هيئة المسرح والفنون الأدائية تطلق مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية أمس مهرجان الرياض للمسرح بدورته الثانية، الذي يستمر 12 يوماً حتى 26 ديسمبر الجاري، وذلك في مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمدينة الرياض مكرمًا في دورته الحالية رائد المسرح السعودي المرحوم الأستاذ أحمد السباعي.
وقال الرئيس التنفيذي للهيئة الأستاذ سلطان البازعي: يمثل مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية إنجازًا جديدًا لمسيرة المسرح السعودي، وانطلاقة نحو آفاق مسرحية مشرقة.
وأضاف: يجسد المهرجان قيمنا المشتركة، وأهدافنا السامية في أن يكون مسرحنا السعودي مسرحًا خالدًا، يعكس هويتنا وثقافتنا الممتدة لآلاف السنين، وتنوعنا. وما نحنُ عليه اليوم بدعمكم وتمكينكم ومساندتكم، مؤمنين بدعمٍ ثقافي غير مسبوق من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، على أن نواصل مسيرتنا لتحقيق المزيد من النجاحات التي نفتخر بها جميعًا.
وتابع: نفخر في هذه النسخة بتكريم الرائد المسرحي الأستاذ أحمد السباعي تقديرًا لعطائه الكبير الذي شكّل إرثًا خالدًا لمسرحنا السعودي، كما نفتخر بمشاركة 20 عملاً مسرحيًا في مسارين مختلفين، إضافة إلى 3 ندوات حوارية، و3 ورش عمل، و20 قراءة نقدية، خلال 10 أيام من الإبداع المسرحي الذي نعدكم بأنه سيكون تجربة ثرية واستثنائية.
كما ألقى مدير المهرجان الدكتور راشد الشمراني كلمة، أشار من خلالها إلى أن مهرجان الرياض للمسرح يمثل خطوة نوعية لتعزيز مكانة المسرح في المشهد الثقافي السعودي، وأوضح أن المهرجان يهدف إلى اكتشاف الطاقات الإبداعية ودعمها، إلى جانب تطوير المحتوى المسرحي، وتوسيع قاعدة الجمهور، مشيرًا إلى أن المهرجان يُعزز دور المسرح كمنصة للحوار والتواصل الإنساني، ويسهم في بناء مجتمع واعٍ بفنون الأداء والمسرح.
كما تم تكريم لجنة الفرز والمشاهدة في المهرجان التي ضمت نخبة من الأسماء البارزة، هم: (الأستاذ حمد الرميحي، الأستاذ عبد الناصر الزاير، الأستاذ عبدالله ملك، الدكتور عزيز خيون، الدكتور خالد أمين)، الذين قدموا دعمًا كبيرًا لنجاح هذه الدورة. وأشاد مدير المهرجان بأعضاء اللجنة لما قدموه من جهود استثنائية، أسهمت في الارتقاء بجودة العروض المسرحية.
وتمثل الدورة الثانية للمهرجان امتدادًا للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، مع تطلعات طموحة لتقديم المزيد من الإبداع والتميز في السنوات المقبلة.
ويشهد المهرجان عرض مسرحيات الفرق المتأهلة في مسابقة المهرجان القادمة من 8 مدن، إضافة إلى مجموعة من الفعاليات الثقافية، منها ندوات وقراءات نقدية وورشة عمل. كما يكرم المهرجان ذكرى الأستاذ أحمد السباعي رائد العمل المسرحي السعودي نظيرَ إسهاماته في إدخال المسرح للسعودية وتطوير الفنون في المملكة.
ويقدم المهرجان عروضًا يومية متنوعة، مما يوفر للجمهور تجربة ثقافية غنية تعكس التنوع والإبداع.
ويظل المهرجان شاهدًا على رؤية المملكة 2030 لدعم الفنون والثقافة بوصفها محورًا أساسيًا في التنمية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية مهرجان الریاض للمسرح
إقرأ أيضاً:
محمود عبدالعزيز.. الساحر الذي دفعه النجاح للاعتزال وتغريدة تنبأت بوفاته
#سواليف
في الرابع من يونيو (حزيران) عام 1946، ولِد #محمود_عبدالعزيز في مدينة #الإسكندرية، التي لطالما احتضنته طويلاً، حيث ظل متمسكاً بها حتى النهاية، بعد أن أمتع جمهوره بآلاف الوجوه التمثيلية على الشاشة.
نشأ الساحر في #حي_الورديان_الشعبي، وعشق الفن مبكراً، فحمل معه روح البحر وحكايات المدينة القديمة، لتصبح لاحقاً مصدر إلهامه في تقديم شخصيات صادقة وأعمال خالدة.
البدايات تنبئ بالموهبة
التحق محمود عبدالعزيز بكلية الزراعة في جامعة الإسكندرية، وهناك بدأت ملامح الموهبة تتضح عبر مشاركته في العروض المسرحية الجامعية.
بينما كانت بدايته الحقيقية على الشاشة من خلال مسلسل “الدوامة” مطلع السبعينيات، إذ وقف أمام نجوم كبار مثل محمود ياسين ونيللي، ليخطو أول خطوة في مسيرة فنية استثنائية.
وجاءت أول أدواره السينمائية في فيلم “الحفيد” عام 1974، حيث لفت الأنظار بأدائه البسيط والمميز، بعدها بعام واحد، منحه فيلم “حتى آخر العمر” فرصة البطولة المطلقة، ليثبت قدرته على حمل العمل السينمائي بمفرده، ويبدأ رحلة طويلة من التألق والنجومية.
نجاح دفعه للتفكير في الاعتزال
جسد محمود عبدالعزيز شخصية “رأفت الهجان” في المسلسل الذي حمل الاسم نفسه، عن حياة شخصية حقيقية من ملفات المخابرات العامة المصرية.
رغم النجاح الساحق الذي حققه “رأفت الهجان”، إلا أنه دفعه في البداية للتفكير في الاعتزال النهائي، وقال إنه شعر بأنه لم يعد هناك ما يمكن تقديمه، ولكن حب الناس والإصرار على عودته، دفعاه لتغيير دفته مرة أخرى نحو بحر الإبداع.
أدوار متجددة وتكريم مستحق
على مدار مشواره، قدم عبدالعزيز أكثر من 80 فيلماً سينمائياً، مزج خلالها بين الرومانسية والكوميديا والدراما الاجتماعية، ولامس قلوب الجماهير بأعمال مثل “العار”، “الكيف”، “العذراء والشعر الأبيض”، و”إعدام ميت”، استطاع أن يُجدد نفسه باستمرار، متنقلًا بين الشخصيات والأدوار دون أن يفقد بريقه.
وفي عام 1987، جاء فيلم “البريء” ليكشف جانباً مختلفاً من موهبة عبدالعزيز، إذ لعب دور المجند الذي يكتشف الحقائق المرة عن القمع والظلم، هذا الفيلم، الذي أثار جدلًا واسعاً وقت عرضه، رسخ صورة عبدالعزيز كفنان يجرؤ على مناقشة القضايا الإنسانية والاجتماعية بعمق وصدق.
ونال محمود عبدالعزيز العديد من الجوائز من مهرجانات عربية ودولية مرموقة، أبرزها: جائزة أحسن ممثل من مهرجان دمشق السينمائي الدولي عن أفلام “الكيت كات” و”القبطان” و”الساحر”.
إلى جانب جائزة أحسن ممثل عن “سوق المتعة” من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة أحسن ممثل من مهرجان الإسكندرية السينمائي عن “الكيت كات”.
تغريدة تنبأت بوفاته
مسلسل “رأس الغول” كان العمل الأخير، الذي اختتم به محمود عبدالعزيز مسيرته الفنية، ولكن اللافت والغريب في هذه القصة أنه شارك تغريدة في سلسلة تغريداته الأخيرة عبر حسابه على “إكس” وُصفت بأنها نبوءة وفاته.
وكان محمود عبدالعزيز قد كتب في تغريدته: “رأس الغول آخر مسلسل لي”، لتتداول الأخبار على الفور بأن الساحر قرر الاعتزال، ولكنه رد نافياً الأمر وقال إنه خطأ لغوي، فاستخدم “آخر” بدلاً من “أحدث”، إلا أن القدر صدّق على نبوءة تغريدته، وكان بالفعل آخر أعماله.
صعوبات قابلت الساحر
ورغم النجاحات الكبيرة، لم تخلُ حياة عبدالعزيز من الصعوبات؛ إذ مرّ بمرحلة من التراجع الجماهيري، خصوصاً بعد مشاركته في بعض الأعمال التي لم تحقق النجاح المتوقع، الأمر الذي أثر على حالته النفسية مؤقتًا، لكنه تجاوز هذه المحنة وواصل طريقه بعزيمة لا تلين.
وفي سنواته الأخيرة، واجه عبدالعزيز مرض السرطان بشجاعة لافتة، بدأ الأمر بآلام في الأسنان، ليتبين لاحقاً أن المرض قد انتشر في أكثر من موضع، ولكنه ظل يقاوم حتى آخر لحظة، محتفظاً بابتسامته وروحه المرحة رغم المعاناة، رحل في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، تاركاً إرثاً فنياً خالداً.