ما الذي حدث بين باكستان وأفغانستان؟ وما علاقة الهند؟
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
اندلعت السبت اشتباكات حدودية بين القوات الأفغانية والباكستانية سقط فيها العشرات بين قتيل وجريح، ردا على غارات جوية باكستانية في أفغانستان وسط اتهامات من إسلام آباد لكابل بدعم جماعات مسلحة، وذلك قبل أن تعلن وزارة الدفاع الأفغانية في وقت لاحق من مساء أمس السبت انتهاء العمليات العسكرية.
ونحاول في هذا التقرير توضيح ما الذي حصل.
اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الأفغانية والباكستانية على طول خط دوراند الحدودي، شملت 7 ولايات أفغانية حدودية، وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إن ذلك جاء ردا على غارات جوية باكستانية في أفغانستان الأسبوع الماضي، وأشارت باكستان إلى أنها ردت بنيران الأسلحة والمدفعية.
وأوقعت الاشتباكات خسائر في الأرواح والمعدات من الجانبين، وقال مسؤولون باكستانيون إن بلادهم أغلقت المعابر الحدودية مع أفغانستان اليوم الأحد.
وتأتي هذه الاشتباكات الأخيرة في ظل سياق تاريخي طويل من التوترات الحدودية، تفاقمت بعد عودة حركة طالبان إلى الحكم في كابل عام 2021. وخط دوراند نفسه لا تعترف به الحكومة الأفغانية كحدود رسمية، مما يضيف تعقيدا قانونيا وسياسيا للنزاع.
ما أسباب القتال؟القتال جاء كرد فعل أفغاني على غارات جوية باكستانية استهدفت العاصمة كابل وولايات خوست وننغرهار، وذلك وسط اتهامات من إسلام آباد لكابل بدعم مسلحي حركة طالبان باكستان وتوفير ملاذ آمن لهم في أفغانستان للتدريب والتخطيط وتنفيذ هجمات ضد باكستان، وهو ما تنفيه حكومة كابل وتؤكد أنها لن تسمح لأحد باستخدام أراضي أفغانستان لاستهداف دول أخرى.
وكانت حركة طالبان باكستان أعلنت الجمعة مسؤوليتها عن هجمات متزامنة استهدفت قوات الأمن الباكستانية في إقليم خيبر بختونخوا الحدودي مع أفغانستان، وأسفرت عن مقتل 23 شخصا، بينهم 20 عنصرا أمنيا و3 مدنيين.
صرح المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد اليوم الأحد بأن قوات أفغانية سيطرت في عمليات حدودية الليلة الماضية على 25 موقعا تابعا للجيش الباكستاني وقتلت 58 جنديا وأصابت 30 آخرين، لافتا أيضا إلى "مقتل 9 من قوات طالبان".
إعلانكما ذكرت أفغانستان أن 20 جنديا أفغانيا سقطوا بين قتيل وجريح.
ولم يصدر تعليق بعد من باكستان، لكن مسؤولين أمنيين باكستانيين قالوا إنهم أوقعوا خسائر في صفوف القوات الأفغانية دون ذكر عدد محدد.
وأعلنت كلتا الدولتين تدميرهما عددا من المراكز الحدودية للطرف الآخر. ونشر مسؤولون أمنيون باكستانيون لقطات فيديو قالوا إنها تظهر قصف مواقع أفغانية.
من الأطراف المتورطة في القتال؟أما الأطراف المتورطة في هذا القتال فتشمل القوات المسلحة الباكستانية التابعة للحكومة التي تديرها حركة طالبان، والجيش الباكستاني، وحركة باكستان طالبان، إلى جانب اتهامات باكستانية مباشرة للهند بتوفير التمويل والدعم لحركة طالبان باكستان.
وقالت كابل اليوم الأحد إنها أوقفت الهجمات بناء على طلب قطر والسعودية. وأصدرت الدولتان بيانين عبرتا فيهما عن قلقهما إزاء الاشتباكات.
الهند ليست طرفا مباشرا في القتال، لكنها متهمة من قبل باكستان بتمويل ودعم المسلحين الذين ينفذون هجمات داخل أراضيها، وهي اتهامات نفتها الهند.
كما أن الهند تستغل توتر العلاقات بين كابل وإسلام آباد لتعزيز علاقاتها مع الحكومة الأفغانية، وقد رفعت مستوى تمثيلها الدبلوماسي في كابل. وتعكس زيارة وزير الخارجية الأفغاني إلى الهند مؤخرا ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين تقاربا إستراتيجيا واضحا بين البلدين.
ويرى المحلّل الهندي برافين دونتي من مجموعة الأزمات الدولية أن "نيودلهي تعكف على توسيع نفوذها إلى كابل كي لا تبقى متخلّفة عن ركب خصميها الصين وباكستان"، كما "ترغب في الحصول على ضمانات أفغانية في مجال مكافحة الإرهاب، فضلا عن تعاون إقليمي في مجال الأمن".
كيف تبدو العلاقة بين الحكومتين الباكستانية والأفغانية؟رغم إعلان توقف المعارك بين الجانبين فإن مسؤولين محليين باكستانيين أفادوا بأن المعبرين الحدوديين الرئيسيين لباكستان مع أفغانستان، في طورخم وتشامان، أُغلقا اليوم الأحد، كما تم إغلاق 3 معابر صغيرة على الأقل في خارلاتشي وأنجور أدا وغلام خان.
ولا تزال العلاقة بين البلدين اللتين تمتلكان حدودا مشتركة طولها 2600 كيلومترا، متوترة للغاية وتتسم بالاتهامات المتبادلة والدعم المزعوم للجماعات المسلحة.
ويعكس التصعيد العسكري الأخير هشاشة العلاقة بينهما رغم دعوات دولية لضبط النفس، كما يعكس فشل الطرفين في بناء آلية أمنية مشتركة لضبط الحدود.
وقد يؤدي استمرار التصعيد إلى زعزعة استقرار المنطقة الحدودية خاصة في خيبر بختونخوا وبلوشستان، مما قد يدفع الجماعات المسلكة إلى استغلال الفوضى لتوسيع عملياتها.
كما قد يفتح التوتر بين كابل وإسلام آباد المجال لتدخلات إقليمية من الهند والصين وروسيا، وهو أمر لا تطمح باكستان إلى حصوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الیوم الأحد حرکة طالبان
إقرأ أيضاً:
اشتباكات دامية بين باكستان وأفغانستان.. تضارب في حصيلة القتلى وإسلام آباد تتوعد بـ رد قوي
شهدت الحدود بين باكستان وأفغانستان الأحد 12 تشرين الأول/أكتوبر اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل عشرات الجنود من الجانبين. وأعلنت كابول تنفيذ عملية "ناجحة" ضد الجيش الباكستاني، فيما توعدت إسلام آباد برد "قوي وفعّال" مؤكدة أنها قتلت أكثر من 200 من عناصر طالبان. اعلان
تصاعد التوتر بين باكستان وأفغانستان الأحد 12 تشرين الأول/أكتوبر بعد اشتباكات حدودية عنيفة أسفرت عن مقتل عشرات الجنود من الجانبين، في واحدة من أسوأ المواجهات بين البلدين منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول عام 2021.
إسلام آباد تعهّدت بردّ "قوي وفعّال"، فيما تتبادل الحكومتان الاتهامات بشأن المسؤولية عن التصعيد الأخير.
العملية الحدودية وسقوط عشرات القتلىأعلنت السلطات الأفغانية أن قواتها نفذت ليلة السبت عملية عسكرية "ناجحة" ضد مواقع تابعة للجيش الباكستاني قرب الحدود المشتركة، أسفرت، بحسب المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، عن مقتل 58 جندياً باكستانياً وإصابة 30 آخرين، بينما قُتل تسعة من مقاتلي طالبان.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع في حكومة طالبان، عناية الله خوارزمي، إن العملية جاءت "رداً على الانتهاكات المتكررة والضربات الجوية التي استهدفت الأراضي الأفغانية بمبادرة من الجيش الباكستاني"، مؤكداً أن قواته "حققت أهدافها بدقة".
من جانبها، أقرت إسلام آباد بمقتل 23 من جنودها خلال الاشتباكات، لكنها أكدت أنها ألحقت "خسائر فادحة" بالقوات الأفغانية.
وقال الجيش الباكستاني في بيان الأحد إن قواته "قتلت أكثر من 200 من عناصر طالبان ومقاتلين تابعين لهم في عمليات قصف وغارات وضربات دقيقة".
تهديدات وتحذيرات متبادلةرئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف شدد في بيان على أن "الدفاع عن باكستان ليس موضع مساومة"، متوعداً بأن "أي استفزاز سيواجه برد قوي وفعّال". واتهم شريف حكومة طالبان في كابول بإيواء "عناصر إرهابية" تستهدف الأمن الباكستاني.
أما وزير الداخلية محسن نقفي فاتهم أفغانستان بأنها "تلعب بالنار والدم"، محذراً من أن بلاده سترد "مثلما فعلت مع الهند"، في إشارة إلى المواجهة العسكرية الأخيرة بين البلدين في أيار/مايو، والتي شهدت إطلاق صواريخ وغارات بطائرات مسيرة وقصفاً مدفعياً.
في المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد الأحد إن "باكستان هي من بدأت الهجوم صباح اليوم، ونحن مستعدون للرد بقوة"، مؤكداً أن قوات طالبان تسيطر على مواقع أمنية تابعة للجيش الباكستاني.
Related اتفاق الدفاع المشترك.. هل يضع قدرات باكستان النووية في خدمة الرياض؟إسلام آباد تصعّد لهجتها تجاه كابول بعد مقتل 12 جنديا في كمين لطالبان باكستاناتفاق غزة يشعل الشارع الباكستاني.. أنصار "حركة لبيك" يسيرون نحو إسلام آباد بعد مواجهات عنيفة أمس بداية التصعيد والانفجارات الغامضةبدأ التصعيد الأمني بين البلدين الخميس بعد وقوع انفجارين في العاصمة الأفغانية، تلاهما انفجار ثالث في جنوب شرق البلاد. واتهمت وزارة الدفاع في حكومة طالبان باكستان بالوقوف خلف تلك التفجيرات، بينما نفت إسلام آباد أي علاقة لها بها، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن حدودها تعرضت لهجوم.
وأشار الجيش الباكستاني إلى أنه ردّ على "مواجهات مسلحة" انطلقت من ولايات كونار وننغرهار وبكتيا وخوست وهلمند، الواقعة كلها على خط ديورند الفاصل بين البلدين.
علاقات متوترة منذ عودة طالبان إلى الحكمالعلاقات بين باكستان وأفغانستان تشهد توتراً مستمراً منذ سيطرة طالبان على كابول عام 2021. فإسلام آباد تتهم السلطات الأفغانية بإيواء مسلحين ينفذون هجمات داخل الأراضي الباكستانية، بينما تنفي كابول ذلك وتتهم باكستان بدعم جماعات "إرهابية".
وتلقي باكستان باللوم على حركة طالبان باكستان، التي تتبنى العقيدة نفسها لطالبان الأفغانية، في مقتل مئات الجنود منذ عام 2021.
هجمات جديدة وتقرير أمميأعلنت حركة طالبان باكستان السبت، مسؤوليتها عن هجمات مميتة شمال غرب البلاد، قرب الحدود الأفغانية في ولاية خیبر بختونخوا، أسفرت عن مقتل 23 شخصاً بينهم ثلاثة مدنيين.
وفي تقرير صدر عن الأمم المتحدة في وقت سابق هذا العام، ورد أن حركة طالبان باكستان "تتلقى دعماً لوجستياً وعملياتياً من السلطات الفعلية في كابول"، في إشارة إلى حكومة طالبان، لكن الأخيرة نفت هذه الاتهامات بشكل قاطع.
وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف قال أمام البرلمان الخميس إن بلاده "بذلت جهوداً عديدة لإقناع سلطات طالبان الأفغانية بوقف دعمها لحركة طالبان الباكستانية، لكن تلك الجهود باءت بالفشل".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة