توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، بإلحاق مزيد من "الدمار" بأوكرانيا عقب هجوم بطائرات مسيّرة طال برجا سكنيا شاهقا بمدينة قازان الواقعة على بُعد نحو ألف كيلومتر من الحدود الروسية الأوكرانية.

يأتي ذلك في أعقاب إعلان الجيش الأوكراني أن دفاعاته الجوية تمكنت من إسقاط 52 طائرة مسيّرة من أصل 103 أطلقتها روسيا الليلة الماضية، وتسببت في أضرار بمنشآت ومبان سكنية بمناطق خيرسون وميكولايف وتشرنيهو وسومي وزهيتومير والعاصمة كييف.

وأضاف الجيش -عبر تطبيق تليغرام- أنه فقد أثر 44 طائرة مسيّرة وأن طائرة واحدة غادرت المجال الجوي الأوكراني إلى روسيا البيضاء، فيما ضرب حطام إحدى المسيّرات التي جرى إسقاطها سطح مبنى متعدد الطوابق في كييف مما تسبب في اندلاع حريق.

وقال بوتين -في كلمة متلفزة- "أيا كان ومهما حاولوا التدمير، سيواجهون دمارا مضاعفا، وسيندمون على ما يحاولون القيام به في بلادنا".

هجمات جوية

واتهمت موسكو كييف بالوقوف خلف هجوم السبت الذي أصاب مبنى شاهقا في قازان. وأظهرت لقطات فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، مسيّرة واحدة على الأقل ترتطم بالمبنى الزجاجي الفخم، ما تسبب باندلاع كرة لهب ضخمة، دون أن تعلن السلطات عن سقوط ضحايا.

إعلان

وتعد الضربة على قازان الأحدث في سلسلة من الهجمات الجوية المتصاعدة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي تقترب من إتمام عامها الثالث.

وسبق لبوتين أن توعّد باستهداف العاصمة الأوكرانية بصواريخ فرط صوتية ردا على الهجمات التي تستهدف بلاده.

وتأتي تهديدات بوتين بينما أعلنت روسيا سيطرتها على قريتين جديدتين في شرق أوكرانيا حيث تواصل منذ أشهر تحقيق تقدم تدريجي.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها "حررت" قريتي لوزوفا في شمال شرق منطقة خاركيف وكراسنوي (المسمّاة سونتسيفا في أوكرانيا)، القريبتين من مدينة كوراخوفي في منطقة دونيتسك.

وباتت قوات موسكو تطوّق المدينة بشكل شبه كامل، بحسب الوزارة. وسيكون سقوط كوراخوفي مكسبا مهما لموسكو في محاولتها السيطرة على كل دونيتسك.

وسرّعت روسيا من تقدمها في شرق أوكرانيا خلال الأشهر الماضية، في مسعى للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة قبل تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهماته رسميا في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

تهديد دائم

على صعيد آخر، اعتبر رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو أن روسيا تشكل "تهديدا دائما وخطرا" للاتحاد الأوروبي، مشددا على الحاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي ودعم أوكرانيا.

وقال رئيس الحكومة الفنلندي للصحفيين -بعد قمة حول الأمن والهجرة بمشاركة مسؤولين في الاتحاد الأوروبي- إن "الوضع الأمني تغيّر"، مضيفا "روسيا تشكّل تهديدا دائما وخطرا للاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية".

وأكد أوربو وجوب تعزيز القوة العسكرية للدفاع عن أوروبا "بكل الوسائل الممكنة" مع "استكشاف جميع الخيارات المالية"، دون ذكر أي خطط ملموسة لزيادة الميزانيات الدفاعية.

واتهمت فنلندا موسكو بتدبير موجة هجرة في خريف عام 2023 بعد وصول نحو ألف مهاجر دون تأشيرات إلى حدودها الشرقية مع روسيا، والتي يبلغ طولها 1340 كيلومترا.

إعلان

وقال أوربو إن ضمان أمن حدود فنلندا مع روسيا والتي أشار إليها بكونها أيضا حدود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) "مسألة وجودية لفنلندا ولدول الاتحاد الأوروبي وحلفاء الناتو".

كما أشار إلى أن الدول "يجب أن تستمر في تقديم الدعم لأوكرانيا طالما هناك حاجة ومهما طال ذلك".

يشار إلى أن استهداف مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان الغنية بالنفط، يعد تطورا لافتا بسبب بعدها الكبير عن الحدود الأوكرانية.

ويشير الهجوم الأوكراني إلى تصاعد الصراع خارج نطاق الجبهات التقليدية، حيث تُظهر كييف استعدادها لاستخدام أسلحة بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

روسيا: سنرد على هجوم أوكرانيا بالطريقة والموعد المناسبين

موسكو، كييف (الاتحاد، وكالات)

أخبار ذات صلة واشنطن: استمرار عمليات دحر فلول «داعش» في العراق وسوريا واشنطن: «الناتو» يقترب من التوصل إلى اتفاق لزيادة الإنفاق الدفاعي الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

أعلن الكرملين أمس أن الجيش الروسي سيقرر كيف ومتى يرد على الهجمات التي شنتها أوكرانيا بمسيرات في نهاية الاسبوع الماضي على قواعد جوية روسية.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمره الصحافي اليومي، إن «الرد سيأتي كيف ومتى يرى جيشنا ذلك مناسباً».
وحذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول، عقب محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن روسيا سترد على الهجوم الأوكراني الأخير الذي أدى إلى تدمير أو الإضرار بالعديد من الطائرات العسكرية.
واستهدفت أوكرانيا طائرات عسكرية روسية في العديد من المطارات على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها نهاية الأسبوع الماضي بعد إدخال خلسة «مسيرات متفجرة» إلى روسيا.
واتهمت موسكو كييف أيضا الثلاثاء بالوقوف وراء التفجيرات التي تسببت في انهيار جسرين في نهاية الأسبوع الماضي وحوادث القطارات التي أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة أكثر من 100 آخرين، في منطقتي كورسك وبريانسك الروسيتين المتاخمتين لأوكرانيا.
ولفت الكرملين إلى أن «بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب يدركان أن اللقاء الشخصي ضروري لكن يجب الإعداد له بشكل صحيح، لكن نفضل أن يسمع من ترامب كلمات إدانة للهجمات الإرهابية التي نفذها نظام كييف».
وأشار إلى أن «نظام كييف هو الذي أعطى الأمر بتفجير القطار وهذا إرهاب على مستوى الدولة، القرارات بشأن الهجمات الإرهابية على القطارات في كييف لم يكن من الممكن اتخاذها لولا مشاركة الرئيس الأوكراني».
وأضاف: «بوتين أبلغ ترامب بالفعل أن روسيا سترد على الهجوم على المطارات، روسيا سترد على الهجوم على المطارات بالطريقة والموعد الذي يراه الجيش مناسباً».

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن ضرب مواقع "عسكرية" في أوكرانيا ردا على هجمات كييف
  • رداً على هجوم كييف.. روسيا تشن ضربة جوية على مئات المواقع الحساسة في أوكرانيا
  • أوكرانيا: قتلى في هجوم جوي روسي مكثف بالمسيرات استهدف العاصمة كييف
  • روسيا تسقط 174 مسيرة أوكرانية.. وتشن هجمات صاروخية على كييف
  • تصعيد دموي في أوكرانيا.. قتيل وعشرون جريحًا في كييف وسط هجمات جوية متبادلة
  • بالصواريخ والمسيرات.. هجوم روسي يستهدف عدة مدن أوكرانيا بينها العاصمة كييف
  • روسيا: سنرد على هجوم أوكرانيا بالطريقة والموعد المناسبين
  • روسيا تكثّف هجماتها شمال أوكرانيا وتوقع 5 قتلى
  • الكرملين: بوتين أطلع ترامب على نتائج محادثات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا
  • بوتين: أي وقف لإطلاق النار مع أوكرانيا سوف يُستغل لضخ المزيد من الأسلحة إلى كييف