الحكومة: لا تطبيق لنظام البكالوريا إلا بعد حوار مجتمعي شامل (فيديو)
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
قال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إنه لن يكون هناك تطبيق لنظام البكالوريا إلا بعد حوار مجتمعي شامل.
وأكد متحدث الحكومة، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "خلاصة الكلام"، عبر فضائية "النهار"، أنه لا تطبيق لنظام البكالوريا الجديد إلا بعد الاتفاق على ملامح التطوير.
وأضاف أن رئيس مجلس الوزراء أكد أنه لن يتم تطبيق أي تغييرات إلا بعد إجراء حوار مجتمعي شامل وموافقة الجميع، موضحا أن جلسات الحوار الوطني التي بدأها وزير التربية والتعليم تهدف إلى الاستمرار في هذا الحوار المجتمعي حتى تتشكل توافقات وطنية حول الموضوع.
وكشف متحدث الحكومة عن رأيه الشخصي حول البكالوريا، مشيرا إلى أن النظام الحالي للثانوية العامة يسبب حالة من الرهبة لدى الطلاب وأولياء الأمور، ما يؤدي إلى ضغط نفسي كبير.
قالت نيفين شحاته، مدير تحرير الأهرام ومسؤول ملف التعليم، أن النظام الجديد يتضمن دراسة الطلاب لمواد إجبارية وأخرى اختيارية، ضمن أربعة مسارات رئيسية، القطاع الهندسي والتكنولوجيا، والآداب والفنون، وإدارة الأعمال، وعلوم الحياة والعلوم الطبية.
كما سيمتد النظام على مدار عامين (الثانية والثالثة ثانوي)، وسيُحتسب مجموع الطالب بناءً على أفضل درجاته في المواد التي يُعيد امتحانها لتحسين مستواه، مما يتيح فرصًا متعددة للنجاح دون الحاجة إلى نظام الدور الثاني.
نجوى إبراهيم توضح مواصفات العلاقة الزوجية السعيدة
وزير التربية والتعليم أكد أن التنسيق الجامعي سيظل قائمًا على المجموع النهائي
وأضافت نيفين، خلال مداخلة هاتفية، لـ برنامج «بتوقيت العاشرة»، مع الدكتور أيمن عطالله، المذاع على قناة الشمس 2، أن وزير التربية والتعليم أكد أن التنسيق الجامعي سيظل قائمًا على المجموع النهائي، وفي حال لم يحقق الطالب الشروط المطلوبة لمسار معين مثل القطاع الطبي، يمكنه الالتحاق بكليات أخرى مناسبة لمجموعه، أو تغيير مساره.
الحفاظ على المناهج الحالية للصف الأول الثانوي العام المقبل
كما سيبدأ تطبيق النظام الجديد تدريجيًا، مع الحفاظ على المناهج الحالية للصف الأول الثانوي العام المقبل، أما المناهج الجديدة، فستُطور خلال عامين لتواكب متطلبات البكالوريا، وتوفر محتوى يرضي الطلاب وأولياء الأمور.
النظام يهدف إلى تخفيف الضغط النفسي المرتبط بنظام الثانوية العامة التقليدي
وأوضحت نيفين، أن النظام يهدف إلى تخفيف الضغط النفسي المرتبط بنظام الثانوية العامة التقليدي، كما أن التعديلات التي جرت هذا العام، مثل تقليل عدد المواد وإخراج بعضها من المجموع، كانت تمهيدًا لتطبيق البكالوريا المصري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البكالوريا الحكومة نظام البكالوريا الثانوية العامة بوابة الوفد إلا بعد
إقرأ أيضاً:
مناهج التعليم بين الواقع والتاريخ.. نحن والآخر
فوزي عمار
فجوة الواقع مع اللغة والمناهج التعليمية لدينا تمثل فجوة الإنسان بين تاريخه والزمن الذي يعيش فيه، وفي التعليم العربي يدرس الطالب أمجاد صلاح الدين وبطولات خالد بن الوليد لكنه عندما يخرج في الشارع فإنِّه يرى المسؤول السارق والخانع والمنبطح والكذابين، في تناقض بين التاريخ والواقع!
تتحدث المناهج عن الشورى والديمقراطية فيجد الطالب في الواقع الرئيس الذي لا يتغير! هذا لا يحدث في تعليم الغرب لأنَّ التلميذ يدرس أبطال الموسيقى الجاز والروك والرياضين الذين يجدهم في الشارع أمامه. هذا أيضا ينطبق على بعض دروس اللغة، فالتلميذ الذي يدرس الشعر العربي يحفظ التلميذ (مُكِرٍ مفر مقبل مدبر معًا // كجلمود صخر حطه السيل من علٍ)، لكن التلميذ لا يعرف ولا يجد في الشارع كلمات مثل: مكر، مفر، جلمود!
اللغة مُهمة وجزء من هوية شاملة، لكن طريقة تدريسها بالشكل الحالي أدت إلى فقدانها، فمن منا اليوم يجيد اللغة العربية وهي لغة ديننا الحنيف لغة القرآن الكريم، بسبب تأخر المناهج وصعوبتها.
التلميذ في ألمانيا يدرس تاريخ المرسيدس، والفرنسي تاريخ البيجو، والأمريكي تاريخ الفورد والكاتربيلير، ويجدها أمام بيته ويركبها في الوصول للمدرسة.
بينما التلميذ العربي يقرأ (الخيل والليل والبيداء تعرفني // والسيف والرمح والقرطاس والقلم"، لكنه يجد أمام بيته سيارة تويوتا وأخرى هيونداي ولا يقرأ تاريخها في المدرسة. ويدخل إلى الأسواق يجد أنواعاً عديدة من الجبن والشوكولاتة لا يتعلم صناعتها وأسماءها في المدارس؛ بل يدرس لغة منفصلة عن الواقع، العشرات والمئات من الكلمات التي لم تعد متداولة اليوم والتاريخ الذي لا يجده التلميذ في الحياة حوله.
لذلك الفجوة بين الواقع والتاريخ اليوم هي العمر الذي يفصلنا عن مواكبتنا للعصر خاصة بعد تجدد المناهج في العالم من الذكاء الاصطناعي والروبوت والبيانات الضخمة والتجارة الإلكترونية.. وغيرها من مظاهر حياة يومية لا يجدها التلميذ في المنهج الذي يدرسه اليوم.
وما لم نردم هذه الفجوة بمناهج حديثة سنظل كمن يطيل النظر إلى الماضي ولكنه ينسى المستقبل ويهين الحاضر.
ليس المطلوب إلغاء دراسة صلاح الدين أو عمر بن الخطاب؛ بل تحويل دراستهم من بطولات مجردة تُحفظ إلى دروس في القيادة، وإدارة الدولة، والعدل الاجتماعي، والابتكار العسكري والإداري في زمانهم.
إنَّ سد الفجوة بين مناهج التعليم والواقع ليس ترفًا فكريًا، بل هو شرطٌ أساسيٌّ للبقاء والمنافسة في عالمٍ يتسارع بلا هوادة.
ولذلك وجب اليوم تطوير المناهج وربط التعليم بالواقع وتطبيق مهارات القرن الواحد والعشرين وإصلاح مناهج التاريخ بدل التمجيد إلى الانتماء الفاعل وتقيم المناهج بانتظام لضمان أنها تتوافق مع احتياجات المجتمع.
الأجيال القادمة لا تحتاج أن تعيش في متحفٍ من الماضي المجيد؛ بل تحتاج إلى جذورٍ راسخةٍ في تراثها تُغذيها، وأجنحةً قويةً من المعرفة والمهارات المعاصرة تحلق بها نحو آفاق المستقبل.
آن الأوان لأن نُقدم لتلاميذنا تاريخًا يتنفس في حاضرهم، ولغةً تتحدث عن عالمهم، ومعرفةً تمكنهم من تشكيل غدهم.
رابط مختصر