سيُسجل في تاريخ إسرائيل، وربّما في تاريخ العالم بأسره، أن حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، إن لم تكن أكثر حكومة واجهت احتجاجات شعبية، فهي واحدة من أكثر الحكومات التي واجهت تظاهرات أسبوعية منذ تشكيلها قبل نحو ثلاث سنوات، بحيث لم يمر أسبوع تقريباً خلال الأعوام الثلاثة الماضية، إلا وشهدت المدن الإسرائيلية المتظاهرين وهم يرفعون الشعارات المنددة بحكومتهم، حتى صار شارع «كابلان» في تل أبيب رمزاً لحراك الشارع المعارض، والذي حل مكان أحزاب المعارضة، وفيما كانت التظاهرات تنطلق خلال عامَي 2022، 2023 ضد إجراءات الائتلاف الحاكم الساعية إلى تقويض القضاء والنظام الديمقراطي عموماً، فإن تظاهرات العام 2024 تواصلت دونما انقطاع؛ منددة بسياسة الحكومة الإسرائيلية فيما يخص ملف صفقة التبادل مع «حماس»، الذي من شأنه أن يوقف الحرب مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ودائماً ما كان الشارع المحتج يعلن صراحة أن نتنياهو - وبدافع شخصي مفاده الحفاظ على ائتلافه الحاكم من التفكك؛ بسبب تهديدات الوزيرَين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش - يعرقل جهود التفاوض حول الصفقة، ورغم أن تلك الجهود مرت بلحظات حاسمة، تدخلت فيها الإدارة الأميركية حين كان الرئيس جو بايدن يسعى لإعادة انتخابه وتعزيز حظوظه في البقاء بالبيت الأبيض من خلال الصفقة بالذات، حين طرح ما سمّيت مبادرة بايدن التي تتمحور حول إطلاق المحتجزين مقابل وقف الحرب وإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين على مراحل، ولدرجة أنه تم تظهير تلك المبادرة أممياً عبر مجلس الأمن؛ للضغط على نتنياهو من جهة، ولتقديم ضمان لـ»حماس» من جهة أخرى، لكن نتنياهو كان يعرف كيف يفشل تلك الجهود؛ لأنها ستؤدي في نهاية المطاف لوقف الحرب، وفتح باب مساءلته قانونياً، وحتى تفكيك ائتلافه الحاكم، وانهيار حكومته التي يقدر هو وغيره أنها ستكون آخر عهده بالمسرح السياسي.
ولم يقتصر الأمر على الشارع الإسرائيلي وحسب، بل شمل من كان قد انضم لحكومة الحرب، نقصد كلاً من بيني غانتس وزير الجيش السابق، ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الأسبق غادي آيزنكوت، اللذين حاولا مراراً وتكراراً الضغط على نتنياهو، لكن دون جدوى، فيما حاول زعيم المعارضة نفسه يائير لابيد مدركاً السبب الذي يجعل نتنياهو يفضل مصلحته السياسية الشخصية على مصلحة الدولة أن يقدم له خشبة الخلاص، واعداً إياه بمنحه شبكة أمان في حال عقد صفقة التبادل، وخرج بن غفير وسموتريتش على إثرها من الحكومة، لكن نتنياهو لم يهتم، بل إن الرجل الثاني في الليكود والحكومة، الذي أقاله نتنياهو لاحقاً بسبب مواقفه غير المتطابقة مع سياسة نتنياهو خلال مسار الحرب، وتجاه الصفقة بالذات، نقصد يوآف غالانت، شريك نتنياهو في تهمة ارتكاب جرائم الحرب أمام القضاء الدولي، هو أيضاً لطالما قال: إن على الحكومة أن تقدم ما هو مطلوب من أجل إتمام الصفقة.
أكثر من ذلك وأبعد، فإن رئيسَي جهازَي «الموساد» و»الشاباك»، وهما بعيدان عن حسابات السياسة الداخلية ويمثلان أهم أجهزة الأمن الإسرائيلية، بل وهما المكلفان من قبل نتنياهو بمتابعة مفاوضات الصفقة، غالباً ما أعلنا، خاصة دافيد برنياع رئيس «الموساد»، في مفارقات غريبة، أن على إسرائيل أن تظهر الليونة الكافية لإتمام الصفقة، ولذلك كان نتنياهو وضمن إستراتيجيته للسير في طريق التفاوض دونما إنجاز، كثيراً ما كان يقوم بتحجيم صلاحياتهما، أو بتكبيلهما بقرارات الحكومة، أو بإجبارهما على تلقي التعليمات منه شخصياً وفقط، وعدم لقاء أي مسؤول آخر وبالتحديد غالانت حين كان وزيراً للجيش.
وكان هناك رعاة التفاوض، في كل من القاهرة والدوحة، أي المصريين والقطريين، الذين لم يسلموا من مماحكات نتنياهو الهادفة لمواصلة عرقلة التوصل للاتفاق، لدرجة أنه اتهم قطر بالانحياز ضده، ما أجبر الدوحة على تعليق مشاركتها كراعٍ للتفاوض في فترة ما، وتتابعت الاقتراحات والتفاصيل، وذلك بهدف الاستمرار في التفاوض العبثي، وعدم التوصل للاتفاق في نفس الوقت؛ فعدم التوصل لاتفاق يمكّنه من مواصلة الحرب، وهو هدف نتنياهو، حتى يتجنب سقوط حكومته، أما الاستمرار في التفاوض العبثي فهو هدف بايدن، حتى تتجنب أميركا مشاريع القرارات في مجلس الأمن التي تطالب بوقف حرب الإبادة.
وحقيقة الأمر أن بايدن كان، مع منتصف العام 2024 وقبله، يسعى للحصول على تلك الصفقة للبقاء في السباق نحو البيت الأبيض، ثم بعد أن أُجبر على الخروج منه في آخر تموز، واصل السعي ولكن بحماس أقل من أجل أن يُبقي على حظوظ الديمقراطيين ممثلين بكامالا هاريس للبقاء في البيت الأبيض، أما بعد الخامس من تشرين الثاني 2024، وبعد إعلان نتيجة الانتخابات، فإن الأمر صار يجري بلا إصرار من البيت الأبيض، بل إن الرئيس المنتخَب دونالد ترامب صار يتابع الملف أكثر من بايدن الذي أكد أنه صهيوني وإن لم يكن يهودياً.
وبالطبع لا يعني حرص نتنياهو على البقاء في مكتب رئيس الحكومة أكثر من حرصه على حياة المحتجزين، وحتى أكثر من حرصه على مستقبل إسرائيل نفسها، إنه لا يريد أن تنتهي مفاوضات صفقة التبادل بأي اتفاق، فلو أن «حماس» انهارت واستسلمت، وقبلت اتفاقاً بشروطه، أي اتفاقاً يطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين إلى خارج حدود فلسطين، ودون وقف الحرب، فإن مثل هذا الاتفاق يقبله بالطبع. باختصار ما يمنعه من التوصل لاتفاق هو موقف بن غفير وسموتريتش، وهو يوافق على ما لا يؤدي إلى خروجهما من الائتلاف، لذا هو ذهب لاتفاق مع لبنان، وواصل الحرب حتى اجتاح رفح، واغتال قادة «حماس» و»حزب الله»، ولأن «حماس» رغم ذلك ما زالت لم ترفع الراية البيضاء، بما يؤدي بمفاوضات الصفقة إلى إعلان اتفاق الاستسلام، لهذا ما زال نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق تقتنع به كل الأطراف، وتقبل به المعارضة الإسرائيلية والشارع الإسرائيلي.
فقط إدارة بايدن وهي على درجة بالغة من الضعف وفي حالة تسيير شؤون السياسة الخارجية، بالجوار مع إدارة أقوى منها منتخبة، هي التي ما زالت تبرئ نتنياهو من تهمة عرقلة مفاوضات الصفقة، وتقول: إن «حماس» هي التي تعرقل التوصل للاتفاق في صورته الأخيرة التي استندت إلى مقترح مصري، يبدأ بصفقة صغيرة، ويواصل طريقه عبر مراحل ثلاث، يعتمد الدخول في كل مرحلة منها على نجاح المرحلة السابقة، فقد أعلن البيت الأبيض، مساء الجمعة الماضي، في بيان له، أن «حماس» تبقى العقبة الرئيسية أمام وقف إطلاق النار في غزة برفضها حسب ادعائه التحرك لسد الفجوات، لتردّ على البيت الأبيض القناة الـ12 الإسرائيلية وبعد أقل من ساعة، بالقول: إن نتنياهو هو من يمنع صفقة متكاملة مع «حماس»، وهو من فرض على فريقه المفاوض محاولة التوصل لصفقة جزئية بسبب تهديدات شركائه الائتلافيين - تقصد بن غفير وسموتريتش - فيما «حماس»، أضافت القناة الإسرائيلية، لم تغير شروطها وهي أن تعيد المحتجزين مقابل انسحاب إسرائيل من غزة ووقف كامل لإطلاق النار وتحرير الأسرى الفلسطينيين.
أما ترامب، فإنه شجع نتنياهو بهوجائيته أكثر مما شجعه بايدن بضعفه وخبثه، وذلك حين هدد بحرق الشرق الأوسط حينما يدخل البيت الأبيض دون تحرير المحتجزين، وكأن هؤلاء محتجزون من قبل عصابة، لا في سياق صراع متواصل منذ أكثر من 76 عاماً، وموقف ترامب هذا يعني أن يواصل نتنياهو إعاقته التوصل لاتفاق حول صفقة التبادل، تقدم مكاسب للطرفين، على شاكلة الحل السياسي الذي لا بد منه في نهاية المطاف بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس الدولتين، أما النظر بعين عنصرية واحدة ترى منح إسرائيل كل شيء، وحرمان الفلسطينيين من كل شيء، فإنه يعني انعدام الرؤية ولا شيء غير ذلك، ومن يرَ الأمور بمثل هذه العين يذهبْ في طريق لا عودة منه، لأنه يوصل إلى الهاوية وحسب.
لكل هذا على أميركا قبل إسرائيل أن تعيد حساباتها، وأن تدرك أن عهد إدارة الصراع في الشرق الأوسط دون حله، على شاكلة إدارة مفاوضات الصفقة، ومفاوضات الحل النهائي قبل ذلك لتمرير الوقت وتسهيل الطريق أمام حرب الإبادة، قد انتهى، وأن منطق جبروت القوة قدم نماذج ما زالت تحفظها الذاكرة، كنماذج فاشلة من العبث تكرارها، في محاولات السيطرة والهيمنة.
(الأيام الفلسطينية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو بايدن غزة غزة نتنياهو بايدن مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك اقتصاد سياسة من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مفاوضات الصفقة التوصل لاتفاق صفقة التبادل البیت الأبیض أکثر من بن غفیر
إقرأ أيضاً:
ما هي فصائل السلام التي شكلتها بريطانيا لقمع ثورة الفلسطينيين؟
في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، ظهرت في فلسطين الانتدابية تشكيلات شبه عسكرية عُرفت باسم "فصائل السلام"، بدعم مباشر من سلطات الانتداب البريطاني، وذلك في سياق قمع الثورة الفلسطينية الكبرى (1936–1939)، وهو ما يتكرر حاليا مع مجموعة "أبو شباب" المدعومة إسرائيليا.
وتألفت هذه الفصائل من عناصر فلسطينية وعربية محلية، أغلبهم من الخصوم السياسيين للمفتي أمين الحسيني، الزعيم الوطني والديني البارز في تلك المرحلة، وهدفت بريطانيا إلى استغلال الانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين لضرب المقاومة، من خلال تجنيد متعاونين محليين لملاحقة الثوار وتقديم المعلومات عن تحركاتهم.
وتشكلت فصائل السلام أساساً من عناصر عشائرية ووجهاء محليين، خصوصا من القرى والمناطق التي تضررت بفعل الثورة، أو من أشخاص تربطهم مصالح خاصة مع السلطات البريطانية، ورغم تسميتها بـ"فصائل السلام"، فقد تورطت هذه المجموعات في مواجهات مسلحة ضد رجال المقاومة، وأسهمت في اعتقال عدد كبير منهم، مما أثار عداءً واسعاً تجاههم في الأوساط الشعبية.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
مع تراجع الثورة الفلسطينية الكبرى واقتراب الحرب العالمية الثانية، لم تعد فصائل السلام تمثل أولوية استراتيجية لبريطانيا، التي بدأت تتخلى تدريجياً عن دعمها لها.
وبعد أن استُخدمت هذه التشكيلات لضرب الثوار وتفكيك البنية التنظيمية للانتفاضة، قامت سلطات الانتداب بحل معظم وحداتها وسحب الغطاء عنها، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية والمحلية لطبيعة عملها.
وقد تعرض العديد من أفراد هذه الفصائل للاغتيال أو الانتقام الشعبي بعد انكشاف تعاونهم، بينما انسحب آخرون من المشهد السياسي بهدوء، بذلك انتهى دور فصائل السلام بوصفها أداة مرحلية وظّفتها بريطانيا لتفتيت الجبهة الوطنية الفلسطينية، ثم تخلّت عنها بعد أن استنفدت وظيفتها.
ويتكرر هذا الأسلوب حاليا في قطاع غزة، وكشفت إذاعة جيش الاحتلال تفاصيل جديدة عن التعاون والدعم الإسرائيلي الذي تحظى به مجموعة "أبو شباب"، والتي تنشط في رفح، جنوب قطاع غزة.
وقالت الإذاعة، إن قوات "الجيش" نقلت أسلحة إلى عناصر المجموعة، من طراز "كلاشنكوف" والتي تمت مصادرتها من حماس والاستيلاء عليها في القطاع خلال العمليات الجارية.
ويتركز نشاط المجموعة في منطقة رفح، وهي المنطقة التي احتلها جيش الاحتلال، والآن يعمل رجال أبو شباب هناك.
وتزعم الإذاعة أن من بين مهام عناصر المجموعة حماية المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة، ومحاربة حماس، رغم أن الدلائل والتقارير تشير إلى ضلوع المجموعة بعمليات السطو على المساعدات، وتعمدها خلق حالة من الفوضى في غزة.
ومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة معاريف العبرية، أن "الجهة التي تقف وراء تجنيد مجموعة أبو الشباب الإجرامية هي جهاز الأمن العام (الشاباك)، فقد أوصى رئيس المنظمة، رونين بار، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا في تجنيد العصابة، وتزويدها ببنادق كلاشينكوف ومسدسات غُنِمت من حركتي حماس وحزب الله خلال حرب السيوف الحديدية، وهي الآن في مستودعات جيش الدفاع الإسرائيلي".
وبحسب تقرير آفي أشكنازي مراسل الصحيفة العسكري، فقد "قدّم رونين بار وجهاز الأمن العام (الشاباك) لرئيس الوزراء خطةً تجريبية ملخصها أن قطاع غزة يحتوي على كميات هائلة من الأسلحة المتنوعة - بنادق، وقاذفات قنابل، وصواريخ محمولة على الكتف، وغيرها ، وأن إدخال بعض البنادق والمسدسات بشكل مدروس ومُراقَب لن يُغيّر من سباق التسلح في غزة".
وذكرت الصحيفة، أن "مجموعة أبو الشباب تضم عشرات العناصر، وهي مكونة من عائلات عشائرية، ومعظم الشخصيات التي جندها جهاز الأمن العام (الشاباك) كعصابة مرتزقة لإسرائيل هم مجرمون غزيون يتاجرون في جرائم المخدرات والتهريب وجرائم الممتلكات"، وفق التقرير.
وكان أساس الفكرة العملياتية لجهاز الشاباك هو استخدام المجموعة كقيادة عمليات، ودراسة إمكانية تشكيل حكومة بديلة لحماس في خلية صغيرة ومحدودة المساحة داخل رفح بحسب الصحيفة.
وقالت المؤسسة الأمنية إنها "لا تُحيط بهذه المجموعة بحواجز ضخمة لتكون بديلاً عن حماس، بل هي عبارة عن بضع عشرات إلى بضع مئات من الأعضاء. الهدف الأساسي هو دراسة إمكانية بناء عناصر محلية تحل محل أنشطة حكومة حماس في مناطق محددة جغرافيا".
بدوره، زعم صحفي إسرائيلي أجرى مقابلة مع ياسر أبو شباب، الذي يقود المجموعة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أن الأخير ينسق مع جيش الاحتلال، ويعمل في مناطق تقع تحت سيطرته في القطاع.
وقال دورون كادوش المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال: إنه أجرى مقابلة مع أبو شباب، كاشفا عن تفاصيل أنشطته وتعاونه مع السلطة الفلسطينية، وعلاقة مجموعته بالاحتلال.
وزعم أبو شباب أن "مئات العائلات تلجأ إلينا، ونستقبل العشرات منها يوميًا، نحن نحميها في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، يصلون إلينا عبر ممر إنساني، ونطالب بالسماح بنقل عشرات الآلاف من الأشخاص بأمان، وأن يكون الممر الإنساني تحت إشراف دولي".
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "هناك علاقات تربطه مع السلطة الفلسطينية، وهي شريكة في عمليات التفتيش الأمني على مداخل المنطقة التي يتواجد فيها، علاقتنا مع السلطة قائمة في إطار المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وفي إطار شرعيتها القانونية، نجري عمليات تفتيش أمنية عبر جهاز المخابرات الفلسطينية، الذي يتعاون معنا في هذا الشأن لضمان عدم دخول عناصر معادية تُخرب مشروعنا للتحرر من حماس، دون أن نتلقى تمويلًا من السلطة".
وأوضح أننا "لا نعمل مع إسرائيل، لكن هدفنا حماية الفلسطينيين من حماس، أسلحتنا ليست من إسرائيل، بل هي أسلحة بسيطة جمعناها من السكان المحليين، دون استبعاد إمكانية التنسيق معها في المستقبل، وإذا تم أي تنسيق، فسيكون إنسانيا، لصالح أهلنا في شرق رفح، وسيتم تنفيذه من خلال قنوات الوساطة".