إعلان إسلام آباد لتعليم الفتيات.. مبادرة باكستانية في ظل التوترات مع أفغانستان
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
إسلام آباد- اختُتمت، الأحد الماضي، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد أشغال مؤتمر "تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص"، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي برعاية الحكومة الباكستانية بالاشتراك مع منظمة رابطة العالم الإسلامي.
وتم الإعلان عن مبادرة "إعلان إسلام آباد لتعليم الفتيات" بهدف توفير الفرص التعليمية للفتيات في المجتمعات المسلمة حول العالم.
وشهدت حضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين محمد العيسى، وممثلي الحكومة والبرلمان الباكستانيين، وعدد من كبار مفتي وعلماء العالم الإسلامي وأعضاء هيئات ومجالس العلماء، والناشطة الباكستانية في تعليم الفتيات الحائزة على جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزي، والمنصة الأكاديمية للأمم المتحدة (جامعة السلام).
تم اختيار باكستان لعقد هذا المؤتمر على ضوء المكانة السياسية والدينية التي تتمتع بها في جنوب آسيا، والدور الذي تلعبه في القضايا الإقليمية. كما أنها تسعى إلى تعزيز دورها في المنطقة.
كما أن إسلام آباد تواجه تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، وتعيش مرحلة سياسية دقيقة، إذ تشهد علاقتها مع أفغانستان توترا مستمرا. وقد تكون استضافتها لهذا المؤتمر بمثابة محاولة لتوضيح موقفها الداعم لحقوق المرأة والفتيات، خصوصا "في ظل القيود التي تفرضها حركة طالبان على تعليم الفتيات في أفغانستان منذ وصولها إلى الحكم في أغسطس/آب 2021″.
تم اختيار باكستان لعقد هذا المؤتمر على ضوء المكانة السياسية والدينية التي تتمتع بها في جنوب آسيا، والدور الذي تلعبه في القضايا الإقليمية. كما أنها تسعى إلى تعزيز دورها في المنطقة.
إعلانكما أن إسلام آباد تواجه تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، وتعيش مرحلة سياسية دقيقة، إذ تشهد علاقتها مع أفغانستان توترا مستمرا. وقد تكون استضافتها لهذا المؤتمر بمثابة محاولة لتوضيح موقفها الداعم لحقوق المرأة والفتيات، خصوصا "في ظل القيود التي تفرضها حركة طالبان على تعليم الفتيات في أفغانستان منذ وصولها إلى الحكم في أغسطس/آب 2021″.
في هذا السياق، أكد محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، أن المبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على قضية تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة. وقال في تصريحاته خلال المؤتمر "إن التعليم هو الأداة الأهم في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية، ويجب أن يحصل جميع الأطفال، بغض النظر عن جنسهم، على فرص تعليمية متساوية".
ووفق العيسى، ستشمل المبادرة اتفاقيات نوعية مع الدول والمنظمات الدولية لمواصلة دعم تعليم الفتيات، مشيرا إلى أنها ستكون "تحولا حقيقيا في التعليم داخل المجتمعات المسلمة".
بدوره، أكد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين طه استعداد المنظمة للمشاركة في دعم المبادرة، مشيرا إلى أن تعليم الفتيات يعد من الحقوق الأساسية التي يجب أن تسعى جميع الدول لتوفيرها. وقال إن "الدين الإسلامي يحث على طلب العلم للجميع من دون تمييز، ويجب أن تكون هذه المبادرة خطوة نحو تحقيق المساواة في التعليم بين الفتيات والفتيان".
من جانبها، شددت ملالا يوسفزي، في تصريحها حول المبادرة خلال حضورها المؤتمر، على أن التعليم "أداة التغيير الأقوى، وأن الفتاة المتعلمة تبني أجيالا أكثر وعيا وقوة". وأضافت أن "تعليم الفتيات ليس خيارا، بل هو ضرورة لبناء مستقبل أفضل".
ورغم أهميتها، فقد رأى مراقبون أفغان أن توقيت طرح المبادرة من قبل باكستان قد يكون مدفوعا بجانب سياسي في المقام الأول، إذ شهدت العلاقات بين كابل وإسلام آباد توترا ملحوظا في الآونة الأخيرة.
إعلانويعتقد أحمد سعيد، الدبلوماسي الأفغاني السابق، أن باكستان تسعى إلى الضغط على حكومة طالبان "التي تواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة". وأضاف للجزيرة نت أنها تبحث عن فرص لتعزيز موقفها الإقليمي خاصة في ظل التوترات المتصاعدة مع أفغانستان، وقد تكون هذه المبادرة جزءا من محاولة إظهار دورها في المنطقة.
وأوضح أن إسلام آباد تمر بتحديات أمنية واقتصادية "غير مسبوقة" مع ازدياد هجمات حركة طالبان الباكستانية، إذ تتهم حكومة حركة طالبان الأفغانية بتوفير الدعم لهذه الهجمات عبر أراضيها، وهو ما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.
ومن هنا، يضع سعيد طرح هذه المبادرة في إطار "المكايدة السياسية مع أفغانستان"، إذ تسعى باكستان لتسليط الضوء على مواقفها السياسية وإظهار موقفها الداعم لقضايا المرأة والتعليم، في وقت تزداد فيه الضغوط على الحكومة الأفغانية بسبب سياساتها المتشددة تجاه تعليم الفتيات.
انقسام
من جانبه، يرى المحلل السياسي الأفغاني رفيق رجا أن هناك تباينا في الآراء داخل حكومة حركة طالبان بشأن قضية تعليم الفتيات. وقال "القادة المقربون من زعيم طالبان لديهم تفسيرات متشددة تجاه هذه المسألة، بينما يعتقد آخرون من داخل الحكومة أن تعليم الفتيات يجب أن يكون جزءا من التطور الطبيعي في أفغانستان، ويتعين تفعيل ذلك لحماية مصالح الشعب".
وأضاف أنه رغم أن الحكومة الأفغانية تواجه ضغوطا دولية كبيرة لتغيير موقفها، فإن "زعيم طالبان هبة الله آخوند زاده لا يزال متمسكا بموقفه المتشدد، ولا يسمح لأي من القادة في الحكومة بمناقشة الموضوع، مما يخلق حالة من الانقسام الداخلي حول القضية".
من المؤكد أن إعلان إسلام آباد يعد خطوة مهمة في تعزيز حقوق الفتيات في المجتمعات المسلمة، ولكن نجاح المبادرة يعتمد على الالتزام الفعلي من الدول الإسلامية بتطبيق هذه السياسات، وكذلك على مدى استجابة حركة طالبان للضغوط الدولية المتعلقة بحقوق النساء والفتيات.
إعلانوتبقى الآفاق المستقبلية للمبادرة مفتوحة، حيث يتعين على المجتمع الدولي مواصلة دعمه وتعزيز التعاون بين الدول والمنظمات العالمية لتحقيق الأهداف المرجوة وتوفير الفرص التعليمية المتساوية للفتيات في جميع أنحاء العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رابطة العالم الإسلامی فی المجتمعات المسلمة تعلیم الفتیات فی مع أفغانستان حرکة طالبان إسلام آباد کما أن
إقرأ أيضاً:
الاتحاد العربي للجولف يطلق مبادرة النخبة للمنح الرياضية ويقيم أول معسكر تدريبي في الرياض
محمد الجليحي (الرياض)
أعلن الاتحاد العربي للجولف رسميًا عن انطلاق”معسكر النخبة للمنح الرياضية” الذي يُعد من أبرز مبادراته الاستراتيجية الرائدة، ويهدف إلى إعداد جيل جديد من أبطال الجولف العرب .
وتهدف هذه المبادرة إلى تمكين لاعبي الجولف العرب من الفئات الناشئة وفتح المجال أمامهم للوصول إلى أعلى مستويات المنافسة الدولية بحلول عام 2035.
ويمثّل هذا المعسكر المرحلة الأولى من برنامج المنح الرياضية للاتحاد، حيث يركّز على تقييم واختيار أفضل المواهب العربية تحت سن 18 عامًا. وسيحصل اللاعبون المختارون على فرصة الانضمام إلى برنامج تدريبي احترافي بالتعاون مع أكاديمية IMG العالمية .
ويُقام معسكر النخبة على مدار أربعة أيام في نادي الرياض للجولف، بمشاركة 16 لاعبًا ولاعبة من مختلف الدول العربية، تم اختيارهم بعناية بناءً على أدائهم في البطولات الإقليمية والدولية وتصنيفاتهم .
ويتكون المعسكر من مرحلتين رئيسيتين :
المرحلة الأولى: وتشمل جلسات تقييم نظرية وعملية، حيث يخضع اللاعبون لاختبارات فنية، وتقييمات بدنية وذهنية، إلى جانب مقابلات فردية مع فريق التقييم الفني، بهدف بناء تصور شامل عن قدرات كل لاعب .
اما المرحلة الثانية: تحاكي أجواء البطولات التنافسية، حيث يشارك اللاعبون في جولتين كاملتين من18 حفرة، مما يمكّن لجنة التقييم من قياس أداء اللاعبين تحت الضغط وتحديد المرشحين المؤهلين للمنح الأكاديمية.
وفي ختام المعسكر، سيحصل أفضل اللاعبين على منح دراسية كاملة للانضمام إلى أكاديمية IMG بدءًا من أغسطس 2025 .
وتشمل المنحة تدريب جولف احترافي، دعمًا أكاديميًا وتعليميًا، إضافة إلى خدمات علوم رياضية متقدمة مثل القوة واللياقة البدنية والتدريب الذهني .
وبهذه المناسبة صرح رئيس الاتحاد العربي للجولف معالي الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان أن هذه المبادرة المتمثلة في إطلاق برنامج النخبة للمنح الرياضية تعد خطوة استراتيجية مهمة ضمن مسارنا المتوازي لبناء منظومة تنافسية متكاملة لرياضة الجولف العربية.
وأضاف:”بينما نعمل على تأسيس بنية تحتية قوية ومستدامة في الوطن العربي، نحرص في الوقت نفسه على التعاون مع أفضل الشركاء الدوليين لضمان تقديم أعلى مستويات التدريب والاحتراف للاعبينا الواعدين.
هذه المبادرة تعكس التزامنا بالاستثمار في المواهب الشابة وفق أفضل الممارسات العالمية، بهدف تمكينهم من المنافسة على الساحة الدولية.
وبإذن الله، خلال السنوات القادمة، ومع تحقيق أهدافنا الطموحة، سنكون قادرين على الاكتفاء بقدراتنا المحلية وتوفير منظومة عربية متكاملة لصناعة الأبطال.”
وتأتي هذه المبادرة ضمن إطار أوسع يتبناه الاتحاد العربي للجولف، يجمع بين عدة برامج فعالة، ويُعدّ معسكر النخبة للمنح الرياضية أحد أبرز ركائزها. ويؤكد الاتحاد من خلالها التزامه بتطوير المواهب، وتعزيز التعاون الإقليمي، وبناء منظومة داعمة للنمو المستدام في مجال الجولف العربي .
وتعد هذه المبادرة بداية عهد جديد لرياضة الجولف في المنطقة، مبني على الأداء، وتكافؤ الفرص، ورؤية مشتركة للنجاح.
وفي سياق متصل أكد الأمين العام للاتحاد العربي للجولف سعادة الأستاذ نوح علي رضا على أهمية هذه المبادرة حيث قال:” يمثل هذا المعسكر نقطة تحول في رحلتنا نحو إنشاء مسار تنافسي واضح للاعبي الجولف العرب من خلال الجمع بين التدريب العالمي المستوى،وآليات التقييم الدقيقة، والتي تؤسس قاعدة قوية تمكن المواهب العربية من الوصول إلى أعلى مستويات الرياضة .
وأضاف : “يعد معسكر النخبة للمنح الرياضية منصة انطلاق حقيقية نحو تحقيق رؤية الاتحاد العربي للجولف في إعداد جيل جديد من الأبطال العرب القادرين على المنافسة على المستوى العالمي.
ومن خلال برامج تقييم شاملة، وشراكات استراتيجية مع مؤسسات رائدة، يضع الاتحاد أسسًا واعدة لمستقبل رياضة الجولف في الوطن العربي، قائم على التخطيط، والاحترافية، والاستثمار في الطاقات الشابة .”