بغداد اليوم - ظهران 

حذر المحلل السياسي الإيراني البارز علي رضا مجيدي، اليوم الأحد (5 كانون الثاني 2025)، من إقدام الحكومة العراقية على حل الحشد الشعبي الذي تشكل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وحفظ النظام السياسي والأمن في البلاد عام 2014.

وقال مجيدي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" هناك ضغوطًا أمريكية وغربية على حكومة بغداد لحل الحشد الشعبي أو دمجه في القوات الأمنية العراقية، وإذا تم حل الحشد الشعبي، فقد يعاني العراق من نفس مصير سوريا، لذلك يبدو أن النهج الأفضل لإيران هو ترك هذا الأمر للعراقيين أنفسهم".

وأشار إلى أن "التغيرات الكبيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وسقوط حكومة بشار الأسد، أثرت بشكل كبير على المعادلات السياسية والأمنية في المنطقة، ومع صعود أحمد الشرع الملقب بأبي محمد الجولاني كزعيم لهيئة تحرير الشام، لم يعد هذا التنظيم لاعباً مهماً على الساحة السورية فحسب، بل يمكن أن يشكل تحدياً خطيراً لجيرانه وخاصة العراق، وخاصة في الظروف التي يمر بها العراق".

وأضاف، انه "مع الأخذ في الاعتبار الفرضيات العديدة التي ميزت التفاعلات الأخيرة في سوريا، فمن المحتمل أن تتأثر العلاقات بين طهران وبغداد بهذه التطورات، فإيران، باعتبارها أحد الداعمين الرئيسيين لحكومة بشار الأسد ومحور المقاومة، حاولت وتحاول الحفاظ على نفوذها في العراق كدولة ذات أغلبية شيعية، حيث يتواجد جزء من المقاومة، ولكن التغيرات السياسية في سوريا يمكن أن تعني تغييراً في معادلات القوة في العراق".

وأوضح "إن الادعاءات حول رسالة واشنطن السرية إلى بغداد بشأن حل الحشد الشعبي العراقي، يمكن أن تزيد المعادلات تعقيداً؛ وهي رسالة مزعومة لم يتم التأكد منها بعد، لكن يقال إنها كانت أحد أسباب زيارة محمد شياع السوداني إلى طهران. 

وإلى جانب ذلك، زعمت مجموعة من المصادر المطلعة أيضاً أن السوداني تشاور مع الاطار التنسيقي الشيعي الداعم لإيران بشأن حل الحشد الشعبي التي يشار إليها بأنها العمود الفقري للجيش العراقي وعائق خطير أمام الجهود الإرهابية".

وتابع الخبير الإيراني، ان" المشاورات لم تثمر، لأن الحشد الشعبي مهم للعراقيين، والتشاور فيه خط أحمر. ولذلك ترى بعض الجماعات أن السوداني في وضع معقد، وعليه إما مقاومة الضغوط الخارجية أو الاستعداد لمواجهة التوترات الداخلية، ويمكن أن تؤدي التطورات في بلاد الشام أيضًا إلى تهديدات أمنية للعراق ولحكومة السوداني، خاصة بسبب الحدود المشتركة بين الطرفين والجماعات المتطرفة التي تبقى سلبية وتبحث عن فرصة للعودة إلى السلطة".

وتابع "يبدو أن الحل الأفضل لإيران هو عدم الدخول في هذه المعادلة. لأنه في كل هذه السيناريوهات فإن اتهام الحشد الشعبي أو فصائل المقاومة بالتبعية لإيران يضعها في موقف ضعيف".

وبين مجيدي، أن"الحقيقة هي أن وجود الحشد الشعبي كضامن للمقاومة ضد التجاوزات الأمريكية في العراق أمر لا يمكن إنكاره، والعراق بلد، بحسب وزير خارجيته، لا يتمتع باستقلال كامل. كما ذكر فؤاد حسين أن العراق يفتقر إلى الاستقلال الكامل وقارن بطريقة ما هذا الوضع بعهد صدام وقال إن هذه الأوضاع ستستمر الآن وفي المستقبل".

وكانت مصادر سياسية كشفت، يوم السبت (21 كانون الثاني 2024)، عن رفض المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، اصدار فتوى لحل الحشد الشعبي بالرغم من الضغوط الغربية التي يتعرض لها العراق.

وقال مصدر مسؤول في حديث لصحيفة "الاخبار" اللبنانية، إن "الحكومة العراقية تلقّت، أكثر من مرة، طلبات من أطراف دولية وإقليمية لحلّ الحشد الشعبي وتسليم الفصائل المسلحة سلاحها للدولة".

وأضاف ان "الزيارة الثانية لممثل الأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، إلى المرجع الديني الأعلى في النجف، السيد علي السيستاني، كانت بهدف الطلب منه إصدار فتوى لتفكيك الحشد الذي تأسس بفتوى منه، أو دمجه مع الوزارات الأمنية، ليرفض الأخير استقباله".

مصدر من الحكومة العراقية، قال لـ"الاخبار"، إن "رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، يتعامل مع جميع الأطراف من أجل تخفيف الصراع الأيديولوجي، وخاصة بعد طوفان الأقصى وما تلاه من أحداث في سوريا وسقوط النظام".

وأوضح أن "قضية حلّ الحشد وتفكيك الفصائل رغبة غربية ليست جديدة، ولا سيما من جانب الولايات المتحدة التي دائماً ما تعبّر عن انزعاجها من الفصائل كونها مدعومة إيرانياً أو تنفّذ سياسة طهران في المنطقة".

وأشار الى أن "السوداني دائماً ما يشدّد على عدم تدخل الحشد الشعبي في الصراعات الداخلية والإقليمية وحتى عند أحداث غزة ولبنان، أُبعد الحشد عنها تماماً، لكنّ هناك أطرافاً دولية وإقليمية تعتبر أن الفصائل تهدّد مصالحها وتتحكم بها إيران".

أما المصدر الثالث، قال إن "السيستاني استقبل الحسان فعلاً في زيارة أولى، جرت خلالها مناقشة الأوضاع في المنطقة ومصلحة العراق، بينما في الزيارة الثانية، التي أجريت قبل أيام وبعد نحو شهر على الأولى، لم يستقبله المرجع الأعلى بل ابنه السيد محمد رضا، وهذا ما يبيّن أنه فعلاً كان هناك طلب بخصوص حل الحشد، وعدم استقباله هو بمثابة الرفض لذلك الطلب".

 وحلّ الحسان في الرابع من تشرين الثاني الماضي ضيفاً على السيستاني، إثر الأحداث والتحوّلات التي عاشتها المنطقة. وحينها، شدد المرجع على وحدة الصف العراقي وحصر السلاح بيد الدولة والابتعاد عن لغة الحروب، وهو ما فسّره ناشطون ومحلّلون سياسيون على أنه إشارة إلى الفصائل بوقف عملياتها العسكرية التي أحرجت الحكومة العراقية.

 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الحکومة العراقیة حل الحشد الشعبی فی العراق یمکن أن

إقرأ أيضاً:

صحوة داعش ما نرى؟ تحذيرات أمنية من عودة التنظيم إلى سوريا والعراق

في خضم التحولات السياسية والأمنية المتسارعة في الشرق الأوسط، يحذّر مسؤولون أمنيون وسياسيون من أن تنظيم "داعش" قد يجد في سقوط نظام بشار الأسد فرصة للعودة إلى سوريا والعراق. ويثير هذا الاحتمال قلقًا متزايدًا في العواصم المعنية، لا سيما في ظل تصاعد مؤشرات إعادة تفعيل خلاياه النائمة. اعلان

وبحسب تقرير لوكالة "رويترز" استند إلى أكثر من 20 مصدرًا، من ضمنهم مسؤولون أمنيون وسياسيون من سوريا والعراق والولايات المتحدة وأوروبا، إضافة إلى دبلوماسيين في المنطقة، فإن التنظيم المتشدد قد بدأ بإعادة تحريك خلاياه النائمة داخل سوريا والعراق، حدد أهدافًا عملياتية، ووزّع أسلحة، وكثّف من حملات التجنيد والدعاية.

ورغم أن معظم من تحدثوا للوكالة لا يعتقدون أن عودة داعش إلى مستويات سيطرته السابقة وشيكة، إلا أنهم حذروا من تجاهل هذا السيناريو تمامًا، مشيرين إلى مرونته التي عُرف بها على مدى السنوات الماضية وقدرته على استغلال الفجوات الأمنية لإعادة ترتيب صفوفه.

إعادة تنشيط الخلايا النائمة

أكد مسؤولان أوروبيان للوكالة أن أجهزة الاستخبارات رصدت، لأول مرة منذ سنوات، مؤشرات على انتقال عدد محدود من المقاتلين الأجانب من أوروبا إلى سوريا مؤخرًا، إلا أن انتماء هؤلاء إلى "داعش" أو جماعات أخرى لا يزال غير واضح.

في سوريا، صرّح وزير الداخلية أنس خطاب الأسبوع الماضي بأن التنظيم يُعدّ من أبرز التحديات التي تواجهها البلاد حاليًا. ووفقًا لثلاثة مصادر أمنية وثلاثة مسؤولين سياسيين سوريين، فإن داعش شرع، منذ سقوط نظام الأسد، في تنشيط خلاياه النائمة، وتحديد أهداف محتملة، وتوزيع أسلحة وكواتم صوت وعبوات ناسفة. كما بدأ بنقل عناصره من مناطق البادية التي تعرضت لغارات جوية إلى مدن كحلب وحمص ودمشق.

أما في العراق، فقد رصدت الاستخبارات الجوية والميدانية تحركات متزايدة لعناصر التنظيم في جبال حمرين شمال البلاد – وهي منطقة تُعد ملاذًا تقليديًا له – وعلى امتداد طرق استراتيجية، بحسب ما أفاد به مستشار القوات الأمنية العراقية، علي السعيدي. وتشير التقديرات العراقية إلى أن التنظيم استولى على كميات كبيرة من الأسلحة التي تركتها قوات النظام السوري، مع مخاوف من تهريب بعضها إلى داخل الأراضي العراقية.

سيارة تمرّ بجانب علم لتنظيم الدولة الإسلامية في وسط مدينة راوة، العراق، في 22 تموز/ يوليو 2014.Uncredited/ AP

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في كانون الثاني/ يناير إن بغداد على تواصل مستمر مع دمشق بشأن التهديد المتجدد للتنظيم، الذي "ينمو وينتشر في مزيد من المناطق". وأضاف: "نأمل أن تكون سوريا مستقرة وألا تتحول إلى ملاذ للإرهابيين، وخصوصًا مقاتلي داعش".

وتقدّر الأمم المتحدة عدد مقاتلي التنظيم المتشدد في سوريا والعراق بما يتراوح بين 1,500 و3,000 مقاتل، فيما تتركز فروعه الأكثر نشاطًا حاليًا في إفريقيا، وفقًا لبيانات صادرة عن مجموعة "سايت" الاستخباراتية. أما وزارة الدفاع الأمريكية، فتعتبر عبد القادر مؤمن، قائد فرع التنظيم في الصومال، زعيمه الحالي، حسبما صرّح به مسؤول دفاعي بارز في نيسان/ أبريل الماضي.

لكن ريتا كاتز، مديرة "سايت"، حذّرت من اعتبار انخفاض هجمات التنظيم في سوريا دليلًا على ضعفه، معتبرة أنه "من الأرجح أنه دخل مرحلة إعادة تموضع استراتيجي".

إحباط مخططات إرهابية

حتى اللحظة، لا تزال نتائج هذه التحركات محدودة على الأرض، إذ أفاد عناصر أمنيون في سوريا والعراق – ممن يتابعون أنشطة داعش منذ سنوات – بأنهم تمكنوا من إحباط ما لا يقل عن 12 مخططًا كبيرًا خلال العام الحالي.

أحد أبرز هذه العمليات وقع في كانون الأول/ ديسمبر، مع تقدم فصائل المعارضة نحو العاصمة دمشق وسقوط نظام الأسد. ففي تلك الفترة، أرسل قادة التنظيم المتحصنون قرب الرقة – التي كانت ذات يوم عاصمة "الخلافة" – مبعوثَين إلى العراق لتنفيذ عمليات هجومية، بحسب خمسة مسؤولين عراقيين معنيين بمكافحة الإرهاب. وتم توقيف المبعوثين عند حاجز شمالي البلاد في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر، بينما كانا يحملان تعليمات شفهية لشن هجمات.

Relatedالعراق يعلن مقتل "أبو خديجة" القيادي البارز في داعش ومن أخطر الإرهابيين في العالمفرنسا: المؤبد بحق مهدي نموش سجّان داعش المتهم باحتجاز رهائن غربيين في سورياعشية زيارة ترامب.. قطر تبحث في سوريا عن رفات أمريكيين قتلهم داعش قبل عقد

وبعد 11 يومًا، تتبّعت قوات الأمن العراقية أحد المشتبه بهم، الذي كان يخطط لتنفيذ تفجير انتحاري داخل مطعم مكتظ في بلدة داقوق شمالي العراق، وتمكنت من قتله قبل أن يفجر حزامه الناسف.

من جانب آخر، أشار مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية ومتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي لـ"رويترز" إلى أن داعش بات في أضعف حالاته داخل سوريا والعراق، ولم يعد يسيطر على أي أراضٍ منذ أن تم طرده من آخر معاقله عام 2019 على يد التحالف الدولي وشركائه المحليين.

وتتزامن تحركات التنظيم مع مرحلة سياسية شديدة الحساسية في سوريا، حيث يسعى الشرع إلى توحيد بلد مزقته 13 عامًا من الحرب الأهلية، ودمج فصائل المعارضة السابقة تحت مظلة الدولة. وتفتح الفوضى الحاصلة الباب أمام التنظيم لإعادة التموضع، مستغلًا هشاشة المرحلة الانتقالية وغياب الاستقرار السياسي والأمني الكامل.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • أبرز الشخصيات التي فقدتها إيران اليوم
  • صحوة داعش ما نرى؟ تحذيرات أمنية من عودة التنظيم إلى سوريا والعراق
  • السوداني لسفراء دول الاتحاد الأوروبي:الحشد الشعبي تحت سيطرتي والعراق مستقر أمنيا!!
  • رصد تشويش لنظام GPS على الحدود العراقية الإيرانية
  • الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية: لا صحة لما ورد عن إخلاء السفارة الأمريكية في بغداد
  • قائد القيادة المركزية الأمريكية:لن يستقر العراق بوجود الحشد الشعبي الإيراني الإرهابي
  • حكم القوي على الضعيف..واشنطن:على حكومة السوداني حسم الخلاف بشأن رواتب الإقليم
  • العراق يدين حادثة إطلاق النار في مدرسة بالنمسا لكنه لن يدين عمليات قتل المواطن العراقي على يد الحشد الشعبي الإرهابي
  • السوداني يستذكر أكبر انتكاسة واجهتها الدولة العراقية
  • تحذيرات إيرانية من "فخ استراتيجي" في المباحثات النووية