جاكرتا- عاد إقليم آتشه غربي إندونيسيا ليستقبل مزيدا من اللاجئين الروهينغا الفارين من العنف الدائر في ميانمار، مع توسع دائرة المنطقة التي يسيطر عليها ما يعرف بـ"جيش أراكان" الذي يمثل أقلية الريكاين البوذية، حيث مرّ بعض اللاجئين أيضا بأراضي البنغلاديش التي لجأ إليها عشرات الآلاف منهم مجددا في موجات أخيرة خلال الشهور الماضية.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن 5 قوارب خشبية قد أبحرت باتجاه آتشه، منذ أواخر الشهر الماضي، لكن السواحل الشرقية الأقرب للمحيط الهندي استقبلت قاربين منها فقط خلال الـ48 ساعة الماضية، أحدها كان مخروقا وتسربت المياه إليه، وكان مهددا بالغرق، وعلى متنهما 264 من الروهينغا، من بينهم 147 امرأة وعشرات الأطفال.

وقال بعض اللاجئين الروهينغا إنهم ظلوا في المياه الدولية قبل الوصول إلى آتشيه لنحو 15 يوما، ولم يكونوا متيقنين من وجهة إبحار قواربهم، وقابلوا بطريقهم في بحر أندامان والمحيط الهندي سفنا تابعة للبحرية الهندية والتايلاندية والماليزية، وقدمت الأخيرة لهم مواد غذائية ودفعت بهم باتجاه المياه الدولية، حسب شهادات بعضهم للصحفيين المحليين.

ولا يعرف مصير السفن أو القوارب الخشبية الثلاثة الأخرى، التي وردت تقارير عن مرورها بالمياه الماليزية قبل يومين، وتقل نحو 300 من الروهينغا، في حين تقول تقارير إن القوارب التي وصلت إلى آتشه لا يوجد غيرها، في تضارب ملحوظ ومتكرر في الأنباء كلما كانت هناك سفن تتجه جنوبا نحو ماليزيا وإندونيسيا تقل لاجئين روهينغا.

إعلان

وتستضيف ماليزيا نحو 200 ألف روهينغي لجؤوا إليها خلال العقود الماضية، وكان كبير مستشاري الحكومة البنغلاديشية المؤقتة ورئيس وزرائها محمد يونس قد دعا ماليزيا التي تسلمت رئاسة رابطة آسيان في دورتها الحالية إلى أن تقود دورا إقليميا في الرابطة للوصول إلى حل للقضية الروهينغية.

إقليم آتشيه استقبل العديد من اللاجئين الروهينغا خلال العام الماضي (الجزيرة) قضية إقليمية

تعد هذه القوارب الأولى التي تصل إلى إندونيسيا هذا العام، في مشهد يتكرر مع سوء الأحوال الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في مخيمات اللجوء في بنغلاديش، أو في ولاية راخين (أو كما تسمى أراكان) التي هُجّر منها أغلبية الروهينغا خلال السنوات الماضية، بسبب المعارك بين الجيش الميانماري التابع للحكومة العسكرية المركزية وجيش أراكان، وفصائل روهينغية أخرى.

وكان المئات من اللاجئين الروهينغا قد وصلوا إلى آتشه خلال الشهور الأخيرة من العام الماضي، وتجدد الجدل مع وصول مزيد من القوارب في أوساط بعض سكان قرى الإقليم، بخصوص إمكانية توطين الروهينغا، وأوردت الصحافة في آتشه تصريحات تبين اعتراض بعض أهل قريتي كومينانغ وبالي بويا في بلدية بيرلاك الغربية التابعة لمحافظة آتشه الشرقية.

وطالب الأهالي الحكومتين المركزية في جاكرتا والإدارة المحلية بالتشاور مع السكان قبل توطين الروهينغا في أي من المباني بمحافظتهم، وهو ما جاء في تصريح الأمين العام لرابطة إدارات القرى الإندونيسية رزال هادي.

وبحسب مكتب شؤون إغاثة وتوطين اللاجئين في الحكومة البنغلاديشية، أوردت إحصائية، نشرت الاثنين، أن الحدود الميانمارية البنغلاديشية شهدت عبور 64 ألفا و718 روهينغيا من ولاية أراكان إلى جنوب شرقي بنغلاديش، خلال نحو سنة، بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وديسمبر/كانون الأول 2024، أي بما يعادل 17 ألفا و500 عائلة، بينما لا يزال شهود عيان يلاحظون عبور العشرات حتى خلال الأيام الماضية.

وحسب شهادة محمد زبير، وهو أحد نشطاء الروهينغا في مخيم كوتوبالونغ في منطقة أوخيه البنغلاديشية الحدودية، فإن جيش أراكان أمر خلال الفترة الماضية نحو 50 ألف روهينغي بإخلاء قراهم في ريف بلدة منغدو، حيث تم إخراجهم بالقوة فعلا منها، ولم يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم، ولا التنقل والتحرك بحرية بين قراهم ومزارعهم، حسب قوله.

إعلان

وأضاف أن الوضع يزداد سوءا في ولاية أراكان خلال الأسابيع الماضية، حيث سمعت أصوات الانفجارات، وشوهدت ألسنة اللهب في مناطق مختلفة في أراكان منذ الأحد الماضي، نتيجة قصف متبادل بين جيش أراكان والجيش الميانماري أو فصائل روهينغية أخرى، ودفعت المواجهات مزيدا من الروهينغا إلى اللجوء إلى بنغلاديش.

وقد أدت سيطرة جيش أراكان على المناطق الحدودية المحاذية لبنغلاديش إلى فرض واقع جديد على الحكومة البنغلاديشية، ودفعها إلى التعامل معه كفصيل مسلح متمرد على الحكومة المركزية في ميانمار التي يسيطر عليها العسكر، وهو ما دفع حرس الحدود البنغلاديشي إلى رفع حالة التأهب، نتيجة التأزم العسكري والأمني والإنساني في أراكان المجاورة.

وصل لساحل إقليم آتشيه حوالي 264 من الروهينغا، من بينهم 147 امرأة وعشرات الأطفال (الجزيرة) التهجير مستمر

وقال الصحفي والباحث في منظمة العفو الدولية جو فريمان، في مقال نشر الاثنين، إن ولاية أراكان تقف شاهدة على أعمال تدمير واسعة النطاق وقعت بحق القرى الروهينغية غرب البلاد.

واستذكر فريمان مشاهداته لريف أراكان قبل سنوات، عندما كانت زعيمة "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" أونغ سان سوتشي مشاركة للعسكر في حكم البلاد، قبل الانقلاب الذي استعاد به الجيش سيطرته على كل مؤسسات الحكومة المركزية منذ الأول من فبراير/شباط 2021.

وأشار جو فريمان إلى أنه "ما لم تتم محاسبة ومعاقبة قادة الجيش الميانماري في المحاكم الدولية، فلا غرابة أن تستمر الانتهاكات، ويستمر اضطهاد الروهينغا، ونزوحهم".

وأكد أن محاولات الجيش الميانماري بعد الانقلاب لم تنجح في أن يظهر للعالم كمن يسعى لإرجاع الروهينغا الذين أخرجوا من ديارهم بعد حرقها أواخر عام 2017، "فالتهجير مستمر إلى اليوم، ولم تتم أي تسوية أممية أو إقليمية لضمان ما يطالب به الروهينغا من عودة آمنة وكريمة، وهو ما سيكون موضوع مؤتمر دولي دعت بنغلاديش دول العالم ومنظمات أممية لحضوره أواخر العام الجاري".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اللاجئین الروهینغا من الروهینغا جیش أراکان

إقرأ أيضاً:

إندونيسيا: أعلى درجات التحذير بعد ثوران بركان

كوالالمبور (وام)

أخبار ذات صلة تجدد ثوران بركان في إندونيسا يرفع مستوى التحذير إلى أقصاه بركان يثور مجددا في إندونيسيا رافعا حالة التأهب

رفعت السلطات الإندونيسية مستوى التحذير إلى أعلى درجاته، بعد تجدد ثوران بركان جبل «ليووتوبي لاكي-لاكي» الواقع في جزيرة «فلوريس» السياحية شرق البلاد، أمس، مطلِقاً سحابةً كثيفةً من الرماد البركاني تجاوز ارتفاعها 1000 متر. وذكرت الوكالة الوطنية الإندونيسية لعلم البراكين، في بيان، أن البركان ثار مجدداً وأطلق سحابةَ رماد بلغ ارتفاعها 1.2 كيلو متر فوق القمة، ثم تكررت الثورانات على مدار اليوم. 
ودعا محمد وافيد، رئيس الهيئة الجيولوجية الإندونيسية، السكانَ المحليين إلى ارتداء الكمامات تجنباً لاستنشاق الرماد البركاني، وإلى عدم القيام بأي أنشطة في دائرة قطرها لا يقل عن ستة كيلومترات من فوهة البركان، محذراً مِن احتمال وقوع فيضانات طينية في حال هطول أمطار غزيرة، لا سيما في المناطق السكنية القريبة من الأنهار التي تنبع من منحدرات القمم البركانية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • 82 شهيدًا و262 جريحاً في غزة خلال 24 ساعة الماضية
  • جنبلاط: توسع الاحتلال يستند إلى أيديولوجيا توراتية وخطر إسرائيل الكبرى يتنامى (شاهد)
  • إندونيسيا: أعلى درجات التحذير بعد ثوران بركان
  • في يومه العالمي.. تعرف على أسباب انخفاض أعداد النحل خلال السنوات الماضية
  • الصحة- غزة: 377 شهيدا ومصابا خلال 24 ساعة الماضية
  • إلغاء 45 رحلة جوية إلى مطار(بن غوريون) خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • جانين فارس بيرو المدعية العامة التي حققت حلم طفولتها في واشنطن
  • قرابة ألف شخص غادروا غزة خلال الشهور الماضية إلى أوروبا.. بينهم دبلوماسيون وأجانب
  • «ستراتا» تُسلم الحزمة الأولى من أجنحة قوارب الكاتاماران عالية السرعة
  • قبرص التركية توسع حقوق تملك العقارات