حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (62)
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
د. أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الازهري
حوار اليوم:
• تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) في مجال الزراعة
• هل يمكن تصنيع هذه الروبوتات الزراعية في الدول النامية؟
• هات مثال؟ كيف يمكن التغلب على تحدي نقص البنية التحتية؟
• ما هي أنواع الروبوتات الزراعية الأكثر شيوعًا في هذه الأمثلة؟
• هل هناك أمثلة على نجاح تطبيق الزراعة الدقيقة في دول نامية؟
• ما هي أحدث التطورات في مجال الروبوتات الزراعية؟
*******************************
تتنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) في مجال الزراعة وتغطي العديد من الجوانب لتحسين الإنتاجية، وتوفير الموارد، وتعزيز استدامة البيئة.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة تتنوع بشكل كبير، وتشمل العديد من الجوانب الهامة. من أبرز هذه التطبيقات:
1. تحليل البيانات الزراعية: استخدام أدوات تحليل البيانات لتقييم أداء المحاصيل، مما يساعد المزارعين على اتخاذ قرارات مستنيرة حول الزراعة.
2. الزراعة الدقيقة: تطبيق تقنيات مثل الاستشعار عن بُعد والطائرات بدون طيار لجمع البيانات حول التربة والمحاصيل، مما يمكن من تحسين إدارة الموارد.
3. التنبؤ بالطقس: استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الطقس والتنبؤ بالتغيرات المناخية، مما يساعد في التخطيط لمواسم الزراعة.
4. الكشف عن الأمراض والآفات: استخدام تقنيات التعلم الآلي لتحليل الصور واكتشاف الأمراض والآفات في المحاصيل بشكل مبكر.
5. تحسين سلاسل الإمداد: تطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة سلسلة الإمداد لجعلها أكثر كفاءة، مما يقلل الفاقد ويزيد من الربحية.
6. الزراعة العمودية: استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم وإدارة المزارع العمودية، مما يساهم في زيادة الإنتاجية في المساحات الصغيرة.
7. الروبوتات الزراعية: تطوير الروبوتات القادرة على القيام بمهام مثل الزراعة، والحصاد، وزراعة البذور، مما يقلل من الحاجة إلى العمالة البشرية.
8. إدارة المياه: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات استهلاك المياه وتوجيه الري بشكل أكثر كفاءة، مما يوفر الموارد.
هذه التطبيقات تسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية وضمان استدامة البيئة، مما يجعل الزراعة أكثر فعالية ومرونة في مواجهة التحديات العالمية.
ما هي التحديات التي تواجه تطبيق هذه التقنيات في الدول النامية؟
هل يمكنكم شرح بالتفصيل تقنية الزراعة الدقيقة و تطبيقاتها؟
• ما هي أحدث التطورات في مجال الروبوتات الزراعية؟
التحديات التي تواجه تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدول النامية
1. البنية التحتية: نقص في البنية التحتية التكنولوجية، مثل شبكة الإنترنت والكهرباء، مما يعيق تطبيق التقنيات الحديثة بشكل فعال.
2. التكلفة: ارتفاع تكلفة التكنولوجيا، مما يجعلها غير متاحة للعديد من المزارعين الصغار.
3. التعليم والتدريب: نقص في المهارات الفنية والمعرفة الضرورية لاستخدام التقنيات الحديثة، مما يتطلب استثمارات في التدريب والتعليم.
4. منظومة الدعم: غياب الدعم الحكومي أو الشراكات مع الشركات الخاصة لتوفير الأدوات والتقنيات.
5. التقلبات المناخية: التحديات البيئية مثل التغير المناخي، مما يؤثر على فعالية التقنيات الزراعية.
تقنية الزراعة الدقيقة وتطبيقاتها
الزراعة الدقيقة هي نهج زراعي يعتمد على استخدام التكنولوجيا لجمع البيانات وتحليلها لتحسين الإنتاجية والكفاءة. تشمل التطبيقات الرئيسية:
1. الاستشعار عن بُعد: استخدام الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لجمع معلومات حول حالة المحاصيل والتربة، مما يساعد في اتخاذ قرارات زراعية مستنيرة.
2. نظم المعلومات الجغرافية (GIS): تحليل البيانات المكانية لفهم توزيع المحاصيل والتربة، مما يسهل التخطيط الدقيق للزراعة.
3. أنظمة الري الذكية: استخدام أجهزة استشعار لرصد رطوبة التربة وتوجيه الري بناءً على الحاجة الفعلية، مما يوفر المياه.
4. تحليل البيانات: استخدام البيانات الكبيرة لتحليل أنماط النمو والتنبؤ بالعوائد، مما يساعد المزارعين على زيادة الكفاءة.
5. التسميد الدقيق: تطبيق الأسمدة بشكل دقيق بناءً على احتياجات المحاصيل، مما يقلل من الفاقد ويزيد من الإنتاجية.
أحدث التطورات في مجال الروبوتات الزراعية
1. المزارع الذاتية: تطور الروبوتات القادرة على القيام بمهام متعددة مثل الزراعة، الحصاد، والمعالجة بشكل أوتوماتيكي.
2. التقنيات الذكية: دمج الذكاء الاصطناعي في الروبوتات لتحسين القدرة على التعرف على المحاصيل والأمراض والآفات.
3. الروبوتات الصغيرة: تطوير روبوتات صغيرة الحجم تستطيع العمل في المساحات الضيقة، مثل المزارع العمودية.
4. التعاون بين الروبوتات: استخدام نظام الروبوتات المتعددة التي تعمل معاً لتحقيق أهداف زراعية محددة، مما يزيد من الكفاءة.
5. الاستدامة: تركيز الشركات على تطوير روبوتات صديقة للبيئة تستخدم الطاقة المتجددة وتقلل من استخدام المواد الكيميائية.
تساهم هذه التطورات في تحسين الكفاءة الزراعية وتقليل الأثر البيئي، مما يجعل الزراعة أكثر استدامة.
ما هي الشركات الرائدة في مجال الروبوتات الزراعية؟
كيف يمكن تمويل مشاريع الزراعة الدقيقة في الدول النامية؟
• هل هناك أمثلة على نجاح تطبيق الزراعة الدقيقة في دول نامية؟
الشركات الرائدة في مجال الروبوتات الزراعية
1. Blue River Technology: شركة تركز على تطوير تكنولوجيا الروبوتات الزراعية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الزراعة الدقيقة.
2. Harvest CROO Robotics: تعمل على تطوير روبوتات حصاد الفراولة، مما يقلل من الحاجة إلى العمالة البشرية.
3. Agrobot: تقدم روبوتات قادرة على حصاد المحاصيل، مثل الطماطم، بشكل فعال وسريع.
4. FFRobotics: تركز على تطوير الروبوتات لحصاد الفواكه، مثل الحمضيات، باستخدام تقنيات متقدمة.
5. XpertSea: تستخدم التكنولوجيا لتحسين إنتاجية المزارع من خلال استخدام البيانات الضخمة والروبوتات لتحسين إدارة المزارع.
كيفية تمويل مشاريع الزراعة الدقيقة في الدول النامية
1. التمويل الحكومي: تقديم الدعم الحكومي من خلال منح وقروض ميسرة للمزارعين والمشاريع الزراعية.
2. الشراكات مع القطاع الخاص: التعاون مع الشركات الخاصة لتوفير التكنولوجيا والدعم الفني، مما يساعد في تقليل التكاليف.
3. المنظمات غير الحكومية: الحصول على تمويل من المنظمات غير الحكومية التي تدعم مشاريع التنمية الزراعية.
4. التمويل الجماعي: استخدام منصات التمويل الجماعي لجمع الأموال من الأفراد لدعم مشاريع الزراعة الدقيقة.
5. الاستثمار في الابتكار: تشجيع الاستثمارات من قبل المستثمرين المهتمين بالتكنولوجيا الزراعية والمشاريع المستدامة.
أمثلة على نجاح تطبيق الزراعة الدقيقة في دول نامية
1. الهند: تم تطبيق الزراعة الدقيقة في مناطق مثل ولاية أوديشا، حيث استخدمت تقنيات الري الذكي وتحليل البيانات لتحسين إنتاج الأرز.
2. كينيا: استخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بُعد لتحسين إدارة المحاصيل وزيادة الإنتاجية، خاصة في زراعة الشاي.
3. البرازيل: تطبيق تقنيات الزراعة الدقيقة في زراعة القهوة، مما ساعد المزارعين على تحسين العوائد وتقليل الفاقد.
4. مصر: تجربة استخدام نظم الري الذكي في الزراعة الصحراوية لتحسين استخدام المياه وزيادة الإنتاج.
هذه الأمثلة توضح كيف يمكن لتقنيات الزراعة الدقيقة أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تحسين الإنتاجية والاستدامة في الدول النامية.
ما هي التحديات التي تواجه تطبيق الزراعة الدقيقة في الدول النامية؟
هل هناك دراسات حول العائد على الاستثمار في مشاريع الزراعة الدقيقة؟
• ما هي أنواع الروبوتات الزراعية الأكثر شيوعًا في هذه الأمثلة؟
التحديات التي تواجه تطبيق الزراعة الدقيقة في الدول النامية
1. البنية التحتية: نقص في البنية التحتية الأساسية مثل الطرق، وأنظمة الري، والكهرباء، مما يعيق تطبيق التقنيات الحديثة.
2. التكلفة العالية: ارتفاع تكلفة شراء وصيانة التكنولوجيا، مما يجعلها غير متاحة للمزارعين الصغار.
3. نقص المعرفة والتدريب: قلة التدريب والتعليم حول استخدام التكنولوجيا الحديثة، مما يجعل من الصعب على المزارعين الاستفادة منها.
4. التغيرات المناخية: تأثير التغير المناخي على الزراعة، مما قد يقلل من فعالية تقنيات الزراعة الدقيقة.
5. الأسواق الضعيفة: نقص في الوصول إلى الأسواق والتسويق، مما يجعل من الصعب تحقيق العائد على الاستثمار.
دراسات حول العائد على الاستثمار في مشاريع الزراعة الدقيقة
نعم، هناك دراسات تناولت العائد على الاستثمار في مشاريع الزراعة الدقيقة، وتشمل:
1. دراسة في الهند: أظهرت أن استخدام تقنيات الزراعة الدقيقة أدى إلى زيادة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 30%، مع تحسن في العائد الاقتصادي للمزارعين.
2. دراسة في كينيا: أظهرت أن استخدام نظم الري الذكي أدى إلى خفض استهلاك المياه وزيادة الإنتاج، مما ساهم في تحقيق عوائد أفضل للمزارعين.
3. تقرير منظمة الأغذية والزراعة (FAO): يشير إلى أن الزراعة الدقيقة يمكن أن توفر ما يصل إلى 20-30% في استخدام الموارد، مما يعزز العوائد الاقتصادية.
أنواع الروبوتات الزراعية الأكثر شيوعًا في هذه الأمثلة
1. روبوتات الحصاد: مثل Harvest CROO Robotics، التي تُستخدم بشكل متزايد في حصاد الفواكه مثل الفراولة.
2. روبوتات الزراعة: مثل Agrobot، التي تستخدم في زراعة وحصاد المحاصيل في المزارع.
3. روبوتات الرش: تستخدم لتطبيق المبيدات والأسمدة بشكل دقيق، مما يقلل من الفاقد ويزيد من الكفاءة.
4. روبوتات التربة: تستخدم لتحليل التربة وتهيئتها للزراعة، مما يساعد في تحسين الإنتاجية.
5. روبوتات الطائرات بدون طيار: تُستخدم لمراقبة المحاصيل وجمع البيانات، مما يوفر معلومات قيمة لتحسين إدارة الزراعة.
تساهم هذه الروبوتات في تحسين الكفاءة والإنتاجية في الزراعة الدقيقة، مما يساعد المزارعين في الدول النامية على مواجهة التحديات الزراعية.
هل يمكنكم ذكر أمثلة أخرى لدراسات العائد على الاستثمار؟
ما هي التكلفة التقريبية للروبوتات الزراعية المذكورة؟
• كيف يمكن التغلب على تحدي نقص البنية التحتية؟
eأمثلة أخرى لدراسات العائد على الاستثمار
1. دراسة في الولايات المتحدة: أظهرت دراسة أن استخدام الزراعة الدقيقة في زراعة الذرة وفول الصويا أدى إلى زيادة العائد بنسبة 15-20%، مع تخفيض تكاليف المدخلات بنسبة 10%.
2. دراسة في المكسيك: أظهرت أن تطبيق تقنيات الزراعة الدقيقة في زراعة الفواكه مثل الأفوكادو أدى إلى زيادة العائد بمعدل 25%، مع تحسينات كبيرة في جودة المحصول.
3. دراسة في جنوب أفريقيا: تناولت دراسة تأثير الزراعة الدقيقة على زراعة الخضروات، مما أدى إلى زيادة الإنتاج بنسبة 30% مع انخفاض تكاليف الري.
4. دراسة في البرازيل: أظهرت أن استخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بُعد في زراعة القمح أدت إلى تحسين العائد بنسبة تصل إلى 18%، مما ساعد في تحقيق عوائد أفضل.
التكلفة التقريبية للروبوتات الزراعية
1. روبوتات الحصاد: تتراوح تكلفتها بين 100,000 إلى 300,000 دولار، حسب النوع والتقنية.
2. روبوتات الزراعة: تتراوح تكلفتها بين 50,000 إلى 200,000 دولار، وتعتمد على حجم المزرعة والتقنيات المستخدمة.
3. روبوتات الرش: تتراوح التكلفة بين 30,000 إلى 150,000 دولار، حسب السعة والميزات.
4. الطائرات بدون طيار: تكلفتها تبدأ من 1,000 دولار وتصل إلى 20,000 دولار، حسب الميزات والتكنولوجيا المستخدمة.
كيف يمكن التغلب على تحدي نقص البنية التحتية
1. الشراكات مع القطاع الخاص: التعاون مع الشركات الخاصة لتطوير البنية التحتية، مثل إنشاء شبكات الري والطرق.
2. التمويل العالمي: الاستفادة من التمويل الدولي من منظمات مثل البنك الدولي أو المنظمات غير الحكومية لدعم تطوير البنية التحتية.
3. الاستثمار في التكنولوجيا: استخدام تكنولوجيا بسيطة وفعالة مثل الأنظمة الشمسية لتوفير الطاقة، مما يسهل عمليات الزراعة.
4. التدريب والتعليم: تقديم برامج تدريب للمزارعين لتحسين مهاراتهم في استخدام التكنولوجيا المتاحة.
5. المشاريع الجماعية: تشجيع المزارعين على التعاون في إنشاء بنية تحتية مشتركة مثل أنظمة الري، مما يقلل من التكاليف الفردية.
من خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن تحسين البنية التحتية الزراعية في الدول النامية، مما يسهل تطبيق تقنيات الزراعة الدقيقة.
• هل يمكن تصنيع هذه الروبوتات الزراعية في الدول النامية؟ هات مثال؟
إمكانية تصنيع الروبوتات الزراعية في الدول النامية
نعم، يمكن تصنيع الروبوتات الزراعية في الدول النامية، وهناك أمثلة على ذلك. التصنيع المحلي يمكن أن يعزز الاقتصاد ويقلل من الاعتماد على الواردات. إليك مثال يوضح ذلك:
مثال: شركة "Agri-Bot" في الهند
Agri-Bot هي شركة ناشئة في الهند تركز على تصميم وتصنيع الروبوتات الزراعية محليًا. تقوم الشركة بتطوير روبوتات مخصصة لمهام مثل:
• حصاد المحاصيل: الروبوتات مصممة لحصاد الفواكه والخضروات مثل الفراولة والطماطم.
• تحليل التربة: روبوتات قادرة على جمع بيانات حول جودة التربة ومحتوى الرطوبة.
• الرش الذكي: تقديم حلول رش فعالة للحد من استخدام المبيدات.
الفوائد
1. التكلفة: التصنيع المحلي يقلل من تكاليف الاستيراد، مما يجعل الروبوتات أكثر إمكانية للمزارعين المحليين.
2. الملاءمة: يمكن تصميم الروبوتات لتناسب الظروف والتحديات الزراعية المحلية.
3. التوظيف: يساهم في خلق فرص عمل محلية في مجالات الهندسة والتصنيع.
4. الابتكار: يشجع على الابتكار المحلي في تكنولوجيا الزراعة.
التحديات
على الرغم من الفوائد، هناك تحديات مثل:
• نقص التمويل: قد تواجه الشركات الناشئة صعوبة في الحصول على التمويل اللازم للتطوير.
• تكنولوجيا التصنيع: الحاجة إلى الوصول إلى تكنولوجيا التصنيع المتقدمة والمواد الخام.
مع ذلك، فإن التصنيع المحلي للروبوتات الزراعية في الدول النامية يمثل فرصة كبيرة لتعزيز الإنتاجية الزراعية وتحسين الظروف الاقتصادية.
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العائد على الاستثمار الذکاء الاصطناعی فی تحسین الإنتاجیة تحلیل البیانات البنیة التحتیة تطویر روبوتات المزارعین على أدى إلى زیادة الاستثمار فی تطبیق تقنیات مما یساعد فی هذه الأمثلة التطورات فی تحسین إدارة مما یقلل من أن استخدام الزراعیة ا الری الذکی على تطویر بدون طیار أمثلة على کیف یمکن فی زراعة مما یجعل دراسة فی أظهرت أن فی تحسین 000 دولار هل یمکن نقص فی
إقرأ أيضاً:
هل روبوتات الذكاء الاصطناعي أفضل منك؟ اكتشف ما لا تستطيع الروبوتات فعله
أصبحت الروبوتات عند كثيرين العدو الأول للبشر لدرجة أن بعضهم اعتبرها عدوا وجوديا "لا يهدد وظائفنا وحسب بل يهدد حياتنا"، ولأن الإنسان عدو ما يجهل تبقى فكرة روبوتات الذكاء الاصطناعي غامضة ومخيفة والجميع الآن يترقب بحذر إلى أي حد ستصل هذه الآلات التي صنعها الإنسان.
ومن جهة أخرى، يقول كاريم لاخاني أستاذ في كلية هارفارد للأعمال "إن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر لكن البشر الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي سيحلون محل أولئك الذين لا يستخدمونه"، ولأننا في عصر الذكاء الاصطناعي الآن فإن ما يحدث من تسريح عمال نتيجة التطور هو شيء متوقع، لأنه لو عدنا إلى الوراء قليلا سنلاحظ أن هذه ليست المرة الأولى التي تحل فيها الآلات محل البشر.
الآلات تحل محل البشر منذ عقودالروبوتات ليست شيئا جديدا فهي تُستخدم منذ زمن بعيد في تصنيع السيارات والقطع الإلكترونية وغيرها إذ إنها مفيدة في الوظائف الفائقة الدقة التي تصعب على الإنسان، ومن الجدير بالذكر أن الآلات بدأت بتغيير شكل الوظائف منذ القرن العشرين، فعلى سبيل المثال عندما انتشرت الجرارات التي تعمل بالوقود في بدايات القرن الماضي استطاع المزارعون تحسين إنتاجهم واستخدام وقتهم بشكل أكثر كفاءة، وهذا أدى إلى انخفاض كبير في عدد العاملين بالزراعة من حوالي 40% من قوة العمل في عام 1900 إلى أقل من 2% بعد عام 2000.
إعلانوبشكل مشابه، انخفضت نسبة العاملين في قطاع التصنيع من أكثر من 25% في خمسينيات القرن الماضي إلى أقل من 10% اليوم، ويرجع السبب الأساسي في هذا الانخفاض إلى الأتمتة، فقد وجدت دراسة من جامعة بول ستيت أن 87% من الوظائف التي فقدها قطاع التصنيع بين عامي 2000 و2010 كانت بسبب الأتمتة، بينما 13% فقط كانت بسبب العولمة والتجارة.
وبالمقابل، أسهمت الأتمتة في زيادة الإنتاج، فمنذ عام 1990 زاد إنتاج المصانع في أميركا بنسبة 72% تقريبا، في حين انخفض عدد العمال بنسبة 30%، وفي الفترة نفسها زادت إنتاجية العامل الواحد بنسبة 140% مما جعل تكلفة التصنيع أقل والمنتجات الأميركية أكثر تنافسية.
ورغم هذا التقدم فإن نسبة قليلة فقط من المهام في المصانع مؤتمتة بالكامل حتى الآن، ففي عام 2015 كانت الروبوتات تنفذ 10% فقط من أعمال المصانع على مستوى العالم، لكن من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 25% بحلول عام 2025 بسبب انخفاض تكلفة الروبوتات وسهولة برمجتها.
كل أسبوع تقريبا نسمع عن تقارير أو كتب أو آراء تُحذّر من فقدان الوظائف بسبب التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لكن من المهم أن نتذكر أن الروبوتات لا تستطيع القيام بشيء لم نعلّمها إياه، وهذا يعني أن التكنولوجيا لا تستطيع أن تحل محل الإنسان تماما.
ويبقى السؤال: هل فعلا "صعود الروبوتات" سيقضي على وظائف البشر في المستقبل؟ يمكننا إيجاد الإجابة عند الاقتصادي ديفيد أوتور من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "إم آي تي" (MIT) في ورقته البحثية التي صدرت عام 2015 بعنوان "لماذا لا تزال هناك العديد من الوظائف؟"، حيث أشار إلى أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"مفارقة بولاني" التي تقول إننا نحن البشر نعرف أشياء لا نستطيع شرحها بالكلام، وهذه المعرفة الضمنية يصعب على التكنولوجيا تقليدها.
إعلانوقد لاحظ الفيلسوف مايكل بولاني في القرن العشرين أنه لا ينبغي الافتراض أن التكنولوجيا يُمكنها محاكاة وظيفة المعرفة البشرية نفسها، فحتى لو كانت الحواسيب تعرف كل شيء عن السيارة فهذا لا يعني بالضرورة أنها تستطيع قيادتها كما نفعل نحن، ويمكن تصنيف أعمال البشر إلى 10 فئات وهي بالترتيب:
الفئة الأولى: وهي الأكثر بساطة تتمثل في استخدام الجسم لتحريك الأشياء المادية مثل عامل في مستودع يحمل صناديق على الشاحنات. الفئة الثانية: استخدام اليدين والعينين لصناعة منتجات مثل عامل في مصنع يصنع ساعات يدويا أو يُركّب قطعا إلكترونية صغيرة. الفئة الثالثة: تشغيل الآلات بطريقة يدوية –العمل كروبوت بشري – مثل عامل يضع المنتجات داخل آلة التغليف بشكل يدوي لتغليفها آليا. الفئة الرابعة: تشغيل الآلات وتوجيهها، مثل مُشغّل آلة في مصنع يستخدم لوحة تحكم لتحديد سرعة أو اتجاه تشغيل الماكينة. الفئة الخامسة: أداء مهام إدارية مثل المحاسبة. الفئة السادسة: تسهيل الاتصال وتبادل المعلومات مثل موظفي خدمة العملاء. الفئة السابعة: البرمجة حيث يكتب الإنسان البرمجيات ويترجم المهام إلى أكواد برمجية. الفئة الثامنة: تقديم اتصال بشري مباشر مثل الطبيب الذي يحتاج للتواصل مع المريض ومعاينته لتشخيص مرضه بدقة وتقديم المعالجة المناسبة. الفئة التاسعة: الإدارة والإشراف مثل مدير تنفيذي في شركة حيث يكون مسؤولا عن الفئات السابقة. الفئة العاشرة: التفكير النقدي وحل المشكلات حيث يفكر الإنسان بشكل نقدي في المشاكل المعقدة ثم يبتكر اختراعات أو حلولا جديدة لها.وعلى مدار 6 آلاف سنة الماضية، بدأت الأعمال التي تعتمد على استخدام الجسم لنقل الأشياء (الفئة الأولى) تنتقل تدريجيا من البشر إلى الحيوانات ثم لاحقا إلى الآلات، وخلال 300 سنة الأخيرة أصبحت المهام التي تعتمد على استخدام اليدين والعينين لصنع الأشياء (الفئة الثانية) أيضا من اختصاص الآلات.
إعلانوبينما كانت الآلات تتطور، زاد الاعتماد على البشر في المهام من الفئة الثالثة إلى السادسة، وهي المهام التي تُكمّل عمل الآلات وتدعمه، ونتيجة لذلك أصبحت هذه الوظائف أكثر انتشارا وارتفعت الأجور بشكل كبير.
لا تزال الروبوتات رغم تطورها تفتقر إلى الكثير، ومن الأشياء المهمة التي يستحيل أن تكون عليها الروبوتات هي الإنسانية التي من دونها لم يكن هناك أي تقدير للبشر، فهي آلات مسيّرة بما تعلمته كما أنها تفتقد للمشاعر مما يجعلها مؤذية في كثير من المواقف، وسنذكر أهم الأشياء التي لا يمكن للروبوتات فعله ومن ثم فلن تحل محل الإنسان فيه.
الابتكارالروبوتات بارعة في أداء المهام الروتينية، ولكن البشر وحدهم من يستطيعون التفكير خارج الصندوق، فمثلا في المستقبل قد تتمكن الروبوتات من تصميم مخطط منزل عادي أو مبنى سكني، ولكن ابتكار مفهوم جديد للحياة السكنية سيظل بحاجة إلى رؤية ومهارة مهندس معماري، وحتى الآن لم يُخترع بعد الحاسوب القادر على ابتكار حاسوب آخر، فالإبداع سيظل ميزة بشرية لا غنى عنها.
في المستشفى.. إيصال الأخبار السيئة بطريقة إنسانيةتخيل أنك أجريت تصويرا بالرنين المغناطيسي وتنتظر التشخيص، هل تفضل أن يخبرك روبوت بالنتيجة؟ بالتأكيد سيخبرك الخبر السيئ بصراحة من دون مراعاة مشاعرك، ولكن وجود طبيب بشري يعرف كيف يتحدث بوضوح وبأسلوب متعاطف يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في تجربة المريض، فهل نرغب فعلا بأن يتجول الروبوت في المستشفى ليجري العمليات ويعطي المرضى تشخيصهم؟ في المواقف الصعبة لا شيء يمكن أن يعوض العنصر الإنساني.
رعاية الأطفالأهم شيء يحتاجه طفلك هو الحنان، ومن المثير للاهتمام أن هذه المشاعر بالتحديد لا تولد مع الإنسان بل تأتي بعد أن يُرزق بالأولاد والتي تُعرف بمشاعر الأبوة أو الأمومة، والروبوتات عديمة المشاعر فمن الخطر جدا أن تكون مسؤولة عن تربية الأطفال أو توجيههم لأن ذلك سيخلق جيلا منطويا يفتقر إلى الإبداع والشخصية المستقلة.
إعلانيقول نويل شاركي أستاذ الروبوتات والذكاء الاصطناعي في جامعة شيفيلد "إن الروبوتات أدوات فعالة لتعليم الأطفال العلوم والهندسة، لكنها لا تُغني عن القائمين على رعايتهم". وأضاف أن تربية الأطفال لا تعتمد فقط على تعليمهم، بل على فهم مشاعرهم والتعامل مع أحاسيسهم، وهو أمر لا تستطيع الروبوتات القيام به.
أحيانا يكون العمل في خدمة العملاء أشبه بعمل طبيب نفسي، فعندما يتواصل معك العميل بسبب مشكلة فقد لا تكون المشكلة الحقيقية في المنتج أو الخدمة نفسها، بل في ظروف الحياة التي يمر بها. في بعض الأحيان كل ما يحتاجه العميل هو بعض الاهتمام والإنصات وعندما تمنحه ذلك، فأنت تبني علاقة وثيقة معه.
ولا يقتصر الأمر دائما على البيع، على سبيل المثال استغرقت أطول مكالمة في شركة "زابوس" (Zappos) مع أحد عملائها أكثر من 10 ساعات، إذ تدرك الشركة أن دور مركز الاتصال ليس فقط بيع الأحذية، بل أيضا بناء تواصل إنساني حقيقي مع العملاء.
الكوميدياالكوميديا الحقيقية تنبع من المشاعر الإنسانية العميقة مثل الألم والإحراج والتجارب الصعبة في الحياة، وهي أمور لا يمكن تقليدها أو اختلاقها بسهولة، فالإنسان يكتسب حس الفكاهة من خلال ما يمر به من مواقف مؤلمة أو محرجة أو معقدة، ويحوّلها إلى قصص مضحكة تلامس مشاعر الآخرين، ولهذا السبب تظل العروض الكوميدية التي يقدمها البشر زاخرة بالروح والحياة.
وتُعد التعابير الوجهية عنصرا أساسيا في الكوميديا إذ يمتلك الإنسان 43 عضلة في وجهه لإعطاء تعابير الفرح والغضب والحزن وغيرها وهو ما يُعد تجسيده مستحيلا في روبوت آلي، كما أن هذه الآلات تفتقر إلى التجربة الإنسانية، ومن ثم لا يمكنها خلق أو فهم الكوميديا بنفس العمق أو الحس العفوي، فهي لا تشعر بالخجل ولا تعرف الإحباط ولا تمر بمواقف محرجة تجعل الجمهور يتعاطف معها أو يضحك بعفوية.
إعلانهل جربت أن تطلب من "شات جي بي تي" أن يخبرك بنكتة مضحكة؟ لو قمت بتجربة ذلك فسوف تتأكد أن الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات فاشلة في الكوميديا.
بناء الثقةبناء الثقة بين شخصين لا يمكن أن يكون بالطريقة نفسها مع الروبوتات، فالثقة تُبنى من خلال تعامل مستمر وجيد بين الطرفين. الإنسان يملك مبادئ وأخلاقا تؤثر على سلوكه أما الروبوت يتصرف فقط بحسب برمجته، وهناك تفاصيل دقيقة في العلاقات البشرية مثل النوايا والمشاعر والحدس لا يمكن للروبوت أن يفهمها أو يكررها، ولهذا من الصعب أن نثق به كما نثق بشخص آخر، وهناك مقولة تقول "لا يُمكنك الوثوق بشيء لا تستطيع النظر إليه في عينيه"، حيث إن العيون كثيرا ما تكشف حقيقة الشخص الآخر.
اتخاذ القرارات الحاسمةصحيح أن الآلات قادرة على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة تفوق البشر، لكن القرار النهائي حول ما يجب فعله بهذه البيانات يجب أن يتخذه الإنسان.
والسبب هو أن الإنسان لا ينظر فقط إلى الأرقام بل يأخذ في اعتباره تأثير القرار على الناس، مثل الروح المعنوية ومصلحة الفريق والمجتمع ككل، وغالبا ما تكون هذه القرارات معقدة، وحتى لو أظهرت البيانات أن خيارا معينا هو الأفضل، على الإنسان أن يفكر في العواقب الأخرى التي قد لا تظهر في الأرقام مثل تأثيره على الموظفين أو صورة الشركة.