القسم الشتوي.. كيف يجري تنصيب الرئيس الأمريكي؟
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
نشرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية تقريرا سلطت فيه الضوء على مراسم اليمين الدستورية في الولايات المتحدة، والتي من المنتظر أن يؤديها الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 20 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن مراسم تنصيب الرئيس في الولايات المتحدة تعتبر حدثاً سياسياً وثقافياً في الوقت نفسه، وهي تُقام كل أربع سنوات منذ 235 عاما.
من الربيع إلى الشتاء
ذكرت الصحيفة أن مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي نُظمت لأول مرة في 30 نيسان/ أبريل 1789، مع تولي جورج واشنطن منصبه. وفقًا لدستور الولايات المتحدة، انطلقت فترة حكمه بشكل رسمي في الرابع من آذار/ مارس، لكن طبيعة الإجراءات وعدم اكتمال نصاب مجلس النواب ومجلس الشيوخ أجلت بدء عمل الحكومة الفيدرالية الجديدة في ذلك الوقت.
أدى جورج واشنطن اليمين الدستورية كأول رئيس للولايات المتحدة بعد نحو شهرين من الموعد المحدد. وفي سنة 1793، تولى واشنطن منصبه للمرة الثانية، وأدى اليمين وفقًا للجدول الزمني المعتاد، أي في الرابع من آذار/ مارس.
وبقي الرابع من آذار/ مارس التاريخ الرسمي لأداء اليمين حتى سنة 1933، موعد المصادقة على التعديل العشرين للدستور الأمريكي، والذي قلص فترة الانتقال بين الرئيس المتخلي والرئيس المنتخب.
ومنذ ذلك الحين، تُجرى مراسم تنصيب رئيس الولايات المتحدة في 20 كانون الثاني/ يناير، وكان فرانكلين روزفلت أول من أدى اليمين في هذا التاريخ سنة 1937.
من استثناء إلى قاعدة
أضافت الصحيفة أن المراسم المنصوص عليها بشكل واضح في دستور الولايات المتحدة هي أداء القسم الرئاسي، حيث يتعين على رئيس الدولة المنتخب أن يقول: "أقسم رسميًا بأنني سأنفذ بأمانة وإخلاص مهام منصب رئيس الولايات المتحدة، وسأبذل كل ما في وسعي في سبيل الحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه".
وفي سنة 1853، أصبح فرانكلين بيرس الرئيس الأول والوحيد الذي استخدم كلمة "أؤكد" بدلاً من "أقسم".
ومنذ سنة 1797، مع تولي جون آدامز منصب الرئيس، أُضيف إلى المراسم بروتوكول جديد، وهو أن يقوم رئيس المحكمة العليا بتلقين الرئيس نص اليمين، رغم أن الدستور لا ينص على هذا البروتوكول.
ويبدأ التوقيت الرسمي للولاية الرئاسية في الساعة الثانية عشرة ظهراً، بغض النظر عما إذا كان الرئيس الأمريكي الجديد قد أنهى قسمه أو لا.
وأضافت الصحيفة أن أول حفل تنصيب في التاريخ جرى في فيدرال هول في نيويورك، والتي كانت آنذاك العاصمة المؤقتة للولايات المتحدة. بعد أداء اليمين، وضع جورج واشنطن يده على الكتاب المقدس وقال: "ليساعدني الله". ومنذ ذلك الحين، يؤدي رؤساء الولايات المتحدة اليمين على الكتاب المقدس، رغم أن الدستور لا ينص على ذلك.
ويستخدم رؤساء الولايات المتحدة نسخاً متنوعة من الكتاب المقدس، ففي حين أدى باراك أوباما اليمين على الكتاب المقدس الذي استخدمه إبراهام لينكولن، أدى جو بايدن اليمين على كتاب مقدس يعود إلى عائلته.
وتابعت الصحيفة أن أول حفل تنصيب للرئيس في واشنطن جرى سنة 1801 في عهد توماس جفرسون، وقد تم تنظيم الحدث في جناح مجلس الشيوخ في الكابيتول. وفي سنة 1829، أدى أندرو جاكسون اليمين في البوابة الشرقية للكابيتول. ومنذ سنة 1981، مع تولي رونالد ريغان الرئاسة، أصبحت المراسم تقام في الجناح الغربي.
إلى حد الآن، تمت تأدية اليمين الدستورية من قبل 45 رئيسا، مع الأخذ بعين الاعتبار فترات الولاية الرئاسية الثانية، وكذلك انتقال الصلاحيات إلى نواب الرؤساء.
وقد جرت العادة على أن يلقي الرئيس خطابا بعد أداء اليمين، ومنذ سنة 1937، تشمل المراسم صلاة واحدة أو أكثر. ويتم منذ سنة 1953 تنظيم مأدبة غداء رسمية برعاية قيادة الكونغرس.
وفي سنة 1881، نُظم بعد حفل التنصيب أول عرض عسكري جاب شارع بنسلفانيا. ومنذ ذلك الحين، أصبح الرئيس الأمريكي الجديد يتصدر هذا العرض. وفي سنة 1985، أُلغي العرض بسبب سوء الأحوال الجوية بعد التنصيب الرئيس ريغان لولاية ثانية.
يمين غير متوقعة
أشارت الصحيفة إلى أن حفل التنصيب في الرابع من آذار/ مارس 1841 تسبب في وفاة الرئيس ويليام هاريسون. في موعد أداء اليمين، كان الطقس شديد البرودة، ومع ذلك رفض هاريسون ارتداء المعطف وحضر الحفل مرتديًا بدلة، وقد ألقى أطول خطاب تنصيب في تاريخ الولايات المتحدة تضمن 8445 كلمة.
أصيب هاريسون بالتهاب رئوي أدى إلى وفاته في الرابع من نيسان/ أبريل. وبعد يومين من وفاة الرئيس، أدى نائبه آنذاك جون تايلر اليمين، ليصبح أول رئيس للولايات المتحدة يتولى المنصب دون انتخابات. وقد جرت مراسم اليمين في ردهة فندق براونز إنديان كوين في واشنطن.
مواقف طريفة
أضافت الصحيفة أن المواقف الطريقة لم تغب عن مراسم تنصيب رؤساء الولايات المتحدة، مثلما حدث أثناء حفل تنصيب دوايت أيزنهاور سنة 1953. حينذاك، كانت أفلام "الكاوبوي" في ذروة انتشارها، وقدم الممثل الشهير مونتي مونتانا فاصلا كوميديا، حيث دخل أمام عدد غفير من الحضور على حصان وألقى الحبل حول عنق أيزنهاور، وقد حافظ الرئيس على هدوئه.
وفي 2009، ارتكب باراك أوباما خطأ عند أداء اليمين الدستورية، حيث كرر الكلمات بشكل غير صحيح بعد القاضي جون روبرتس رئيس المحكمة العليا.
تخطي التقاليد
وقالت الصحيفة إن مراسم التنصيب اختلفت من حيث المضمون على مدار 235 عاما، لكنها جسدت بشكل دائم الانتقال السلمي للسلطة، حيث يتصافح المتنافسون في السباق الانتخابي ويترك كل رئيس مغادر رسالة لخلفه.
وجاء في رسالة جورج بوش الأب إلى بيل كلينتون الذي فاز عليه في الانتخابات سنة 1992: "نجاحك الآن هو نجاح بلادنا. أدعو لك من كل قلبي".
لكن في سنة 2021، تم تجاهل هذه التقاليد السلمية. فرغم ترك دونالد ترامب رسالة وداعية لجو بايدن، غير أن الهجوم على الكابيتول، وعدم رغبة ترامب في الاعتراف بالهزيمة، ورفضه المشاركة في تنصيب بايدن، عوامل جعلت المراسم تفقد جزءًا من قيمتها السابقة، وفقا للصحيفة.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة ترامب بايدن الولايات المتحدة بايدن ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیمین الدستوریة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی الکتاب المقدس تنصیب الرئیس فی الرابع من أداء الیمین مراسم تنصیب الصحیفة أن وفی سنة فی سنة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات التجارية الأخيرة
يرى موقع "بلومبيرغ" أن الاتفاقات التجارية الأخيرة التي أبرمتها إدارة البيت الأبيض مع الاتحاد الأوروبي واليابان قد تأتي بنتائج عكسية وتصبح الولايات المتحدة الخاسر الأكبر من سياسة الرسوم الجمركية.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن البيت الأبيض يتفاخر باتفاقه التجاري الجديد مع الاتحاد الأوروبي، بعد اتفاق مماثل مع اليابان، باعتباره انتصارًا كبيرا.
الخاسر الأكبر
ويفرض الاتفاقان رسومًا جمركية بنسبة 15 بالمائة على معظم الصادرات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب شروط أخرى، ما يبدو وكأنه خطوة لإنهاء خطر الحرب التجارية المفتوحة وتجديد التأكيد على هيمنة الولايات المتحدة، وهو ما تفاعلت معه الأسواق المالية بشكل إيجابي.
لكن الموقع يعتبر أنه لا يوجد ما يستحق الإشادة، لأن الاتفاقين يشكلان خسارة لجميع الأطراف، وأفضل ما يمكن أن يتحقق هو أن تنتقل الإدارة الأمريكية إلى أولويات أخرى قبل أن تتسبب في مزيد من الأضرار.
من الناحية الاقتصادية البحتة، فإن الادعاء بأن الولايات المتحدة خرجت منتصرة من الاتفاقين هو ادعاء باطل، وفقا للموقع. فالرسوم الجمركية ما هي إلا ضرائب، وسرعان ما سيدفع المستهلكون الأمريكيون معظم الزيادة في التكاليف، إن لم يكن كلها.
ولا تكمن المشكلة فقط في أن الواردات ستصبح أكثر تكلفة، بل إن المنتجين الأمريكيين للسلع المنافسة سيتعرضون لضغط أقل من حيث المنافسة والابتكار، مما سيدفعهم أيضًا لرفع الأسعار. وبمرور الوقت، ستؤدي هذه العوامل إلى تراجع مستوى المعيشة في الولايات المتحدة، وسيكون الخاسر الأكبر من الرسوم الجمركية هو غالبًا البلد الذي فرضها.
تصاعد التوترات
يرى البعض أنه يمكن التعامل مع تكاليف الرسوم على المدى الطويل، طالما أن الاتفاقيات تضع حدًا للنزاعات التجارية.
وقد شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي أبرمت الاتفاق مع الولايات المتحدة نهاية الأسبوع، على هذه النقطة لتبرير خضوع الاتحاد الأوروبي للمطالب الأمريكية، مؤكدة أن الاتفاق وسيلة لاستعادة الاستقرار والتوقعات الواضحة للمستهلكين والمنتجين على حد سواء.
وأشار الموقع إلى أن كلا الاتفاقين، شأنهما شأن الصفقة التي أُبرمت سابقا مع المملكة المتحدة، يُنظر إليهما على أنهما اتفاقيات إطارية أكثر من كونهما صفقات نهائية.
وتنص الاتفاقية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على منح بعض السلع الأوروبية إعفاء من الرسوم الجمركية في السوق الأمريكية، لكنها لم تحدد بعد ما هي هذه السلع.
وحسب الموقع، يشعر المواطنون في أوروبا واليابان بأن حكوماتهم قد استسلمت أمام الضغوط الأمريكية، مما يزيد احتمالات عدم الاستقرار وتصاعد موجات المعارضة السياسية.
وأضاف الموقع أنه حتى في حال إبرام هذه الاتفاقيات، ستظل هناك نزاعات قائمة لا تقتصر على التجارة فقط، وقد تواصل واشنطن استخدام الرسوم العقابية أو التهديدات الأمنية كأدوات ضغط، بما يعني أن الاستقرار الذي تتحدث عنه فون دير لاين سيكون وهميا.
وختم الموقع محذرا من أن شعور الإدارة الأمريكية بأن الاتفاقات التجارية الأخيرة دليل على قدرتها على فرض كلمتها بدلًا من بناء شراكات حقيقية، يهدد بتصاعد التوتر عالميا وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل الاستراتيجية الحالية.