إسرائيل تستغل الفوضى.. أهداف تل أبيب من تعزيز وجودها العسكري في سوريا
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد على يد المعارضة المسلحة، واصلت إسرائيل تعزيز مصالحها الاستراتيجية في سوريا. شملت هذه التحركات السيطرة على المنطقة منزوعة السلاح واستهداف القدرات العسكرية للجيش السوري.
تحركات إسرائيلية وأهداف استراتيجية
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن توجيه الجيش لإنشاء منطقة دفاعية خالية من السلاح والتهديدات الإرهابية على الحدود السورية، مؤكدًا أن إسرائيل لن تسمح بوجود أي كيان معادٍ ينطلق من الأراضي السورية لتهديد أمنها.
وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن الهدف الأساسي لهذه العمليات هو منع وصول الأسلحة الاستراتيجية إلى جهات معادية، مع التشديد على أن إسرائيل تسعى فقط لحماية حدودها وضمان أمن مواطنيها.
استئناف العام الدراسي في سوريا يوم الأحد المقبلردود الأفعال الدولية
من جهة أخرى، أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، عن قلقه إزاء الهجمات الإسرائيلية، داعيًا إلى التوقف عن أي تصرفات قد تقوض احتمالات الانتقال السياسي في البلاد.
تحليل للوضع السوري
صرّح الباحث السياسي محمود الأفندي بأن سوريا وصلت إلى معايير "الدولة الفاشلة"، مشيرًا إلى وجود انتقال عشوائي للسلطة، لافتا إلى أن هيئة تحرير الشام تتجنب مواجهة إسرائيل أو انتقاد هجماتها، ربما لرغبتها في الحصول على اعتراف دولي، وكما انتقد الأفندي ازدواجية مواقف بعض الأطراف المعارضة التي أدانت العدوان الروسي على أوكرانيا دون اتخاذ موقف مماثل تجاه إسرائيل.
وأضاف أن هيئة تحرير الشام، التي كانت مرتبطة بداعش والقاعدة سابقًا، تركّز الآن على تعزيز سيطرتها الداخلية، بينما تواجه إسرائيل تهديدات مشابهة لتلك التي تشكلها حماس، في ظل اعتماد هذه التنظيمات على مفهوم "بلاد الشام" واعتبار القدس هدفًا نهائيًا.
سقوط النظام وأبعاده:
شهدت سوريا بعد سنوات من الصراع سقوط نظام بشار الأسد، مما شكل منعطفًا تاريخيًا في مسار البلاد. هذا السقوط كان نتيجة تراكمات سياسية وعسكرية واقتصادية بدأت منذ اندلاع الثورة في 2011.
تحولت الاحتجاجات السلمية إلى صراع مسلح، إلى جانب العقوبات الدولية التي أنهكت الاقتصاد، والانشقاقات داخل النظام، وفقد الأسد السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد لصالح المعارضة المسلحة والتنظيمات المتطرفة، رغم الدعم الكبير من حلفائه في روسيا وإيران.
المشهد السياسي بعد السقوط
مع انهيار النظام، تواجه سوريا تحديات معقدة في تشكيل مستقبلها السياسي، و تعمل المعارضة على ملء الفراغ السياسي، في ظل دعوات دولية لتشكيل حكومة انتقالية شاملة، و إلا أن الانقسامات بين الفصائل المعارضة والتنظيمات المتطرفة، مثل "هيئة تحرير الشام"، تهدد استقرار المشهد السياسي.
وزير الخارجية العراقي: سيتم عقد اجتماعات مهمة بشأن سوريا في بغدادالأبعاد الإنسانية وإعادة الإعمار
تعاني سوريا أزمة إنسانية خانقة نتيجة سنوات الحرب، مع ملايين النازحين واللاجئين. يتطلب إعادة إعمار البلاد جهودًا دولية هائلة لإصلاح البنية التحتية، توفير الخدمات الأساسية، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين.
الدور الإقليمي والدولي
سقوط الأسد يعيد تشكيل التوازنات الإقليمية والدولية في سوريا. ترى الدول الداعمة للمعارضة، كتركيا والولايات المتحدة، في هذا التطور فرصة للتوصل إلى تسوية شاملة. في المقابل، تسعى روسيا وإيران إلى حماية مصالحهما التي عززتاها خلال سنوات الصراع، وعلى الأمم المتحدة الآن قيادة الجهود لضمان الانتقال السياسي ومنع البلاد من الانزلاق نحو مزيد من الفوضى أو التقسيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إعادة الإعمار حكومة انتقالية المشهد السياسي سقوط النظام هيئة تحرير الشام محمود الأفندي الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس بشار الأسد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
وثائق سرية كشفت المستور .. إسرائيل وسعت تعاونها العسكري مع 6 دول عربية بحرب غزة
ووفقاً للوثائق الأمريكية المسربة التي حصلت عليها الصحيفة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ)، فإن ست دول عربية على الأقل — هي السعودية ومصر والأردن والإمارات والبحرين وقطر — شاركت في إطار يُعرف باسم “الهيكل الأمني الإقليمي” (Regional Security Construct)، في حين أُدرجت الكويت وسلطنة عمان كمرشحتين للانضمام مستقبلاً.
وبحسب التقرير، أُنشئ هذا الهيكل الأمني تحت إشراف القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) ليكون بمثابة شبكة سرية لتبادل المعلومات وتنظيم المناورات والتنسيق العملياتي، بمزاعم مواجهة ما يسمى "النفوذ الإيراني" وتعزيز الروابط العسكرية مع “إسرائيل”.
جميع الاجتماعات صُنّفت على أنها “سرّية ومحمية بالرعاية الأمريكية”، مع تعليمات صارمة تحظر التصوير أو التواصل مع وسائل الإعلام.
وتشير الوثائق إلى أن المذكرات الداخلية تناولت حتى تفاصيل “الطعام الكوشر” المخصص للمشاركين الإسرائيليين، بما في ذلك حظر لحم الخنزير والمأكولات البحرية في اللقاءات المشتركة. خلال السنوات الثلاث الماضية، نظّم هذا الإطار سلسلة من القمم الأمنية والتدريبات العسكرية في دول عربية وغربية، من البحرين والأردن إلى قاعدة العديد في قطر، وصولاً إلى قاعدة فورت كامبل في ولاية كنتاكي الأميركية.
أحد التقارير السرية وصف تدريبات ميدانية على تحديد وتدمير الأنفاق تحت الأرض — وهي التكنولوجيا التي استخدمتها “إسرائيل” في مواجهاتها مع حماس — فيما تحدثت وثيقة أخرى عن مناورات جرت في مصر في سبتمبر الماضي، شاركت فيها قوات من الولايات المتحدة و”إسرائيل” والسعودية والأردن ومصر واليونان والهند وبريطانيا وقطر.
الهدف المعلن من هذه المبادرة، وفق الوثائق، هو تحقيق تنسيق لحظي بين أنظمة الدفاع والرادارات والاتصالات السيبرانية ومنظومات الدفاع الصاروخي، بحيث تندمج بيانات الرادار والمستشعرات للدول المشاركة في شبكة أمريكية موحدة لمواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
كما كشفت الوثائق أن دولتين عربيتين — لم يُذكر اسمهما — قدمتا معلومات استخباراتية مباشرة لسلاح الجو الأمريكي، وأن المشاركين باتوا يستخدمون منصة تشفير خاصة للتواصل الفوري مع واشنطن والعواصم الحليفة.
تجاوز التعاون البعد الإقليمي ليصل إلى تحالف “العيون الخمس” الاستخباراتي الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، في مؤشر على الطابع العالمي للمشروع.
وتشمل الخطط المستقبلية إنشاء “مركز الشرق الأوسط للأمن السيبراني” و ”مركز دمج المعلومات” لتسهيل تبادل البيانات وإجراء تدريبات رقمية مشتركة بين الخبراء "الإسرائيليين" والعرب.
وتوضح الوثائق أن السعودية لعبت دوراً محورياً داخل هذا الإطار، إذ قدمت معلومات استخباراتية لـ”إسرائيل” ولدول عربية أخرى بشأن الأوضاع في سوريا واليمن.
كما شاركت في اجتماع كبير عُقد في يناير الماضي بقاعدة فورت كامبل الأمريكية، تضمن تدريبات على كشف الأنفاق الهجومية وتحييدها — وهي تقنية تستخدمها “إسرائيل” في حربها ضد غزة.
وتضمنت اجتماعات أخرى احاطات سعودية–أمريكية عن النشاط الروسي والتركي والكردي في سوريا، إلى جانب تحديثات حول تهديدات "الحوثيين" في اليمن.
وشددت الوثائق على أن هذا التعاون “لا يشكل تحالفاً جديداً”، وأن جميع الاجتماعات يجب أن تبقى “خارج نطاق العلن”، بينما واصل القادة العرب في الوقت ذاته إصدار بيانات حادة ضد “إسرائيل”.
فقد وصف أمير قطر العملية العسكرية التي شنّها الاحتلال في غزة بأنها “حرب إبادة”، فيما اتهمت السعودية “إسرائيل” بارتكاب “تجويع وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين”.
واعتبر محللون تحدثوا للصحيفة أن الوثائق تؤكد معادلة التناقض العربي: فالدول الخليجية تخشى “إسرائيل” المنفلتة لكنها تعتمد على المظلة الأمنية الأميركية وتخاف من تصاعد "القوة الإيرانية".
وترى واشنطن في هذه المنظومة امتداداً لاتفاقيات التطبيع، ومحاولة لبناء تطبيع أمني تدريجي بين “إسرائيل” والعالم العربي، تمهيداً لتشكيل منظومة دفاع إقليمي أوسع.
وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة نشرت مؤخراً 200 جندي في المنطقة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، بينما صرح ترامب بأن الدول المشاركة في الشبكة قد تساهم لاحقاً بقوات ضمن بعثة دولية لإدارة قطاع غزة.
ومع أن هذه الدول أعلنت تأييدها العلني لخطة ترامب لإنهاء الحرب — بما في ذلك إنشاء قوة متعددة الجنسيات وتدريب شرطة فلسطينية جديدة — إلا أنها لم تقدم حتى الآن أي التزام فعلي بإرسال قوات، مفضّلة إبقاء التطبيع الأمني في نطاق السرّ لا العلن.