حصلت السياسية الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، في اعتراف دولي بنضالها من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا، ما رسّخ مكانتها كإحدى أبرز الشخصيات المؤثرة في أمريكا اللاتينية. ماذا نعرف مسيرتها قبل هذا التكريم؟ اعلان

وُلدت ماريا كورينا ماتشادو باريسكا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1967 في العاصمة كاراكاس، لعائلة ميسورة الحال وتعد من أبرز العائلات العاملة في قطاع الصلب.

نشأت في بيئة مرفهة أتاحت لها التعليم في مؤسسات خاصة مرموقة، وتخرّجت مهندسة صناعية من جامعة أندريس بيلو الكاثوليكية عام 1989، قبل أن تتخصّص في المالية بمعهد الدراسات العليا.

قبل دخولها المعترك السياسي، بنت ماريا كورينا ماتشادو مسيرة مهنية في مجال الأعمال، إذ أسهمت خلفيتها التقنية وخبرتها في القطاع الخاص في بلورة رؤيتها الليبرالية للاقتصاد ودفاعها عن مبادئ السوق الحرة، التي شكّلت لاحقًا جوهر خطابها السياسي.

الحياة الشخصية والعائلة

تزوّجت ماريا كورينا ماتشادو من رجل الأعمال ريكاردو سوسا برانجر بين عامي 1990 و2001، وأنجبا ثلاثة أبناء: آنا كورينا، ريكاردو، وهينريكه. ومنذ نحو عقد، تربطها علاقة مستقرة بالمحامي جيراردو فرنانديز، إلا أنّها حرصت على إبقاء حياتها الخاصة بعيدة عن الأضواء، مفضّلة التركيز على نشاطها السياسي.

يعيش أبناؤها الثلاثة حاليًا خارج فنزويلا لأسباب أمنية، في انعكاس للتوترات السياسية والمخاطر التي تتعرض لها العائلة نتيجة نشاطها المعارض. ورغم المسافة، تؤكد ماتشادو في تصريحاتها العلنية على متانة الروابط التي تجمعها بأبنائها.

Related من غرفة صغيرة في عمّان إلى منصة نوبل.. عمر ياغي يُتوَّج بجائزة الكيمياء لعام 2025 لجنة نوبل النرويجية تمنح جائزة نوبل للسلام إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماشادومن "اتفاقيات أبراهام" إلى خطة غزة.. هل تكفي مبادرات ترامب لانتزاع جائزة نوبل للسلام؟ البدايات والنشاط المدني

شكّل عام 2002 محطة مفصلية في مسيرة ماريا كورينا ماتشادو، في ظل الأزمة السياسية الحادة التي عاشتها فنزويلا تحت حكم هوغو تشافيز. في تلك الفترة أسست منظمة "سوماتِه" (Súmate)، وهي مبادرة مدنية سرعان ما تحولت إلى فاعل رئيسي في الدفاع عن حق التصويت وتعزيز المشاركة المدنية، خصوصًا في ما يتعلق بالاستفتاء على سحب الثقة.

نظّمت "سوماتِه" حملة لجمع التواقيع تمهيدًا للاستفتاء على سحب الثقة من تشافيز عام 2004، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا ودفعت ماتشادو إلى واجهة المشهد السياسي الوطني. وقد اتهمتها حكومة تشافيز آنذاك بتلقّي تمويل خارجي والتآمر ضد الدولة، وهي اتهامات نفتها باستمرار. تلك التجربة جعلت منها شخصية مثيرة للجدل وبارزة في صفوف المعارضة.

المسيرة البرلمانية

في أيلول/ سبتمبر 2010، انتُخبت ماريا كورينا ماتشادو نائبة في الجمعية الوطنية بعد أن حصدت أعلى عدد من الأصوات بهامش فوز غير مسبوق مقارنة بأي مرشح آخر في تلك الانتخابات. تميّز أداؤها البرلماني بخطابات حادة ومواجهات مباشرة مع ممثلي تشافيز، ما جعلها من بين أبرز رموز المعارضة.

وخلال ولايتها النيابية، دأبت على التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان والفساد المستشري وتراجع المؤسسات الديمقراطية. وقد جعل أسلوبها التصادمي ورفضها لأي شكل من أشكال التفاوض مع الحكومة منها شخصية مختلفة عن قادة المعارضة الأكثر اعتدالًا.

ماريا كورينا ماتشادو تقود تظاهرة في كاراكاس ضد إعادة انتخاب نيكولاس مادورو، في 28 أغسطس 2024. Cristian Hernandez/ AP القيادة المعارضة وحزب "فنتي فنزويلا"

في عام 2013، أسست ماريا كورينا ماتشادو حزب "فينتي فنزويلا" (هيا فنزويلا)، وهو تنظيم سياسي ليبرالي أصبح منصتها الأساسية في العمل السياسي. ومنذ ذلك الحين، عززت حضورها كإحدى أبرز قيادات المعارضة الفنزويلية، خصوصًا في صفوف التيارات الأكثر تشددًا التي ترفض أي حوار مع نظام نيكولاس مادورو.

تستند قيادتها إلى خطاب واضح ومبادئ راسخة تقوم على الدفاع عن الحرية الاقتصادية والسياسية، ورفض مطلق للنموذج الاشتراكي، وهو نهج جعلها تحظى بإعجاب واسع وكذلك انتقادات حادة بسبب صلابتها.

الإقصاء والسباق إلى انتخابات 2024

في عام 2023، أقدم نظام نيكولاس مادورو على إقصاء ماريا كورينا ماتشادو سياسيًا، مانعًا إياها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 2024. ورغم هذا الحظر، حققت فوزًا كاسحًا في الانتخابات التمهيدية للمعارضة، ما رسّخ مكانتها كشخصية محورية في الحركة المناهضة لتشافيز.

وأمام استحالة ترشحها رسميًا، أعلنت دعمها للمرشح إدموندو غونزاليس أوروتيا، محافظة على موقعها كزعيمة معنوية واستراتيجية لحملة المعارضة. وقد عكست قدرتها على حشد ملايين الفنزويليين، في الداخل وفي صفوف الجاليات بالخارج، حجم تأثيرها السياسي الذي يتجاوز حدود المناصب الرسمية.

ماريا كورينا ماتشادو تقود تظاهرة في كاراكاس ضد إعادة انتخاب نيكولاس مادورو، في 28 أغسطس 2024 Cristian Hernandez/ AP شخصية مثيرة للجدل وحائزة على نوبل للسلام

تُعدّ ماريا كورينا ماتشادو من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في فنزويلا. فبالنسبة لمؤيديها، تجسّد رمزًا للمقاومة في وجه الدكتاتورية وقائدة شجاعة مستعدة للتضحية بكل شيء من أجل الديمقراطية، بينما يرى منتقدوها أنها تمثل صوت النخبة الاقتصادية البعيدة عن هموم الشعب، ويتهمونها بتبنّي مواقف سياسية متشددة.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار قدرتها على إبقاء شعلة المعارضة حيّة في أحلك المراحل، وصلابتها في مواجهة الاضطهاد الحكومي. وجاءت جائزة نوبل للسلام لعام 2025 اعترافًا بمسيرتها في النضال السلمي من أجل الديمقراطية وسط ظروف قاسية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب غزة حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فنزويلا سياسة معارضة جوائز جائزة نوبل انتخابات إسرائيل دونالد ترامب غزة حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الاتحاد الأوروبي وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو جائزة نوبل بحث علمي ماریا کورینا ماتشادو جائزة نوبل للسلام نیکولاس مادورو

إقرأ أيضاً:

إيران تعتقل نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام

اعتقلت السلطات الإيرانية يوم الجمعة نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام بحسب مؤيديها.

اعتقال نرجس محمدي

وقالت مؤسسة تحمل اسمها إنها اعتُقلت في مدينة مشهد الإيرانية، على بُعد نحو 680 كيلومترًا (420 ميلًا) شمال شرق العاصمة طهران، أثناء حضورها مراسم تأبين لمحامٍ حقوقي عُثر عليه ميتًا مؤخرًا في ظروف غامضة، بحسب ما أفادت به وكالة أسوشيتد برس الإخبارية الأمريكية.

رحيل صوت الأقصى .. وفاة الشيخ ياسر قليبو إمام المسجد المباركالسفير المصرى فى لندن يقدم أوراق اعتماده لجلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة

ولم يصدر أي تعليق فوري من إيران بشأن اعتقال محمدي، البالغة من العمر 53 عامًا ولم يتضح بعد ما إذا كانت السلطات ستعيدها فورًا إلى السجن لاستكمال مدة عقوبتها.

وقالت أسوشيتد برس إن اعتقال نرجس محمدي قد يؤدي إلى زيادة الضغط من الغرب، في وقت تُشير فيه إيران مرارًا وتكرارًا إلى رغبتها في بدء مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، وهو أمر لم يتحقق بعد.

وصف مؤيدوها يوم الجمعة اعتقالها بعنف في وقت سابق من اليوم على يد قوات الأمن والشرطة. 

وأضافوا أن ناشطين آخرين اعتُقلوا أيضاً خلال مراسم تأبين خسرو علي كردي، المحامي الإيراني البالغ من العمر 46 عاماً والمدافع عن حقوق الإنسان، والذي كان مقيماً في مشهد.

14 شهيدا في 24 ساعة .. العاصفة بغزة تحول مخيمات النازحين إلى مقابر مفتوحةبلدية غزة: الوضع كارثي وتضرر 250 ألف نازح بسبب سقوط الأمطار

وجاء في بيان صادر عن مؤسسة نرجس: "تطالب المؤسسة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين الذين كانوا يحضرون مراسم التأبين لتقديم واجب العزاء والتضامن. ويُعدّ اعتقالهم انتهاكاً خطيراً للحريات الأساسية".

طباعة شارك إيران تعتقل نرجس محمدي جائزة نوبل للسلام اعتقال نرجس محمدي السلطات الإيرانية جائزة نوبل

مقالات مشابهة

  • إيران.. اعتقال الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي
  • إيران تعتقل نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام
  • مؤسستها: السلطات الإيرانية تُلقي القبض على الفائزة بجائزة نوبل للسلام نرجس محمدي
  • جامعة أسيوط تهنئ الدكتورة ياسمين فؤاد لفوزها بجائزة نوبل للاستدامة 2025
  • ترامب يتوعد بضرب شحنات المخدرات البرية من فنزويلا ومادورو يتهم واشنطن بالقرصنة
  • البيت الأبيض: ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام بجدارة
  • هكذا ردت زعيمة المعارضة في فنزويلا على سؤال بشأن تأييد التدخل العسكري الأمريكي
  • حائزة نوبل للسلام.. أول ظهور علني للمعارضة الفنزويلية ماتشادو منذ 11 شهرًا
  • وصول الحائزة على جائزة نوبل للسلام من فنزويلا إلى أوسلو
  • زعيمة المعارضة الفنزويلية تدين إرهاب الدولة في بلادها.. ولجنة نوبل تدعو مادورو للتنحي