عبقرية بلا حدود.. قدرات استثنائية يتمتع بها المصابون بـ«متلازمة سافانت»
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
متلازمة نادرة يتمتع بها عدد قليل من الأشخاص على مستوى العالم عُرفت باسم «سافانت» أو متلازمة العبقري، وهي حالة تجعل الإنسان يمتلك قدرات استثنائية وإمكانات عقلية مميزة على الرغم من إصابته باضطراب فكري أو نمائي حاد، وفق ما ذكره موقع health line الطبي.. فما هي أعراض هذا المتلازمة؟ وهل يُمكن أن تضر صاحبها؟
يتمتع المصابون بمتلازمة سافانت أو متلازمة الموهوب بقدرات خاصة استثنائية في مجالات مختلفة مثل الموسيقى أو الذاكرة أو الرياضيات، حسب ما أوضحته الدكتورة ريهام عبدالرحمن، إخصائية نفسية وتربوية، وغالبًا ما يكون أصحاب هذه المتلازمة مصابين بطيف التوحد، وقد يولد الإنسان مصابا بمتلازمة سافانت أو يكتسبها في السنوات الأولى من حياته نتيجة الإصابة بأحد الأمراض التي تؤثر على الدماغ.
وأضافت الأخصائية النفسية خلال حديثها لـ«الوطن» أن أسباب الإصابة بمتلازمة العبقري غير واضحة، ولكن هناك بعض العوامل التي تساهم في التمتع بها مثل الإصابة باضطراب طيف التوحد، إذ عادة ما يمتلك المصابين به قدرات استثنائية خاصة، أو ربما تساهم بعض التشوهات العصبية في الدماغ في الإصابة بمتلازمة سافانت، وقد يلعب الاستعداد الوراثي دورا كبيرا في تطور هذه المتلازمة، ويمكن أيضًا حدوث الإصابة بها نتيجة إصابة الدماغ أو حدوث صدمة.
يُمكن أن يمتلك المصاب بمتلازمة العبقري موهبة استثنائية واحدة أو أكثر، فيتمكن البعض منهم من القيام بالعمليات الحسابية المعقدة بسرعة كبيرة، ويبرع آخرين في عزف المقطوعات الموسيقية بحرفية عالية مجرد سماعها مرة واحدة، كما يمتلك بعض منهم ذاكرة قوية جدًا تمكنهم من ربط الأيام بالتواريخ واستدعاء الأحدث في ثوان معدودة، ويكون لديهم القدرة على تعلم عدة لغات في وقت واحد بسهولة.
مشكلات يعاني منها أصحاب متلازمة سافانتعلى الرغم من المهارات الكبيرة والقدرات الاستثنائية التي يمتكلها المصابين بمتلازمة «سافانت» فهم يعانون من بعض الأضرار والمشكلات، حسب ما أضافته الدكتورة ريهام عبدالرحمن، إذ تجعلهم قدراتهم المختلفة يفضلون العزلة وعدم الاختلاط بالبشر ما قد يعرضهم للإصابة بالاكتئاب وعدم القدرة على التعامل مع من حولهم بشكل طبيعي، ما يتطلب منهم اللجوء إلى مختص نفسي ولغوي للخضوع للعلاج السلوكي المعرفي مع تدريبهم على كيفية إقامة العلاقات الاجتماعية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العبقري طيف التوحد قدرات خاصة العمليات الحسابية
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: عملية خان يونس تكشف قدرات متطورة للمقاومة
اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن العملية التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أول أمس السبت في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس تحمل دلالات عسكرية وإستراتيجية مهمة تتجاوز نتائجها المباشرة.
وبثت شاشة الجزيرة مشاهد للعمل المركّب الذي نفذته الكتائب واستهدف ناقلتي جند للاحتلال الإسرائيلي أول أمس في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وتكتسب هذه العملية أهمية خاصة كونها جرت في المنطقة نفسها التي شهدت مقتل ضابط إسرائيلي في فبراير/شباط الماضي، حيث أعلن الاحتلال حينها عن مقتل 3 من جنوده، من بينهم قائد سرية.
وأشار الفلاحي خلال فقرة التحليل العسكري إلى أن استهداف ناقلتي جند إسرائيليتين في منطقة تعتبر من أولى المناطق التي دخلها الجيش الإسرائيلي يُظهر قدرة المقاومة الاستثنائية على التسلل والظهور خلف خطوط العدو لتنفيذ عمليات معقدة.
وبحسب الخبير العسكري، فإن المخطط العسكري للعملية يمتلك معرفة تامة بالموقع الجغرافي والقطاعات التي يمكن التنقل من خلالها للوصول إلى الأهداف المحددة.
وتجلت هذه المعرفة العميقة في إشارة المنفذ إلى عملية سابقة نُفذت في المكان نفسه قبل عام واحد، حيث تم تدمير مدرعة إسرائيلية في المنطقة ذاتها، مما يدل على وجود قيادة ميدانية ثابتة تدير العمليات في هذه المنطقة منذ فترة طويلة وتمتلك خبرة تراكمية في طبيعة التضاريس وأنماط تحرك القوات الإسرائيلية.
وتأتي العملية -وفقا الفلاحي- نتيجة لإستراتيجية جيش الاحتلال المعروفة بـ"التخطي"، والتي تعتمد على التقدم إلى مناطق متقدمة دون السيطرة الكاملة على المناطق الخلفية، على افتراض أن المقاومة المتبقية ستنسحب أو لن تصمد.
ولفت إلى أن النتيجة العملية لهذا النهج هي وجود جيوب مقاومة نشطة في مناطق يعتبرها الجيش الإسرائيلي "آمنة"، مما يسمح بتنفيذ عمليات مفاجئة ومؤثرة خلف الخطوط الأمامية.
تطور آلية التنفيذ
وأوضح الخبير العسكري أن آلية تنفيذ العملية تكشف عن تطور كبير في قدرات المقاومة التكتيكية، حيث نفذت العملية من قبل مقاتل واحد يحمل عبوة عمل فدائي، مما يقلل احتمالية الكشف ويزيد مرونة الحركة.
إعلانولفت الفلاحي إلى الأسباب التكتيكية وراء نجاح العملية، مشيرا إلى أن القمرة المفتوحة في إحدى الناقلات سمحت بإلقاء العبوة مباشرة داخل الآلية، وهذا الإجراء -الذي قد يبدو بسيطا- له تأثير تدميري هائل، لأن انفجار العبوة داخل الناقلة يؤدي إلى تفجير العتاد والذخيرة الموجودة، مما يتسبب في تدمير كامل للآلية وصعوبة في إنقاذ الطاقم.
ويترك هذا النوع من العمليات المتكررة تأثيرا نفسيا ومعنويا مدمرا على الجندي الإسرائيلي، حيث إنه يبدأ في الخشية من الوجود داخل هذه المناطق نظرا لإمكانية وصول المقاومين إليه في أي لحظة.
ويمتد التأثير النفسي إلى مستوى اتخاذ القرارات، حيث يضع الجيش الإسرائيلي في حساباته وجود عبوات محتملة في كل منطقة يحاول التقدم إليها، سواء على الطرق أو في المباني.
وأكد الخبير العسكري على أن هذه العمليات تحقق استنزافا شاملا للقدرات الإسرائيلية على مستويات عدة، فمن الناحية البشرية تؤدي إلى خسائر في الأرواح والمصابين تتراكم مع الوقت، ومن الناحية المادية تدمر آليات باهظة الثمن ومعقدة التصنيع، ومن الناحية اللوجستية تفرض تكاليف إضافية للصيانة والاستبدال والإسناد الطبي.
ويمكن ملاحظة مؤشرات واضحة على الإنهاك الذي يعاني منه الجيش الإسرائيلي بحسب الخبير، والذي تجلى في عدم توفير حماية كافية للناقلتين، ففي الظروف الطبيعية كان يجب أن تكون هذه الآليات محاطة بوحدات من المشاة لتوفير الحماية أو على الأقل أن تكون ضمن منطقة آمنة تحت سيطرة قوات أخرى.