عمار بن حميد: «شرطة المستقبل» محطة استراتيجية في صناعة الأجيال
تاريخ النشر: 1st, August 2025 GMT
عجمان (وام)
أخبار ذات صلةشهد سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، أمس، حفل تخريج طلبة برنامج «شرطة المستقبل» في نسخته الـ26 للذكور والثامنة للإناث، في نادي الشرطة بمنطقة الجرف في عجمان.
وأكد سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، أنّ برنامج «شرطة المستقبل» يمثل محطة استراتيجية في صناعة الأجيال القادمة، لِما له من دور فاعل في تنمية الوعي الوطني لدى الناشئة، وإعداد شباب وفتيات يتحلون بالمسؤولية والانتماء قادرين على حماية الوطن وصون أمنه واستقراره.
وأشاد سموه بجهود شرطة عجمان والمنظمين والمدربين، مثنياً على تميز البرنامج التدريبي الشامل، وما يتضمنه من أنشطة تعزز اللياقة البدنية والثقافة الأمنية والوطنية لدى الطلبة، وتسهم في بناء شخصياتهم على أسس قوية من القيم والمعرفة والانضباط.
وبارك سمو ولي عهد عجمان للخريجين إنجازهم المشرف، مشجعاً إياهم على مواصلة الاجتهاد والعطاء، تمهيداً لانضمامهم مستقبلاً إلى صفوف الشرطة والمساهمة في خدمة الوطن وأبنائه.
حضر مراسم حفل تخريج الطلبة، الشيخ راشد بن عمار بن حميد النعيمي، نائب رئيس نادي عجمان الرياضي، والعميد خالد محمد النعيمي، نائب قائد عام شرطة عجمان، وعدد من كبار الضباط ومدراء الإدارات ونوابهم، إلى جانب ذوي الطلبة.
من جهته، أعرب العميد خالد محمد النعيمي، عن بالغ شكره وتقديره لسمو ولي عهد عجمان على دعمه ورعايته للحفل، مؤكداً أن البرنامج يسعى إلى إعداد كوادر مواطنة مؤهلة علمياً وبدنياً، محصنة بالقيم الأخلاقية، والمهارات الأمنية والاجتماعية.
بدأت فعاليات الحفل بعزف النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم مادة فلمية لأبرز الأنشطة والمهارات التي اكتسبها الطلبة خلال الدورة.
وقدم طلبة شرطة المستقبل عروضاً حية في الفنون القتالية والدفاع عن النفس، إلى جانب استعراض عسكري ومهارات ميدانية في استخدام وفك وتركيب السلاح، ومشهد تمثيلي لمكافحة الشغب نال إعجاب الحضور.
وفي ختام الحفل، قام سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، يرافقه العميد خالد محمد النعيمي، بتكريم الطلبة المتميزين في الدورة، وتسلّم سموه هدية تذكارية من نائب قائد عام شرطة عجمان بهذه المناسبة.
كما كرم العميد خالد محمد النعيمي، الشركاء والمدربين والقائمين على البرنامج، تقديراً لإسهاماتهم وجهودهم في إنجاح هذه الدورة المتميزة، متمنياً للجميع دوام التوفيق في تعزيز مسيرة الأمن والأمان.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شرطة المستقبل الإمارات عمار بن حميد عمار بن حميد النعيمي عمار النعيمي ولي عهد عجمان عجمان شرطة عجمان عمار بن حمید النعیمی خالد محمد النعیمی شرطة المستقبل
إقرأ أيضاً:
تعاقب الأجيال
قبل منتصف القرن العشرين، كان مفهوم تعاقب الأجيال بسيطًا ومحدودًا في ثلاث مراحل عمرية رئيسية هي: الطفولة، والشباب، والكهولة. لم يكن الناس بحاجة إلى مزيد من التفاصيل لتوصيف الفوارق بينهم، فالحياة كانت أبطأ إيقاعًا، والقيم أكثر استقرارًا، والتغيرات أقل حدة. ومع تطور العلوم الإنسانية، خصوصًا علم الاجتماع، بدأت تتشكل نظرة جديدة للإنسان داخل مجتمعه، وبرزت الحاجة إلى تصنيفات أدقّ تعكس التحولات الثقافية والاجتماعية والقيمية التي باتت تميز كل جيل عن الآخر.
من هنا وُلدت فكرة تقسيم الأجيال وتسميتها، فظهرت مصطلحات باتت مألوفة اليوم مثل الجيل الصامت (من عشرينيات إلى أربعينيات القرن الماضي)، وجيل الطفرة السكانية في الخمسينيات، ثم جيل إكس في السبعينيات، وجيل الألفية في الثمانينيات، وجيل زد الذي نشأ في بدايات الألفية الجديدة، وهو الجيل الرقمي بامتياز الذي وُلد مع الإنترنت وتكنولوجيا الاتصال، وأخيرًا جيل ألفا، أول جيل يولد كليًا في القرن الحادي والعشرين.
بهذا التدرج والمفهوم الجديد لفكرة التعاقب، لم تعد الأجيال مجرد فترات زمنية، بل أصبحت علامات تعكس ملامح الإنسان في كل مرحلة من مراحل تطوره الاجتماعي والثقافي. ومع ذلك، فإن هذه التسميات رغم انتشارها قد لا تعني الكثير في ظاهرها، وإنما هي رموزٌ تقريبية لفهم اختلاف الأزمان.
ما حثني على البحث في فكرة تعاقب الأجيال، ما قرأته وسمعته خلال الأسبوع الفائت من كثرة الحديث عن «صراع الأجيال أو الفجوة بين الأجيال» والعلاقات المعقدة بين جيل وآخر، مع تركيز لافت على جيل التقنية جيل زد الذي أصبح محور الأحاديث والتحليلات في ميادين السياسة والاقتصاد والصحة وعلم النفس حيث بات يُنظر إلى هذا الجيل بوصفه جيلًا استثنائيًا نشأ في قلب الثورة التقنية، حيث الإنترنت بين يديه منذ الطفولة، والشاشات جزء من تفاصيل حياته اليومية، والمعلومة تصل إليه قبل أن يبحث عنها. غير أن هذه الميزة الرقمية التي ميزت ذلك الجيل جاءت بثمنٍ باهظ؛ فجيل زد، رغم وعيه وسرعته في التعلّم والتكيّف، يُتّهم بالانعزال وضعف التواصل الواقعي، وكثرة التقلّب في المواقف والاهتمامات، والانشغال المفرط بصورته على المنصّات الاجتماعية. وفي بيئة العمل، يُقدَّم على أنه جيل طموح يبحث عن التوازن بين الحياة والمهنة، لكنه لا يحتمل الروتين ولا يؤمن بالولاء المؤسسي الطويل. أما في الأسرة، فهو أقرب للتعبير عن مشاعره لكنه أكثر عرضة للقلق والاكتئاب.
قد أتفق مع كثير من هذا التوصيف النظري لسمات ذلك الجيل وما يُقال عن مميزاته وعيوبه، لكنني أرى الصورة من زاوية مختلفة، أقرب إلى الواقع منها إلى الورق. فأنا لا أكتب عن هذا الجيل بصفتي قارئًا أو محللًا فقط، بل بصفتي أبًا يعيش بينهم ويلاحظهم يومًا بيوم. بعض أبنائي من هذه الفئة، وأزعم بثقة أنني أصبحت خبيرًا بهم من واقع التجربة لا من التنظير. وأقولها عن قناعة: هذا جيل قوي، يمتلك من الوعي والجرأة والقدرة على التعبير ما لم نكن نمتلكه في أعمارهم. جيل منفتح على العالم، لكنه في الوقت ذاته متمسك بالكثير من القيم والمعتقدات التي تمثل جذوره وهويته.
في رأيي، هم جيل أفضل من جيلنا في جوانب كثيرة، وقد يكونون كذلك أفضل حتى من الجيل القادم، جيل ألفا، الذي يبدو أكثر هشاشة أمام الإغراءات الرقمية وسرعة التغيّر في أنماط الحياة. حين أنظر إلى أبنائي أراهم امتدادًا لنا في مرحلة ما، حين كنا نُوصف ببساطة بأننا «جيل الشباب»، قبل أن تُنمط الأجيال وتُختزل في رموز وأحرف. كنا نختلف عن آبائنا في طموحاتنا وأسلوب حياتنا، تمامًا كما يختلف أبناؤنا عنا اليوم. إنها الدورة ذاتها التي تتكرر جيلاً بعد جيل؛ فجوةٌ تتسع وتتبدّل ملامحها، لكنها تظل جزءًا طبيعيًا من حركة الحياة، فجوة لا أظن أنها ستُردم يومًا، لأنها ببساطة ما يجعل لكل جيل صوته وملامحه الخاصة. وربما كان الأجدر بنا أن ننظر إلى تعاقب الأجيال لا بوصفه صراعا أو فجوة، بل كحوار متجدد بين زمنين؛ زمن يسلم خبرته وآماله، وزمن يلتقط الشعلة ليواصل المسير بطريقته الخاصة. فكل جيل يحمل في جوفه ما يميّزه، وما يكمل به من سبقه، وما يمهّد به لمن يأتي بعده.
عبدالله الشعيلي رئيس تحرير جريدة «عُمان أوبزيرفر»