حميدتي.. تاجر ذهب وزعيم مليشيا اتهمته واشنطن بـالإبادة الجماعية
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
قاد قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات أمس الثلاثاء، قوات الجنجويد التي نشرت الرعب في إقليم دارفور قبل أن يصبح شريكا في حكم السودان ثم طرفا في الحرب الأهلية الدامية.
واتهمت واشنطن قوات الدعم السريع، التي شكلت الجنجويد نواتها، بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور منذ اندلاع النزاع الراهن مع الجيش السوداني في أبريل/نيسان 2023.
وأعلنت فرض عقوبات على حميدتي "لدوره في الفظائع الممنهجة بحق الشعب السوداني".
مطلع الألفية، لم يكن حميدتي بلغ الثلاثين من عمره، وكان مجرد زعيم مليشيا صغيرة في غربي السودان الحدودي مع تشاد.
لكنه تحوّل إلى زعيم حرب معروف بعد سنوات طويلة من النزاع في دارفور ارتُكبت خلالها فظاعات لقمع تمرد قبائل غير عربية في الإقليم، وكلّفت الرئيس السابق عمر البشير مذكرتي توقيف صدرتا عن المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" و"إبادة جماعية". وتمكن حميدتي من تسلق السلطة.
على رأس الجنجويد، مارس الرجل الطويل القامة، بأوامر من البشير سياسة الأرض المحروقة في دارفور حيث قُتل أكثر من 300 ألف شخص ونزح ما يزيد على 2.5 مليون آخرين خلال الحرب.
إعلانمدّ حميدتي دائرة نفوذه من دارفور إلى الخرطوم وأروقة السلطة فيها، وباتت لديه صلات بالدوائر الدبلوماسية، واستطاع أن يعقد اتفاقات تجارية سرية إلى حد ما.
وتحوّلت قوات التدخل السريع التي أنشئت في 2013، إلى قوة رديفة للجيش تضم آلاف العناصر الساعين حاليا إلى السيطرة على السلطة.
ومنذ الثورة الشعبية التي أطاحت بعمر البشير في 2019، عمل على تحسين صورته وكسب حلفاء جدد.
خلال الثورة، وُجهت اتهامات إلى قوات الدعم السريع بتفريق اعتصام سلمي مطالب بالديمقراطية بالقوة في الخرطوم، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، وفق أرقام رسمية.
وعيّن حميدتي في 2019 عضوا بمجلس السيادة الانتقالي الذي تأسس لحكم البلاد بالشراكة بين العسكريين والمدنيين.
في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، دعم حميدتي رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في انقلابه الذي أطاح بالشركاء المدنيين من السلطة، وصار نائبا للبرهان في رئاسة المجلس.
لكن مع مرور الوقت ووسط خلافات بشأن شروط دمج قواته في الجيش، بدأ ينتقد الجيش ووصف البرهان بـ"المجرم" الذي "دمّر البلاد" و"يتشبّث بالسلطة". وبات يقدّم نفسه مدافعا عن الدولة المدنية وخصما لدودا للإسلام السياسي الداعم إجمالا للبرهان. وانضم إلى المدنيين في إدانة الجيش، مشيرا إلى أنه يدافع عن "مكتسبات ثورة" 2019.
وقبل اندلاع الحرب في 2023، عزّز حميدتي حضوره على مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابات يخاطب من خلالها الشباب في بلد ثلثا سكانه تقل أعمارهم عن 30 عاما.
يقول مسؤول منطقة القرن الأفريقي في مجموعات الأزمات الدولية ألان بوزويل إن "الحرس القديم الذي تهيمن عليه النخبة القديمة حول الخرطوم، نظر إلى حميدتي على أنه بلطجي أمّي، قاموا بداية بتسليحه ليقوم بأعمالهم القذرة في الحرب بدارفور".
إعلان زي عسكري وبزة أنيقةولد حميدتي في العام 1975 في قبيلة من العرب الرحّل على الحدود بين السودان وتشاد. ويحتفظ بلكنة أهل الغرب بشكل واضح عندما يتكلم.
كان محمد حمدان دقلو معتادا على المجالس القبلية وشغوفا بالزيارات إلى القوات أو إلى القرى. وقد جاب البلاد مرارا لمقابلة الزعماء المحليين الذين كانوا يشكلون أعمدة أساسية لنظام البشير.
ويظهر تارة بالزي العسكري الذي ارتداه للمرة الأولى مطلع الألفية، وتارة أخرى ببزات أنيقة يخصصها لحضور الاجتماعات السياسية باعتباره الرجل الثاني في السلطة التي باتت حكرا على العسكر منذ الانقلاب في أكتوبر/تشرين الأول 2021 والذي أطاح بالمدنيين من الحكم، بعد فترة وجيزة تقاسموا خلالها السلطة مع الجيش.
بإرساله رجالا للقتال إلى جانب التحالف العسكري الذي قادته الرياض في اليمن عام 2015، اكتسب حلفاء سياسيين في السعودية والإمارات.
يضع حميدتي الذي خطّ الشيب شعره الأسود، عادةً خاتما من الذهب في كل يد، ويملك ورقة اقتصادية قوية، إذ تدير قوات الدعم السريع العديد من مناجم الذهب، بحسب مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
وخلال الحرب المدمّرة التي تسببت في مقتل عشرات الآلاف وفرار الملايين وأزمة إنسانية تعد من الأسوأ في التاريخ الحديث، كرر حميدتي التأكيد على مواجهة "الإسلاميين" من النظام القديم الذين يرى أنهم صاروا داعمين لعبد الفتاح البرهان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
التجمع الاتحادي: سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي «تطور خطير»
حزب التجمع الاتحادي طالب بالعودة الفورية لطاولة التفاوض والوصول لاتفاق وقف إطلاق نار لتجنب المخاطر التي تهدد السودان.
الخرطوم: التغيير
وصف حزب التجمع الاتحادي، إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، بأنه تطور خطير، وحذر من تزايد المخاطر كل يوم مع استمرار الحرب والقتال.
وأعلنت قوات الدعم السريع أمس الأربعاء، فرض سيطرتها على منطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا في خطوة قالت إنه سيكون لها ما بعدها، فيما أقر الجيش السوداني بإخلائه المنطقة ضمن ترتيبات التصدي لتوغل قوات ليبية إلى الأراضي السودانية.
وقال رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل بابكر في منشور على صفحته بـ(فيسبوك): “وهكذا، كما ظللنا نقول ونحذر منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب: مع استمرار القتال تزداد كل يوم مخاطر ذهاب البلد للمجهول وتتفاقم المأساة الإنسانية بشكل غير مسبوق”.
وأضاف: “تطور جديد وخطير وقع اليوم مع إعلان الدعم السريع سيطرته على منطقة مثلث جبل عوينات واتهام الجيش لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بالدخول في الحرب”.
وشدد فيصل على أنه لا سبيل لتجنب جميع المخاطر التي تهدد وجود الوطن وإنسانه إلا بالعودة الفورية لطاولة التفاوض من أجل الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين تمهيداً لانطلاق العملية السياسية.
وكان الجيش السوداني اتهم، يوم الثلاثاء، قوات اللواء الليبي خليفة حفتر بالتورط المباشر في هجوم شنته الدعم السريع في المنطقة الحدودية الثلاثية بين السودان وليبيا ومصر، ووصف العملية بأنها تعدٍ سافر على سيادة السودان.
بينما أعلنت الدعم السريع في بيان الأربعاء، تمكن قواتها من تحرير منطقة المثلث الاستراتيجية التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر.
ووصف الناطق باسم القوات الأمر بأنه خطوة نوعية سيكون لها ما بعدها على امتداد عدة محاور قتالية، لا سيما في الصحراء الشمالية، “كما يُسهم هذا الانتصار في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر على الحدود السودانية”.
الوسومالتجمع الاتحادي الحرب السودان العملية السياسية المثلث الحدودي بابكر فيصل بابكر جبل عوينات ليبيا مصر وقف إطلاق النار