أحمد مراد (تونس، القاهرة)

أخبار ذات صلة 2024.. عام «صناديق الاقتراع» تونس.. تكثيف جهود التكيف مع تغير المناخ

شكل العام 2024 علامة فارقة في تونس بعدما قطعت أشواطاً بارزة في مسيرة الإصلاح السياسي والتشريعي عبر تنفيذ استحقاقات دستورية مهمة، في مقدمتها الانتخابات الرئاسية، وتشكيل المجلس الوطني للجهات والأقاليم الذي يُعد الغرفة الثانية للبرلمان التونسي، ما يجعلها تُدشن مرحلة جديدة من التطور بطموحات كبيرة تظهر انعكاساتها الإيجابية خلال السنوات المقبلة.


وتنافس في الماراثون الرئاسي الذي جرى في 6 أكتوبر الماضي، ثلاثة مرشحين من تيارات سياسية مختلفة، تقدمهم الرئيس قيس سعيد، والأمين العام لـ«حركة الشعب» زهير المغزاوي، ورئيس «حركة عازمون» العياشي زمال، وأسفرت نتائج الانتخابات عن فوز قيس سعيد بولاية رئاسية ثانية لمدة 5 سنوات، بعدما حقق انتصاراً ساحقاً على منافسيه بنسبة 90.7% من إجمالي أصوات الناخبين، في حين حصل العياشي على 7.35%، والمغزاوي 1.95%.
وعكست نتائج السباق الرئاسي المساندة الشعبية الكبيرة التي يحظى بها البرنامج الإصلاحي الذي يتبناه الرئيس التونسي منذ بدء ولايته الرئاسية الأولى في 23 أكتوبر 2019.
وتستمر الولاية الرئاسية الثانية للرئيس سعيد حتى العام 2029، ما يعزز من فرص استكمال مسيرة بناء مؤسسات الدولة، وتنفيذ العديد من الخطط الإصلاحية التي تلبي طموحات الشعب التونسي نحو المستقبل، إذ تعهد في خطاب التنصيب أمام البرلمان بإجراء «ثورة تشريعية»، وفتح طرق جديدة أمام العاطلين عن العمل والشباب، وبناء اقتصاد يرتكز على خلق الثروة في ظل اختيارات وطنية خالصة، وتطهير المؤسسات الحكومية، وتحسين الأوضاع الاجتماعية، والخدمات العامة.
والاستحقاق الدستوري الثاني في تونس في عام 2024 هو تشكيل المجلس الوطني للجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية) الذي عقد جلسته العامة الافتتاحية في 19 أبريل الماضي، ليكمل المسار السياسي والإصلاحي الذي أطلقه الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو 2021، متضمناً إقرار دستور جديد، وقانون انتخابي، واعتماد التصويت على الأفراد في الانتخابات.
ويبلغ عدد أعضاء المجلس الوطني للجهات والأقاليم 77 عضواً، من بينهم 72 تم انتخابهم من قِبل أعضاء المجالس الجهوية، وجرى تشكيل المجالس عقب الانتهاء من الانتخابات المحلية التي جرت دورتها الثانية في 4 فبراير الماضي.
وعلى المستوى الحكومي والوزاري، قرر الرئيس قيس سعيد في 8 أغسطس الماضي، تعيين وزير الشؤون الاجتماعية، كمال المدوري رئيساً للحكومة، خلفاً لأحمد الحشاني، وأجرى في 25 أغسطس تعديلاً وزارياً واسعاً شمل 19 حقيبة، منها وزرات سيادية وأساسية، مثل الدفاع، والشؤون الخارجية، والاقتصاد، والصحة، والتجارة، والتربية، والفلاحة.
واعتبرت المحللة التونسية، منال وسلاتي، أن الاستحقاقات الدستورية المهمة التي شهدتها تونس خلال عام 2024 ترسخ دعائم مؤسسات الدولة التونسية، وتُعزز ثقة الجماهير في العملية الديمقراطية، وتستمر انعكاساتها الإيجابية على المشهد التونسي لسنوات عدة قادمة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
وذكرت وسلاتي في تصريح لـ«الاتحاد» أن استكمال برنامج الإصلاح يعزز من قدرة الدولة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وأشارت إلى أن تونس تسير بخطى ثابتة نحو إرساء قواعد الديمقراطية التشاركية، ما يحقق تطلعات وطموحات الشعب التونسي نحو مستقبل أفضل يكرس النموذج الديمقراطي في المشهد السياسي، مشددةً على أهمية الولاية الثانية للرئيس، لا سيما فيما يتعلق بالجهود الرامية لتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب، وتحسين الخدمات والمرافق.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: تونس البرلمان التونسي الانتخابات التونسية الرئيس التونسي قيس سعيد انتخابات تونس انتخابات تونس الرئاسية قیس سعید

إقرأ أيضاً:

خلال كلمته بمؤتمر الإفتاء العالمي.. مستشار الرئيس الفلسطيني: نشكر مصر والرئيس السيسي الذي أفسد على الاحتلال خطته لتهجير غزة.. وسننعم قريبًا بصلاة في المسجد الأقصى

قال الدكتور محمود صدقي الهباش -قاضي قضاة فلسطين، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية-: إن الفتوى ليست مجردَ أحكام شرعية أو إخبارًا عن دليلٍ فقهي، لكنها قبل كل شيءٍ موقفٌ يغيِّر الواقع ويوقد الإنسانية نحو السلام.


وبدأ الهباش كلمته بتحية الحضور، قائلًا: "السلام عليكم من فلسطين التي لا تعرف للسلام واقعًا رغم الألم والدمار والجوع، السلام عليكم من بيت المقدس الذي يعيث فيه الفاسدون فسادًا، السلام عليكم من غزة التي تتلوى نساؤها ألمًا ويتدور أطفالها جوعًا وينفطر قلوب رجالها كمدًا بسبب هذا الإجرام الذي فاق المدى".


وأضاف الهباش، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العاشر للإفتاء: "إن السلامَ الذي تغيِّبه جنازيرُ الدبابات أو القذائفُ التي تتساقط على رؤوس الآمنين أو على خيام مهترأة، لن يتحقق إلا بطرد المحتل وتحرير فلسطين".

مفتي تشاد: جائزة الإمام القرافي تمثل تقديرًا لبلادي وحافزًا لمواصلة خدمة العمل الإفتائيهل يجوز للزوجة التى تضع مكياج تجملا لزوجها أن تتيمم؟ مفتى الجمهورية يجيبالدرعي: التقنيات الحديثة في الإفتاء تقرِّب الوصول للمعلومة وتغلق أبواب الفتنأمين البحوث الإسلامية: الأزهر درع الأمة ضد الغلو والتطرف منذ أكثر من ألف عام


وأثنى قاضى قضاة فلسطين، على موقف مصر ومن خلفها الدول العربية لاسيما الأردن، في إفساد مخطط الاحتلال، بقوله: "الأمر يحتاج إلى موقف ليمسح دموع المحزونين في فلسطين ويمسح عار القاعدين ولستم منهم، ليس هذا البلد الذي نقف على أرضه منهم، مصر الذي يحاول الصغار التطاول على دورها التاريخي، وأكثر بلد في العالم قدم مساعدات إنسانية إلى أهل غزة، أكثر من 70 % من المساعدات التي تقود الجهود رفقة أشقائها في الأردن والسعودية لتحقيق الأولويات الفلسطينية الأربع".


وتحدث الهباش، عن الأولويات الأربع بشأن القضية الفلسطينية في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن الأولوية الأولى تتمثل في وقف العدوان شاملًا وكاملًا في الضفة وقطاع غزة، ولجم الاحتلال الذي تغول على الشعب الفلسطيني.


أما الأولوية الثانية، تتمثل في إمداد قطاع غزة بكل ما تحتاجه من ملبس ومأكل وماء، في وقت يخلو فيه القطاع من كل شيء، بقول: "في القدس درة تاج فلسطين والدنيا بأسرها، المرابطة الصامدة، تطلق دولة الاحتلال العنان لقطعان مستوطنيها الذين جاءوا من آفاق الدنيا ليعيثوا في المسجد الأقصى فسادًا".


وبخصوص الأولوية الثالثة، قال الهباش: "الأولوية الثالثة هي إفشال مخطط التهجير الذي يعمل عليه الاحتلال، ولولا موقف مصر والأردن بالذات، باعتبارهما الدولتين اللتين تحدان فلسطين، وموقف قياداتهما، فالرئيس السيسي الذي نقف احترامًا لموقفه العظيم، الذي قال: "لن نسمح بأن تكون مصر بوابة لتهجير الفلسطيني"، مُشددًا على أن هذا الموقف الحاسم الصارم، كان له الأثر الأبلغ في إفساد هذه المؤامرة، وهي أولوية إنسانية.

وعن الأولوية الرابعة قال: "إنهاء هذا الاحتلال من واقعنا عن أرض فلسطين، وقيام الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية"، متابعًا: "مع الأسف الشرعية الدولية لم تعطنا سوى دولة في جزء من هذا الوطن وقبلنا بذلك، ورغم ذلك لم يرض العدوان، ولم تنفذ قرارات الشرعية الدولية حتى الآن".


كما هاجم الهباش، جماعة الإخوان الإرهابية، بسبب خروجها ضد مصر، قائلًا: "لا يرفعون علم فلسطين وبتصريح من الإرهابي بن غفير، ولا يجرؤون على التحرك ضد الاحتلال الإسرائيلي، فضَحُوا أنفسهم وانكشفوا أمام الأمة، أما الطريق فهو معروف خلف العلماء الحقيقيين، خلف الأزهر نبراس العلم والعلماء في هذا الزمان، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها".


وعن المخرج الأساسي والحل الرئيس لإنهاء الأزمة الفلسطينية، لفت الهباش إلى أن إنهاء الاحتلال، وتطبيق القانون الدولي، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير دولته ومصيره -هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام.


واختتم الهباش كلمته، قائلًا: "فلسطين قادمة بعز عزيز أو ذل ذليل، وسننعم بصلاة في المسجد الأقصى خلف مفتي فلسطين وعلى يمينه رئيس فلسطين ومعهم قادة العرب الذين نعتز بهم".

طباعة شارك مستشار الرئيس الفلسطيني مؤتمر الإفتاء العالمي الضفة قطاع غزة الرئيس السيسي مصر المسجد الأقصى القضية الفلسطينية بن غفير محمود صدقي الهباش فلسطين

مقالات مشابهة

  • سعيد الزغبي: الرئيس السيسي وجه رسالة حاسمة بوجودية قضية مياه النيل
  • وزير المالية يؤكد اهتمامه باستمرار مسيرة الإصلاح المالي واستدامته
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: نشكر مصر والرئيس السيسي الذي أفسد مخطط الاحتلال في تهجير غزة
  • خلال كلمته بمؤتمر الإفتاء العالمي.. مستشار الرئيس الفلسطيني: نشكر مصر والرئيس السيسي الذي أفسد على الاحتلال خطته لتهجير غزة.. وسننعم قريبًا بصلاة في المسجد الأقصى
  • بالعلم الفلسطيني.. عرض عالمي أول للفيلم التونسي اغتراب بمهرجان لوكارنو
  • اتحاد الشغل يعلن مسيرة ضد اعتداءات أنصار سعيد ويحذر من المجهول
  • نجوى كرم تشعل مسرح قرطاج الأثري مع الجمهور التونسي
  • وفاة الفنان التونسي الفاضل الجزيري بعد صراع مع المرض
  • إضراب مانديلا تونس عن الطعام يتصاعد احتجاجا ضد القمع السياسي
  • أصبحت من الماضي بأمر الرئيس.. حل أزمة العاملين بماسبيرو وزيادة بدل الصحفيين