هكذا عبر المغاربة عن فرحتهم بوقف إطلاق النار وانتصار المقاومة بغزة
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
الدار البيضاءـ تعمّ شوارع المغرب وساحاته فعاليات حاشدة منذ أمس الأول الجمعة، احتفالا بوقف إطلاق النار في غزة، بعد سنتين من العدوان والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، والتي لم يتوقف خلالها حراك المغاربة أسبوعا واحدا، تعبيرا عن رفضهم للإبادة والتطبيع، ودعما للمقاومة الفلسطينية.
وخرج الآلاف في قرابة 60 مدينة مغربية، بينها وجدة وتطوان وسطات ومراكش، حيث نظمت تظاهرات شعبية احتفالية شملت توزيع الحلوى وإطلاق الألعاب النارية، وترديد تكبيرات العيد، والتجول بالسيارات مع الأعلام والأهازيج الفلسطينية.
وفي الدار البيضاء غطت ألوان العلم الفلسطيني ساحة رئيسية في درب السلطان، بينما برزت لوحة كبيرة تظهر مقاتلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بطائرة "العبور" وهم يجرون جنديا إسرائيليا، على أحد المباني المطلة على الساحة التي امتلأت بالحشود لحضور مهرجان خطابي احتفالا بما عدوه انتصارا للمقاومة.
وقال أبو بكر الونخاري، عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع للجزيرة نت إن المقاومة استطاعت الصمود، مشيرا إلى أنها "لم تنكسر، بل انتصرت وفرضت شروطها على الاحتلال".
وأوضح الونخاري أن إسرائيل لم تحقق أيا من أهدافها التي أعلنت عنها قبل سنتين، بما فيها تدمير البنية التحتية لحركة حماس، وتهجير الغزيين وتحرير الأسرى وذلك "رغم جبروت سلاحها وقوة نارها"، وأضاف "بل على العكس، خضعت لشروط المقاومة التي فرضت إرادتها، واضطرت إلى التحاور والتفاوض معها".
وتابع "لذلك نحن اليوم سعداء"، معبرا عن فخر الشعب المغربي وابتهاجه بما حققته المقاومة في غزة.
وهتف المشاركون خلال الفعالية بشعارات تدعم المقاومة الفلسطينية، وتبارك لأهالي غزة وقف إطلاق النار، من قبيل "غزة انتصرت رغم الإبادة"، و"حيوا غزة حيوا الكتائب".
إعلانكما حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية إلى جانب صور أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، وعدد من قادة حركة (حماس) الشهداء، مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف.
وأمام منصة كبيرة كتب عليها "الشعب المغربي يشارك الشعب الفلسطيني فرحة انتصار المقاومة"، إلى جانب شعارات فصائل المقاومة الفلسطينية، جلست الحشود وهي تتابع فقرات المهرجان التي تنوعت بين خطابات سياسية ومشاركات فنية، قبل أن تختتم الفعالية بإطلاق الألعاب النارية.
أما طنجة، فشهدت مسيرة ليلية حاشدة انطلقت من ساحة الأمم تحت شعار "غزة تنتصر على الكيان والخذلان"، وعبر المشاركون عن احتفالهم بوقف إطلاق النار في غزة، ملوحين بأعلام فلسطين ومردّدين شعارات داعمة للشعب الفلسطيني.
ويرى محمد حامي الدين، المسؤول الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بطنجة أنه لابد من الاحتفاء بوقف إطلاق النار "بمسيرة تخلد هذا الإنجاز"، مشيرا إلى أنه رغم الفاتورة الباهظة التي دفعتها غزة، "تؤكد المقاومة أن ما يأخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة"، واعتبر أن "هذا الانتصار مرحلة من مراحل طويلة في مسار التحرير".
وأكد حامي الدين للجزيرة نت أن هذه المسيرة إعلان انتصار واستمرار، وقال "لن نتوقف عن دعم إخواننا في غزة، وإذا ما توقفت الحرب غدا، فستبقى أمامنا معركة كبرى لإعادة الإعمار، ولمواءمة الجراح، ومساعدة أهل غزة على النهوض من جديد".
من جانبه، أشار محمد بنجلول منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة في طنجة إلى أن الانتصار "ليس معيارا يقاس بعيون من يدعم الكيان أو من يفرض مقاييسه"، بل معياره، هو أن المقاومة صمدت لمدة عامين في وجه آلة تدمير بدعم سياسي ولوجستي وعسكري غربي.
وأكد بنجلول على أن صمود المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة، رغم النزوح المتكرر والمعاناة الشديدة، هو بحد ذاته انتصار إرادة، في الوقت الذي انهزم فيه العدو أمام تكاليف إستراتيجية باهظة دفعتها صورته ومكانته العالمية التي اهتزت هزة عنيفة.
وتحت شعار "غزة انتصرت"، خرج المغاربة في أكثر من 110 مظاهرات في 58 مدينة -يوم الجمعة- احتفالا بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة.
وأفادت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، في تصريح خصت به الجزيرة نت، أن عدد الفعاليات التي نظمتها الهيئة وحدها حتى الآن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة بلغ أكثر من 10 آلاف و500 مظاهرة ومسيرة، طالبت بوقف العدوان على قطاع غزة.
وقال محمد الرياحي الإدريسي، الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إنه يحق للشعب المغربي أن يفتخر بما قدّمه طيلة معركة طوفان الأقصى "من هبّة تضامنية غير مسبوقة"، مشيرا إلى أنه لم يتوقف عن التظاهر في أكثر من 60 مدينة مغربية "خرج أهلها ليعبروا عن رفضهم لمسلسل القتل والتجويع والتهجير".
إعلانوشدد الرياحي في حديث للجزيرة نت على أن القضية الفلسطينية "استطاعت أن توحد مختلف الأطياف والهيئات الداعمة لها، باعتبارها قضية جامعة وموحدة لكل القوى الحية في الوطن"، كما أن المغاربة أكدوا استعدادهم الدائم، بحسب المتحدث "للدفاع عنها، رغم ما يعيشونه من معاناة داخلية وتحديات اقتصادية واجتماعية".
وفي ظل هذه الاحتفالات، يسود جو من الحذر، إذ يرى حامي الدين أنه لا بد من "الإقرار بأن هذا الإنجاز قد يتعرض لنكسات".
من جانبه، قال الونخاري "أعيننا مفتوحة على الاتفاق، وعلى ما بعد الاتفاق"، داعيا المغاربة وكل الأحرار إلى أن يكونوا يقظين لأن "الصهاينة لا عهد ولا وفاء لهم، ولا يلتزمون بالمواثيق".
كما نبه الونخاري إلى أن هذه المناسبة تشكل فرصة مغربية لوقف اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وقال "المجازر والمآسي التي استمرت لعامين توجب على النظام السياسي قطع علاقاته معها فورا"، وأضاف "غزة دمرت، وشُرّد أهلها، وقتل أطفالها ونساؤها، ماذا ننتظر؟".
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس الماضي عن توصل حركة (حماس) وإسرائيل إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وذلك بعد 4 أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة مصر وقطر وتركيا.
ودعت الخارجية المغربية -في هذا الصدد- إلى التنفيذ الكامل للاتفاق "بما يسمح بحفظ الأرواح، وإطلاق سراح الرهائن والسجناء، ودخول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وكاف، وبدء عملية إعادة الإعمار، وفتح آفاق حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات بوقف إطلاق النار إطلاق النار فی إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
شهداء وجرحى بغزة وسط تجويع وأزمة صحية وتقييد للمساعدات
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة الضحايا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بلغت 240 شهيدا و607 مصابين، بينهم 4 شهداء و7 جرحى خلال أمس الاثنين.
كما وثقت مصادر طبية استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخر بنيران الاحتلال، أحدهم في جباليا شمالي قطاع غزة والآخر في منطقة الشعف بحي التفاح شمال شرقي مدينة غزة، داخل ما يعرف بـ"الخط الأصفر" الخاضع لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي يمنع الفلسطينيين من دخول مناطقهم لتفقد منازلهم.
وفي سياق الانتهاكات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي طوال ساعات الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء عمليات نسف واسعة في أحياء سكنية شرقي مدينة خان يونس، تزامنا مع قصف مدفعي وغارات جوية بأكثر من 5 صواريخ شكّلت "حزاما ناريا" امتد على طول الشريط الشرقي للمدينة.
كما اعتقلت البحرية الإسرائيلية 5 صيادين فلسطينيين قبالة سواحل غزة، بعد مهاجمة مراكبهم وإجبارهم على النزول إلى المياه دون ملابس، قبل اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
ويأتي ذلك رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي لم يمنع إسرائيل من مواصلة ملاحقة الصيادين وحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد.
استمرار المجاعة
على الصعيد الإنساني، حذّر رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، من استمرار المجاعة في القطاع، مشيرا إلى أن المساعدات التي تدخل لا تغطي سوى 20 إلى 30% من الاحتياجات الأساسية.
كما أكد برنامج الأغذية العالمي أنه وبعد 3 أسابيع من وقف إطلاق النار في القطاع فإن مليون شخص فقط تلقوا مساعدات غذائية، رغم أن العدد المستهدف يبلغ 1.6 مليون، موضحا أنه مع قلة الإمدادات الغذائية حصلت كل أسرة من الأسر المستهدفة على سلة غذائية واحدة كل 10 أيام.
وأشار إلى أن تشغيل معبرين فقط يعيق توسيع نطاق المساعدات، خاصة إلى شمال القطاع، حيث تغلق المعابر الشمالية وتضطر القوافل لسلوك طرق صعبة وبطيئة من الجنوب، مؤكدا الحاجة إلى فتح كافة المعابر لمواصلة توسيع نطاق المساعدات.
إعلانوفي ظل هذه الظروف، قالت نائلة عكرمي، رئيسة اللجنة العالمية لدعم القدرات التابعة للاتحاد العالمي للمدن، إن المنظمات الدولية تواجه صعوبات كبيرة في تقديم الدعم، وناشدت، في مقابلة مع الجزيرة، قادة العالم التدخل العاجل وتسهيل دخول فرق الإغاثة إلى القطاع وتمكينها من تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية.
كما اعتبرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق النازحين، باولا غافيريا بيتانكور، أن منع المساعدات عن غزة يمثل "عقابا جماعيا" وليس مسألة أمنية، مطالبة بإزالة العراقيل أمام إيصال الإغاثة، وأكدت في لقاء مع الجزيرة أن وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون فعليا.
أزمة بيئية وصحية
ويواجه سكان غزة، على الصعيدين البيئي والصحي، أزمة خطيرة مع تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين خيام النازحين، نتيجة تدمير أكثر من 700 ألف متر من شبكات الصرف الصحي، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
كما أشار المكتب إلى أن الاحتلال دمر نحو 90% من البنية التحتية والمنشآت والمنازل، محذرا السكان من تفاقم الأزمة مع اقتراب فصل الشتاء، وانتشار الأوبئة والأمراض الجلدية والمعوية الناتجة عن تسرب المياه الملوثة إلى أماكن الإيواء.
ولا تزال حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة جارية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 رغم اتفاق وقف إطلاق النار، حيث ارتكب جيش الاحتلال نحو 200 انتهاك للاتفاق وتسبب منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي باستشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين إلى جانب نسف وتدمير العديد من المباني السكنية.
وقد خلّفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة 68 ألفا و865 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و670 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، مع تكلفة إعادة إعمار قدّرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.