كاتب إسرائيلي: الانسحاب المرتقب من جنوب لبنان سيخلق واقعا أمنيا مليئا بالتحديات
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
عديدة هي التحديات التي ستواجه الاحتلال على الجبهة الشمالية، حتى بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله أواخر نوفمبر، خاصة خوفه من الاضطرابات على الحدود، وعودة مستوطني الشمال لمنازلهم في الأشهر المقبلة، وهو أمر غير مضمون، مما يتعين على الجيش أن يراقب عن كثب محاولات الحزب لإعادة ترسيخ وجوده.
وأكد أورنا مزراحي، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي، أن "اتفاق الاحتلال ولبنان ينص على أن انسحاب الجيش من جنوب لبنان سيتم تدريجيا خلال 60 يوما، أي نهاية هذا الشهر، لكن عملية الانسحاب تتقدم ببطء، ففي منتصف ديسمبر، انسحب الاحتلال من منطقة الخيام-مرج عيون في شرق لبنان، وفي السادس من يناير، جرى انسحاب أكثر أهمية في القطاع الغربي، في منطقة الناقورة قرب الحدود، وفي المناطق التي تم إخلاؤها، تم نشر الجيش اللبناني، وهو العامل الذي سيعمل من الآن فصاعدا على منع تجدد الوجود العسكري لحزب الله، وإحباط الهجمات ضد الاحتلال، فيما يتم منحه حرية العمل في المناطق التي تم إخلاؤها".
وأضاف في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "جيش الاحتلال أخّر عملية الانسحاب، لإعطاء فرصة لنظيره اللبناني لتجهيز نفسه لتدمير وإخلاء عناصر حزب الله وأسلحته في الجنوب، لكن من الواضح أنه يواجه صعوبات بتنظيم نفسه في الوقت القصير المحدد، ويكافح لإظهار مستوى من الجاهزية والقدرات الكافية للمهمة الثقيلة الملقاة على عاتقه، ويلقى صعوبات في التعامل مع التحديات التي تواجهه".
ورصد جملة من "التحديات التي يواجهها لبنان لنشر جيشه بدل الاحتلال، أهمها صعوبة الوفاء بالتزامه بتجنيد عشرة آلاف جندي جديد، بسبب المطالب المفروضة على المجندين، وتزايد أعداد القوات الأجنبية، والرواتب المنخفضة نسبياً، كما تطلب انهيار نظام الأسد استثمار موارد من جيشها على طول الحدود مع سوريا، ورغم كل هذه الصعوبات، لكن الجيش اللبناني يُبدي استعداده للوفاء بالتزاماته بموجب الاتفاق، ويؤكد قدراه على نشر قواته في مختلف أنحاء المناطق، ويصرّ على مطلبه بانسحاب جيش الاحتلال في نهاية الستين يوماً".
وأوضح ان "الأميركيين الذين يبدون تفهمهم لمخاوف الاحتلال، يضغطون من أجل تسريع انسحابه، ووعدوا بتقديم مساعدات إضافية بـ95 مليون دولار للجيش اللبناني، في ضوء أن حزب الله في أدنى مستوياته نتيجة للحرب، وفقدان قاعدته اللوجستية في سوريا، واتصاله البري بإيران، وهو يتبنى في الوقت الراهن سياسة "الاحتواء"، وعدم الرد على العدوان الإسرائيلي، وفي هذه المرحلة يركز على جهود استعادة قدراته، ويواصل التهديد بأنه قد يغير سياسته، ويحتفظ بحق الرد على أي انتهاك للاحتلال".
وأضاف أن "نهاية الستين يوماً أو بعدها، ستخلق واقعا أمنيا جديدا ومليئا بالتحديات بالنسبة للاحتلال، مما يتعين على جيشه، الذي سيتم إعادة تنظيمه على طول الحدود، أن يتعامل مع الحاجة الحيوية لمراقبة محاولات حزب الله لإعادة تأسيس وجوده العسكري في الميدان، والتأكد من إحباطها، والاستعداد للرد على أي تغيير محتمل في نمط عمليات الحزب، مع توقع أن يحاول خلق قواعد جديدة للعبة ضده للحدّ من قدراته لشنّ هجمات ضد الاحتلال".
وزعم أن "الاحتلال سيضطر للتحرك بحزم، ولكن في ظل ظروف أكثر ملاءمة مما سادت بعد حرب لبنان الثانية، لأنه بات واضحا للجميع أن أخطاء الماضي تسببت بتفاقم هذه المشكلة، ولا يمكن تكرار ذلك، والاحتلال لديه اتفاق يمنحه مزيدًا من حرية العمل، مع مشاركة الولايات المتحدة بشكل مباشر في الإشراف على تنفيذه، ولذلك تواجه إيران صعوبة بتجديد مساعداتها بالكامل لحزب الله، الذي يمرّ بوضع عسكري واقتصادي صعب، وبالتالي فإن الحدود لن تكون هادئة بالضرورة، كما أن عودة جميع مستوطني الشمال ليست مضمونة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال حزب الله لبنان الانسحاب لبنان حزب الله الاحتلال الهدنة الانسحاب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله
إقرأ أيضاً:
عاجل. الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه
أكد الجيش الإسرائيلي أن الجيش السوري الجديد يقوم بمهاجمة القوافل التي تحاول تهريب الأسلحة من سوريا إلى حزب الله، مما يضع مزيدًا من العقبات أمام الحزب في تجديد مخزونه العسكري. اعلان
أصدر الجيش الإسرائيلي تقريرًا مفصلًا عن أنشطته العسكرية ضد حزب الله في لبنان خلال فترة وقف إطلاق النار الممتدة 243 يومًا، في وقت تكثف فيه واشنطن ضغوطها على بيروت للإسراع بإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء اللبناني يلزم الحكومة بنزع سلاح الحزب، بحسب ما ذكرت مصادر لوكالة "رويترز"
تنفيذ مئات الغارات وتدمير آلاف الصواريخأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه نفذ حوالي 500 غارة جوية في لبنان خلال فترة 243 يومًا من وقف إطلاق النار. وذكر أنه قضى على أكثر من 230 عنصرًا من حزب الله ودمر قرابة 3 آلاف صاروخ تابعة للحزب خلال نفس الفترة. كما أشار إلى أن العديد من الصواريخ التي تم تدميرها هي صواريخ قصيرة المدى.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يواجه حاليًا صعوبات كبيرة في ملء المناصب القيادية، وهو غير قادر على تنفيذ توغلات داخل الأراضي الإسرائيلية أو الدخول في مواجهة طويلة الأمد مع الجيش الإسرائيلي. ويعود ذلك إلى الضغوط المستمرة التي يتعرض لها الحزب من عمليات الاستهداف والمراقبة.
Related "الكلمات لن تكون كافية"... باراك ينبه لبنان وحزب الله من استمرار الجمود في ملف السلاحالأمين العام لحزب الله يُحذّر من "ثلاثة مخاطر" ويؤكد: جاهزون للمواجهةشحنات الأسلحة مستمرة إلى اليمن ولبنان.. إيران تعزز قوة الحوثيين وترمم ترسانة حزب الله؟ تمركز الأسلحة ومحاولات إنتاج المسيّراتوأوضح الجيش الإسرائيلي أن حزب الله نقل معظم أسلحته إلى شمال الليطاني، ولا يزال بحوزته آلاف الصواريخ، معظمها قصيرة المدى. لكن الجيش لفت إلى وجود نقص في منصات إطلاق الصواريخ، حيث أن مئات من هذه الصواريخ قادرة فقط على الوصول إلى وسط إسرائيل، ما يحد من قدرة الحزب على التصعيد.
كما نفى وجود شبكة أنفاق متصلة تابعة لحزب الله، موضحًا أن الأنفاق الموجودة هي محلية وغير متصلة بشكل واسع. وأشار إلى أنه رصد مؤخرًا محاولات لاستئناف إنتاج الطائرات المسيّرة (الدرونز) في ضاحية بيروت الجنوبية، مما يشكل تحديًا جديدًا في مراقبة القدرات العسكرية للحزب.
تعطيل تهريب الأسلحةأكد الجيش الإسرائيلي أن الجيش السوري الجديد يقوم بمهاجمة القوافل التي تحاول تهريب الأسلحة من سوريا إلى حزب الله، مما يضع مزيدًا من العقبات أمام الحزب في تجديد مخزونه العسكري.
هذه المعطيات تعكس استمرار التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية رغم اتفاق وقف إطلاق النار، وتوضح التحديات التي تواجه حزب الله في ظل الضغوط العسكرية المتواصلة من قبل الجيش الإسرائيلي.
الضغوط الأميركية متواصلة وحزب الله يرفض تسليم سلاحهفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز عن تكثيف واشنطن لضغوطها على الحكومة اللبنانية من أجل الإسراع بإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء يلزمها بنزع سلاح حزب الله. وأوضحت المصادر أن المبعوث الأميركي توماس بارّاك لن يتوجه إلى بيروت ما لم تقدّم الحكومة التزامًا علنيًا تجاه هذا الملف.
وأكدت المصادر أن حزب الله رفض علنًا تسليم ترسانته بالكامل، لكنه يدرس سرًا تقليصها، في حين طلب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي من واشنطن ضمان وقف إسرائيل ضرباتها كخطوة أولى نحو التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار.
في المقابل، أفادت رويترز بأن إسرائيل رفضت قبل أيام اقتراح برّي بوقف ضرباتها تمهيدًا لتطبيق وقف إطلاق النار في لبنان، مما يبرز تعقيدات ملف الهدنة على الأرض.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة