سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الجمعة، الضوء على الذكرى العاشرة لمذبحة رابعة العدوية في مصر، التي جرت في مثل هذا الأسبوع من عام 2013، بعد وقت قصير من استيلاء وزير الدفاع آنذاك، عبدالفتاح السيسي، على السلطة في انقلاب عسكري، واصفة إياها بأنها "نموذج لحملة القمع" المتواصل في مصر دون محاسبة للمجرمين.

وذكرت الصحيفة البريطانية، في افتتاحية ترجمها "الخليج الجديد"، أن السيسي أمر الشرطة والجيش بقمع المتظاهرين السلميين في وسط القاهرة، ليتم قتل 817 شخصاً على الأقل في مذبحة رابعة، وهو ما لم يكن فقط نهاية الأمل لدى أنصار حكومة الإخوان المسلمين المطاح بها، بل ضربة للربيع العربي، الذي ما لبث أن أصيب في مقتل.

وأضافت أن المذبحة بدأت عهدا جديدا من القمع، أثبت خلاله السيسي أنه أقل رحمة من سلفه، حسني مبارك، مضيفة: "تزداد أهمية تذكر الضحايا الذين قضوا نحبهم عندما لا تلوح في الأفق إمكانية محاسبة المسؤولين عن المجزرة".

 ومع أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" تعتقد أن عمليات القتل الوحشية يحتمل أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، إلا أن عضواً واحداً من قوات الأمن لم يجلب إلى المحاكمة عليها.

وخلال العقد الماضي، زج نظام السيسي بعشرات الآلاف من النشطاء السياسيين في السجون، وارتفعت أعداد الذين نفذت فيهم أحكام الإعدام بشكل حاد، كما قتل العشرات من "الإرهابيين" المزعومين فيما تصفه السلطات تبادل لإطلاق النار، ولكن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان تعتقد بأن ذلك لا يعدو كونه إعدامات خارج نطاق القانون.

ولفظ الرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر، محمد مرسي، أنفاسه داخل المحكمة بعد سنين قضاها وهو يعاني من الإهمال الطبي داخل محبسه.

ووصفت الافتتاحية الحالة المصرية بأنها أسوأ أزمة حقوق إنسان في تاريخ البلد الشمال أفريقي، و"إن كانت كلمة أزمة لا تكفي لوصف جسامة الوضع، لأنها توحي بحال مؤقت بينما يربض على صدر مصر اليوم نظام قمعي حصين".

 لقد كتم الجنرال السيسي المنصات الإخبارية المستقلة، وهاجم المجتمع المدني، وعمل كل ما في وسعه لقطع الطريق على كل من لديه أي المصداقية من الراغبين في الترشح للرئاسة، وحال بينهم وبين دخول حلبة المنافسة.

وتوقعت الصحيفة البريطانية مزيدا من حملات القمع في عام 2024، مشيرة إلى أن السيسي روج لنفسه في الداخل والخارج باعتباره سداً منيعاً في وجه التطرف الإسلامي، وباعتباره الجالب للأمن والازدهار، إلا أن السلطات لم تدخر وسعاً في تحويل المدارس إلى قواعد عسكرية بينما تمضي قدماً في تكثيف الهجوم على المتشددين في شمال سيناء، وفي هذه الأثناء تزداد الأوضاع الاقتصادية دماراً.

اقرأ أيضاً

ديفيد هيرست: مصر غارقة في "لعنة رابعة".. ولا أفق لتعافيها

وتشير الافتتاحية إلى أن السيسي ضمن لنفسه السلطة من خلال التوسيع الضخم للاقتصاد العسكري، ما فرض على كثير من رجال الأعمال في القطاع الخاص الخروج من السوق، فضلا عن إهدار عشرات المليارات من الدولارات على العاصمة الإدارية الجديدة في الصحراء، ومراكمة مستويات مرتفعة من الديون.

ولعبت جائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا دورا في مفاقمة الأوضاع الاقتصادية لمصر، ولكن حتى حين وقع هذان الحدثان كان ما يقرب من 60% من المصريين يعيشون قريباً من خط الفقر أو دونه.

وبعدما صب مساندو السيسي في الخليج عشرات المليارات من الدولارات من أجل ضمان استقرار حكمه، يطالبونه الآن بمقابل للدعم، أما زعماء أوروبا فلازالوا مذعنين، وتسعى بريطانيا بالذات نحو تعزيز العلاقات التجارية مع مصر، بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

ووصفت "الجارديان" تردد بريطانيا في إثارة قضية الناشط المصري البريطاني، علاء عبد الفتاح، بشكل جاد، بأنه "مذهل ومخجل"، مشيرة إلى أنه "ينتظر أن تتواصل معه القنصلية البريطانية". 

وفي مؤتمر المناخ "كوب 27"، الذي عقد في القاهرة العام الماضي، حصل رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، على فرصة لالتقاط الصور التذكارية، بينما كان عبدالفتاح يوشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب إضرابه عن الطعام.

ودعت الصحيفة البريطانية رئيس الوزراء إلى أن يصدح بالحق، مؤكدة أنه "بعد 10 سنين على مذبحة رابعة، لا يوجد من الأسباب ما يكفي لتقبل سجل السيسي الصادم".

اقرأ أيضاً

"المصرية للحقوق الشخصية" تكشف المحجوب من التقرير الرسمي لمجزرة رابعة

المصدر | الجارديان/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: رابعة الانقلاب مصر عبدالفتاح السيسي الإخوان المسلمين إلى أن

إقرأ أيضاً:

نحو ولاية رابعة… رئيس ساحل العاج الحسن واتارا يعلن ترشّحه للانتخابات الرئاسية في أكتوبر/ تشرين الأول

أعلن رئيس ساحل العاج الحسن واتارا، الثلاثاء، ترشحه لولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. الخطوة المثيرة للجدل تأتي بعدما أُعيد انتخاب واتارا، البالغ من العمر 83 عامًا، لولاية ثالثة متنازع عليها في عام 2020، رغم أنه كان قد صرّح سابقًا برغبته في التنحي. اعلان

ومع ذلك، أظهر واتارا تغيّراً في رأيه بشأن الترشح لولاية جديدة، حيث أشار في يناير/ كانون الثاني إلى رغبته في الاستمرار في منصب الرئيس.

وقال واتارا، الذي انتُخب رئيسًا لأول مرة في أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم عام 2010، في رسالة فيديو على حسابه على موقع "إكس" (تويتر سابقاً): "دستور بلادنا يسمح لي بالترشح لولاية أخرى، وصحتي تسمح بذلك".

وأضاف: "أترشح لأن بلادنا تواجه تحديات أمنية واقتصادية ومالية غير مسبوقة تتطلب خبرة في التعامل معها".

مبررًا قراره التراجع عن وعده السابق بعدم الترشح لولاية أخرى، قال واتارا: "الواجب أحيانًا يتجاوز الوعد الذي قُطع بحسن نية".

وتابع: "لهذا السبب، وبعد دراسة متأنية، وبكامل وعيي، أعلن اليوم أنني قررت الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2025".

المرشح الأوفر حظاً

قرار رئيس ساحل العاج، الحسن واتارا، بالترشح لولاية جديدة في أكتوبر يعني أن أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم ستضطر مجددًا إلى انتظار وعده بتسليم زمام الأمور لجيل جديد من القادة السياسيين.

لكن المصرفي الدولي السابق، البالغ من العمر 83 عامًا، يأمل أن يدفعه اقتصاد قوي وتنافس ضعيف إلى ولاية رابعة، مما يُطيل فترة الاستقرار النسبي بعد الحرب الأهلية التي أوصلته إلى السلطة عام 2011.

أعلن واتارا ترشحه يوم الثلاثاء، مؤكدًا أن صحته لا تُشكل مشكلة. ومع استبعاد أبرز سياسيي المعارضة في البلاد من الترشح، يُصبح واتارا المرشح الأوفر حظًا.

خياراته الاقتصادية تدعمه

واتارا، الخبير الاقتصادي الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، والذي تشمل سيرته الذاتية توليه مناصب محافظ البنك المركزي لغرب أفريقيا ونائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، لطالما صوّر نفسه كخبير تكنوقراطي بارع قادر على تحقيق نمو مُطرد.

الأرقام تُؤكد صحة كلامه، إذ يتوقع صندوق النقد الدولي ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى 6.3% هذا العام، بما يتماشى مع المتوسط على مدى العقد الماضي.

كما أثبت كفاءته السياسية، حيث أبرم صفقاتٍ سهلت مساعي إعادة انتخابه السابقتين، وتجنبت تكرار أعمال العنف واسعة النطاق التي أعقبت فوزه في الانتخابات على سلفه لوران غباغبو أواخر عام 2010.

Related ساحل العاج تستعيد السيطرة على آخر القواعد الفرنسية في البلادالحسن واتارا يفوز بولاية رئاسية ثانية في ساحل العاجحوار حصري - المتحدث باسم رئيس ساحل العاج المنتخب الحسن واتارا: "نأمل ألا تخلق الأزمة انقسامات مصطنعة"

العنف السياسي رافق مسيرته

أدى رفض غباغبو قبول الهزيمة في تلك الانتخابات إلى حرب أهلية قصيرة أودت بحياة أكثر من 3000 شخص، وانتهت فقط باعتقاله في مخبأ بمقر إقامته في أبيدجان.

وُلد واتارا في ديمبوكرو بوسط ساحل العاج في الأول من يناير/ كانون الثاني عام 1942 وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا.

اكتسب سمعة طيبة بفضل إدارته الاقتصادية الكفؤة كرئيس للوزراء في عهد الرئيس المؤسس فيليكس هوفويه بوانيي، الذي تذكر فترة حكمه بعقود من الازدهار الزراعي القائم على الصادرات، والذي ساهم في بناء شوارع زاخرة بأشجار النخيل وناطحات سحاب.

أدت وفاة هوفويه بوانيي عام 1993 إلى جانب التحديات الاقتصادية المتعلقة بالتعديل الهيكلي وانخفاض قيمة العملة الإقليمية، إلى فترة أكثر اضطرابًا في السياسة الإيفوارية.

بعد انقلاب عام 1999 استُبعد واتارا من الترشح للرئاسة في العام التالي بحجة أن أحد والديه من بوركينا فاسو. ووصف غباغبو، الذي فاز في تلك الانتخابات، واتارا بأنه "مرشح للأجانب".

أدى تمرد عام 2002 ضد غباغبو إلى تقسيم البلاد إلى قسمين، تاركًا نصفها الشمالي في أيدي المتمردين، وكثير منهم من جماعة ديولا العرقية التي ينتمي إليها واتارا.

كانت الحرب إلى حد كبير نتيجة لسياسات معادية للأجانب اتبعتها الحكومات الإيفوارية المتعاقبة ضد المزارعين المهاجرين من بوركينا فاسو ومالي، والتي استهدفت أيضًا سكان شمال كوت ديفوار الذين تربطهم بهم روابط ثقافية.

واتارا رئيساً للجمهورية

في انتخابات عام 2010، شكل واتارا اتفاقًا مع الرئيس السابق هنري كونان بيدييه، مما ساعده على ضمان فوزه في جولة الإعادة ضد غباغبو.

بعد خمس سنوات، وبينما كان غباغبو ينتظر المحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أعاد واتارا تأكيد تحالفه مع بيدييه، وفتح علامة تبويب جديدة، وفاز بسهولة بإعادة انتخابه بنسبة 83% من الأصوات.

في عام 2020، تعهد واتارا في البداية بعدم الترشح مرة أخرى، لكنه تراجع عن ذلك بعد وفاة خليفته المفضل، رئيس الوزراء آنذاك أمادو غون كوليبالي، بعد عدة أشهر.

جادل واتارا بأن الدستور الجديد الذي أُقرّ عام 2016 أعاد تحديد مدة ولايته الثانية، على الرغم من معارضة خصومه ومقاطعتهم.

وأفاد مسؤولون لاحقًا بأن اشتباكات بين المؤيدين المتنافسين قبل وبعد انتخابات 2020 أسفرت عن مقتل 85 شخصًا.

شهدت فترة حكمه للبلاد انسحاب القوات الفرنسية مطلع عام 2025.

هذه المرة، استُبعد أبرز مرشحي المعارضة. فقد قررت اللجنة المستقلة للانتخابات استبعاد رئيس الحزب الديمقراطي تيجان تيام من القائمة الانتخابية، بسبب جنسيته الفرنسية، كما حظرت على الرئيس السابق لوران غباغبو المشاركة لاتهامه بقضايا فساد واحتيال على البنك المركزي لدول غرب أفريقيا.

وقال واتارا إن "نجاحه في إحلال السلام بعد عقد من الأزمة لا يزال قائمًا. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به فيما يتعلق بتوزيع الثروة للحد من التفاوتات الاجتماعية".

وتحظى الانتخابات المقبلة بدعم إفريقي، حيث أعلن الاتحاد الأفريقي استعداده لمساعدة كوت ديفوار، في تسيير الانتخابات الرئاسية المقرّرة في أكتوبر/تشرين الأول القادم.

وكان الاتحاد قد أرسل في الأيام الماضية بعثة إلى العاصمة أبيدجان، برئاسة وزير خارجية تشاد السابق صالح النظيف، وتم استقبالها من طرف الرئيس الحسن واتارا، كما أجرت لقاءات بالأطراف الفاعلة في المشهد السياسي، مثل الرئيس السابق لوارن غباغبو.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الهلال يستعد لعهد جديد بعد «الفهدين»
  • الرئيس الإيفواري يعلن ترشحه لولاية رابعة وسط غياب أبرز المعارضين
  • مصر تضخ قافلة رابعة من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح
  • سوريا... دخول قافلة مساعدات رابعة إلى السويداء
  • نحو ولاية رابعة… رئيس ساحل العاج الحسن واتارا يعلن ترشّحه للانتخابات الرئاسية في أكتوبر/ تشرين الأول
  • رئيس ساحل العاج يترشح لولاية رابعة
  • هدوء حذر في السويداء.. وقافلة مساعدات رابعة تدخل عن طريق بصرى الشام
  • الأمم المتحدة: انتشار المجاعة في غزة.. ولابد من استجابة واسعة النطاق - عاجل
  • مجلة البريطانية : مراكز المساعدات في غزة تحوّلت إلى ساحات قتل
  • عاجل: رئيس وزراء فلسطين: غزة تشهد أكبر مذبحة في التاريخ.. ونثمن دور المملكة