شبكة انباء العراق:
2025-05-27@22:29:23 GMT

الحلقة الاولى من كتاب ( عدسات على الطريق)

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

تجاوزت الساعة حدودها المقررة ، والشمس على عجل تجري نحو الغروب . الباص لم يصل بعد ، والمحطة بدأت تختنق بزحام مختلف شرائح أبناء الشعب ممن تجمعهم الضرورة كل يوم تقريبا حتى تآلفت وجوه بعضهم . وفيما تغلغل اليأس بقلوب المتجمعين ، تصاعدت وتيرة الهمس والشك والتسائل ،حتى سادت الفوضى وتفجر الموقف ، سباباً وتهكماً داخلياً مع إفرازات مشوبة بأنواع الغضب النفسي ،الذي لاتسمح الظروف العامة باطلاق آهاته صراحة .

في هذه الأثناء وصلت سيارة صغيرة من نوع قديم وبدن متآكل وشكل هرم تتصاعد من فتحاته المتعددة أعمدة الدخان وتسيل منها بقع الزيت ، دالة على عمرها الطويل في الخدمة .. ترجل منها رجل عجوز تجاوز سن التقاعد ، يرتدي بدلة عمل قذرة جداً وعلى رأسه قبعة ، يتصبب منه العرق ، ويحمل بيديه قلماً ودفتراً، وتتصاعد من فمه كتل دخان السكائر ،كانها كورة قير محترق ،لاتفرق بينه وبين سيارته ولاتعلم أيهما أقدم خدمة في مصلحة نقل الركاب. ما أن لحظوه ، حتى هرولوا نحوه وأحاطوه ثم أغروقوه بكم هائل من الاسئلة المتشنجة والمتوترة .كما حاول البعض أن يصب جام غضبه عليه ،عادين إياه رمزاً وظيفياً بسيطاً يمكن ملاسنته بقوة وبصورة أخف خطراً من بقية المسؤولين .
ــ أين حافلات نقل الركاب ؟ومن المسؤول عن تأخرها ؟
ــ إنكم تتلاعبون بسير الخطوط لمصلحتكم الخاصة ومنافعكم الشخصية !
ــ سنبلغ عنكم أعلى السلطات !
ــ إحترموا الناس ، يا أخي ، فلنا عوائل وقد أقلقوا علينا الآن !
ــ حركوا أنفسكم ، إنشغلوا قليلاً بخدمة المواطن ، أين اجراءاتكم التي تدعون !؟والكثير من هذه الاسئلة التي لايخلو بعضها من الخشونة الواضحة والاساءة المتعمدة .
بعدما ضاق الرجل بهم ذرعاً ، رمى بنفسه ، خارج حدود الجمهرة .ونادى بأعلى صوته : ياسادة إرحموني وآرحمو انفسكم ! إنني أقدر معاناتكم ،وآعلموا أن ماحصل ، لم يكن في الحسبان ، وخارج نطاق السيطرة ، وانتم تعلمون ، بأن على هذا الخط تعمل حافلتان فقط – بسبب الحصار الظالم – ويقودها أمهر وأخلص سواقنا العاملين بجد واخلاص بلا كلل أو ملل ، إلا أن احداهن تعرضت لحادث سير مفاجيء مما اضطرنا إدخال الحافلة الى ورشة التصليح ، اما الاخرى ، فقد كلفت من قبل الجهات العاليا بواجب رسمي ، مدة يوم واحد فقط ،وسنتجاوز ماحصل ، بأسرع وقت ، وقد جئتكم معبراً عن أسفي وأسف السادة المسؤولين ، فتدبروا أمركم هذا اليوم .
بعد طول انتظار ، والصبر على ما لايطيقون ، أُبلغوا، بما لايسر ، وبدأوا ينسلون من المحطة تباعا ، وهم ينظرون اليه شزراً ، كما تمتم بعضهم بكلمات غير مفهومة ، إلا إنها بكل تاكيد غير مستحسنة ، إذ انهم ، لم يقتنعوا ، بهذه التبريرات التي سمعوها وسمعوها مراراًرمن قبل . فتحرك الجمع الغاضب وتفرق الحشد المتشنج ، كل بطريقته الخاصة ، البعض استأجر باص اجرة خاص ، وآخرون بحثوا عن خط قريب من مناطقهم ، فيما آنصرف الاخرون لجهات مختلفة ، حتى بدت المحطة بعد قليل ، خالية شبه مهجورة ، وبدأ الظلام يغزوها رويداً رويدا .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

محمد عبدالرحمن ضيف الحلقة الثانية من برنامج “فضفضت أوي" مع معتز التوني

كشفت منصة "واتش ات" عن ضيف الحلقة الجديدة من برنامج "فضفت أوي"، الذي يقدمه المخرج معتز التوني، وذلك من خلال منشور لها عبر صفحتها الرسمية على موقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام".

ونشرت صورة للفنان محمد عبدالرحمن ومعتز التوني، معلقة: "جرعة جديدة من الفضفضة مع محمد عبدالرحمن ومعتز التوني".

 

تفاصيل برنامج "فضفضت أوي"

 

 

البرنامج من تقديم المخرج معتز التوني الذى يخوض به تجربة البرامج التليفزيونية لأول مرة، ويستضيف خلاله عددا من أبرز النجوم، منهم منة شلبي، محمد رضوان، محمد ثروت، هشام ماجد، عمرو يوسف، ماجد الكدواني، بيومي فؤاد، والنقيب أشرف زكي، محمد القس، إلى جانب عدد آخر من الفنانين.

مقالات مشابهة

  • حادث تصادم أعلى جسر المحطة يسبب اصطدام مركبة بعمود كهرباء
  • محمد عبدالرحمن ضيف الحلقة الثانية من برنامج “فضفضت أوي" مع معتز التوني
  • موعد وقنوات عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة الـ 193
  • ماكرون يتلقى صفعة من زوجته أمام عدسات الكاميرات
  • البحيرة: تطوير ميدان العزيز عثمان بمدينة دمنهور
  • فضيحة على متن طائرة الرئيس الفرنسي .. ماكرون يتلقى صفعة من زوجته أمام عدسات الكاميرات - فيديو
  • الفيصل الزبير يشارك في المحطة الثانية لسباقات التحمل بإيطاليا
  • للمرة الاولى : شغور قرابة 4 الاف مقعد من حصة اليمن للحج هذا العام
  • مناقشة كتاب «الشيخان» لطه حسين بدار الكتب في طنطا
  • تطوير عدسات لاصقة تسمح برؤية الأشعة فوق الحمراء