صحيفة الاتحاد:
2025-07-30@03:09:00 GMT

100 ألف نازح جراء المعارك في الكونغو

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

أحمد شعبان (القاهرة، كينشاسا)

أخبار ذات صلة المبعوث الألماني إلى سوريا لـ «الاتحاد»: ضرورة تنسيق الجهود الدولية  لدعم العملية السياسية في سوريا تحذير أممي من «أخطاء» تعرقل الانتقال السياسي في سوريا

ندّدت الأمم المتّحدة، أمس، بالمعارك التي اندلعت الأسبوع الماضي في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية بين الجيش ومتمرّدي حركة إم-23 وأدّت لنزوح أكثر من 100 ألف شخص، مطالبة الحركة بالتزام اتفاق هدنة أبرمته الصيف الماضي وتسليم سلاحها.


وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»: إنّه «بين 1 و3 يناير 2025، أدّت اشتباكات عنيفة بين الجيش الكونغولي وجماعة مسلّحة غير حكومية في مركز ماسيسي بمقاطعة شمال كيفو، إلى نزوح حوالي 102 ألف شخص، وفقاً للمعلومات المحلية».
وحركة إم-23 هي فصيل مسلح سيطر السبت الماضي، على ماسيسي، وهي بلدة رئيسية في شرق الكونغو الديمقراطية. 
وحذر خبراء في الشأن الأفريقي والإرهاب الدولي من تنامي العمليات الإرهابية في وسط أفريقيا خلال العام الحالي، وتحديداً في الكونغو الديمقراطية التي شهدت عمليات إرهابية مع بداية 2025.
ويرى نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير الدكتور صلاح حليمة، أنه، بعد انسحاب قوات الأمم المتحدة والقوات الفرنسية والأميركية من القارة السمراء، أصبح الأفق أوسع للتنظيمات الإرهابية لممارسة أنشطتها، ليس فقط في منطقة الساحل، وإنما امتدت إلى وسط أفريقيا، ومنها الكونغو الديمقراطية، مشيراً إلى أن هذه الانسحابات تركت فراغاً أمنياً كبيراً.
وأوضح السفير حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الكونغو تعاني مشاكل تتعلق بنشاط حركة «إم 32» والقوات الديمقراطية المتحالفة المتمردة، التي تأسّست في منتصف تسعينيات القرن الماضي في الكونغو الديمقراطية وأوغندا، وتتلقيان دعماً من التنظيمات الإرهابية، لافتاً إلى أن الجماعتين استغلتا الفراغ الأمني وصعدتا من عملياتهما الإرهابية.
وكشف تقرير لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن زيادة العمليات الإرهابية وسط أفريقيا بمعدل 75% خلال نوفمبر 2023، واحتلت الكونغو الديمقراطية المركز الأول، إذ شهدت 3 عمليات، أدت إلى مقتل 28 شخصاً، وشنت التنظيمات في وسط أفريقيا 4 عمليات، أسفرت عن سقوط 75 قتيلاً وجريحاً.
ومن جهته، قال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، إن تنظيم داعش قام بتنفيذ عدد من العمليات النوعية في اليوم الأول من هذا العام في عدد من العواصم الأفريقية، ومنها الكونغو الديمقراطية، مستغلاً معاناة هذه الدول اقتصادياً وسياسياً.
وأوضح أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تنظيم داعش الإرهابي بدأ يتمدد بصورة كبيرة داخل أفريقيا خاصة في وسط القارة صورة متنامية، ويقوم بعمليات إرهابية في الكونغو بسبب ضعف الأجهزة الأمنية التي لا تستطيع مواجهة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود والقارات.
وشدد على أن تهاون المجتمع الدولي والمؤسسات الإقليمية في التعامل مع هذه التنظيمات الإرهابية، وعدم تقديم العون الكامل الذي تحتاجه العواصم الأفريقية، بالإضافة إلى الحروب والصراعات التي ضربت العالم، أدت إلى قوة وانتشار الإرهاب بصورة كبيرة وتحديداً في وسط أفريقيا.
وطالب أديب المؤسسات الدولية بدعم الأنظمة السياسية لتلك الدول، وتقديم الدعم لمواجهة التنظيمات الإرهابية وتفكيكها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الكونغو الكونغو الديموقراطية أوتشا الکونغو الدیمقراطیة التنظیمات الإرهابیة وسط أفریقیا فی الکونغو فی وسط

إقرأ أيضاً:

عبدالرحمن الخزيمي بين «قراءة في جبين نازح بغدادي» و«في صحاري المستحيل»

لم تكن مشاركات الشاعر عبدالرحمن الخزيمي في الملتقيات الأدبية الشبابية بالكثيرة؛ إذ اقتصرت على مشاركتين فقط، لكنه في المشاركتين قدّم نصين أبرزا للمشهد الشعري الشعبي في عُمان شاعرا شابا حاملا أدواته الشعرية البديعة في نسج نصوصه الشعرية التي كان يشتغل عليها بروية وتأنٍ ومراجعات تطول أحيانا يريد من خلالها تقديم نص شعري يليق بحيويته الشعرية المندفعة ذلك الوقت.

عرفت الخزيمي كشاعر لأول مرة في الملتقى الأدبي التاسع بالبريمي عام 2003م، يومها شارك بقصيدة عنوانها (قراءة في جبين نازح بغدادي) حصل بها على المركز الثالث في المسابقة، وكانت شهادة انطلاقة لشاعر شاب قادم من ولاية شناص يحمل مشعل الشعر الشعبي، قبل أن يفوز نصه الآخر (في صحاري المستحيل) بالمركز الأول بمسابقة الملتقى الأدبي الثاني عشر بولاية صور عام 2006م أي بعد ثلاث سنوات من مشاركته الأولى.

وفي تقديري كانت السنوات الثلاث كفيلة بأن تصنع اختلافا كبيرا بين النصين في اشتغالات اللغة على سبيل المثال، وفي الصُّور الشعرية، والبناء الشعري. يومها كان نص الخزيمي فارقا في اشتغالاته الفنية الأمر الذي قدّمه شاعرا مبدعا على الأقل في تحولات القصيدة الشعبية آنذاك.

في الملتقى الأدبي بولاية البريمي طالعنا الخزيمي بنص واقعي، يتناول قضية إنسانية، قضية سقوط بغداد ذلك العام، فاشتغل في فكرته على التجربة الإنسانية بتقديم الوجع الإنساني والمكاني في صورة نص شعري. كان سقوط بغداد يومها حديث الإعلام والناس، فاستغل شاعرنا فكرة النزوح للاشتغال على نص شعري يطوف بنا في عالم الوجع والحزن والألم المسيطر على الإنسان العربي. وبلغة منكسرة داخليا يقرأ الخزيمي الوجع المتمثل في هيئة نازح عن الأرض. ويعتمد النص في واقعيته على اشتغالات اللغة المتطورة التي يصطاد من خلالها الشاعر فكرة السقوط والنزوح والوجع الذي يملأ وجدان العراقي.

تبدأ القصيدة بالبوح والنوح والحزن كمقدمة للدخول إلى الألم الداخلي، فتنطلق الذاكرة في التعبير عن مشاعر مختلطة بين الماضي والحاضر:

تمرّ السالفة ويبتلّ من أحداقها نحري ... وش أقسى من حروف ما تجيك وفي يديها فالْ

دريتي لو يمون الجمر ويشعل هالوطن سري ... بكون أقوى جواد ما تعثّر أو عرف خيّالْ

ولكن تشبه عيوني خيوطك ما لقت فجري ... أنا من سال في دمعة فصول.. وعزة.. ورجَّالْ

أبا ذكركم صرخت البارحة بالحيل يا سطري ... أنا وش لي من الذكرى أصارع دمعتي واحتالْ

أبا ذكركم حكاوي تنتهي فيني وأنا أدري ... بأن الموت في وجهي ونسيت أحمل معي موالْ

كثير البوح يملى هالجهات ويغرفه حبري ... تمدّه قهوة الماضي سواد.. وحبةٍ من هالْ

تذكّرت اللحون اللي طعون تشتهي صدري ... وكان الفجر من دمع الفرات يرتّب الأشكالْ

مسافر ما لقيت إلا جبيني جابر كسري ... أمانه لا تخليني أموت ولا هنا لي بالْ

الذكرة مشحونة، والقلب يفيض بالذكرى، لكن الشاعر وبعد أبيات طالت في إبداء المشاعر والأحاسيس التي من خلالها يوجّه الصورة على الواقع ينتقل إلى استحضار الماضي، وكأنه في عملية الربط هنا يحاول أن يقدّم بغداد الحضارة والتاريخ بعد مشاعره الجياشة، فيستحضر (بابل) في وسط الاسترجاع التاريخي، ويعرّج على العروبة التي سقطت بسقوط بغداد:

ترى يا بابل الماضي هنا في خاطري يطري ... أنينٍ لو نزفنا ما نزفنا غير هالمثقالْ

يا عين الحرف يتبعها بريق الراء في جمري ... واشيل الباء بكفوفي وامنّي بعدها الأجيالْ

لقد استطاع الخزيمي اقتناص الفكرة وتقديمها في لغة اشتغل على دلالاتها جيدا، حاول من خلالها رسم صورة النزوح والألم الذي رافق السقوط، ولعل البيت الأخير في القصيدة يشير إلى ذلك حين قال:

وقفت وكنت أحسبني أشيل الحظ في عمري ... مشيت وما دريت إني أحط الماي في الغربالْ.

برغم الجماليات التي يمكن أن يلحظها القارئ في القصيدة السابقة، فإن الخزيمي قدم في قصيدته (في صحاري المستحيل) نصا مختلفا عن النص السابق، لغة واشتغالا فنيا مال فيه إلى الرمزية أكثر من الواقعية، فكانت الفكرة مغيبة تقريبا، يميل فيها إلى الذاتية والتعبير عن الأنثى والرومانسية كمنطلق في بناء النص. يطالعنا الشاعر بذلك في أول النص، في عتبة العنوان مازجا بين دلالات الوعورة في كلمتي (الصحاري) و(المستحيل) وكأنه يقصد بذلك الدخول إلى عالم الخيال الشعري المكثف، ثم يعرّج على عتبة المقدمة التي لم تزد العنوان إلا رمزية حين قال: «لكل وجهته.. تخط على عباب المصير كل أوراق الغربة والضياع.. لتروي قصة اختزلتها الأيام إلى أرض الرحمة هناك».

تتحول العتبتان إلى إشارة للبحث عن الرمزية، مُشكلة من الغربة والضياع والمستحيل دلالات يتوارى خلفها النص. فيفتتح الشاعر نصه قائلا:

نامت الزرقه بعيونك والمدينة للكسوف

حالمة شقّت سحاب الصدر من فرط الحنين

كان شمع الخوف يقرى عن أساميها الرفوف

وكنت أنا همس الرهان اللي يصافحها رهين!

وش للمدى

إلا عيونك والنخيل

متشابهة كل النجوم بضحكتك

لو لامست أهدابك .. أطراف المدى

وش حيلته كل المطر

صوبك يميل

يتساقط بعين الظما

طاحت ورا شوفك

تواريخ وفصول ...

مارتاحت الشمس بيمينك

وصار للعشب المعلق في ظفايرها سنابل

وش لعثمك؟! هذي عصافيرك.. نجوم بساعتي

ثكلى.. ف موعدها.. عبورك...؟!

في الحنين.

في هذه القصيدة بالتحديد ينطلق الشاعر من زوايا عدة لبناء قصيدته، فنجده إضافة إلى رمزية الدلالات، يمزج في خطابه إلى الأنثى رومانسية مجروحة، تشربت بالغياب والرحيل، فهو يفتقد إلى الآخر الذي كان صورة من الماضي، هنا تتحول الرومانسية إلى لغة ضائعة وأنين وفقد وبحث عن الماضي. المقطعان الآتيان يشيران إلى فكرة امتزاج الرمزية بالخطاب الرمزي المغترب والحزين، إذ نجد الشاعر يتلاعب برمزية الدلالات في المقطع العمودي محاولا التنصل من فكرة محددة، أما في المقطع التفعيلي نجده يشتغل الخطاب الأنثوي الباحث فيه عن الغياب والفراق:

كان محرابي عجاج وكان لون الصبر خوفْ ... وكنت رمز الجوع في ظل الخلود المستكينْ

آه يا قلب المواني من كسر عزم الحروفْ؟ ... يندفنْ هالعمر وانتي شامخة مثل الأنينْ

صرت ابطعن هالثواني وكان منديلي سيوفْ ... سالفة صحَّتْ فتات الخبز في عين السجينْ !!!

يومها لف البحر رمل الحواري بالحتوفْ ... ونام ذا الليل بضلوعي والهدب حارس امينْ !

هذه الليله هي الأولى

هذه الليلة هي الذكرى الكفيفة بالرحيل

جيت ابذكر بعد خمس سنين

وش معنى غيابك

ضايع بعينك

وانا الصمت القتيل

شفت هالدنيا حناجر

كلها صاحت عليك

وانا مثل الارض

لاصارت يباب

وانتي اجمل نهر

يجري في صحاري المستحيل !!!

يمزج الخزيمي بين تفعيلات الشعر وبين النص العمودي في محاولة لإيجاد نص مكتنز بالدلالات، يراوح فيها بين النغم الموسيقي وهذا الاشتغال في ذاته ينبئ عن مهارة يشتغل عليها الشاعر في إيجاد تصارع دلالي في المعاني.

لعل النصين السابقين كانا من النماذج البارزة التي مرّت على نصوص الملتقيات الأدبية والتي يومها كانت متنفسا للشعراء الشباب الذين يشتغلون على نصوصهم الشعرية بروية وتأنٍ، فكان عبدالرحمن الخزيمي واحدا من الشعراء الذين أنجبتهم مسابقات الملتقى الأدبي.

مقالات مشابهة

  • أطباء بلا حدود تحذر من اجتياح العنف الجنسي شرق الكونغو الديمقراطية
  • الكونغو الديمقراطية على مشارف تشكيل حكومة جديدة
  • نائب رئيس الوزراء وزير النقل والاتصالات في الكونغو الديمقراطية يجتمع مع القائم بالأعمال القطري
  • منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح
  • الأمم المتحدة تدين هجوما على كنيسة في الكونغو الديمقراطية
  • عبدالرحمن الخزيمي بين «قراءة في جبين نازح بغدادي» و«في صحاري المستحيل»
  • مفتي الجمهورية يدين الهجوم الإرهابي على كنيسة في الكونغو الديمقراطية
  • ارتفاع عدد قتلى الهجوم على كنيسة في الكونغو الديمقراطية
  • عشرات القتلى بهجوم على كنيسة في الكونغو الديمقراطية
  • 21 قتيلاً جراء هجوم على كنيسة في الكونغو الديمقراطية