دار الإفتاء: الاحتفال بميلاد السيد المسيح لا يخالف الإسلام
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
أٌقيمت في مساء اليوم، 6 يناير 2025، احتفالات قداس عيد الميلاد المجيد في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يشارك في الاحتفالات السنوية، وأكد في كلمته على وحدة نسيج الشعب المصري، قائلاً: "إحنا نسيج واحد وبكلم الدنيا كلها من خلالكم".
وفي هذا السياق أكدت دار الإفتاء المصرية في فتواها الرسمية عبر موقعها الإلكتروني لفضيلة المفتي السابق شوقي علام برقم 5855، أنه لا مانع شرعي من المشاركة في الاحتفال بميلاد النبي عيسى ابن مريم عليهما السلام، موضحة أن الإسلام يرسخ قيم التعايش والانفتاح مع أتباع الديانات السماوية، ويعظم القواسم المشتركة بينهم.
الاحتفال دليل على الإيمان بجميع الأنبياء
أوضحت دار الإفتاء أن الإسلام يُؤْمِن بجميع الأنبياء والمرسلين، ويحبهم ويعظمهم، ومنهم السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي يعتبر من أولي العزم من الرسل. وأضافت أن الاحتفال بميلاد السيد المسيح يُعد تعبيرًا عن الفرح بأيام النعم وإظهار آيات الله تعالى، وهو أمر محمود لا يخالف عقيدة المسلمين.
الرد على الادعاءات المرتبطة بالعقائد
وفيما يتعلق بالادعاء بأن الاحتفال بميلاد السيد المسيح يستلزم الإقرار بعقائد أهل الكتاب التي لا تتفق مع الإسلام، ردت دار الإفتاء بأن هذا الادعاء غير صحيح. واستشهدت بقول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾ [آل عمران: 64]، وبآية أخرى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: 46].
كما ذكرت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صلى في بيت لحم، حيث ولد السيد المسيح، تبركًا بالمكان وبمولده المعجز. واستندت إلى روايات واردة عن ثلاثة من الصحابة حول ذلك، مما يؤكد جواز التبرك بآثار الصالحين والأنبياء.
التبرك بالزمان والمكان
وأشارت الفتوى إلى أن الاحتفال بالزمان أولى من التبرك بالمكان، لأن الزمان أكثر التصاقًا بالحدث. واستدلت بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شارك اليهود في صيام يوم عاشوراء، قائلًا: «نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، تعظيمًا لنصر سيدنا موسى عليه السلام.
الإسلام نسق مفتوح للتعايش
أكدت دار الإفتاء أن الإسلام دين مفتوح يؤمن بالتعايش وحسن المعاملة مع أتباع الديانات الأخرى. وأوضحت أن الاحتفال بميلاد السيد المسيح لا يمثل أي مخالفة شرعية، بل يعكس احترام المسلمين للرسل والأنبياء كافة.
خلاصة الحكم
خلصت الفتوى إلى أن الاحتفال بميلاد السيد المسيح يُعد تعبيرًا عن الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين، وهو مظهر من مظاهر الفرح والاعتراف بنعم الله وآياته. كما أكدت أن الاحتفال بحلول العام الميلادي المؤرخ بميلاد المسيح لا يتعارض مع العقيدة الإسلامية، بل يندرج تحت عموم استحباب تذكر النعم وإظهار الفرح بها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء دار الافتاء المصرية ميلاد المسيح السيسي قداس عيد الميلاد المجيد دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
أفضل دعاء يوم عرفة.. احرص عليه تكن من العتقاء والمجبورين
يُعَدّ يوم عرفة من أعظم أيام السنة عند المسلمين، فهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويقف فيه الحجاج على جبل عرفة، وهو ركن أساسي من أركان الحج.
وقد ورد في فضل هذا اليوم أحاديث كثيرة، منها ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم أن "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده"، وهو ما يدل على عِظم ثوابه وأجره.
كما أن الدعاء فيه مستجاب بإذن الله، وهو من أكثر الأيام التي يُرجى فيها القبول.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ"، لذا يُستحب الإكثار من هذا الذكر العظيم طوال هذا اليوم المبارك، وعلى المسلم أن يغتنم الفرصة فيه بالدعاء لنفسه وأهله، ولقضاء حوائجه، ولجميع المسلمين أحياءً وأمواتاً، وأن يُكثر من الأدعية المأثورة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن هذه الأدعية المباركة:
أفضل دعاء يوم عرفة
"اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ".
"اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ كلِّه عاجلِه، وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ كلِّه عاجلِه، وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ ما سأَلكَ عبدُك، ونَبيُّكَ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ ما عاذ به عبدُك، ونَبيُّكَ وأسأَلُكَ الجنَّةَ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ، وأعوذُ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ، وأسأَلُكَ أنْ تجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيْتَه لي خيرًا".
"اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ".
"رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".
هل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج
اختلف العلماء في هذه المسألة، إلا أن القول الراجح هو أن دعاء يوم عرفة مستجاب، ويشمل غير الحجاج، وخاصة في طلب العفو والمغفرة من الله سبحانه وتعالى. وقد رُوي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء" (رواه مسلم 1348).
ويُعد يوم عرفة أعظم أيام السنة، فهو يوم تُغفر فيه الذنوب وتُمحى فيه المعاصي، وقد جاء في الحديث نفسه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء" (رواه مسلم).