دوخيني يا لمونة: مأساة المعتقلين السياسيين في مصر
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
مثل شعبي يعكس واقعا أليما.. "دوخيني يا لمونة، يا لمونة دوخيني!" مثل شعبي مصري يُقال للسخرية من الدوران في دائرة مفرغة، حيث يبدأ الشخص من نقطة ليعود إليها مرارا وتكرارا. هذا المثل يعكس بدقة الواقع المؤلم الذي يعيشه المعتقلون السياسيون في مصر، المحاصرون في دوامة لا تنتهي من الاعتقالات الظالمة والتهم الملفقة.
الاعتقالات السياسية: دوامة الظلم والقهر
تسعى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الانقلابية في مصر إلى إضفاء شرعية قانونية زائفة على اعتقال معارضيها. يتم اعتقالهم بتهم ملفقة تُصدر بحقهم قرارات حبس احتياطي من نيابات غير مستقلة تأتمر بأوامر النظام، وحتى إن انتهت فترة الحبس الاحتياطي أو صدرت أحكام بالسجن ونُفِّذت، تبدأ دوامة جديدة، حيث تُلفق قضايا جديدة بنفس التهم أو تهم مشابهة، ليبقى المعتقل قابعا خلف القضبان في حلقة مفرغة لا تنتهي.
ظروف السجون: معاناة تفوق التصور
السجون المصرية، التي تمتلئ بآلاف المعتقلين السياسيين، تقدم نموذجا مؤلما للانتهاكات الإنسانية. الزنازين المزدحمة، ونقص الطعام، وغياب الرعاية الطبية، ومنع الزيارة، كلها أدوات تُستخدم لكسر إرادة المعتقلين. حالات الإهمال الطبي أودت بحياة كثيرين، بينما يُترك الآخرون يعانون من أمراض مزمنة دون أدنى رعاية تُذكر.
وسط هذه المأساة، يستمر عبد الفتاح السيسي في تصريحاته الزائفة، مدعيا أنه "لا يوجد معتقلون سياسيون في مصر". هذه الادعاءات ليست سوى محاولة لتجميل صورة نظام غارق في القمع والتنكيل بالخصوم السياسيين أمام المجتمع الدولي. ولكن الحقيقة واضحة للجميع: السجون المصرية مكتظة بعشرات الآلاف من الأبرياء الذين كان كل جرمهم المطالبة بالحرية والعدالة
الكذب الممنهج للنظام
وسط هذه المأساة، يستمر عبد الفتاح السيسي في تصريحاته الزائفة، مدعيا أنه "لا يوجد معتقلون سياسيون في مصر". هذه الادعاءات ليست سوى محاولة لتجميل صورة نظام غارق في القمع والتنكيل بالخصوم السياسيين أمام المجتمع الدولي. ولكن الحقيقة واضحة للجميع: السجون المصرية مكتظة بعشرات الآلاف من الأبرياء الذين كان كل جرمهم المطالبة بالحرية والعدالة.
ثمن الكلمة الحرة
في مصر اليوم، حرية التعبير أصبحت ترفا خطيرا، مجرد التعبير عن رأي مخالف قد يؤدي بصاحبه إلى السجن أو أسوأ من ذلك. القمع لم يعد مقتصرا على السياسيين أو النشطاء، بل امتد ليشمل الصحفيين، والأكاديميين، وحتى المواطنين العاديين الذين يكتبون آراءهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. بات الخوف جزءا من الحياة اليومية، حيث يعلم الجميع أن كلمة واحدة قد تكلفهم حياتهم أو حريتهم.
مصر بين الخراب والهجرة
الانقلاب العسكري الذي سيطر على الحكم بالقوة لم يترك لمصر سوى الخراب. أحلام الشباب تحولت إلى كوابيس، وأصبح الفرار من الوطن هو الحلم الأكبر. يبحث الآلاف عن فرصة للهجرة إلى بلاد توفر لهم كرامة وحياة كريمة، بعدما حول النظام بلدهم إلى سجن كبير.
التأثير على المجتمع وصورة مصر الدولية
إن سياسة الاعتقال والتنكيل لا تضر بالمعتقلين فقط، بل تنعكس آثارها على المجتمع بأسره. الخوف الذي يزرعه النظام يُضعف الثقة بين المواطنين ويُعيق أي تقدم اجتماعي أو اقتصادي. وعلى الصعيد الدولي، تُلحق هذه الانتهاكات ضررا بالغا بصورة مصر، حيث يُنظر إليها كدولة لا تحترم حقوق الإنسان ولا تلتزم بالمواثيق الدولية.
نداء إلى أحرار العالم
إلى أحرار العالم، لا تنخدعوا بادعاءات هذا النظام القمعي، من يدعي الدفاع عن القانون والعدالة هو نفسه الذي يدير آلة القمع والتلفيق. المعتقلون السياسيون في مصر هم ضحايا نظام لا يعرف للحرية قيمة ولا للكرامة معنى.
دعاء للأمل والتحرر
اللهم فرّج عن مصر وأهلها، واكتب لشعبها التحرر من هذا الطاغية. اللهم انصر المعتقلين وفرّج كربهم، وأعدهم إلى أهلهم معززين مكرمين. اجعل النور يعود إلى أرض مصر، واجعل الأمل يزهر من جديد في سمائها.
لك الله يا مصر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات مصري السجون المعتقلين القمع مصر قمع سجون معتقلين سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مصر
إقرأ أيضاً:
جنرال لم يُحْرِز نصراً قَطْ!!
لقد (قَدَّدَ) جيشنا بالأمس في (جبل العوينات)، عِوينات مليشيا آل دقلو الإرهابية، وعِوينات مليشيا خليفة حفتر اللبيبة، في معركة المثلث التي لم تُبقي ولم تذر من شٸٍ للمليشيا إلَّا وجعلته كالرميم، وتركت mbz يُقَلِبَ كَفَيْهِ علی ما أنفق فيها، وهي خاوية علی عروشها، ويقول ياليتني لم أدعم هذا الجنرال الباٸس الذی لم ينتصر فی أي معركة، ولا ذاك الجنجويدي الهالك الذي لا يعرف فنون الحرب فی مواجهة جيش عريق محترف هو جيش السودان العريق، الذي لم يعرف فی عمره الطويل الهزيمة.
دخلت ليبيا فی عهد القذافي في نزاع مع جارتها تشاد حول شريط أوزو الحدودی، في ثمانينات القرن الماضي، ودفع القذافي بنصفِ نُخبةِ جيشِهِ بقيادة صديقه العقيد خليفة حفتر لقتال جيش تشاد، والتقی الجيشان فی(معركة وادی الدوم) في مارس 1987م، وتعرضت قوات خليفة حفتر لهزيمة ساحقة علی يد الجيش التشادي، حيث وقع فی الأسر المٸات من جنود الجيش الليبی، وأبرزهم العقيد خليفة حفتر، وفی صفقةٍ مشبوهةٍ، برعاية أمريكية،أُطلق سراح حفتر!! ونُقِلَ إلى أمريكا حيث أقام لمدة عشرين عاماً بشكلٍ سرِّی بولاية فرجينيا، فهو إذاً عميل بإمتياز، خاٸنٌ لوطنه وغادرٌ بقاٸده.
عاد خليفة حفتر إلیّ ليبيا عام 2011م وهو يحمل المواصفات المطلوبة مثل عودة حامد كرزاي لأفغانستان، وعودة أحمد الجلبي للعراق !!
وبعد مقتل القذافي، شرع حفتر وبتمويل إماراتي ودعم أمريكي فی تكوين قوات خاصة به،أطلق عليها – فی مابعد – (الجيش الوطنی الليبی) كما أنعم علی نفسه بلقب (المُشير)!!!
حاول المشير!!! (العوير) السيطرة علی طرابلس ففشل فشلاً ذريعاً بعد ما أزهق أرواحاً بريٸةً وأراق دماءً كثيرةً من أبناء الشعب الليبی إرضاءً لكفيله الإماراتي الذی هو مخلب القط الأمريكاني،وتقهقر حفتر إلی حاضنته فی بنغازي وما حولها ونجح فقط فی تفتيت اللُحمة الوطنية اللبيبة، ومثل ما فشل فی تطويع طرابلس الغرب، وفشل قبلها فی الانتصار علی جيش تشاد فی وادي الدوم، حيث وقع فی الأسر ذليلاً حقيراً، وباع نفسه لأعداء بلاده فازداد ضعةً علی ضعته وحاول أن يُسَوِّق نفسه ثاٸراً مع ثوار ليبيا، وهو الوالغ فی دماٸهم، فكان الفشل هو النتيجة الراجحة لمن كان ذلك نهجه فی الحياة، ويظن هذا الخاٸن إن لقب المشير سيجعل منه رمزاً حيَّاً للبطولة لكی تمحی عنه عار الهزيمة المُذلَّة التی تجرعها من يد جيش تشاد، الذی لم يكن يملك عُشر معشار ما كان يملكه الجيش الذی قاده العقيد خليفة حفتر، ومن هنا إزداد الجنرال في متاهتة تيهاً، ورأی فی حميدتي ومليشياته نصيراً له للخروج من محنته، إنَّ الطيور علی أشكالها تقعُ .
في جبل العوينات، قَدَّدَ جيشنا عوينات حفتر ومليشياته، مثلما قَدَّدَ عوينات مليشيا آل دقلو الإرهابية.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء.
-وما النصر إلَّا من عند الله.
-والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء.
محجوب فضل بدري
إنضم لقناة النيلين على واتساب