العلاقات الإماراتية الإثيوبية.. روابط تتوّج أواصر الأخوة
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
إعداد: محمد إبراهيم
تجمع الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إثيوبيا علاقات تعاون وثيقة، ومتينة، ومتجذرة تؤكد أواصر الصداقة، والأخوة، والمصالح المشتركة، والرغبة الصادقة لقياداتي البلدين في تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما أن هذا التعاون يشهد تطوراً لافتاً في كل المجالات، خصوصاً على صعيد المجال الاقتصادي وتدفّق الاستثمارات الإماراتية إلى إثيوبيا.
تُولي دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، العلاقة مع دول قارة إفريقيا على المستويات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والتنموية، وغيرها أهمية كبرى، إذ بدأ تاريخ العلاقات بإفريقيا منذ تأسيس الدولة في عام 1971، وكانت الإمارات أول دولة خليجية وثاني دولة عربية تنضم إلى مفوضية الاتحاد الإفريقي الذي يتخذ أديس أبابا مقراً له بصفتها عضواً مراقباً.
تعمل الإمارات على توسيع علاقاتها بالدول الصديقة وفق مبادئ الثقة، والاحترام المتبادل، والتفاهم، وخدمة المصالح المشتركة، وترتبط الدولة بعلاقات متنامية مع إثيوبيا في إطار حرص قيادتي البلدين على تعزيزها وتنمية أوجه التعاون المشترك في المجالات كافة.
ويعتبر تعزيز التعاون مع إثيوبيا هدفاً حيوياً للإمارات، حيث تساهم الشراكة الاقتصادية بين البلدين في تعزيز الاستقرار والأمن العابر للحدود بمنطقة القرن الإفريقي، وقد تطورت العلاقات الثنائية بين البلدين حتى انتقلت إلى مستوى من العلاقات الاستراتيجية القائمة على التواصل والتعاون، والتي تتسم بتوافق الرؤى في مختلف القضايا الثنائية، والإقليمية، والدولية.
ولعبت الإمارات دوراً أساسياً في دعم حل النزاع الثنائي بين إثيوبيا وإريتريا، وإحلال السلام، وإرساء الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وجاء منح المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، كلاً من أسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا، وآبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا «وسام زايد» تكريماً لجهودهما في إنهاء الصراع والخلافات بين بلديهما، وتقديراً وتثميناً لدورهما في حل النزاع الثنائي.
تاريخ العلاقات
بدأت العلاقات بين الإمارات وإثيوبيا في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورئيس الوزراء الإثيوبي الراحل مليس زيناوي، وافتتحت إثيوبيا أول قنصلية تابعة لها في الإمارات عام 2004، ثم قامت الإمارات في عام 2010 بفتح سفارة لها في أديس أبابا، تبعتها إثيوبيا بفتح سفارة لها في أبوظبي عام 2014، انطلاقاً من هذا التواصل الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، والذي امتدت خلاله علاقات الشعبين التجارية والثقافية والاجتماعية، وكذلك التطلعات لمستقبل مشرق والتزام الدولتين بالعمل على ترسيخ العلاقات الأخوية.
وحرصت الإمارات على دعم استقرار إثيوبيا والمساهمة في دفع عجلة التنمية فيها، حيث وصل إجمالي المساعدات الإماراتية إلى إثيوبيا 5.05 مليار دولار، شكلت المساعدات التنموية 89% منها، ليس ذلك فحسب، بل أن الإمارات تعد ثاني أكبر شريك تجاري لإثيوبيا، حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين 1.4 مليار دولار في عام 2022.
628 مليون دولار
بلغت الواردات الإماراتية من إثيوبيا 628 مليون دولار، فيما بلغت الصادرات الإماراتية 564.5 مليون دولار، كما بلغت قيمة إعادة التصدير الإماراتية إلى إثيوبيا 553.3 مليون دولار، في حين بلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا 2.9 مليار دولار، وأبرز قطاعاتها تصنيع الأدوية، والألومنيوم، والأغذية، والمشروبات، والمواد الكيميائية.
كما تضمنت قائمة الشركات الإماراتية التي تستثمر في إثيوبيا شركة الكندي للسيارات، ومجموعة الغرير، والبواردي للاستثمار، وموانئ دبي العالمية، وتلال النسر، والمنظمة الدولية للشحن الإلكتروني، وكيماويات الصقر، وشركة الخليج للصناعات الدوائية «جلفار»، وشركة حديد للخدمات الدولية، ومجموعة هايل سعيد أنعم، ومجموعة لوتاه.
حملات الدعم
في عام 2019 أطلقت أبوظبي العديد من الحملات الترويجية لدعم الاستثمار في إثيوبيا وتعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين، حتى بات لدى الإمارات اليوم ما يزيد على 113 مشروعاً استثمارياً في إثيوبيا، وبلغ حجم التجارة بين الطرفين نحو 800 مليون دولار، وتمتلك أبوظبي اليوم مشاريع في مجالات الزراعة، والصناعة، والتجارة، والاستثمار، والخدمات، والعقارات، والطاقة في إثيوبيا.
زيارات رفيعة المستوى
تعد زيارة هيال مايام دسالين رئيس وزراء إثيوبيا الأسبق للإمارات، خلال الفترة من 19 حتى 21 يناير 2014، على رأس وفد رفيع المستوى ضم عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الإثيوبية من أبرز الزيارات الرسمية بين البلدين، حيث عقد رئيس الوزراء الإثيوبي آنذاك مباحثات رفيعة المستوى مع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي آنذاك، وأكد اللقاء أهمية دعم العلاقات الثنائية وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وتم عقد لقاء مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ركز مضمونه على توسيع آفاق التعاون بين البلدين، لا سيما مجالات الاستثمار في قطاعات الصناعة، والزراعة، والسياحة، والتعدين، والطاقة، والبنية التحتية.
وقام سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، بزيارة رسمية إلى إثيوبيا في 7 مارس 2018 على رأس وفد رفيع المستوى لحضور اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون بين البلدين، وتم خلال الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم لإجراء مشاورات سياسية.
أول جولة
قام آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في مايو 2018 على رأس وفد رفيع المستوى ضم عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الإثيوبية، في أول جولة خليجية له، وذلك بعد شهر واحد من توليه السلطة في بلاده.
وكانت الزيارة الأولى لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي آنذاك إلى إثيوبيا في 15 يونيو 2018 على رأس وفد عالي المستوى، إذ شكلت الزيارة نقلة نوعية كبيرة في العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين، وحققت نتائج مهمة منها التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية في عدة قطاعات.
وقام رئيس الوزراء الإثيوبي بزيارة إلى دولة الإمارات في يوليو 2018 للمشاركة في القمة الثلاثية الإماراتية الإثيوبية الإريترية، والتي تم خلالها منح الرئيسين الإثيوبي والإريتري «وسام زايد» تقديراً لجهودهما في إنهاء الصراع وحالة الحرب بين بلديهما، التي استمرت أكثر من 20 عاماً، وفتح آفاق التعاون بينهما، وتحقيق السلام في منطقة القرن الإفريقي.
خطوة التطوير
قام رئيس الوزراء الإثيوبي بزيارة إلى دولة الإمارات في مارس 2019، في خطوة لتطوير العلاقات المتنامية بين البلدين الصديقين، كما حضر جانباً من فعاليات البطولة الدولية للألعاب الخاصة التي استضافتها العاصمة أبوظبي.
وفي مارس 2021 التقى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مع ديميكي ميكونين، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي، وناقش الجانبان خلال الاجتماع التطورات المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي والنزاع الحدودي بين إثيوبيا والسودان.
وفي سبتمبر 2021 عقد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة، اجتماعاً مع ديميكي ميكونين، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي، على هامش الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وناقش الجانبان العلاقات الثنائية القائمة وسبل تعزيز التعاون في جميع القطاعات.
الاقتصاد والاستثمار
في يناير 2022 التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مع آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي في أبوظبي، واستعرض الجانبان خلال اللقاء تقدّم التعاون المشترك بين دولة الإمارات وإثيوبيا في مختلف القطاعات بما في ذلك التنمية، والاقتصاد، والاستثمار، فيما اجتمع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية مع ديميكي ميكونين، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية إثيوبيا، على هامش الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2022، وناقش الجانبان خلال الاجتماع العلاقات الثنائية القائمة وسبل تعزيز التعاون في شتى القطاعات.
وفي نوفمبر من العام نفسه اجتمع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مع ديميكي ميكونين، على هامش منتدى صير بني ياس، وناقش الجانبان خلال الاجتماع العلاقات الثنائية القائمة وسبل تعزيز التعاون.
علاقات ثنائية
في يناير من عام 2023، التقى صاحب السمو رئيس الدولة مع رئيس الوزراء الإثيوبي على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة، وناقشا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى المسائل ذات الاهتمام المشترك، مثل تغير المناخ قبيل استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف «28 COP».
فيما التقى الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان مع رئيس الوزراء الإثيوبي، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا في فبراير 2023، إذ ناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما التقى الشيخ شخبوط بن نهيان مع عمر حسين سفير إثيوبيا لدى دولة الإمارات في إبريل 2023، حيث بدأ السفير الإثيوبي مهمته في دولة الإمارات، وناقش الجانبان العلاقات الثنائية القائمة وسبل تعزيز التعاون في مختلف القطاعات.
وفي يونيو 2023 التقى الشيخ شخبوط بن نهيان مع ديميكي ميكونين، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، والذي انعقد في الرياض، وتم مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
اهتمام مشترك
التقى الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان مع آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي في يوليو 2023، على هامش اجتماع مجموعة الإيغاد الرباعية بشأن الأوضاع في السودان، والتي انعقدت في أديس أبابا، وتم مناقشة طرق لتطوير العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك إقليمياً ودولياً.
كما استقبل الرئيس الإثيوبي السابق، جيرما ولد جيورجيس، بقصره الرئاسي في عام 2013 الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية آنذاك، والوفد المرافق له، وقد أكد الرئيس الإثيوبي أهمية هذه الزيارة في فتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق المشترك، معرباً عن ثقته بأن الزيارة سيكون لها نتائج مثمرة في تطوير علاقات التعاون الثنائي.
ليست جديدة
العلاقة بين الإمارات وإثيوبيا ليست جديدة، وإنما تعود إلى سنوات، حيث لعبت أبوظبي دوراً دبلوماسياً في المصالحة التي جرت في عام 2018 بين إثيوبيا وإريتريا، وقدّمت دعماً مالياً لإثيوبيا قيمته نحو 3 مليارات دولار.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات إثيوبيا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان آبي أحمد صاحب السمو الشیخ محمد بن رئیس الوزراء الإثیوبی ذات الاهتمام المشترک تعزیز التعاون فی وزیر الخارجیة دولة الإمارات رئیس الدولة بین البلدین إلى إثیوبیا الإمارات فی ملیون دولار على رأس وفد فی إثیوبیا إثیوبیا فی أدیس أبابا نائب رئیس على هامش فی عام
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك يشهد احتفالاً جماهيرياً بمناسبة مرور 127 عاماً على استقلال الفلبين
شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وهانز ليو كاكداك، وكيل وزارة العمال المهاجرين الفلبينية، لشؤون التوظيف والرعاية الاجتماعية للعمال في الخارج، والقنصل العام الفلبيني في دبي مارفورد انجلوس، وعدد من المسؤولين الإماراتيين، والشخصيات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية من الجالية الفلبينية، الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة مرور 127 عاماً على استقلال جمهورية الفلبين «كالايان 2025».
حظيت الفعالية، التي استضافها مركز دبي التجاري العالمي، ونظمتها صفحة «الإمارات تحب الفلبين» بالتعاون مع شرطة دبي، بحضور جماهيري كبير، حيث استقطبت أكثر من 40 ألف شخص، من أبناء الجالية الفلبينية المقيمة بالدولة، في أجواء عكست العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين.
في كلمته بمستهل الاحتفالية، هنأ معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أبناء الجالية الفلبينية المقيمة بذكرى مرور 127 عاماً على استقلال بلادهم، وقال معاليه «يسرّني أن أكون معكم هذا المساء للاحتفال بالذكرى السابعة والعشرين بعد المئة لاستقلال جمهورية الفلبين. وباسم شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، أُعرب عن أحرّ التهاني وأطيب التحيات إلى شعب الفلبين في كل مكان من العالم».
وأضاف معاليه أن «هذا اليوم لا يخلّد فقط استقلالكم، بل يجسّد أيضًا روحكم الصامدة، وإحساسكم العميق بالمجتمع، وتفاؤلكم الدائم. إنه يوم فخر واعتزاز، ولكم كل الحق في أن تحتفلوا به».
وأكد أن دولة الإمارات تفتخر بعلاقتها الوثيقة مع جمهورية الفلبين، فهي صديقة مقرّبة وشريك موثوق، وقال «على مدى العقود، وفي أرجاء دولتنا كافة، ترك مئات الآلاف من أبناء وبنات الجالية الفلبينية بصمات مشهودة في مختلف القطاعات».
ونوّه معاليه إلى أن المعرفة والمهارات والإبداع والتعاطف التي يتمتع بها أبناء الجالية الفلبينية قد أثرت بشكل إيجابي في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والضيافة والخدمات المالية وريادة الأعمال والفنون وغيرها، ولفت إلى أن «الجغرافيا قد تفرّق بين بلدينا، لكن ما يجمعنا من قيم مشتركة، كالتسامح والانفتاح والاحترام المتبادل والإيمان بكرامة الإنسان، يجعل من علاقتنا نموذجًا متينًا وملهمًا».
وأردف معاليه قائلاً «إن قصة نجاح دولة الإمارات هي قصة تشاركية، فنحن ملتقى العالم، حيث يعيش ويعمل أكثر من 200 جنسية جنبًا إلى جنب، في بيئة من السلام والازدهار، تحققت بفضل سياسة الانفتاح على الجميع واحترام كل الخلفيات».
وأبرز معاليه أن «ما تحقق من إنجازات في دولة الإمارات جاء بفضل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم متواصل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ومن قيادتنا الوطنية كافة، حيث اعتمدت دولتنا مبادئ الأخوة الإنسانية والتعايش والرحمة والإنجاز، ركائزَ أساسية لمسيرتها».
وقال إن «احتفالنا اليوم يُجسّد هذه الرؤية، ويؤكد أن دولة الإمارات تكرّم كل ثقافة وكل إرث تحتضنه على أرضها، وتقدّر كل جالية تُسهم في بناء هذا الوطن العظيم».
وأضاف معاليه «وفي هذه الروح من الوحدة والاندماج والاحتفاء، أود أن أشارككم بمبادرة وطنية جديدة قريبة إلى قلبي»، وأوضح أنه بصفته وزيرًا للتسامح والتعايش، وبالشراكة مع «صندوق الوطن»، فقد أطلقت مؤخرًا مسابقة كتابية وطنية بعنوان: «حياتنا في الإمارات». وذكر معاليه أن هذه المبادرة، التي تتماشى مع شعار «عام المجتمع»، تمثل دعوة موجهة لكل من يعيش على أرض الدولة، من المواطنين والمقيمين، من الشباب والكبار، من الطلبة والمهنيين، ليشاركوا بقصصهم وأصواتهم.
وبيّن أن هذه المسابقة تدعو المشاركين إلى التعبير عما تمثّله لهم الحياة في دولة الإمارات، من خلال قصة قصيرة، أو قصيدة، أو رسالة، أو مقالة، أو أي شكل إبداعي آخر، باللغة العربية أو الإنجليزية.
وأعرب معاليه عن ثقته بأن تأتي بعض من أكثر المشاركات تأثيرًا وصدقًا من الجالية الفلبينية، من أولئك الذين جاؤوا حاملين أحلامًا، وبنوا مستقبلًا، من آباء وأمهات يربّون أبناءهم، ومن ممرضين وممرضات، ومعلمين ومعلمات، ومهندسين وفنانين ومبدعين في شتى المجالات. وأكد أن قصص الجالية الفلبينية مهمّة، وأن المجتمع الإماراتي بكل مكوناته يود أن يسمعها.
ودعا معاليه الجميع إلى تقديم مشاركاتهم من خلال الموقع الإلكتروني: www.myuaestory.ae وحثّ معاليه أفراد الجالية على نشر الكلمة، وتشجيع الأسر، والأبناء، والزملاء، والجيران على المشاركة، لما لهذه التجربة من دور في إلهام الآخرين، والتعبير عن واقع الحياة في الإمارات، وما يميز هذا الوطن من وحدة فريدة في التنوع.
ولفت إلى أن المشاركات الفائزة ستُنشر في كتابين تذكاريين، أحدهما باللغة العربية والآخر باللغة الإنجليزية، كما سيُحتفى بالفائزين في حفل كبير، وسيُمنحون جوائز قيّمة.
وأكد معاليه أن هذه المسابقة هي أكثر من مجرد مسابقة، بل تمثّل إرثًا وطنيًا يعكس هويتنا المشتركة.
وفي الختام، جدد التهاني وأطيب التمنيات للجالية الفلبينية، مؤكدًا أن «هذه الجالية الكريمة تُجسّد كل ما تمثله دولة الإمارات: الشجاعة، والكرم، وروح الأسرة، والطموح، والإيمان بأننا، حين نلتقي على أرض واحدة بتعدد ثقافاتنا، قادرون على بناء عالم أكثر تسامحًا، وشمولًا، وازدهارًا».
واختتم معاليه بالقول «ها أنا أقف اليوم بينكم، أرى ألوان الفلبين، وأسمع أنغامها، وأشعر بروحها… هنا في قلب الإمارات. ويُسعدني أن أشارككم هذا الاحتفال، وأن أكون جزءًا منه».
أطلقت مسابقة الكتابة «حياتنا في الإمارات»، بتنظيم مشترك من صندوق الوطن ووزارة التسامح والتعايش، دعوة لمواطني ومقيمي الإمارات لمشاركة قصصهم وتجاربهم الشخصية، احتفاءً بثقافة الإمارات الغنية وهويتها الوطنية وقيم التسامح والتعايش. ويمكن للمشاركين من مختلف شرائح المجتمع تقديم أعمال باللغتين العربية والإنجليزية عبر أساليب متنوعة تشمل القصة القصيرة، المقال، الشعر النبطي والفصيح، الخواطر، والرسائل.
تهدف المسابقة إلى تعزيز الحوار والتعاون المجتمعي، وإبراز نموذج الإمارات الناجح في التعايش والسعادة، مع نشر الكتابات المختارة على نطاق واسع لتعكس التنوع الثقافي وتقوي أواصر الترابط الاجتماعي. يمثل هذا المشروع مساهمة فعالة في ترسيخ مبادئ الأخوة الإنسانية والاعتزاز بالخصائص الفريدة للحياة في الإمارات.
وخلال الحدث، ألقى هانز ليو كاكداك، وكيل وزارة العمال المهاجرين الفلبينية، لشؤون التوظيف والرعاية الاجتماعية للعمال في الخارج، كلمة تطرق فيها إلى العديد من المحاور ذات الصلة بالعلاقات الإيجابية المتميزة التي تربط بين البلدين، والتي تنعكس بشكل إيجابي على المجتمع الفلبيني في الإمارات، والامتيازات العديدة التي تحظى بها العمالة الفلبينية بدولة الإمارات.
جاءت الاحتفالية بمثابة ليلة فلبينية متميزة على أرض الإمارات، عكست الاحتفاء الذي تلقاه الجالية الفلبينية المقيمة بالدولة، والروابط الاجتماعية بين أبنائها، وما تحظى به كافة الجاليات المقيمة بالإمارات، من تقدير واحترام، وما يسود العلاقات بين أبناء الثقافات المختلفة على أرض دولة الإمارات من تعايش وتسامح.
واستمتع حضور الاحتفالية بالعديد من الفعاليات الثقافية، والعروض الموسيقية، والرقصات الشعبية، بالإضافة إلى فقرات ترفيهية موجهة للأطفال. وشارك في الفقرات الفنية والترفيهية عدد من الفنانين الفلبينيين منهم جارين غارسيا، وكاي مونتينولا.
كما ضمت أجندة الحدث عروض تقمص الشخصيات، والألعاب الإلكترونية، وركناً خاصاً بالمأكولات، ونشاطات فنية للأطفال، ومعرضاً فنياً، ومنطقة للتعلم شكلت منصة للمدارس الفلبينية بالدولة، وعروضاً مبهرة للدراجات، وسحوبات وجوائز عديدة، بالإضافة إلى فعالية «قرية الشحن»، التي وفرت مساحة جمعت العديد من ممثلي شركات الشحن، تحت إشراف مجلس الأعمال الفلبيني.
يذكر أن دولة الإمارات وجمهورية الفلبين تربطهما علاقات صداقة قوية، حتى قبل تأسيس العلاقات الدبلوماسية بصورة رسمية في 19 أغسطس 1974، ثم افتتاح سفارة جمهورية الفلبين في أبوظبي في 17 يونيو 1980. كما تطوّرت العلاقات بين البلدين إلى أن تُوّجت في العام 1989 بافتتاح سفارة دولة الإمارات في مانيلا، وتوسّعت مجالات التعاون الثنائي على نحو مثمر وملحوظ. كما تحتضن دولة الإمارات مئات الآلاف من أبناء الجالية الفلبينية، يعملون في العديد من القطاعات الحيوية، ويساهمون مساهمة متميزة في استدامة المسيرة التنموية للدولة.
المصدر: وام