نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرًا تناول فيه انخفاض الاعتماد الأمريكي على النفط السعودي، لافتًا إلى أن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام السعودي، شهدت تراجعًا إلى أدنى مستوى لها منذ نحو 40 سنة.

وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أنه كان هناك مكتب غير معروف في نيويورك يعتبر من أكثر المواقع الإستراتيجية للسعودية لسنوات عديدة، حيث كان ينسق مبيعات النفط السعودي لأمريكا.

لكن في السنة الماضية، أغلقت الرياض هذا المكتب، في إشارة إلى تراجع مبيعات النفط السعودي في أمريكا. وبفضل ثورة النفط الصخري وصعود النفط الكندي، انخفضت واردات الولايات المتحدة من النفط السعودي إلى أدنى مستوياتها منذ 40 سنة، ومن غير المرجح أن تتعافى التدفقات قريبًا.

وأفاد الموقع أن الطموح الذي سعى إليه أجيال من السياسيين الأمريكيين من جيمي كارتر إلى جورج دبليو بوش أصبح قريبًا، وهو التحرر من النفط السعودي.



بالنسبة للرئيس القادم دونالد ترامب، يمثل ذلك فرصة لإعادة صياغة السياسة الخارجية في الشرق الأوسط بطرق لم يتمكن أسلافه من تحقيقها. ورغم أن الولايات المتحدة لا تزال تتأثر بتقلبات سوق النفط، إلا أن تأثير السعودية عبر احتياطياتها النفطية تراجع بشكل كبير.

وأضاف الموقع أن الولايات المتحدة اشترت حوالي 277,000 برميل يوميًا من النفط السعودي السنة الماضية، بانخفاض يقارب 85 بالمائة عن الرقم القياسي البالغ 1.73 مليون برميل يوميًا في سنة 2003. وللعثور على واردات أقل من ذلك، يجب العودة إلى سنة 1985، عندما انخفضت التدفقات بشكل مؤقت بسبب تقليص المملكة لإنتاجها بهدف رفع أسعار النفط. وللعثور على سنوات عدة من الواردات المنخفضة نفسها، يجب العودة إلى أواخر الستينيات.

وتوقع الموقع أن الانهيار في تدفقات النفط بين السعودية والولايات المتحدة سيتفاقم في سنة 2025 مع إغلاق إحدى المصافي الخمسة التي كانت تستورد النفط بانتظام، وفقًا لوثائق الجمارك. وستغلق شركة ليونديل باسل مصنعها في هيوستن هذا الربع، مما يترك أربعة عملاء ثابتين فقط لنفط المملكة في أمريكا.

وأشار الموقع إلى أن المصافي المتبقية هي مصفاة موتيفا بالقرب من هيوستن، المملوكة للسعوديين عبر شركتهم النفطية المملوكة للدولة، ومصفاة تديرها شركة شيفرون بالقرب من لوس أنجلوس، بالإضافة إلى مصفاتين تملكهما شركة "بي بي إف إنرجي" في نيوجيرسي وديلاوير. وتعتبر شركة موتيفا وحدها مسؤولة عن 40 بالمائة من النفط السعودي الذي استوردته الولايات المتحدة السنة الماضية.

من يشتري الخام السعودي؟
وبين الموقع أنه يُقارن انخفاض عدد المشترين بما كان عليه الحال قبل عقدين من الزمن، عندما كانت 25 شركة تكرير (وأحيانًا أكثر) تعالج الخام السعودي بانتظام.

وقال الموقع أنه خلال السنتين الماضيتين تقريبًا، توقفت أكبر ثلاث شركات تكرير أمريكية، ماراثون بتروليوم كورب، وفاليرو إنرجي كورب، وإكسون موبيل كورب، عن استيراد النفط السعودي، وفقًا لبيانات الجمارك.

وكانت إكسون قد اشترت آخر شحنة من النفط السعودي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وفقًا لسجلات التجارة الحكومية التي راجعتها بلومبيرغ أوبينيون. وبما أن السعودية تبيع براميلها بموجب عقود طويلة الأجل، غالبًا ما تمتد من خمس إلى سبع سنوات أو أكثر، فإن توقف الاستيراد يشير إلى أن تلك الشركات لم تجدد عقودها الطويلة الأجل، مما أنهى علاقات دامت لعقود.

وعندما قال الرئيس بوش في خطابه عن حالة الاتحاد سنة 2006 إن "أمريكا مدمنة على النفط" وحدد هدفًا لاستبدال 75 بالمائة من واردات النفط الأمريكية من السعودية ودول الشرق الأوسط الأخرى بحلول سنة 2025، لم يعتقد الكثيرون أن هذا الهدف كان واقعيًا. وفي ذلك الوقت، كانت العلاقات السعودية الأمريكية في أوجها، حيث كانت الواردات تتجاوز 1.5 مليون برميل يوميًا.

وتابع الموقع أن بوش أخطأ في الكثير من الأمور في سياسته الخاصة بالطاقة، حيث راهن على الوقود الحيوي والسيارات الكهربائية لتقليل الاعتماد على النفط الأجنبي. لكن ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة وطفرة الإنتاج الكندي هما من حققا الهدف، حيث تجاوزت كندا السعودية في سنة 2004 كأكبر شريك نفطي رئيسي لأمريكا. ومنذ ذلك الحين، انخفضت واردات الولايات المتحدة من الخام السعودي بأكثر من 80 بالمائة، متجاوزةً هدف بوش.

النفط السعودي الباهظ
على الرغم من الإغراء الكبير لتجاهل النفط السعودي، فإن ذلك سيكون خطأً؛ حيث تظل الرياض قوة جيوسياسية قوية، قادرة على التأثير في سعر الوقود الذي يدفعه السائقون الأمريكيون في محطات الوقود من خلال زيادة أو تقليص الإنتاج. ونظرًا لأن النفط سلعة قابلة للتبادل تُتداول في سوق عالمي، فإن ما تفعله السعودية لا يزال يردد صداه في أمريكا، بغض النظر عن كمية النفط الخام التي تستوردها الولايات المتحدة من المملكة.

وأوضح الموقع أن انخفاض تدفقات النفط بين السعودية والولايات المتحدة ليس ناتجًا بالكامل عن ثورة النفط الصخري. فقد عمدت السعودية إلى تحديد أسعار نفطها بشكل يجعلها خارج متناول السوق الأمريكي، من خلال مطالبة مصافي النفط الأمريكية بدفع علاوة كبيرة مقابل البراميل.



وطوال معظم سنتي 2023 و2024، حددت الرياض علاوة لخام "آراب لايت"، وهو نوع النفط الرئيس للتصدير، بمقدار 5 دولارات للبرميل فوق المرجعية للمبيعات الأمريكية، وهو ما يفوق بكثير المستويات التاريخية. واستخدمت الرياض أسعار البيع الرسمية كأداة لردع تدفقات النفط إلى أمريكا وتقليص مخزونات النفط في البلاد، التي يراقبها التجار عن كثب. وبالتالي، تشكل تدفقات النفط المنخفضة بين السعودية وأمريكا جزءًا من تخفيضات إنتاج "أوبك+".

واختتم الموقع تقريره مشددًا أن الحقيقة التي أصبحت واضحة بشدة أن التركيز على أحد أهم الاتجاهات الجيوسياسية في نصف القرن الماضي، فقد بدأت الولايات المتحدة أخيرًا في الاستغناء عن اعتمادها على الخام السعودي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي النفط السعودية امريكا السعودية نفط المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة من من النفط السعودی الخام السعودی تدفقات النفط على النفط الموقع أن

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تخصص 130 مليون دولار لدعم ٌقسد بمواجهة تنظيم الدولة

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تخصيص 130 مليون دولار في ميزانيته لعام 2026 لدعم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" و"جيش سوريا الحرة"، وتمكينها من مواصلة مكافحة تنظيم الدولة.

وقالت الوزارة في بيان، إن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بالهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة، من خلال دعم القوات الشريكة الموثوقة للحفاظ على الضغط المستمر على التنظيم، معتبرة أن عودة التنظيم مجددا تشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة الوطنية، ولشعوب العراق وسوريا ولبنان، وللمجتمع الدولي ككل.

وأضافت أن هذا الدعم موجه لمحاربة تنظيم "داعش"، ومنع إعادة انتشاره.

ولا تزال واشنطن تدعم "قوات سوريا الديمقراطية" في شمال شرقي سوريا، وفصيل مقاتل (جيش سوريا الحرة والمعروف باسم جيش سوريا الجديد أو جيش مغاوير الثورة هو فصيل  مدرَّب من قبل الولايات المتحدة بالقرب من قاعدة التنف) ومتمركز على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق.

أثارت دعوة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى الاندماج في "سوريا الجديدة" تساؤلات حول مستقبل هذه القوات التي تتلقى الدعم العسكري والسياسي من قبل الولايات المتحدة، والتي يشكل عمودها الفقري الوحدات الكردية المسلحة.

وكان باراك قد أكد أن الجهة الوحيدة التي ستتعامل معها واشنطن في سوريا هي الحكومة السورية، مضيفا أن "الحل الوحيد لأي تسوية يجب أن يكون من خلالها".



ومطلع الشهر الماضي، قال السفير الأمريكي في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، إن بلاده تتجه نحو سياسات مختلفة عما كان متبعاً في العقود الماضية.

وأشار باراك خلال مقابلة مع قناة "NTV" التركية إلى مستقبل الوجود العسكري الأميركي، والدعم المقدم لقوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وقال باراك: "سياساتنا الحالية تجاه سوريا لن تشبه السياسات خلال المئة عام الماضية، لأن تلك السياسات لم تنجح".

واعتبر باراك أن "الوقت قد حان لتجاوز الصراع والانقسام"، مشيرا إلى "الحاجة لخلق مساحة للحوار والمصالحة بين جميع الأطراف في سوريا".

وحول الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أوضح باراك أن "قسد هي حليف بالنسبة لنا. الدعم المقدم لهم هو دعم لحليف، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة للكونغرس الأمريكي".

وأضاف: "يجب توجيه هذا الدعم نحو دمجهم في جيش سوريا الجديد المستقبلي. يجب أن تكون توقعات الجميع واقعية"، مشيراً إلى أهمية العمل على إدماج وحدات حماية الشعب (YPG)، ضمن البنية العسكرية الجديدة في سوريا.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تخصص 130 مليون دولار لدعم ٌقسد بمواجهة تنظيم الدولة
  • الإمارات تتضامن مع الولايات المتحدة وتعزّي في ضحايا الفيضانات
  • خبير طاقة: زيادة إنتاج "أوبك بلس" من النفط "مخاطرة محسوبة" تواكب ارتفاع الطلب الموسمي
  • عُمان تُعزّي الولايات المتحدة في ضحايا "فيضانات تكساس"
  • حلم الكأس الذهبية يراود الولايات المتحدة والمكسيك
  • السعودية وروسيا و6 دول أخرى من تحالف أوبك+ تعلن زيادة إنتاج النفط في أغسطس
  • "أرامكو" السعودية تتّجه لبيع خمس محطات طاقة ضمن خطة لجمع مليارات الدولارات
  • ميلوني تزعم أن الولايات المتحدة لم توقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا
  • العرابي: الولايات المتحدة شريك دولي لا غنى عنه في دعم القضية الفلسطينية
  • ولي العهد يهنئ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بذكرى استقلال بلاده