أمريكا تتعظ من صيدنايا وتفرج عن معتقلي غوانتانامو
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
بعد السمعة السيئة حول سجن صيدنايا التابع للنظام السوري السابق، والتي هزت العالم بسبب التعذيب غير الإنساني للمعتقلين، أعلن البنتاجون الأمريكي في خطوة لأول مرة منذ إنشاء سجنه العسكري "المثير للجدل" في خليج غوانتانامو عن ترحيل معتقل تونسي إلى بلده ليصبح أجمالي المرحلين منذ بداية الشهر 4 .
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إن الولايات المتحدة أعادت معتقلا من سجنها العسكري في خليج غوانتانامو في كوبا إلى تونس، مضيفة في بيانها: أن رضا بن صالح اليزيدي (59 عاما) تقرر أنه مؤهل لإعادته لبلده إثر عملية مراجعة دقيقة بين الوكالات، بعد أن مضى أكثر من 22 عاما في المعتقل.
صالح اليزيدي هو مواطن تونسي، تم اعتقاله في غوانتانامو منذ اليوم الذي افتتح فيه المعتقل في 11 يناير2002، وعام 2007 حسب تقييم عسكري أمريكي تم اتهامه بأنه عضو في تنظيم القاعدة المتشدد.
ورغم انتقاد جماعات حقوق الإنسان لهذه التقييمات بحجة أنها غير موثوقة، إلا أنه تمت الموافقة على نقل اليزيدي منذ عام 2007، من قبل إدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما، بحسب منظمة "هيومن رايتس فيرست" واستمر مسجونا في المعتقل لأكثر من عقد بعد ذلك القرار.
وقبل اليزيدي تم ترحيل اثنين من المعتقلين إلى ماليزيا، وهم محمد فريق بن أمين، ومحمد نذير بن ليب، وكانوا أقروا بالذنب في ارتكاب جرائم حرب لصالح تنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات على مدينة بالي، عام 2002، والهجوم على فندق "جيه دبليو ماريوت" في جاكرتا في 2003، كما تم إعادة محمد عبدالمالك بجابو، الذي اُعتقل منذ عام 2007 ولكن لم توجه إليه أي تهمة، إلى كينيا.
معتقل غوانتانامو تم افتتاحه عام 2002، وتم إنشاءه ليكون مكانا لاستجواب المشتبه بهم في الحرب على الإرهاب، إلا انه كان سجنا أبديا، ومع استمرار الحرب الأمريكية على الإرهاب، تحول المعتقل إلى رمزا للانتهاكات الأمريكية لحقوق الإنسان في فترة ما بعد 11 سبتمبر عام 2001، ولا يزال 26 معتقلا في خليج غوانتانامو، من بينهم 14 مؤهلون ليتم نقلهم.
تعهد الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما خلال حملته الانتخابية، بإغلاق غوانتانامو، وأنشأ مكتب اللجان العسكرية ونظام مجلس المراجعة الدورية خلال ولايته، لكنه فشل في إغلاق المعتقل خلال السنوات الثماني التي قضاها بمنصبه.
معتقل غوانتانامو يشبه إلى حدا كبيرا سجن صيدنايا السوري، الذي شهد انتهاكات كبيرة في حق المحبوسين السوريين، وكان حديث العالم حول التعامل غير الإنساني للمعتقلين داخله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمريكا صيدنايا المعتقلين معتقلي غوانتانامو سجن صيدنايا البنتاجون الأمريكي صالح اليزيدي
إقرأ أيضاً:
ما سر الجسم المجنح الذي ظهر أعلى الشمس في صور ناسا؟
انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي العربية والعالمية صورا للشمس، التقطت من مراصد فضائية خاصة مرصد الشمس وغلافها التابع لوكالتي الفضاء الأميركية والأوروبية، تبين جرما مجنحا كبيرا يقف إلى جوار الشمس، مما أثار الجدل حول الأمر.
في الصور الملتقطة من مرصد الشمس وغلافها، تظهر الشمس مغطاة تماما بأداة تسمى الإكليلوغراف، وهي مصممة خصيصا لحجب قرص الشمس الساطع حتى يتمكن العلماء من رؤية الهالة الشمسية، وهي الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس.
وذلك يشبه أن تمد يديك أمامك لتحجب عن عينيك ضوء الشمس في يوم مشرق، كي تستطيع أن ترى أمامك، فقرص الشمس ساطع جدا، وإذا لم يُحجب، لن يستطيع التلسكوب رؤية الهالة الشمسية الرقيقة التي تحيط به، لأنها ستكون مغمورة في وهج الضوء.
على سبيل المثال في واحدة من أشهر صور مرصد الشمس وغلافها يُرى مذنبان يتحركان حول الشمس متجهين جنبا إلى جنب نحو هالة الشمس، وأحد هذين المذنبين بالأسفل قد تشوهت صورته ليصبح بشكل مجنح، هذه الظاهرة تتكرر كثيرا ويمكن لك بمتابعة صور المرصد أن ترى كثيرا منها.
لاحظ كذلك أن هناك عديدا من النقاط التي يظهر بعضها تشوها شبيها بسبب طبيعة الكاميرا.
ولكن كثيرا ما تظهر الصور الملتقطة بهذه الطريقة نقاطا غريبة الشكل، فقد تظهر مجنحة أو مشوهة، تعود هذه الأشكال إلى ظاهرة تُعرف باسم "تشبع جهاز اقتران الشحنة".
إعلانعندما يدخل جسم شديد السطوع، مثل كوكب الزهرة أو المشتري، مجال رؤية منظار التاج الخاص بمرصد سوهو، فإنه قد يُغرق مستشعر الكاميرا. يؤدي هذا إلى تسرب الشحنة الزائدة من البكسلات المشبعة إلى البكسلات المجاورة، مما يُشكل خطوطا أفقية أو "أجنحة" تمتد من المصدر الساطع. هذا أمر شائع في أجهزة استشعار التصوير الرقمي عند تصوير أجسام شديدة السطوع.
وتلتقط أجهزة المرصد صورا متكررة للكواكب والنجوم التي تمر عبر مجال رؤيتها. على سبيل المثال، غالبا ما يظهر كوكب الزهرة كجسم ساطع في هذه الصور، مما يؤدي إلى مظهره "المجنح" المميز بسبب تشبع جهاز اقتران الشحنات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك كثيرا من المؤثرات على حساسات كاميرا هذا النوع من المراصد، التي قد تظهر تشوهات أخرى في الصور، مثل اصطدامات الأشعة الكونية، حيث يمكن أن تصطدم الجسيمات عالية الطاقة بجهاز اقتران الشحنات، مما يُنتج بقعا أو خطوطا ساطعة لا علاقة لها بالأجرام السماوية الفعلية.
وقد تؤدي مشاكل نقل البيانات إلى فقدان أو تلف كتل الصور، مما يؤدي إلى أنماط أو أشكال غير عادية في الصور.
وكذلك يمكن أن تُنتج الانعكاسات الداخلية داخل الجهاز صورا شبحية أو شذوذا أخرى، خاصة عند إغلاق باب الحماية الخاص بالجهاز في أثناء إجراءات المعايرة.
ويجدر بنا في هذا السياق توضيح أن الأمر ليس جديدا، إذ لا تمر عدة أعوام إلا ويخرج أحدهم ليتحدث عن هذه الأجرام المجنحة ثم ينتقل للحديث عن نهاية العالم.
بدأ الأمر من جديد عام 2017، حينما ربط أحد منظري المؤامرة في الولايات المتحدة الأميركية، ويسمى ديفيد ميد بين نصوص دينية ونهاية العالم، وقال إنه تمكن من معرفة الموعد الدقيق لنهاية العالم، والذي سيكون في أكتوبر/تشرين الأول 2017، لكنه راجع التاريخ لاحقا وقال إن التاريخ هو 23 سبتمبر/أيلول.
إعلانلم ينته العالم، ومن هنا تم ابتكار تبريرات إضافية، وفي هذا السياق، ادعى ميد أنه استخدم هندسة أهرامات الجيزة للتنبؤ بالموعد الدقيق لوصول كوكب مدمر إلى الأرض، الأمر الذي أدخل الحضارة المصرية القديمة في الحكاية.
في هذا السياق، ربط بعض منظري المؤامرة حول العالم بين الأجرام المجنحة في صور ناسا ورمز "الشمس المجنحة" في النقوش المصرية القديمة، والذي يظهر أجنحة حورس، الذي يمثل السلطة المطلقة لإله الشمس.
جاء ذلك كله في سياق خرافة علمية شهيرة تدعي اقتراب جرم أو كوكب ضخم من الأرض بغرض تدميرها، إذ قال زكريا سيتيشن، وهو كاتب أميركي من أصول روسية قبل نحو 20 سنة، إن الفضائيين زاروا الأرض قبل آلاف السنين، وأخبروا السومريين بأسرار علم الفلك، ومنها أن كوكبا يدعى "نيبيرو" يقترب من الأرض وقد يصطدم به قريبا، وفقا لتفسير سيتيشن للنصوص الدينية القديمة لبلاد ما بين النهرين، فإن نيبيرو يمر كل 3600 عام.
كان سيتيشن يرى أن الكائنات الفضائية هي من وضعت البشر على سطح الأرض، وأن آلهة بلاد ما بين النهرين القديمة كانوا رواد فضاء من كوكب "نيبيرو".
خرافة نيبرومع انتشار الإنترنت، انتقلت هذه الخرافات العلمية إلى العالم العربي، وتحول "كوكب نيبرو" إلى أسماء أخرى، مثل "النجم الطارق" و"كوكب سقر"، بغرض جمع اهتمام الناس.
ومن وجهة نظر فلكية، لا يمكن أن يقترب أحد الكواكب بهذا الشكل من الأرض من دون أن ندرك وجوده، حيث سيكون منيرا في السماء لعدة أشهر أو حتى سنوات قبل وصوله، مثلما تفعل كواكب مثل المشتري أو زحل طوال العام.
يعني ذلك أن كوكب نيبرو كان ليُرى في تلسكوبات هواة الفلك في العالم أجمع، وليس الوكالات الفضائية فقط، فأي شخص يمتلك تلسكوبا متوسطا، مثل كاتب هذا الكلام وآلاف مثله في الوطن العربي فقط، يمكن ببساطة أن يلاحظ وجوده.
من جانب آخر، فإن مرور كوكب كبير نسبيا بين الكواكب الأخرى كان ليؤثر بوضوح شديد في مداراتها، بحيث يتمكن الفلكيين وهواة الفلك في كل العالم من ملاحظة ذلك من مسافات بعيدة جدا، وبالتالي فإن "نيبيرو" من المؤكد أنه ليس حتّى ضمن الكواكب الثمانية للمجموعة الشمسية.
إعلان