مخلوق غامض.. ما قصة بيغ فوت ولِمَ يرتبط اسمه ببلدة أسترالية صغيرة؟
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— لم تكن بلدة "كيلكوي" الصغيرة في أستراليا الموقع الأول، ولا حتى الأحدث، لمصادفة مخلوق "يووي" (Yowie).
رغم ذلك، وعلى مدى عقود، انتصبت نسخة طبق الأصل من الوحش الضخم كثيف الشعر فوق منصة وسط البلدة.
وهذا نُصُب تذكاري لمواجهة مذهلة حدثت قبل حوالي 45 عامًا، وصفها توني سولانو بلقاء لن ينساه أبدًا.
وقال سولانو الذي لم يتحدث عن تفاصيل ما حدث مدة 20 عامًا: "حتى يومنا هذا، ما زلت مقتنعًا حتّى الممات".
ويبلغ عدد سكان "كيلكوي" ألفي شخص فقط، وكان عددهم أقل في 28 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1979، عندما رصد سولانو وصديق له، كانا يبلغان من العمر 16 عامًا آنذاك، شيئًا مخيفًا وغير قابل للتفسير تقريبًا في الغابة.
لم يعرفا ما كان آنذاك، لكن أصبح الحادث بمثابة جزء من الفولكلور، وعامل جذب للسيّاح إلى المجتمع الريفي الصغير الذي يبعُد ساعة واحدة شمال بريسبان بولاية كوينزلاند.
وقال سولانو إنّه وصديقه كان بحوزتهما مسدسين أثناء رحلة تخييم في ملكية خاصة قريبة من "ساندي كريك"، وشرح: "كنا نأمل بمطاردة بعض الخنازير".
وأصبحت ذكريات سولانو أقل وضوحًا من السابق، لكنه أكّد أنّه لن ينسى قط أصوات كسر الأغصان، والرعب الذي اجتاح جسده عندما أطلق صديقه النار على وحش يبلغ ارتفاعه مترين إلى ثلاثة أمتار في الشجيرات القريبة.
وعاد الصديقان بعد أيام عدة مع مدرس علم الأحياء لصنع قالب من الجبس لبصمة قدمه الضخمة ووقفوا لالتقاط صورة معه للصحيفة المحلية.
وأُصيبت البلدة بالجنون.
وبعد فترة وجيزة، تم وضع وسم "يووي" التجاري على كل شيء، من الملاعق إلى القمصان، وخلال سنة، حصلت البلدة على أول تمثال منحوت للمخلوق صُنِع من جذع شجرة واحدة وُضِعت على قاعدة في وسط المدينة.
وبدأ التمثال الأصلي في التعفن فاستُبدل بنسخة خشبية أخرى عانت من الأمر ذاته، ما شجع على صنع نسخة من الألياف الزجاجية.
لكن في مارس/ آذار من عام 2022، اختفى التمثال رُغم تثبيته بشكل آمن على القاعدة.
صور ضبابيةتختلف التفاصيل، لكن يوصف مخلوق "يووي" بأنه أطول من رجل عادي بكثير، ومغطّى بالشعر، وذو رائحة كريهة تشبه كلبًا مبللًا واللحم المتعفن.
وتُعرف المخلوقات الشبيهة به باسم "بيغ فوت" (ذو القدم الكبيرة) في الولايات المتحدة، و"ساسكواتش" في كندا، و"هيباغون" في اليابان، و"ييرين" في الصين، و"ييتي" في جبال الهيمالايا.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
السموع.. حكاية بلدة كنعانية تنبض بالحجارة والزيت والسمن والكرامة الفلسطينية
بلدة غنية بالآثار والخرب يعود تاريخها إلى العرب الكنعانيين وتمتاز بزيتها الذي لا مثيل له وبحجارتها التي تستخدم في البناء، وتعتبر البلدة قلعة البساط البلدي الفلسطيني حيث يتجلى جمال الفن في كل زاوية من زواياها. وهي تتبع محافظة الخليل بالضفة الغربية، وتبعد 18 كم جنوب مدينة الخليل، وتربطها بها طريق معبدة عن طريق يطا، وهناك طريق أخرى فرعية تصلها بطريق الخليل الظاهرية بئر السبع.
وتقع على بعد 45 كم جنوب مدينة القدس القديمة، وتحدها كل من بلدة يطا ودورا والظاهرية من الشمال والغرب، بينما يحدها الجدار العازل، جدار الفصل العنصري، من الجنوب، وهي آخر التجمعات السكانية أقصى جنوب الضفة الغربية.
وتقع فوق رقعة جبلية تنحدر أراضيها نحو الجنوب الغربي حيث تبدأ المجاري العليا لبعض الأودية المتجهة نحو بئر السبع.
ويتبع بلدة السموع عدد من الخرب الصغيرة مثل، رافات والسيميا ووادي العماير وأم غانم، فيما تعتبر جبال السموع أخر سلسلة جبلية من جبال الضفة الغربية، وهي مصدر جريان وادي غزة في الشتاء.
يوجد في البلدة مواقع أثرية كثيرة منها: مبنى قديم لكنيسة رومانية، وسجن أثري، وبقايا برج وكنيس، وأبنية متهدمة، وقطع منقوشة في القرية، ومدافن، وعدد من المغر الكنعانية حيث بنيت البلدة على عدة مغارات وإنفاق أثرية كنعانية وإسلامية عثر فيها على عدة مقابر وقطع أثرية وفخارية.
برج السموع أحد بقايا آثار المدينة الكنعانية.
وتبلغ مساحة أراضي السموع نحو 138,782 دونما، وأهم المحاصيل الزراعية التي تزرع في البلدة هي: الحبوب بأنواعها والعنب والتين والزيتون، ويعتمد السكان على تربية المواشي لتوفر المراعي في المناطق الوعرة.
وبلغ غدد سكان السموع في عام 1922 في الإحصاء الذي أجرته سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين نحو 1600 نسمة جميعهم العرب.
وفي عام 1945 بلغ العدد 2520 نسمة، فيما يبلغ عدد سكان السموع حاليا نحو 26 ألف نسمة.
تشتهر البلدة بالسمن البلدي، ويعتبر الزيت المستخرج من زيتونها الأفضل في فلسطين نظرا لكمية الأمطار القليلة الساقطة، بينما ينافس حجر المقالع المستخرج منها كل من حجر بيرزيت وصور معين والشيوخ.
يعود تاريخ البلدة للفترة الكنعانية، وذكرت في سفر يشوع حيث كانت مستوطنة تسمى "اشتموع" وفي العهد الروماني حرف الاسم إلى "استيمواع"، بمعنى طاعة .
خضعت السموع مثل بقية فلسطين لحكم الدولة العثمانية في عام 1517، وبحسب سجلات الضرائب العثمانية ظهرت القرية على أنها تابعة لناحية الخليل من لواء القدس، وكان عدد سكانها يتألف من 16 أسرة مسلمة. دفعوا ضريبة ثابتة نسبتها 33,3٪ على المنتجات الزراعية، كالقمح والشعير والكروم وأشجار الفاكهة، بالإضافة إلى رسوم على الماعز وخلايا النحل، ورسوم أخرى متفرقة، وهو ما مجموعه 3000 آقجة.
في عام 1838، وصف الباحث الأمريكي إدوارد روبنسون، مؤسس علم الآثار الكتابي، السموع كقرية "لها اعتبارها ومليئة بالطيور والحيوانات على أجمل ما يرام"، وذكر أن فيها بقايا جدران مبنية من الحجارة الكبيرة جدا .
وفي أعقاب نكبة فلسطين عام 1948، وبعد اتفاقيات الهدنة عام 1949، وقعت السموع تحت الحكم الأردني.
اشتهرت البلدة بمعركتها الشهيرة التي وقعت بين الجيش الأُردني وجيش الاحتلال الإسرائيلي في عام 1966 حيث زعم الاحتلال وجود قاعدة للعمل الفدائي في بلدة السموع في الضفة الغربية الواقعة تحت الحكم الأردني آنذاك، وأنها قامت بعدة عمليات عسكرية في العمق الإسرائيلي الأمر الذي دعاها إلى مهاجمة البلدة.
إلا أن بعض الخبراء يرون أن هذه العملية كانت لاستدراج الجيش الأردني للحرب، و حشد اللواء المدرع الإسرائيلي السابع، قواته على الحدود الأردنية واجتاز خطوط الهدنة برتلين من الدبابات و٤٠٠ مقاتل محمولين في عربات نصف مجنزرة تساندها عدة أسراب من الطائرات المقاتلة. تحرك أحد الأرتال باتجاه بلدة السموع والآخر باتجاه بلدة يطا التي تبعد كيلومترات عن السموع بهدف التضليل.
في موازاة ذلك، تحركت قوتان من الجيش الأردني باتجاه السموع عبر طريقين مختلفين الأولى عن طريق بلدة الظاهرية وهي تبعد مسافة قصيرة عن السموع، والثانية عن طريق يطا تحت قصف الطيران الإسرائيلي واصطدمت القوة الأردنية بالقوات الغازية في قتال ضاري.
تمكنت القوات الإسرائيلية من وصول مرتفعات السموع لحظة وصول القوات الأردنية، التي كان يشارك معها في القتال سرب طائرات وقد تصدت الطائرات المقاتلة الأردنية لها في معركة جوية فوق سماء السموع.
مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا في بلدة السموع.
استشهد في المعركة 13 جنديا أردنيا إضافة إلى الرائد محمد ضيف الله الهباهبة، والملازم الطيار موفق بدر السلطي، وجرح في المعركة قائد لواء حطين العقيد بهجت المحيسن، إلى جانب 22 عسكريا وتراجعت القوات الإسرائيلية بعد مقتل قائد لواء المظليين الإسرائيلي العقيد يواف شاهام وهزيمتها الجوية.
وشاركت طائرات الاحتلال في المعارك وأسقط الجيش الأردني 3 طائرات إسرائيلية، وقد تعرضت البلدة إلى الغزو الإسرائيلي قل ذلك في عام 1965 حيث اجتاح بلدة رافات ونسفت أكثر من خمسين منزلا للمواطنين.
وصدر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 228 بإدانة الهجوم الإسرائيلي على بلدة السموع.
بعد حرب عام 1967، وقعت السموع تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأقيمت على أراضيها عدة مستوطنات منها "بيت يتير"، "شمعة"، "عتنائيل"، "سوسيا"، "شاني ليفنه"، " اشتمواع"، "كفار لصيفر".
وقد استلمت السلطة الوطنية الفلسطينية البلدة عام 1996 في إطار اتفاقية أوسلو.
تنبض السموع بروح الصمود والمقاومة، فقد شهدت معارك عديدة وصمودا بطوليا منذ الانتفاضة الأولى والثانية حتى اليوم على وقع طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، واستطاعت أن تحافظ على هويتها وتراثها رغم الظروف الصعبة التي مرت بها.
المصادر:
ـ مصطفى الدباغ، موسوعة بلادنا فلسطين، الجزء الخامس، القسم الثاني،1991.
ـ الجهاز المركزي للإحصاء، السلطة الوطنية الفلسطينية، رام الله.
ـ عوض الرجوب، "56 عاما على معركة السمّوع..دامت 5 ساعات فقط ولكنها مفصلية ومهدت لاحتلال الضفة"، الجزيرة نت، 13/11/2021.
ـ الموقع الإلكتروني لبلدة السموع.
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ علي سعادة، "معركة السموع.. أثارت انتقادات عالمية ومهدت لحرب 1967"، عربي21، 14/11/2020.