ولي عهد أبوظبي وولي عهد البحرين يشهدان توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية وصفقة استحواذ على “ماكلارين” لأعمال تصنيع السيارات بين شركة “سايفن” القابضة وشركة “ممتلكات البحرين القابضة”
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
شهد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين مجموعة سايفن القابضة (“سايفن”)، المتخصصة في تنمية الأصول الاستثمارية في قطاع التنقل المتقدم، ومقرها أبوظبي، وشركة ممتلكات البحرين القابضة (“ممتلكات”)، صندوق الثروة السيادي في مملكة البحرين، للاستحواذ على كامل ملكية أعمال تصنيع السيارات في “ماكلارين”، بالإضافة إلى الاستحواذ على حصة غير مسيطرة في أعمال “ماكلارين” للسباقات.
تأتي عملية الاستحواذ بعد الإعلان عن توقيع اتفاقية شراكة مبدئية بين “ممتلكات” و”سايفن” في أكتوبر من هذا العام، حيث تسعى “سايفن” من خلال هذا الاستحواذ إلى تمكين “ماكلارين” من تحقيق الاستفادة الكاملة من إمكاناتها عبر توفير الخبرات المتخصصة في مجال الهندسة والتصميم والتكنولوجيا المتقدمة بالإضافة إلى توفير كفاءات قيادية مؤهلة لتعزيز مسار “ماكلارين” نحو تحقيق المزيد من النمو والارتقاء بأعمالها إلى آفاق أوسع.
وبهذه المناسبة، أكد معالي جاسم محمد بوعتابه الزعابي، رئيس مجلس إدارة “سايفن” القابضة، على أهمية هذه الاتفاقية في دعم رؤية سايفن الرامية إلى تسريع الانتقال إلى مستقبل أكثر استدامة وابتكاراً، مشيراً إلى أنها تعكس الدور المتنامي لإمارة أبوظبي باعتبارها مركزاً عالمياً للتميز والابتكار في قطاع التنقل المتقدم.
وأضاف معاليه: “سنجمع بين الإرث العريق لشركة ماكلارين وخبراتها الطويلة، مع القدرات الهندسية والتقنية الرائدة لشركة سايفن، لإعادة إرساء مفاهيم المركبات عالية الأداء إلى جانب صياغة معايير جديدة في الهندسة والتصميم والتكنولوجيا”.
من جانبه، قال معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير المالية والاقتصاد الوطني رئيس مجلس إدارة ممتلكات البحرين القابضة (“ممتلكات”): “تعد هذه الاتفاقية خطوة هامة ضمن رؤية ممتلكات الاستراتيجية لنمو مجموعة ماكلارين، والتي تضمنت عملية إعادة التنظيم والهيكلة في مجموعة ماكلارين، مما ساهم في فتح آفاق وفرص للتعاون والشراكات الاستراتيجية. إننا نؤمن بقدرة سايفن على البناء على إرث ماكلارين التاريخي والعمل على تحقيق إمكاناتها الكاملة مع استمرار دور ممتلكات الاستراتيجي في ماكلارين والاستفادة من النمو المستقبلي”.
وأضاف معاليه قائلاً: “إن خبرات سايفن الهندسية المتطورة ورؤيتها المستقبلية تجعل منها الشريك الأمثل لدفع عجلة نمو المرحلة المقبلة من ماكلارين وتطورها”.
وتماشياً مع رؤيتها، تسعى سايفن إلى إنشاء منصة تنقل متقدمة من خلال بناء الشراكات مع رواد الصناعة العالميين لتوظيف رأس المال، والتميز في الهندسة والتصميم، والتكنولوجيا المتقدمة، والخبرات القيادية في مجال التنقل المتقدم.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الاتفاقية تتماشى مع استراتيجية “ممتلكات” وجهودها المستمرة لرفع كفاءة محفظتها وتعزيز وتنمية أصولها لتحقيق عوائد مستدامة طويلة الأجل.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
صنعاء تصعّد إلى “المرحلة الرابعة”:استراتيجية الضغط البحري تصل إلى الذروة
مع إعلان صنعاء الانتقال إلى المرحلة الرابعة من عمليات الحصار البحري ضد كيان الاحتلال، تدخل المواجهة العسكرية فصلاً أكثر جرأة في سياق تصعيد متدرّج بدأ مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتنامى على مراحل اتّسمت بالتوسع المدروس في بنك الأهداف. حيث تعتبر هذه المرحلة تراكم عملياتي تصاعدي، انتقل من استهداف السفن المرتبطة مباشرة بموانئ الاحتلال، إلى فرض معادلة عقابية شاملة تشمل كل شركة تواصل التعامل مع تلك الموانئ، أيّاً كانت جنسيتها أو وجهة سفنها.
وتشمل المرحلة الجديدة رصد واستهداف السفن التابعة لكبرى شركات الشحن البحري في العالم، مثل ميرسك، CME، Hapag-Lloyd، Evergreen وغيرها. لا يقتصر التهديد على السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال، بل يشمل كل سفينة مملوكة لشركات تتعامل تجارياً مع تلك الموانئ، أينما وجدت. وقد بدأ الرصد الفعلي للسفن العاملة في خطوط الإمداد بين موانئ المتوسط الشرقي والموانئ المحتلة، إضافة إلى ناقلات النفط المرتبطة بعمليات التزويد اليومي لكيان الاحتلال.
كما تحرص صنعاء على توثيق عملياتها كمشاهد عملية إغراق السفن ومنها ما كان متجهاً إلى ميناء إيلات. وعلى الرغم من أن الميناء مغلق منذ أشهر، إلا أن التصعيد الأخير يستهدف توسيع نطاق الحظر ليشمل ميناءي حيفا وأسدود، وهو ما يُعد تطوراً استراتيجيا في عمق البحر الأبيض المتوسط.
المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تجد نفسها أمام خصم لا يتبع نمطاً تقليدياً في التموضع أو الاستهداف. كما أن البنية غير المركزية لعمليات صنعاء، واعتمادها على التضاريس الجغرافية والانتشار المرن، يقلل من فعالية الضربات الجوية، ويجعل الرد الإسرائيلي أقرب إلى المعاقبة الرمزية منها إلى الفعل الرادع. ويقول الكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحيم، إلى أن عدم وجود قواعد عسكرية دائمة أو منشآت حساسة واضحة للاستهداف في اليمن، فضلاً عن فاعلية الأجهزة الأمنية لدى صنعاء، جعل كل محاولات الرد الإسرائيلية أقرب إلى محاولة “إرباك” داخلية دون مكاسب عملياتية.
الولايات المتحدة، التي حاولت في الأشهر الماضية تنفيذ ضربات استباقية ضد أهداف في اليمن، فشلت بدورها في ردع صنعاء أو إيقاف عملياتها البحرية. الموجة الأولى من الضربات الأميركية لم تحقق أي أثر استراتيجي يُذكر، بل تسببت أحياناً في تقوية سردية صنعاء داخلياً، باعتبارها طرفاً يتعرض للعدوان بسبب موقفه السياسي من غزة.
المفارقة أن صنعاء، رغم التفاوت الهائل في الإمكانيات العسكرية مقارنة بواشنطن أو تل أبيب، استطاعت الحفاظ على نسق عملياتي مستمر، بل ورفع سقف التصعيد على مراحل، ما يدل على أن الردع الأميركي لم يعد كافياً في التعامل مع الجهات الفاعلة غير التقليدية في المنطقة.
بالتوازي مع هذا المسار العسكري، يتكرّس تحوّل سياسي لا يمكن تجاهله. فالحكومة في صنعاء، التي وُصفت لسنوات بأنها غير شرعية أو متمردة، باتت تبني اليوم شرعية وظيفية وميدانية نابعة من قدرتها على التأثير الفعلي في موازين الصراع، ليس فقط داخل اليمن، بل في الإقليم. نجاحها في فرض معادلة ردع بحرية، والتزامها بخطاب سياسي منضبط لم يكن يوماً مجرد دعاية، منحها مساحة أكبر من الحضور السياسي والإعلامي في ملفات تتجاوز الحدود الوطنية.
هذه التحولات لا تعني بالضرورة الاعتراف الدولي الرسمي، لكنها تشير إلى واقع سياسي جديد يتشكل في المنطقة، طرفه الأساسي قوى تصاعدت بفعل مراكمة القوة الذاتية، وتماسك الخطاب، وفعالية الأداء العملياتي، لا بفعل التسويات أو الرعاية الدولية.
في مرحلة يشتد فيها الضغط على غزة، تبدو صنعاء كطرف يحافظ على تصعيد ميداني مباشر ضد كيان الاحتلال دون تراجع، ودون أن تنجح محاولات الاحتواء أو الردع في كبحه. التصعيد الأخير لا يعكس فقط تصميماً عسكرياً، بل يشير إلى قدرة استراتيجية على توسيع المساحات التي تستنزف الكيان، وفرض معادلات جديدة في عمق البحر، وسط غياب فعّال لأي رد مكافئ. وإذا استمرت هذه الدينامية، فإن موازين الصراع البحري في شرق المتوسط قد تكون على موعد مع مرحلة أكثر اضطراباً، لا يمكن احتواؤها بالخطاب وحده، ولا بالقصف من الجو.