أسباب ودوافع إطلاق الشائعات وانتشارها.. منهج الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
الأسباب والدوافع لإطلاق الشائعات وانتشارها.. منهج الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار
دائمًا ما تستخدم جماعة الإخوان الإرهابية كل الوسائل لبث سمومها وتزييف الحقائق، مستهدفة زعزعة الأمن والاستقرار والنيل من ثقة الشعب في قيادته، ورغم ذلك، فإن جهود الدولة الرشيدة في التصدي لهذه الأكاذيب، واعتمادها على الإعلام الرسمي الموثوق به، قد كشفت زيف إدعاءاتهم، وتتطلب مواجهة هذه الشائعات تضافر الجهود بين الدولة والمواطن، من خلال نشر الوعي بأهمية التحقق من المعلومات قبل تداولها، وبناء مناعة مجتمعية ضد حملات التضليل.
الدكتور مأمون طربية كشف في كتابه «السلوك الاجتماعي للفرد: موضوعات تطبيقية في علم النفس الاجتماعي»، عن الأسباب والدوافع لإطلاق الشائعات وانتشارها، وتتمثل في الآتي:
- العدوانية: تجاه الشخص أو الجماعة المستهدف بالإشاعة، وذلك لتشويه السمعة أو تغيير موقف الناس منه (منها)، أو أثارة الخوف، وهذا يحدث كثيرًا تجاه الأشخاص أو الجماعات ذات الأهمية والشهرة حين تطلق عليهم الشائعات.
- الإسقاط: يسقط مروج الشائعة ما يضمره في نفسه على شخص آخر أو أشخاص آخرين، كالخوف والإهمال وميول للكذب أو الخيانة أو الرشوة أو التضليل.
- التنبؤ: تشير الشائعة إلى احتمالات مستقبلية يعتقد مروج الشائعة بقرب حدوثها، وهو يهيئ الناس والظروف لاستقبالها.
- الاختبار: تكون الشائعة هنا كبالون اختبار المعرفة نوعية وقدر استجابة الناس لحدث معين حين يقدر له الحدوث فعلا، مثال تسرب شائعة بغلاء أسعار بعض السلع ثم تدرس ردود أفعال الناس فإذا كانت معقولة ومحتملة ربما يتم فعلًا رفع الأسعار وأما إذا كانت غاضبة ومستفزة فيمكن تكذيب الشائعة واعتبار الأمر كأن لم يكن.
- جذب الانتباه: إذ يبدو مروج الشائعة أو ناقلها على أنّه عليم ببواطن الأمور، وأنّ لديه مصادر مهمة للأخبار لا يعرفها بقية الناس، وربما يكون هذا تعويضًا عن نقص أو عدم ثقة بالنفس، وربما تكون الدوافع بسبب الفراغ والملل والحاجة إلى التسلية والتمتع بإثارة الاهتمام وإرباك الناس وإقلاقهم وتوتيرهم.
ووفقًا لما ذكره الأستاذ والباحث في العلوم الاجتماعية والدراسات الإعلامية في كتابه، يمكن محاربة الشائعة التي تطلقها الجماعات الإرهابية والتي تستهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن من خلال قواعد وأسس تتبعها الجهات الرسمية والإعلامية، ومن هذه القواعد مقاومة مروجي الشائعات لكشف حقيقتها بأدلة دامغة عن مدى زيفها بوقائع وأدلة دقيقة، و يعتبر نشر الحقائق كاملة عن واقعة دارت حولها الشائعة من أهم القواعد التي تستخدم في محاربة الشائعات.
كذلك من الأسس التي تستخدمها الدولة الحديثة في محاربة الشائعة إذا كبر حجمها وطال أمنها واستقرارها تقريب الهوة بين السلطة والجمهور، فمن شأن ذلك أن يكسب الناس ثقة في حكومتهم وفيما تقدمه لهم من أنباء، وإلا فإنّ فقد الثقة في البيانات الرسمية يجعل الناس يتقبلون أية شائعة عنها، وفي هذا السياق يقترح بعض الباحثين النفسانيين بعض الطرق عمل لمحاربة الشائعة منها:
- لجان فاحصة تقوم بالتحقيق وتتبع الأقاويل المطلقة لتحديد الوقائع
ملصقات ومطبوعات: وهو محاولة بيانية لتثبيت معطيات إزاء أخرى تُطلق الأخبار جُزافًا.
- برامج إذاعية ومتلفزة لتوعية الرأي العام ودحض الأكاذيب بالصوت والصورة.
- مكتب إعلامي للرد على الشائعة بأية وسيلة إعلامية بنفس الزمان والمكان (مثلا وردت شائعة في صحيفة يرد عليها بتصحيح أو توضيح في الصحيفة ذاتها وفي مكان ورودها من الصفحة).
كما يمكن التصدي للشائعات من خلال عدة طرق أخرى أبرزها:
- تكذيب الشائعة إعلاميا: بنشر عكسها تمامًا (دون الإشارة إليها من قريب أو من بعيد)، فإنّ محاوله ذكرها وتعداد الأسباب المنطقية القوية لتكذيبها وخداعها وتضليلها سيجعل من لم يستمع إليها سيعرفها وقد لا يقتنع بتبريراتك لأسباب عاطفية بحتة لا تمت إلى منطق مهما كان قويًا، وفي نفس الوقت فإنّ تجاهلها تمامًا سيجعلها تزداد انتشارًا وتتضخم أثناء عمليه الانتشار الاجتماعي.
- تكذيب الشائعة معلوماتيا: بالحقائق والبيانات والمنطق والعلم (وهي أفضل الطرق)، وكشف مصدرها والهدف من بثها، وهذا يتطلب أن تخاطب رأى عام واعي مثقف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإخوان جماعة الإخوان جماعة الإخوان الإرهابية جماعات الإخوان الإرهابية شائعات الإخوان الشائعات التصدي للشائعات
إقرأ أيضاً:
“التحالف الإسلامي” يُطلق في العاصمة القمريّة أعمال الدورة التدريبية المتخصصة في محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال
بحضور معالي مدير مكتب رئيس جمهورية القمر المتحدة المكلف بالدفاع يوسف محمد علي، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة من مدنيين وعسكريين، انطلقت اليوم الاثنين في العاصمة القمريّة موروني أعمال الدورة التدريبية المتخصصة التي ينظمها التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وتستمر على مدار خمسة أيام، تحت عنوان: “محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال ـ المستوى التأسيسي”، وذلك ضمن مبادرة “بناء” الإستراتيجية، الهادفة إلى تعزيز القدرات المؤسسية والأمنية في مواجهة الجرائم المالية وغسل الأموال.
وأكد مدير مكتب رئيس الجمهورية المكلف بالدفاع بجمهورية القمر المتحدة، في كلمته خلال حفل الافتتاح، أن مخططات غسل الأموال في تطور مستمر، مستغلة الثغرات والغموض، مما يستدعي ردًا جماعيًا ومنظمًا يعزز جهود التصدي لهذه الآفات.
وبيّن أن انعقاد هذه الدورة التدريبية بتنظيم من التحالف الإسلامي، يشكل خطوة إستراتيجية مهمة لتعزيز القدرات المؤسسية، مشددًا على أن محاربة غسل الأموال وتمويل الإرهاب مسؤولية جماعية والتزام وطني يسهم في بناء اقتصاد أكثر صحة ودولة أكثر أمنًا.
وأشار إلى أهمية تمكين المشاركين من فهم الالتزامات القانونية والتنظيمية ذات الصلة، والعمل على ترسيخ قيم الشفافية وثقافة الامتثال في المؤسسات الوطنية.
وتهدف الدورة إلى بناء معرفة شاملة لدى المشاركين حول الأطر القانونية الوطنية والدولية ذات الصلة بمحاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، وتعزيز الكفاءة في استخدام الأدوات التقنية الحديثة لتحليل البيانات المالية والكشف عن الأنشطة المشبوهة، كما تسعى إلى رفع مستوى الوعي العام بمخاطر هذه الجرائم، وتطوير آليات فعالة للوقاية والتنسيق بين الجهات الرقابية والأمنية والمالية، على المستويين المحلي والدولي.
اقرأ أيضاًالمملكةالغطاء النباتي” يُعلن زراعة 52 مليون شجرة مانجروف على سواحل المملكة
ويشارك في الدورة عدد من الجهات الفاعلة، تشمل الجهات الرقابية والعدلية، ووزارة الداخلية ومؤسسات إنفاذ القانون، والمؤسسات المالية، والجهات العاملة في قطاع الأعمال والمهن غير المالية، إلى جانب المؤسسات غير الربحية.
وتُركز الدورة على عدد من المحاور الرئيسة، من أبرزها: الإطار القانوني لمحاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، بما يشمل الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لقمع تمويل الإرهاب، والتشريعات الوطنية ذات العلاقة؛ إلى جانب استعراض مصادر وأدوات الجرائم المالية، مثل: الحوالات البنكية، والعملات الرقمية، والتبرعات.
وتشمل محاور الدورة تحليل الأنماط وتقنيات الكشف المالي من خلال تطبيقات عملية، والتعاون الدولي والإقليمي في تبادل المعلومات وملاحقة الجرائم عبر الحدود، وإستراتيجيات الوقاية وبناء خطط وطنية للامتثال والإبلاغ، بالإضافة إلى برامج التوعية والتدريب، مع التركيز على دور الإعلام في نشر الثقافة المجتمعية حول مخاطر الجرائم المالية، وتصميم برامج تدريبية مستدامة تستهدف العاملين في القطاعين المالي وغير المالي.
وتأتي هذه الدورة في سياق جهود التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتعزيز التعاون الدولي وتطوير وتأهيل الكفاءات الوطنية المدنية منها والعسكرية لمجابهة الاحتيال المالي وعمليات غسل الأموال، وأيضًا توفير بيئة تدريبية احترافية تسهم في بناء منظومات متكاملة وفعّالة لمواجهة التهديدات المالية المرتبطة بالإرهاب.