تعرف على جزاء عباد الرحمن فى القرآن الكريم
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
كرّم الله تعالى صنفاً من عباده بأن أضافهم إلى نفسه وسمّاهم عباد الرحمن، فبيّن الله تعالى في كتابه الحكيم ما أعد لهذا الصنف من عباده من جزاءٍ ونعيمٍ في جنّات الخلد، حيث قال: (أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا* خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)، والحقيقة أنّ ثمّة العديد من العلماء الذين بيّنوا في كتب التفسير جزاء عباد الرحمن والمقصود بالغرفة، ومنهم السعدي رحمه الله، حيث قال في تفسيره: إنّه لمّا كانت همم عباد الرحمن ومطالبهم عاليةً كان الجزاء من جنس العمل فجزاهم الله تعالى المنازل العاليات، فالغرفة هي المنازل الرفيعة والمساكن الأنيقة الجامعة لكلّ ما يُشتهى وتلذه الأعين، ولقد نالوا ما نالوا بسبب صبرهم، ولذلك يتلقوّن التحيّة والسّلام من ربهم -عزّ وجلّ- ومن ملائكته، ومن بعضهم على بعض، ويسلمون من كل ما يُكدّر ويُنغّص العيش.
ذكر الله تعالى صفات عباد الرحمن في خواتيم سورة الفرقان، وذلك بعد ذكر فظاظة الكفار، وغلظتهم في التعامل مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعدم تقبّهلم لآيات الله تعالى، فكان وصف تعامل عباد الرحمن مع أنفسهم، ومع ربّهم عزّ وجلّ، ومع غيرهم من الناس، تبياناً لنتائج تربية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لهم، وجهاده في الدعوة إلى الله تعالى، وفيما يأتي بيان صفات عباد الرحمن:
التواضع:وقد دلّ على صفة التواضع قول الله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا).
إنّ التواضع من الأخلاق التي ترفع صاحبها وتزيده من الفضل، والعلم، والجاه، أضعافاً وأضعافاً، وقد وصف الله تعالى عباد الرحمن بالتواضع، فهو خُلُقٌ جبلّيٌّ لهم، ويدلّ ذكر الله تعالى للأرض في الآية الكريمة، على التذكير بالأصل الإنسانيّ؛ وهو تربة الأرض، فكيف لمن أصله من التراب أن يتكبّر؟! الحِلم: ويتمثّل الحِلم في صفات عباد الرحمن؛ بعدم مقابلة إساءة الجاهلين والسفهاء بالمثل، كما قال تعالى عنهم: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)، والمقصود في قولهم لمن تعرّض لهم من السفهاء سلاماً؛ أي سلام إعراضٍ لا سلام تحيّةٍ وترحيبٍ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الله تعالى
إقرأ أيضاً:
دعاء سيد الاستغفار.. اعرف سر علاقته بالاستجابة
يعد تكرار الاستغفار بعد الصلاة يعد وسيلة لتطهير العمل وتعظيم الأمل في قبول العبادة، والمسلم يطلب منه الاستغفار عقب كل عبادة وليس بعد الصلاة فقط.
وورد عن دعاء سيد الاستغفار، ما روي عن شَدّادِ بنِ أَوْسٍ "أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: «ألاَ أَدُلّكَ عَلَى سَيّدِ الاسْتِغْفَارِ؟ اللّهُمّ أَنْتَ رَبّي لاَ إِله إلاّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأنَا عَبْدُكَ وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّ ما صَنَعْتُ وأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيّ وأعتَرِفُ بِذُنُوبِي فاغْفِرْ لِي ذُنُوبي إنّهُ لا يَغْفِرُ الذّنُوبَ إلاّ أنْتَ، لاَ يَقُولُهَا أحَدُكُمْ حِينَ يُمْسِي فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ إلاّ وَجَبَتْ لَهُ الجَنّةُ وَلاَ يَقُولُهَا حِينَ يُصْبِحُ فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أنْ يُمْسِي إلاّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنّةُ»، رواه الترمذى، حديثٌ حَسَنٌ.
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته قال: أستغفر الله - ثلاثًا. رواه مسلم.
وفي سنن أبي داود، وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: من قال: أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه؛ غفر له، وإن كان فارًّا من الزحف. صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
كما ورد في صحيح البخاري صيغة سيد الاستغفار وهو أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
فضائل الاستغفاركما أن الاستغفار له فضائل كثيرة، نذكر منها 13 فائدة، فهو طاعة لله -عز وجل-، ويكون سببًا لمغفرة الذنوب: كما قال تعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» [نوح:10]، ويكون أيضًا سببًا في نزول الأمطار، كما قال تعالى: «يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا» [نوح:11].
الاستغفار يكون سببًا بالإمداد بالأموال والبنين، كما قال تعالى: «وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ» [نوح:12]، وأيضًا يكون سببًا في دخول الجنات، كما قال تعالى: «وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ» [نوح:12]، ومن فوائد الاستغفار أيضًا أنه يزيد من قوة الإنسان، كما قال تعالى: «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ» [هود:52].
يكون الاستغفار سبب المتاع الحسن، كما في قول الله تعالى: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ» [هود:3]، والاستغفار يدفع البلاء، كما في قوله تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» [الأنفال:33].
الاستغفار يكون سببًا لإيتاء كل ذي فضل فضله، كما في قول الله تعالى: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ». [هود:3].
الاستغفار من أسباب استجابة الدعاءويعتبر الإستغفار والحرص عليه يجعل المسلم من أولياء الله الصالحين وعباده المتّقين، الذين لا يرد الله دعاءهم ولا يخيب رجاءهم، كما جاء في الحديث القدسي الشّريف: (لئِن سألَني لأعطينَّهُ ولئنِ استعاذني لأعيذنَّهُ).
والله- سبحانه وتعالى- يعطي الرّزق لمن أدام الاستغفار وحرص عليه، قال تعالى: (فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) وهذا الرّزق من الله تعالى يأتي كذلك من خلال الدّعاء الصّادق حينما يقف العبد بين يدي الله تعالى يسأله الرّزق الحلال الطّيب في الدّنيا، كما أنّ من مظانّ استجابة الدّعاء تحيّن أوقات معيّنة للدّعاء ومنها وقت نزول المطر.