«التنمر يؤدي إلى القتل».. هكذا يمكن أن نصف واقعة طالبة المرحلة الإعدادية في محافظة القليوبية بعد أن دفعت حياتها ثمنًا للتنمر والإيذاء النفسي والجسدي الذي تعرضت له من قبل الطلاب بالمدرسة.

 

طالبة إعدادية ضحية الإيذاء النفسي بالقليوبية

وفي الساعات الأخيرة، لقيت الطالبة بالصف الأول الاعدادي صباح وليد عثمان مصرعها في العبور بالقيلوبية إثر تعرضها للعنف من جانب زميلتها التي دفعتها بقوة لتصطدم رأسها بجسم صلب داخل المدرسة.

وحسب المعاينة الأمنية للواقعة، تبين وفاة الطالبة صباح وليد عثمان بعد أن دفعتها زميلة لها بالمدرسة بقوة ما أدى إلى ارتطام المجني عليها بجسم صلب ما أدى إلى وفاتها في الحال، وتبين أن المجني عليها كانت تعاني بشكل متكرر من التنمر والإيذاء النفسي من زميلتها.

وتحقق نيابة العبور فى حادثة التنمر الذي أسفر عن وفاة الطالبة، وأمرت النيابة بتشريح جثة المجنى عليها لتحديد أسباب الوفاة، كما أمرت بإيداع الطفلة المتهمة أسبوعا داخل إحدى دور الرعاية الاجتماعية على ذمة التحقيقات.

 

«التعليم»: الطالبة مريضة قلب.. والواقعة حدثت خارج المدرسة

ومن ناحيتها قالت مصادر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الطالبة صباح وليد عثمان مريضة قلب، وأن الواقعة حدثت خارج المدرسة.

التنمر في المدارسوالد الطالبة: نجلتي كانت تعانى من التنمر من زميلتها المتهمة

وقال وليد عثمان، والد طالبة المرحلة الإعدادية المجنى عليها إنها كانت تعانى بشكل متكرر من التنمر والإيذاء النفسى من زميلتها المتهمة.

 

استشاري نفسي يكشف أضرار التنمر بين الطلاب

وفي هذا الشأن، قالت الكاتبة واستشاري العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين أن التنمر مشكلة كبرى تعاني منها مختلف المجتمعات في شتى أنحاء العالم، وهو يأتي بصيغ وأشكال متعددة وفي مراحل عمرية مختلفة، ولعل أخطرها هو التنمر في المدارس وأثناء مرحلة الطفولة لما له من أثار صحية عميقة قد تستمر إلى مراحل متقدمة من الحياة.

وأضافت استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، في تصريحات خاصة لـ«الفجر»، أن التنمر بشكل عام هو سلوك عدواني يمارس من قبل طفل على طفل آخر بقصد إيذائه ومضايقته عن قصد، ويحدث بشكل متكرر نظرا لوجود نقص شديد عنده أو هناك تفوق من الاخر، أو أن الآخر يتمتع بقدر من الهدوء والأخلاق وعادةً ما يحدث التنمر بين الاطفال في المدارس، أي أن يقوم أحد الطلاب بممارسة سلوك سيء على طالب آخر، أو حتى من قِبل مجموعة من الطلاب على مجموعة أخرى أضعف منها، بقصد الإيذاء إما جسديًا أو لفظيًا، مما يؤدي إلى توتر وقلق الطفل المتنمر عليه.

وأشارت استشارى العلاقات الأسرية والنفسية إلي أن لهذا السلوك العدائي أضرارًا سلبية على المعتدى عليه، ويجب معالجتها فورًا من قبل الأهل والمدرسة، لأنها وإن لم تُعالج فستؤدي مستقبلًا إلى حدوث أضرار عقلية ونفسية على الشخص الذي تعرّض للتنمر، ويجب التعرف على العلامات التي تدل على تعرض طفلك للتنمر، ومن ثم معالجة مشكلة التنمر بين الاطفال.

وأوضحت عابدين أنها قد تناولت قضية التنمر بكافة أشكاله في كتابها الذى يحمل عنوان «يستاهلوا الدبح» ولفتت إلي أن التنمر كارثة حقيقة تؤدى في أحيان كثيرة إلي التسبب في مقتل أشخاص آخرون.

الكاتبة واستشاري العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدينكيف يواجه الطلاب ظاهرة التنمر في المدارس؟

وعن الطريقة التي يمكن من خلالها مواجهة التنمر، تابعت أن هناك العديد من النصائح الذي لا بد على جميع الطلاب معرفتها من أجل معرفة كيفية التصرف عند التعرض لأي شكل من أشكال التنمر المدرسي وهي:

 التغلب على المتنمر بفهم مشكلة التنمر لا بد على الطالب أن يدرك أن كل عنف يتم ممارسته ضده في المدرسة هو أحد أشكال التنمر وبالتالي عليه أن يدرك أن مشكلة التنمر لا يمكن أن يتم حلها من خلال المواجهة مع المتنمِّر بل من خلال إبلاغ إدارة المدرسة والأخصائي الاجتماعي ليتم تتبع المشكلة ومعالجتها بشكل فوري ثانيا. على كل طالب يتعرض للتنمر بأن يبلغ ولي أمره عند تعرُّضه لأي شكل من أشكال التنمر من قِبَل في المدرسة أو خارجها، وتعد هذه الخطوة مهمة للغاية حتى يقوم ولي الأمر بالتواصل مع كل من إدارة المدرسة والأخصائي الاجتماعي في المدرسة، كما أن الأهل لهم عامل مهم من البداية في مساعدة أبناءهم في تعليمهم تجنب التنمر والثقة في أنفسهم.  على الطالب أن يحرص على إبلاغ الأخصائي الاجتماعي في المدرسة بكافة المضايقات التي يتعرض إليها.  عدم الرد على المتنمِّر بتصرف مشابه وذلك لأن كل تصرف يسبب الأذى لطرف أخر يدخل في نطاق التنمر الذي لا بد على كل طالب تجنب ممارسته لما فيه من آثار سلبية على الصحة النفسية والجسدية ومستوى التحصيل الدراسي للطلاب. 
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التنمر ولید عثمان فی المدرسة

إقرأ أيضاً:

المهدي: الإجازات ضرورة لحماية الإنسان من الاحتراق النفسي «فيديو»

أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن فترات الإجازة ليست مجرد رفاهية أو كسل كما يظن البعض، بل هي ضرورة إنسانية ونفسية وصحية تقي الإنسان من الوقوع في «الاحتراق النفسي»، وهو التعبير العلمي عن حالة الإرهاق الشديد والتبلد وفقدان الشغف التي تصيب الإنسان عندما يستمر في العمل دون توقف.

وأوضح خلال حلقة برنامج «راحة نفسية»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الإنسان كآلة تحتاج إلى صيانة وتوقف منتظم حتى لا تحترق من الداخل، قائلاً: «كل ماكينة بتشتغل على طول تتحرق، والإنسان مش مختلف عنها، الإنسان كمان بيتحرق نفسيًا لما بيشتغل بلا توقف، وده بيخليه يزهق ويمل ويتحول الشغل عنده إلى واجب ممل وعدّاد ساعات بس، بدون روح ولا طاقة».

وسلط الضوء على أهمية الإجازات الأسبوعية والسنوية ونصف السنوية، مضيفًا: «ربنا جعل لنا الليل للسكون والراحة، والجسم بيقوم خلال النوم بعملية صيانة داخلية لكل خلية فيه، وبالتالي لازم ناخد فترات راحة منظمة علشان نرجع نشتغل بطاقة أفضل».

وتوقف عند البُعد الاجتماعي والنفسي للإجازات، مشيرًا إلى أنها لا تقتصر على الراحة فقط، بل تمتد إلى العلاقات الاجتماعية والأسرية، قائلاً: «الأسرة السعيدة تبان من طريقتها في قضاء الإجازة، لو بيحضّروا ليوم الجمعة أو الويك إند، وبيعملوا منه أرشيف سعادة أسبوعي، ده دليل على وعي وتناغم في العلاقة الأسرية».

واستكمل حديثه عن الإجازة الصيفية باعتبارها فرصة لتعافي العلاقات الأسرية، موضحًا: «بعد سنة مليئة بالتوتر بين أولياء الأمور وأبنائهم بسبب ضغط الدراسة.. الإجازة دي فرصة يشوف فيها الأولاد أهاليهم بشكل مختلف، بعيد عن العصبية والزعيق والعقاب».

وتحدث عن أهمية ممارسة الأنشطة التي يحبها الإنسان خلال الإجازة، مشيرًا إلى أن: «في الإجازة بنعمل اللي بنحبه مش اللي مفروض علينا، سواء كانت هواية، لعب، سفر، أو حتى تعلم مهارة جديدة، وكل إنسان محتاج وقت يعيد فيه توازنه النفسي والروحي، وده مش هيحصل إلا لو احترمنا قيمة الإجازة وتعلمنا فن قضاءها».

اقرأ أيضاًموعد المولد النبوي الشريف 2025 والإجازات الرسمية المتبقية خلال العام

أقربها «المولد النبوي الشريف».. تعرف على الإجازات المتبقية في 2025

بعد ثورة 23 يوليو.. تعرف على الإجازات الرسمية المتبقية في 2025

مقالات مشابهة

  • مجزرة الجوع في غزة: أكثر من 700 ضحية في مشهد دموي يهز الضمير الإنساني
  • جامعة فرنسية تثير جدلا جراء إلغاء تسجيل طالبة من غزة .. و وزراء يتدخلون
  • المهدي: الإجازات ضرورة لحماية الإنسان من الاحتراق النفسي «فيديو»
  • ساكاليان لـ سانا: زيارة فريق اللجنة الذي ضم مختصين من مجالات متعددة لمحافظة السويداء شكلت فرصة لفهم الوضع بشكل أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، وذلك بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري
  • بسبب التنمر.. ضبط المتهم بقتل شاب في المطرية
  • بسبب التنمر.. مواطن يقتل آخر بكتر فى المطرية. فيديو
  • عاجل | وزارة التعليم العالي تشرح آلية تصنيف طلبة التوجيهي وفرصهم في القبول الجامعي
  • خلال استقباله السفير الأردني.. رئيس جامعة القاهرة يشيد بعمق العلاقات المصرية الأردنية
  • طالبة سورية تعدل مشروع تخرجها في هولندا لتسهم بإعادة إعمار حي جوبر الذي دمره النظام البائد
  • عاجل | الجزيرة تعرض بعد قليل مشاهد حصلت عليها لكمين خان يونس الذي نفذته كتائب القسام مؤخرا