إعلام إسرائيلي عن بايدن: لا يزال بالإمكان التوصل لصفقة تبادل قبل 20 يناير المقبل
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
ذكر إعلام إسرائيلي عن مصادر في إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، أنه لا يزال بالإمكان التوصل إلى صفقة تبادل قبل العشرين من يناير المقبل، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل .
وفي إطار آخر، يتابع جيش الكيان الصهيوني، مسار التحقيق في عملية الكمين الذي نفّذته المقاومة الإسلامية في لبنان، والذي أودى بحياة عالم آثار إسرائيلي.
وأفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن "الجيش" الإسرائيلي يعتقد أنّ رئيس الأركان الفريق، هيرتسي هاليفي، سوف يكون ملزماً باتخاذ إجراءات تأديبية ضد رئيس أركان لواء "غولاني" العقيد احتياط يوآف ياروم، وضد ضباط كبار آخرين في اللواء، وربما حتى ضد مسؤولين كبار آخرين، وأيضاً ضد قائد اللواء العقيد عدي غانون، وذلك في أعقاب نتائج تحقيقات "الجيش" الإسرائيلي، بشأن سقوط المقاتل في لواء "غولاني"، الرقيب غور كيهاتي، ومقتل المواطن، عالم الآثار، زئيف جابو إيرليخ، في معركة "قلعة شمع" جنوبي لبنان.
التحقيق في الحادثة
وكشف التحقيق في الحادثة، الذي تمّ تقديمه لرئيس الأركان قبل أيام، بحسب "معاريف"، عن "إخفاقات خطيرة في سلوك القادة في لواء غولاني، الذين سمحوا للمواطن بالدخول، خلافاً للقانون والأوامر".
خبير سياسي: النقاشات بين وفدي إسرائيل وحماس تم الاتفاق عليها بنسبة 95%
وفي سياق متصل، قال سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إن النقاشات بين الوفد الإسرائيلي ووفد حماس، عبر الوسطاء، قد تم الاتفاق عليها بنسبة 95%، وتبقي 5% يمكن التوصل إليها إذا كانت هناك نية حقيقية من الطرف الإسرائيلي للوصول إلى صفقة تبادل.
وأضاف دياب، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن التعثر في المفاوضات ليس ناتجًا عن نقاش فلسطيني إسرائيلي، بل هو في الأساس نقاش داخلي إسرائيلي، مشيرًا إلى تصريح رئيس الدولة الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الذي وجه اللوم إلى رئيس الوزراء نتنياهو، قائلًا إنه هو من يعطل الصفقة، مما يشير إلى وجود خلافات داخلية في الحكومة الإسرائيلية.
وتابع، أن هناك انتقادات من بعض المسئولين في طاقم المفاوضات الإسرائيلي ضد تصريحات وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، الذي أصر على بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة لفترة طويلة، مما يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه في الصفقة، مؤكدًا أن هناك رغبة سياسية في الحكومة الإسرائيلية للوصول إلى صفقة ولكن في توقيت مختلف.
وأوضح أن نتنياهو لا يريد التوصل إلى الصفقة في الوقت الراهن لأسباب عدة، أولها، أنه لا يريد أن يظهر أنه استجاب لضغوطات خارجية مثل هجمات الحوثيين، وثانيها بسبب الضغوط السياسية الداخلية، حيث يواجه هجومًا واسعًا في الإعلام الإسرائيلي ولا يريد أن يستغل توقيع الصفقة لاستعادة شعبيته في هذا التوقيت، كما أنه يفضل أن يتزامن عقد الصفقة مع دخول ترامب للبيت الأبيض.
جدير بالذكر أن الدكتور رمزي عودة، مدير وحدة الأبحاث بمعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، قال إن هناك أسباب كثيرة تدفع إسرائيل الآن للوصول إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين من ضمنها ان حماس تنازلت عن أحد أهم الشروط التي كانت متمسكة بها وهي عدم اشتراط انسحاب إسرائيل من قطاع غزة أو انسحاب مؤقت من بعض المناطق وانسحاب محدود من معبر رفح وعدم تولي السلطات التابعة لحماس هذا المعبر وهذه القضية كانت شائكة لأي مفاوضات تسوية.
وأضاف «عودة»، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية»، أن مع التطورات الأخيرة في بدأت حماس في ان تكون أكثر مرونة و تخفف من سقف تطلعاتها، مشيرًا إلى أن حماس وإسرائيل لا يتحدثون عن صفقة دائمة بل صفقة مؤقتة مدتها من 28 يوم ل60 يوم حسب عدد الأسرى الذي حماس ممكن أن تسلمهم للجانب الإسرائيلي.
وتابع: «صفقة تبادل الأسرى قد اقتربت وفي الأغلب ممكن أن تكون قبل 20 يناير موعد وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إعلام إسرائيلي بايدن جيش الكيان الصهيوني الجيش الإسرائيلي صفقة تبادل
إقرأ أيضاً:
ترامب بين الصفقة والمحرقة
تمر غزة اليوم بمحنة إنسانية ومحرقة غير مسبوقة، وسط مشهد معقّد تتقاطع فيه إرادات ومصالح متضاربة. في خطوة لافتة، أعلن دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من وساطتها المزعومة في صفقة غزة، محمّلًا المقاومة وحدها المسؤولية، لكنه في جوهر موقفه يعلن بخبث تخليه عن فشل سياسي وعسكري متواصل يعانيه نتنياهو، ويتركه وحيدًا في مواجهة واقع صارم وقاسٍ.
هذا الانسحاب، وفق التقدير الأولي، لا يعني نهاية الوساطة، بل هو مناورة سياسية ماكرة تهدف إلى الضغط على المقاومة لانتزاع تنازلات قبل استئناف التفاوض، في محاولة لإعادة فرض معادلات ميدانية وسياسية وإنسانية جديدة على الأرض.
خيارات ترامب: إما الدفع باتجاه صفقة شاملة تجمع بين التطبيع وإعادة الإعمار، تُهمّش المقاومة وتُعيد تشكيل قيادة فلسطينية ملك اليمين، عبر إدارة مشتركة عربية–أمريكية–صهيونية، ترسخ واقعًا جديدًا يضمن استمرار السيطرة الصهيونية بشكل مختلف، أو الاستمرار في سياسة الاستنزاف التي تهدف إلى تثبيت الهيمنة على القطاع دون الدخول في مواجهة عسكرية شاملة قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع أو اشتعال ثورة شعبية عالمية، خصوصًا في العواصم الغربية.
في هذا السياق، يستغل ترامب المحرقة السياسية والإنسانية لتحقيق مكاسب إقليمية وشخصية، ربما على أمل نيل جائزة نوبل للسلام.
أما نتنياهو، فهو اليوم في مأزق حقيقي، أمام خيارات محدودة وصعبة: إبرام صفقة جزئية قد تهدئ الغضب الدولي مؤقتًا، لكنه لا يريدها أن تمنع تجديد العدوان بعد 60 يومًا، أو تصعيد إبادة غزة عبر فرض حصار خانق وتقطيع أوصاله، أو اللجوء إلى خيار الاحتلال الكامل، الذي قد يُسقطه في وحل الاستنزاف.
هذا الخيار الأخير يحمل مخاطر سياسية وإنسانية جسيمة، لا سيما على الأسرى الفلسطينيين ومستقبل القطاع برمته. يظل هدف نتنياهو الأساسي ربط مصيره السياسي بنتائج الحرب، في محاولة محو عار السابع من أكتوبر، وهو يعاني من غياب بدائل حقيقية بين الغرق في مستنقع غزة أو قبول صفقة مجتزأة لا تضمن له استقرارًا طويل الأمد، أو صفقة شاملة تُغلق ملف غزة بالكامل، تمهيدًا لانتخابات قد تعيده إلى السلطة.
وسط هذه الخيارات المعقدة والمتشابكة، تظل غزة تكتوي بنار المحرقة، لكنها في الوقت ذاته تمثل حجر الزاوية في القضية الفلسطينية وأملها المستمر. تؤمن غزة أن النصر الحقيقي لا يُصنع بالقوة وحدها، بل بالإرادة الصلبة، والوعي الوطني، والصمود الأسطوري. بوصلتها الوطنية الثابتة ترفض أي تسوية تُفرغ القضية من جوهرها، وتصر على ضمان عدم تجدد المحرقة.
في نهاية المطاف، تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الفلسطينيين والعرب، الذين عليهم أن يختاروا طريق التحرر الحقيقي عبر وحدة وطنية صلبة تواجه المشاريع الإقليمية والدولية التي تحاول تصفية القضية عبر التطبيع والصفقات الجزئية.
فالقرار النهائي لا يقع في أروقة البيت الأبيض أو الكنيست، بل ينبع من عزيمة الشعب الفلسطيني وصموده المتجدد، ومن عمق عربي يواجه لحظة تحدٍ حقيقية بين الوفاء لقضيته أو الغرق في غثائية الخذلان.
*رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات