بوابة الوفد:
2025-05-28@10:16:53 GMT

رفقًا بورثة الأنبياء

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

الأستاذ الجامعى له قدره وقيمته وصورته الإيجابية لدى طلابه فى المقام الأول ولدى المجتمع بوجه عام.. من منا لا يذكر العديد من أساتذته فى الجامعة والذين تركوا فى نفوسنا بصمات نعيش على وقعها ونهتدى بها فى مسار حياتنا حتى نهاية مسيرتنا فى الحياة.. ما يُثار مؤخرًا من إجراء تحليل مخدرات لأساتذة الجامعات كشرط لترقيتهم وقيام بعض رؤساء الجامعات الإقليمية بتطبيقه على ترقى أساتذتها هو عبث وهدم لقيم تربينا عليها وهدر وإهانة لكرامة قادة الفكر والعلماء والبحث العلمى ولحملة مشاعل النور والتقدم.

. ليس المقصود من كلامى الترويج بأن الأستاذ الجامعى لا يحمل جينات الخطأ والخطيئة، ولكن المقصود هو التحذير من هدم قيم وقيمة الرموز والقادة وجررة المجتمع بكل ما فيه ومن فيه إلى الدرك الأسفل من الوحل والمهانة.. والسؤال هو: هل تعاطى أستاتذة الجامعات للمخدرات أصبحت ظاهرة تستوجب الوقوف عندها للحد منها؟.. سؤال آخر: هل تعميم أخطاء الأستاذ الجامعى وتصويره بصورة المجرم والخمرجى والحشاش أمر منطقى؟! هذه القرارات لو افترضنا أن هناك قرارات بشأن هذا الأمر تخص أستاتذة الجامعات فإنها قرارات لا تضر الاستاذ الجامعى فقط بل تضر الجامعة ودورها وأجيال بأكملها يُراد نفض الغبار من على عقولها.. فالحاصل على الشهادات العلمية الرفيعة والمشهود له بالأخلاق والعطاء لطلبة العلم والباحثين فى محرابه لا يستقيم معه منطق «البمب» وزجاجات المولوتوف.. علينا أن نعى جميعًا أن الجامعات والمراكز البحثية وأساتذتها فى منأى عن اهتزاز صورتهم أمام طلابهم وأمام المجتمع، وعلينا جميعًا أن ندرك أن تعميم الاتهامات الذى يتبناها البعض بقصد أو بدون قصد منطق قد يكون حارقًا، فشعاع النور قد يصاب بالعمى إذا ما لم ندرك متى وكيف نستخدمه.. ليتنا ندرك أن التشكيك والسخرية وتعميم الاتهامات والنيل من قادتنا ومفكرينا وعلملائنا سيكون ضمن حصاده أجيالًا تتربى على فقد الثقة فى قادتها ومفكريها.. هذا التوجه الجامح يهدم ولا يبنى.. العلماء هم ورثة الأنبياء.. أساتذة الجامعات لهم قانونهم الخاص ولائحته التنفيذية الذى ينظم عمل الجامعات وأساتذتها ويحدد طرق ترقيتهم والتى ليس من ضمنها تحليل المخدرات.. أساتذة الجامعات لهم قانونهم ولائحته التنفيذية ولوائحهم الداخلية التى تحكم تصرفاتهم وسلوكهم وهذا ليس تميزًا لهم، وإنما هو تنظيم لإدارة وعمل الجامعات وأساتذتها حالها كحال العديد من الجهات التى لها قوانينها الخاصة التى تنظم عملها- وتعلمنا فى القانون أن الخاص يقيد العام- وبالتالى فلا يمكن أن نطبق قانونًا أو قرارًا عامًا على فئة لها قانونها الخاص وتصدر قرارتها من وزيرها المختص ومن خوله قانونها ولائحته التنفيذية ولوائحها الداخلية فى إصدار أى قرار متعلق بشئونها، هذا بعيدًا عن حالات التلبس والتى يخضع لها كل أفراد المجتمع وليس هناك تميز لأى فئة سواء كانت تخضع للقانون العام أو الخاص.

هذه الفئة تعمل فى بيئة كاشفة لأى تجاوز يصدر من عضو هيئة التدريس ويتم خضوعه للجان تحقيق وتأديب ومحاسبة تصل إلى حد الفصل من الوظيفة، كما يتم فصلهم من وظائفهم إذا صدرت ضدهم أحكام مخلة بالشرف أو الأمانة وجرائم مثل تتعاطى أو حيازة مخدرات يكون شأنهم شأن أى فئة أخرى من فئات المجتمع دون تمييز.. أساتذة الجامعات

كى تتم ترقيتهم يتعين عليهم تقديم العديد من الأبحاث التى تتعلق بقضايا مختلفة لحلها.. ترقية أساتذة الجامعات تعتمد على معايير علمية بحثية تشمل الأبحاث الأكاديمية والأنشطة المجتمعية.. إجراء تحليل المخدرات لا يتناسب مع المكانة العلمية المرموقة لأعضاء هيئة التدريس

وتمس هيبة الجامعات وتهدد سمعة الأساتذة.. تحليل المخدرات لأساتذتة الجامعات حالة ترقيتهم يضع الأساتذة فى موضع شبهة.. فرفقًا بورثة الأنبياء.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يذكر العديد أساتذة الجامعات

إقرأ أيضاً:

الميراث.. "قصة حزينة"

فجرت قضية سرقة المربية ذائعة الصيت فى مجال التعليم الدكتورة نوال الدجوي، أزمة مجتمعية بالغة التعقيد يكون فيها الميراث اللاعب الرئيسي فى المشهد بشكل عام، ورأينا كيف كان مفجرا لأزمات واتهامات وقضايا ومحاكم بين عائلات بالكامل، يستوي فى ذلك العائلات الثرية مع من هم أقل حظا فى الوفرة المالية، فالخلاف يمكن أن يحدث بين الورثة على شقة أو قطعة أرض صغيرة أو مبلغ بسيط من المال.

"ماما نوال"، كما يناديها معلمو وطلاب مدارسها وجامعتها، نسجت خيوط أسطورة فى مجال التعليم، وضربت "دار التربية" المثل فى مستوي التعليم الثانوى بنظاميه البريطاني والأمريكي، وتخرجت فى هذه المدارس أجيال تفوقت فى كل المجالات، فكان الحزم والاتقان والحرص على التميز عنوانا لمسته بنفسي عندما كانت ابنتي طالبة فى هذه المدارس.

"فتنة المال" تلعب دائما بمشاعر ضعاف النفوس، فالحفيد الذى تبين أنه الذى سرق كل المبالغ التى أعلن عنها، والذى قيل إنه أيضا صاحب قضية فى المحاكم، لم تكفِه للأسف كل هذه الأموال التى كان ينعم بها بلا شك فى حياته، فلا أعتقد ولا يعتقد أحد أنه كان محروما من الحياة الرغدة التى تعيشها هذه العائلة الثرية أبا عن جد، ولكنه الطمع الذى يسول للإنسان السير فى طريق لا يراعي فيه حتى كبر السن ولا المقام، ويكون سببا فى أن تلوك الألسن سيرة سيدة ظلت تحافظ على مكانتها وهيبتها حتى قاربت على التسعين عاما من عمرها.

رأينا من قبل الفنان الكبير رشوان توفيق وهو يبكي مرارة الخلافات مع ابنته على الميراث، وانشغل الرأى العام وقتها بهذه القضية التى وصلت إلى أروقة المحاكم، وكذلك قضية أبناء الدكتورة سعاد كفافي مؤسس جامعة مصر وخلافاتهم على الميراث أيضا والاتهامات التى ظلت شهورا طويلة حديث وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤخرا تابعنا ما فجرته المذيعة بوسي شلبي ضد أبناء الفنان محمود عبد العزيز، وما وصل إليه الأمر من الدخول فى الاعراض واستباحة سيرة فنان كبير، بدون أى احترام حتى لحرمة الموت.

ماذا حدث للمجتمع؟ ولماذا يقدم ضعاف النفوس على تجاوز كل الثوابت الاخلاقية والاجتماعية؟ ولماذا لا تردعهم صلة الرحم وتوقير الكبير واحترام السيرة؟ الإجابة بالطبع تتعلق بكل التغيرات الاجتماعية التى غزت أواصر المحبة إلا من رحم ربي، والخلخلة فى النفوس التى أغواها الطمع.

الميراث "قصة حزينة" يلعب الجشع فيها وحب الذات دورا رئيسيا، والأمر له شقان الشق الأول هو ما يحدث أثناء حياة كبير العائلة الذى يضنيه نكران الجميل ونهش جسده وهو حي، وما أصعب هذا الشعور، والشق الثاني ما يتعلق بخلافات الورثة بعد وفاته، حيث يجور الأخ الذكر على الأخوات البنات، ويلقي لهم الفتات معتقدا أن المال مال أبيه ولا يجب خروجه لأطراف أخرى، غير مكترث بشرع الله الذى يلزمنا برد الحقوق إلى أصحابها، ولا حتى مكترث بصلة الأخوة ولا كونهم أكلوا ذات يوم على مائدة الطعام نفسها واستظلوا جميعا تحت سقف بيت أبيهم، وكذلك يجور الأعمام على حق أبناء أخيهم المتوفى، ويجور الأخ الذكر أيضا على باقي أخوته الذكور وهكذا.

الميراث والطمع متلازمتان فى مجتمعنا، فلا قوانين رادعة ولا أعراف شافعة، ولا حتى "العيب" مفردة يعرفونها، نسأل الله أن يطبطب على قلب كل من أصابه جرح بسبب "الورث" وأن يرد الحقوق إلى أصحابها.

مقالات مشابهة

  • مستشفيات الأطفال الجامعى وأسيوط الجديدة يشاركان فى فعاليات احتفالية غسيل الأيدي
  • تحليل: المليارات الضائعة.. و”الأدلة غير الكافية” تعيد إنتاج الفساد
  • الشرقاوي: الأزهر منارةً عالميةً للعلم والإصلاح.. وورث رسالة الأنبياء في الوسطية والاعتدال
  • تحليل لـCNN: بوتين المجنون لم يتغير.. فهل سيتغير ترامب؟
  • لجنة أساتذة الدوام المسائي: الظلم في موضوع الرواتب غير مقبول إطلاقًا
  • أكاديمية مكافحة الفساد تستعرض دور القطاع الخاص والتعليم في دعم النزاهة
  • مستشفيات أسيوط الجامعى وصحة المرأة يفتتحان أولى فعاليات احتفالية غسيل الأيدي
  • الميراث.. "قصة حزينة"
  • تسخير أساتذة الابتدائي لتأطير امتحان البكالوريا
  • تعديلات قانون التعليم.. هل تحقق التطوير المطلوب؟ | تحليل