تشى معطيات ومعلومات إسرائيلية بأن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو قد يذهب فعليا إلى الموافقة على مقترح الوسطاء الأخير بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وهو الذي دأب على تعطيل هذا المسار على مدار الأشهر الماضية، مانعا أي اختراق باتجاه إبرام صفقة مع حركة حماس.

ويُعتقد أن موافقة نتنياهو على صفقة في غزة تأتي لدوافع في اتجاهات مختلفة، ورغبة منه في تحقيق مكاسب عدة، أمنية، وسياسية، وشخصية كبيرة في ظل نضوج الظروف والمناخات المواتية.



دوافع الاتفاق المرتقب
الخبير في الشأن الإسرائيلي، سليمان سليمان بشارات، قال في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن نتنياهو سيحقق من هذا الاتفاق مجموعة من الأهداف، رغم أنه "اتفاق إطار مرحلي" وغير نهائي.

الهدف الأول: تتويج لما يمكن أن يسوق له نتنياهو من نجاحات، سواء بعد ضرب إيران، أو على صعيد استعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، مع تأكيده على أن الهدف الأساسي من الحرب في غزة ما زال قائما ويتمثل بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، خصوصا أن الاتفاق لن ينهي الحرب في هذه المرحلة.


تحييد بن غفير وسموتريتش 
الهدف الثاني: يريد نتنياهو أن يستثمر الاتفاق في هذا التوقيت في بعدين إسرائيليين داخلي داخليين، الأول تعزيز وتقوية الشارع الذي يؤيد بنيامين نتنياهو، ويدعمه سياسيا، وثانيا استغلال الاتفاق لتحييد بعضا من القيادات السياسية التي كانت تشكل عبئا عليه، أمثال بن عفير، وسموتريتش، وهو يدرك أنهما لم يعد لهما مصلحة بوجودهما في ائتلافه الحكومي على أقل تقدير ضمن التركيبة للانتخابات الاسرائيلية القادمة. 

توطيد العلاقة مع واشنطن
الهدف الثالث: يخطط نتنياهو من وراء الاتفاق لإبقاء الزخم والدعم الكبير للولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب، وهذا بالنسبة لبنيامين نتنياهو مفيد للغاية، ذلك أن ترامب الذي دعا إلى ضرورة وقف محاكمة بنيامين نتنياهو في "إسرائيل" ومطالبته بالعفو عنه، سيكون أيضا داعما له مع إمكانية التعويل عليه في حماية نتنياهو الشخصية وحمايته السياسية والمستقبلية في الداخل الإسرائيلي.
رابعا: يعلم نتنياهو أن ترامب يمكن أن يمضي في المسارات الاقليمية خصوصا توسيع الاتفاقيات الابراهيمية واتفاقيات التطبيع، لأن هذا فيه مصلحة أمريكية إسرائيلية مشتركة. 

ومعددا أسباب الموافقة أيضا، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، حسن مرهج، إن نتنياهو يميل نحو الموافقة على الصفقة هذه المرة، خاصة قبيل لقائه ترامب في واشنطن، رغم أن الخطوة لم تعلن رسميا بعد، والحاجة إلى الاتفاق على شكل الصفقة وتفاصيلها النهائية.

وفي حديثه لـ"عربي21" يعتقد مرهج أن الظروف مهيأة أكثر من أي وقت مضى، مدفوعة بالضغط الخارجي، والضغط الداخلي لعوائل الأسرى والمجتمع الإسرائيلي، وتصريحات صادرة من القيادة العسكرية بأن العمل العسكري انتهى في القطاع، إلى جانب الرد الإيجابي من أطراف الاتفاق.


ما الحسابات الجديدة لنتنياهو؟
بعد شهور من المماطلة والتشدد، تشير المعطيات إلى تغيّر محتمل في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه صفقة التهدئة وتبادل الأسرى مع حماس. فما هي الحسابات الجديدة التي قد تدفعه للقبول بعد طول تعنت؟

يرى مرهج أولاً، على الصعيد الشخصي والسياسي، يواجه نتنياهو انهياراً في شعبيته وضغوطاً متزايدة من الشارع الإسرائيلي ومن عائلات الأسرى تحديداً، وإنجاز صفقة قد يُستخدم كورقة إنقاذ لصورته المتآكلة ومحاولة لتأجيل محاكمته في قضايا فساد ما زالت تطارده.

ثانياً، داخلياً، بدأ شركاؤه في الحكومة اليمينية يشكّلون عبئاً عليه بدلاً من أن يكونوا سنداً. وتنامي الحديث عن احتمال انتخابات مبكرة، وهذا يجعل نتنياهو بحاجة إلى مكسب ملموس يعيد ضبط التوازن داخل ائتلافه.

الجمود العسكري في غزة
أما على المستوى الأمني والاستراتيجي، فإنّ الجمود العسكري في غزة، والفشل في استعادة الأسرى بالقوة، إضافة إلى تصاعد التهديد على الجبهة الشمالية مع حزب الله، كلّها عوامل دفعت المؤسسة الأمنية إلى التوصية بضرورة التوجّه نحو حل سياسي، ولو مرحلي.

كما أنّ الضغط الأمريكي العلني لم يعد قابلاً للتجاهل، حيث بدأت إدارة بايدن تربط بوضوح بين المساعدات العسكرية وبين تحقيق اختراق في ملفات غزة والرهائن.

وشدد مرهج على أن نتنياهو يقف أمام مفترق حاسم: إما القبول بصفقة قد تنقذه مؤقتاً، أو مواجهة تدحرج سريع نحو انهيار سياسي وعسكري مزدوج، يدفع ثمنه وحيداً.


ما هي العقبات القائمة أمام الاتفاق؟
يرى الخبير مرهج أن ثمة عقبات ما زال تقف أمام الاتفاق، منها اعتراض من قوى الائتلاف داخل الحكومة واليمين المتطرف، إلى جانب شروط حماس الحصول على ضمانات، وتوسيع المناطق الإنسانية في غزة.

ولكنه أكد أنه رغم تهديدات بن غفير وسموتريتش، سيناور نتنياهو سياسياً ويوازن بين ضغوط الخارج وتطرف شركائه، فهو لا يخشاهم بقدر ما يديرهم، مدركاً أن سقوط الحكومة ليس في صالحهم الآن.

ما شكل الاتفاق الذي يريده نتنياهو؟
يعتقد الخبير سليمان بشارات أن نتنياهو يسعى إلى تحسين ظروف الاتفاق والشروط التفاوضية حتى تكون بالنسبة له صيغة يمكن أن يحصل من خلالها على مكاسب دون أن يبدي التزامات واضحة بنهاية الحرب، وهو يريد أن يعطي نموذجا كالنموذج الذي ذهب إليه في لبنان، بحيث يتمكن من تنفيذ عمليات في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية نتنياهو غزة ترامب غزة نتنياهو إتفاق دولة الاحتلال ترامب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بنیامین نتنیاهو فی غزة

إقرأ أيضاً:

“يديعوت أحرنوت” نقلا عن مسؤولين: ترامب يعتزم إعلان صفقة الأسرى خلال لقائه نتنياهو الاثنين

إسرائيل – أفاد مسؤولون إسرائيليون امس بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم إعلان صفقة تبادل الأسرى خلال لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين المقبل.

وبحسب المصادر، فإن رد حركة الفصائل الفلسطينية على المقترح الأميركي قد يفتح الباب أمام “محادثات مباشرة أو قريبة”، وسط توقعات بأن الضغوط التي يمارسها ترامب على قطر، الداعم الرئيسي لحركة الفصائل، قد تدفع الحركة إلى القبول بالخطة – حتى وإن لم يتم الاتفاق بشكل فوري.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن الصفقة “تشهد تقدما”، لكنهم يتوقعون عقبات في المفاوضات، خاصة في ما يتعلق بقائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم. وأوضحوا أن حركة الفصائل “ستواصل الصراع على أسماء الأسرى أو على ما يعرف بـ(المفاتيح)، كما هو معتاد في مثل هذه المفاوضات”.

في المقابل، وجه 6 أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، بينهم نواب من حزب الليكود، رسالة إلى رئيس الوزراء ووزراء الحكومة، طالبوا فيها بـ”هزيمة حركة الفصائل بشكل كامل وفرض السيادة الإسرائيلية على قطاع غزة”.
وحذر الموقعون من أي تسوية لا تشمل القضاء التام على حركة الفصائل، معتبرين أن ذلك يمثل “خطرا وجوديا على إسرائيل”، مؤكدين أنهم “لن يوافقوا على أي حل لا يحقق نصرا حاسما”، في إشارة إلى رفضهم لفكرة التهدئة أو الحلول المرحلية.

من جهته، نقل مسؤولون حكوميون تحدثوا مع نتنياهو أنه مصمم على التوصل إلى اتفاق بأي ثمن، ويعتبر أن الفرصة السياسية الراهنة “نادرة الحدوث وتاريخية”.
وفي أحاديث مغلقة، قال نتنياهو بحسب المقربين: “لدينا الآن فرص سياسية خيالية لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل.”
ويُفهم من هذه التصريحات، بحسب المصدر، أن نتنياهو بات يميل إلى إنهاء الحرب تماما، وعدم العودة إلى العمليات العسكرية في غزة، في ظل حديث متصاعد عن صفقات إقليمية واسعة تشمل السعودية وسوريا وربما دولا أخرى.

المصدر: يديعوت أحرونوت

مقالات مشابهة

  • وفد التفاوض الإسرائيلي يصل الدوحة وترامب يسعى للتوافق مع نتنياهو بشأن غزة
  • تقرير: نتنياهو حسم موقفه بشأن صفقة غزة
  • نتنياهو: أنجزنا الكثير في غزة وسنوافق على صفقة بشروطنا فقط
  • ‏هيئة البث الإسرائيلية: الوفد الإسرائيلي المفاوض يتوجه إلى الدوحة لبحث صفقة جديدة في غزة
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي يدعو نتنياهو للانسحاب من «إطار الاستسلام» في غزة
  • بن غفير يطالب نتنياهو برفض صفقة التبادل واحتلال غزة
  • نتنياهو والقبول بوقف القتال.. ما الذي تغير؟
  • الضبابية الموجهة.. كيف يدير نتنياهو لعبة صفقة التبادل للبقاء سياسيا؟
  • “يديعوت أحرنوت” نقلا عن مسؤولين: ترامب يعتزم إعلان صفقة الأسرى خلال لقائه نتنياهو الاثنين