محمد مسعود يكتب: عمار يا مصر
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
الجيش المصرى كان وسيظل رمزًا للشموخ والصلابة والإخلاصأول مجلس نيابى فى العالم العربى ظهر فى مصر قوة ثقافية مؤثرة منحت مصر قيادة القوى الناعمة فى محيطها والعالم بصمات أبنائها واضحة فى بناء حضارة الدول العربية من المحيط إلى الخليج
كتب القلم فى لوح الله المحفوظ، لكل إنسان قدره.. قسم الله رزقه ونصيبه وحياته وموته، وهب ومنع.
مصر التى اختار الله أن يتجلى لأول وآخر مرة فى أرضها الطاهرة على جبل الطور فى سيناء، مصر التى سمع فيها نبى الله موسى عليه السلام صوت مالك الملك، مصر التى حمت العالم من المجاعة وكان نبى الله يوسف عليه السلام وزيرا حاميا على خزائنها وخزائن الأرض فوق ترابها.. مصر التى قال عنها رسول الله: «استوصوا بأهلها خيرا فإنه فيها خير جند الله.. وأن جند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم فى رباط إلى يوم الدين»، مصر التى تزوج منها رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة مارية القبطية وأنجب منها ابنه إبراهيم.
مصر التى تزوج منها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم السيدة هاجر الأميرة المصرية وأنجبت له نبى الله سيدنا إسماعيل عليه السلام أبو العرب، هاجر التى نشأت فى القصور لتعلم كيف تربى سيدنا إسماعيل الذى تخرج من ذريته الأسباط.. هاجر التى طافت بوليدها بين الصفا والمروة سبعة أشواط لتنقذ ابنها من الموت عطشا، قبل أن تنفجر البئر أسفل قدميها.
اختار لنا الله مصر، التى عاش فيها نبيه عيسى عليه السلام وأمه السيدة مريم عليها السلام ما يزيد على أربعة أعوام أثناء هروبهما من الرومان، وعاشا فى بلبيس وفى أسيوط. اختار الله لنا أعظم دولة.. وأعظم حضارة، وكان فضله علينا عظيما.
وكان فضل مصر على العالم عظيما.. صاحبة أياد بيضاء على الجميع، وظلت قوية تهضم الحضارات أو كما شبهها المؤرخ الكبير الدكتور جمال حمدان صاحب كتاب «شخصية مصر»، إن مصر معدة كبيرة، تدخلها كل يوم، ألوان مختلفة ومتعددة من الأطعمة.. وهذه المعدة تفرز «إنزيمات» لتحويل كل ذلك إلى غذاء مصرى.. يتفق مع طبيعة وكيان الإنسان المصرى.
مصر مر عليها الكثير.. وسيمر عليها الكثير لكنها دوما قوية صامدة.. أبية شامخة.. فحقا وصدقا ويقينا يمكننا أن نقولها بأعلى أصواتنا «عمار يا مصر».
لمتابعة سلسلة مقالات «عمار يا مصر»محمد مسعود يكتب: عمار يا مصر
عمار يا مصر | كريم وزيري يكتب: جيشنا شعب.. وشعبنا جيش
أحمد عبد الجليل يكتب: دساتير الوطن العربى أصلها مصرى
إيمان كمال تكتب: القوى الناعمة.. أصالة وتأثير تخطى الحدود
عمار يا مصر | شيماء عبد الغنى تكتب: من المحيط إلى الخليج..بصمات المصريين فى بناء الدول العربية
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجيش المصري تاريخ مصر القيادة الثقافية الحضارة المصرية جبل الطور سيناء تجلى الله خير أجناد الأرض هاجر المصرية حضارة مصر القوى الناعمة تاريخ الأديان الصفا والمروة أم الأنبياء شخصية مصر علیه السلام عمار یا مصر مصر التى
إقرأ أيضاً:
محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
في خطوة مهمة تعكس روح الشفافية والمسؤولية المجتمعية، أطلقت وزارة الثقافة مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" وهي منصة رقمية تتيح للمواطنين توجيه أسئلتهم ومقترحاتهم مباشرة إلى الوزير والحصول على إجابات واضحة في نهاية كل شهر.
قد تبدو الخطوة بسيطة في ظاهرها لكنها في جوهرها تحمل معاني عميقة تتجاوز قطاع الثقافة لتصل إلى جوهر علاقة المواطن بالحكومة .
هذه المبادرة ليست مجرد وسيلة تواصل بل هي ممارسة إدارية حقيقية تعيد تعريف مفهوم الخدمة العامة من كونها علاقة عمودية إلى علاقة أفقية تقوم على الحوار والمساءلة والشفافية.
والمثير للتساؤل هنا: لماذا لا تطبق هذه المبادرة في سائر الوزارات؟
فقد اعتدنا في الإدارات الحكومية سواء وزارات او محليات على نهج أحادي الاتجاه، الوزارة تقرر وتخاطب الجمهور، بينما تبقى أصوات المواطنين وملاحظاتهم وتطلعاتهم في الزاوية. لكن فكرة هذه المنصة تقلب المعادلة. فحين يسأل المواطن ويجاب عليه يشعر أنه شريك لا متلق فقط، وأن صوته ضرورة لاكتمال الخدمة الحكومية .
والأهم أن هذا النوع من التفاعل يخلق سجلا عاما من القضايا المطروحة، ويساعد على رسم خريطة اهتمام الناس وتحديد أولويات السياسات من منظور القاعدة لا القمة.
لكن السؤال .. لماذا وزارة الثقافة تحديدا؟
ربما لأن وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو يدرك أن الثقافة لا تبنى بقرارات فوقية أو فعاليات نخبوية فحسب بل تنمو حين يشعر الناس أنهم جزء من المشهد الثقافي.
والحقيقة أن هذه الرؤية تواكب متطلبات "العدالة الثقافية" التي تقتضي توزيعا عادلا للفرص والموارد والخدمات واستماعا حقيقيا لتجارب المواطنين في المدن والمراكز والنجوع والقرى لا فقط في العواصم.
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال آخر .. ماذا لو طبقت هذه المبادرة في وزارات أخرى؟
تخيل لو طبقت وزارات مثل التعليم والصحة والنقل والزراعة مبادرة مشابهة. ما النتيجة لو استمعت وزارة التربية والتعليم إلى أسئلة أولياء الأمور؟ أو فتحت وزارة النقل باب الحوار بشأن الطرق ووسائل المواصلات العامة؟
سنكون أمام تحول جذري في علاقة المواطن بالدولة، من مواطن يتلقى الخدمة إلى مواطن يشارك في صياغتها ، ومن بيروقراطية منفصلة عن الناس إلى منظومة تصغي وتستجيب وتتطور .
قد يقال إن بعض الوزارات تواجه ملفات أكثر تعقيدا و أن الأمور لا تسمح بمثل هذا الانفتاح. لكن الواقع أن التحدي الحقيقي ليس في التقنيات بل في الإرادة الإدارية. وزارة الثقافة أثبتت أن الإرادة وحدها كفيلة بفتح الأبواب وأن بناء الجسور مع الناس لا يتطلب ميزانيات ضخمة بل نوايا صادقة.
مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" ليست حدثا عابرا بل دعوة لنموذج جديد للإدارة يقوم على المشاركة والشفافية. نتمنى لها النجاح وان تحقق أهدافها نحو التواصل الفعال مع الجمهور .
فمن يريد النجاح يدرك جيدا أن التواصل مع الناس ليس عبئا بل فرصة لتنمية حقيقية وتحسين الخدمة، فالادارة الرشيدة تقاس بقدرتها على الاستماع لا على إصدار البيانات فقط .