذه المدينة جميلة بك، وما زالت جميلة، لكنها باتت ناقصة، وما أقسى أن يعود الإنسان إلى مكانٍ كان فيه سعيدًا، ليكتشف أن السعادة لم تكن في الشوارع ولا في المناظر، بل في من كان يشاركه اللحظة، ويمنحها معناها، ويملأها دفئًا وطمأنينة. في كل زاويةٍ مررتُ بها، كنتُ أبحث عنك، لا بعيني، بل بروحي، كأنني أرجو من المكان أن يُعيد تشكيلك من الضوء والهواء والحنين. لكنني أدركت، بعد أن مشيتُ كثيرًا، وتأملتُ طويلًا، أن الذكرى، مهما كانت حيّة، لا تُجاري حضورًا كان يملأ الدنيا بهجة، وأن الأماكن، مهما احتفظت بصورنا، لا تستطيع أن تُعيد إلينا من غاب. ومع ذلك، وجدتُ في هذه الرحلة شيئًا من السلوى، شيئًا من العزاء، شيئًا يُشبه اللقاء، وإن كان قد جدد الجرح. وجدتُك في التفاصيل، في الصمت، في الذكرى، في قلبي الذي لا يزال ينبض باسمك. وها أنا أغادر المدينة، لا كما دخلتها، بل مثقلًا وأحمل معي يقينًا واحدًا: أن الحب لا يموت، وأن الأب، وإن غاب جسده، يبقى حيًا في الأماكن التي أحبها، وفي الأبناء الذين أحبهم، وفي اللحظات التي لا تُنسى، ولا تُستعاد. رحمك الله يا أمان السنين.
قطر زهرة حسن