«الريمونتادا» ليست معتادة في نهائي كأس الخليج!
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
عاد منتخب البحرين من تأخره المبكر أمام شقيقه العُماني بهدف، ليفوز في الدقائق الأخيرة بهدفين، ويُتوّج بالكأس، صانعاً «ريمونتادا تاريخية»، لم تعرفها المباريات النهائية في كأس الخليج بهذه الصورة، إذ نجح «الأحمر» البحريني في تحويل الخسارة إلى فوز خلال آخر 12 دقيقة فقط من المباراة، ليتصدر مشهد «ريمونتادا التتويج»، وهو أمر ليس معتاداً عبر تاريخ «خليجي»!
وقبل نهائي «خليجي 26»، كانت المباراة النهائية الوحيدة، بالمعنى المعروف، التي شهدت مثل هذه العودة عبر تاريخ البطولة الخليجية، قد أقيمت في نُسخة «خليجي 22» عام 2014، عندما تقدّم السعودية بهدف، قبل أن يُحوّل نظيره القطري النتيجة أيضاً إلى فوز 2-1، لكن وقتها لم تكن «جرعة الدراما» مرتفعة، مثلما حدث في البطولة الكويتية الأخيرة، إذ سجّل «الأخضر» هدفه في الدقيقة 16، واحتاج «العنابي» إلى دقيقتين فقط لإدراك التعادل، ثم أحرز هدف الفوز في رُبع الساعة الأول من الشوط الثاني.
وبعيداً عن المباريات النهائية في نظام المجموعتين، فإن المباراة الختامية في «خليجي 15» كانت أشبه بموقعة نهائية حاسمة، جمعت السعودية وقطر أيضاً آنذاك، حيث كان «العنابي» متقدماً في ترتيب الدوري، بل إنه بدأ بالتسجيل في مرمى «الأخضر» خلال آخر مباريات البطولة، لكن «الريمونتادا» التي حققها المنتخب السعودي كانت أقل «إثارة»، بعدما انتهى الأمر كله في الشوط الأول، بتقدم «العنابي» بهدف في الدقيقة 25، ثم رد «الأخضر» بـ «ثُلاثية» متتالية في الدقائق 33 و39 و45، ليحصد اللقب.
وإجمالاً، كان البادئ بالتسجيل في المباراة النهائية هو الفائز دائماً باللقب، وحدث ذلك في بطولات 1974 و1976 عبر المنتخب الكويتي، بانتصارين كبيرين 4-0 و4-2 على حساب السعودية ثم العراق، وكذلك كان الأمر مع فوز «الأزرق» 1-0 أمام «الأخضر» عام 2010، وانتصار الإمارات على عُمان والبحرين على السعودية، بالنتيجة نفسها، في بطولتي 2007 و2019، وحتى المباريات النهائية التي حسمتها ركلات الترجيح بعد التعادل الإيجابي 1-1، في 1984 و2004، نجح العراق وقطر في الفوز باللقبين، وكلاهما كان المُتقدم بالهدف الأول خلال وقت المباراة.
ورغم بعض الإثارة التي شهدتها نُسختا «خليجي» 21 و25، إلا أن «الريمونتادا» لم تكتمل في أي منهما، حيث فاز «الأبيض» عام 2013، بعد تقدمه أولاً، ولم ينجح «أسود الرافدين» في قلب الطاولة، بينما نجح الأخير في إيقاف عودة «الأحمر» عام 2023 بصعوبة، في اللحظات الأخيرة من عُمر الوقت الإضافي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس الخليج العربي خليجي 26 الكويت البحرين عمان الإمارات السعودية العراق قطر
إقرأ أيضاً:
منتخب المغرب يواصل كتابة التاريخ ويتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم للشباب
واصل منتخب المغرب للشباب تحت 20 عامًا مسيرته التاريخية في بطولة كأس العالم للشباب 2025، بعد أن حقق فوزًا مستحقًا على منتخب الولايات المتحدة الأمريكية بنتيجة 3-1 في اللقاء الذي جمعهما مساء السبت، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من البطولة، ليحجز بذلك بطاقة العبور إلى الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخه.
إنجاز تاريخي جديد للكرة المغربية
بهذا التأهل، ينجح أشبال الأطلس في تحقيق إنجاز غير مسبوق للكرة المغربية على مستوى الفئات العمرية، إذ لم يسبق لأي منتخب مغربي تحت 20 عامًا أن وصل إلى المربع الذهبي في المونديال، ليواصل بذلك المنتخب الشاب السير على خطى أسود الأطلس الكبار الذين أبهروا العالم في مونديال قطر 2022 عندما بلغوا نصف النهائي لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية.
ويُعد هذا التأهل شهادة جديدة على تطور منظومة كرة القدم المغربية، التي أثبتت قدرتها على إنتاج أجيال متعاقبة من اللاعبين القادرين على المنافسة في كبرى المحافل الدولية. فمن تألق المنتخب الأول في كأس العالم الأخيرة، مرورًا بتألق المنتخب المحلي في البطولات القارية، وصولًا إلى صعود المنتخب الشاب إلى نصف نهائي كأس العالم، تبرهن الكرة المغربية اليوم على أنها تعيش عصرها الذهبي بامتياز.
تفاصيل المباراة: تفوق مغربي من البداية للنهاية
دخل المنتخب المغربي المباراة بثقة عالية وحماس كبير، مستفيدًا من الانسجام بين لاعبيه وروح الجماعة التي ميزت أداءه طوال البطولة.
وجاء الهدف الأول لأشبال الأطلس في الدقيقة 31 عبر اللاعب ياسر الزابيري، الذي استغل تمريرة متقنة من الجهة اليمنى ليضع الكرة ببراعة في شباك الحارس الأمريكي، معلنًا عن تقدم مستحق للمغرب.
لكن المنتخب الأمريكي تمكن من العودة في النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، بعدما احتسب الحكم ركلة جزاء لصالحهم ترجمها المهاجم الأمريكي بنجاح إلى هدف التعادل، لينتهي الشوط الأول بنتيجة 1-1 وسط إثارة كبيرة من الجانبين.
وفي الشوط الثاني، واصل المغاربة ضغطهم الهجومي بحثًا عن هدف التقدم، وهو ما تحقق بالفعل في الدقيقة 67، حينما جاء الهدف الثاني للمغرب من نيران صديقة، بعد محاولة فاشلة من المدافع الأمريكي لإبعاد كرة عرضية لتسكن شباك فريقه، مانحة التقدم مجددًا لأشبال الأطلس.
ولم يكتفِ المنتخب المغربي بالهدف الثاني، بل واصل اندفاعه الهجومي حتى تمكن اللاعب جسيم ياسين من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 78، بعد خطأ فادح من حارس المرمى الأمريكي الذي فشل في التعامل مع كرة مرتدة، ليضع ياسين الكرة في الشباك بسهولة ويؤمن الفوز التاريخي للمغرب.
المغرب في نصف النهائي لأول مرة في تاريخه
بهذا الفوز، ضرب المنتخب المغربي موعدًا في نصف نهائي كأس العالم للشباب مع الفائز من مواجهة فرنسا والنرويج، في لقاء مرتقب سيحظى بمتابعة جماهيرية واسعة داخل المغرب وخارجه.
ويأمل أشبال الأطلس في مواصلة الحلم والوصول إلى المباراة النهائية، لتحقيق إنجاز جديد يُضاف إلى سجل النجاحات المتتالية التي تعيشها الكرة المغربية في السنوات الأخيرة.
امتداد لملحمة قطر 2022
اللافت في هذا التأهل أنه جاء في ظروف مشابهة للرحلة المذهلة التي عاشها المنتخب المغربي الأول في كأس العالم بقطر 2022، حينما أطاح بكبار المنتخبات الأوروبية ووصل إلى نصف النهائي في إنجاز تاريخي غير مسبوق. واليوم، يعيد الجيل الشاب كتابة نفس السيناريو، بل وبنفس الروح القتالية والانضباط التكتيكي الذي أصبح سمة من سمات كرة القدم المغربية الحديثة.
منظومة احترافية وثمار عمل طويل الأمد
ويرى المراقبون أن هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة مشروع كروي وطني بدأ منذ سنوات، بفضل استراتيجية الاتحاد المغربي لكرة القدم بقيادة فوزي لقجع، الذي وضع أسسًا واضحة لتطوير المواهب الشابة عبر أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وهي التي خرجت العديد من النجوم الذين يمثلون المغرب حاليًا في مختلف المنتخبات.
كما أن الدور الكبير الذي لعبه الجهاز الفني بقيادة المدرب المغربي الشاب في البطولة لا يمكن تجاهله، إذ نجح في خلق توازن بين الأداء الدفاعي الصلب والفعالية الهجومية، مع الاعتماد على روح الفريق بدلاً من النجم الأوحد، وهو ما جعل المنتخب يبدو متماسكًا ومقاتلاً حتى اللحظات الأخيرة في كل مباراة.
إشادة جماهيرية واسعة وتفاؤل بالمستقبل
وعقب نهاية اللقاء، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الفخر والإشادة بأداء اللاعبين، حيث اعتبر الجمهور المغربي أن هذا الجيل هو امتداد طبيعي لنجاح المنتخب الأول، وأن الكرة المغربية تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كقوة كروية في القارة الإفريقية والعالم.
الجماهير، من الدار البيضاء إلى مراكش، خرجت تحتفل بهذا التأهل التاريخي، مرددة الأهازيج الوطنية التي باتت تُسمع في كل المحافل الرياضية العالمية، وسط حالة من الفخر العارم بما يقدمه هؤلاء الشباب من أداء رجولي ومستوى راقٍ.
نحو إنجاز تاريخي جديد
بهذا الأداء الرائع، يواصل منتخب المغرب للشباب كتابة فصول جديدة من المجد الكروي المغربي، مؤكدًا أن المستقبل مشرق للكرة المغربية، وأن الحلم بالمجد العالمي لم يعد بعيدًا.
فالطموح الآن لا يقف عند حدود نصف النهائي، بل يمتد نحو التتويج باللقب العالمي، في إنجاز سيكون غير مسبوق في تاريخ الكرة العربية والإفريقية.